Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

لعب العيال ومصير البلاد

أنور  نعمان راجح

تمارس السياسة في هذه البلاد بطريقة مختلفة جداٍ عن بقية بلدان العالم والمقارنة هنا ليست لصالح السياسة وأهلها في بلادنا ولن نجد لها ولهم مزايا تذكر أو تبعث على الاطمئنان من خلالها على البلاد والناس لأنها أصبحت «لعب عيال» بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وهؤلاء «العيال» بمختلف أعمارهم يلعبون سياسة ويلعبون بمصير بلاد وشعب ويقودون الحاضر نحو المستقبل المجهول وهم يظنون أنهم يحسنون في سياستهم ولعبهم.

جاءت فرصة سانحة ليشتغل هؤلاء واولئك سياسة فالبعض منهم جديد عهد بهذا الشغل وهذا السوق ولكنه لم يتردد في الدخول إلى المعترك دفعة واحدة ليصل إلى منتصف الملعب شاهراٍ سيفه في وجوه الجميع ممن يخالفونه الرأي والموقف والبعض الآخر قد بلغ من العمر عتيا وفقد القدرة على التركيز ولكنه يتصابى سياسياٍ ومسئولية وهو لا يعلم أن «الزهايمر» قد فعل فعله في عقله وذاكرته وهو بذلك يصر على اللعب في المرحلة الخطأ والزمن الخطأ دون استشعار وإدراك لعواقب هذا النوع من اللعب على البلاد والناس.

هذه الفرصة التي فتحت أبوابها لاستقبال المشتغلين بالسياسة دون ضوابط قد تتحول إلى ذكرى سيئة في ما سينتج عنها من  سلبيات وأخطاء كارثية على  الحاضر والمستقبل.

بالطبع لا يمكن إنكار حقيقة وجود لاعبين محترفين في ملعب السياسة وهم على درجة عالية من الوعي والادراك ولكن ماذا عساهم يفعلون في ظل أجواء غير ملائمة وفي زحمة «العيال» الذين يفسدون كل ما يريد العقلاء إصلاحه لدرجة أن أصوات الحكماء والعقلاء تلاشت في سوق المجانين وتجار القضايا الخاصة والبضائع الفاسدة والموقف جد خطير ولا يمكن الاستهانة به أو التقليل من عواقبه.

ربما نشهد صراع أهواء بشكل أشد وأقوى في قادم الأيام حين يجتمع أهل الأهواء والرغبات المتنافرة والمتعادية وجهاٍ لوجه. وحين يأتي عشاق الغنائم بسكاكينهم و«سواطيرهم» لاقتسام الغنيمة التي يرونها خالصة لهم وحين تتعارض السكاكين وتتعارض قبلها الرغبات والأهواء والسياسات التي ينتهجها المتسابقون نحو الغنيمة وكم هو مخز أن تكون الغنيمة وطنا يتسابقون لاقتسامه وأسوأ ما ينجم عن الاقتسام هو التأسيس لفكرة التقسيم ولا شيء يمكن أن يفض الاشتباك بين أصحاب نزوات ورغبات المتقاسمين سوى التقسيم وهذا كله نتيجة محتملة إذا ظلت الأمور تسير على النحو الذي نراه اليوم من سياسات ومواقف وتصريحات تفتقر لأدنى شروط المسؤولية ولا تفسير لها سوى الطيش عند الصغار و«الزهايمر» عند الكبار وحب الغنائم عند البعض الآخر.

يستطيع المتأمل في الشأن اليمني أن يدرك حقيقة الوضع الناجم عن الطيش والحقد السياسي الشخصي ويستطيع أن يدرك أن البلاد تتجه نحو وليمة زائفة ومضللة قد تنقلب في أية لحظة إلى مأساة وأن أهم الأسباب المؤدية إلى ذلك هي النزعات التي تتستر بالوقار والمسؤولية والحرص على المصلحة العامة.

لا شيء سوى عودة العقلاء والحكماء للامساك بزمام المرحلة والحوار القادم وكبح جماح اللاعبين الصغار والعجائز الذين لا يدركون ما يقولون وما يفعلون…

Share

التصنيفات: الصفحة الأخيرة

Share