Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

عضو تحضيرية الحوار رضية المتوكل لـ «الوحدة» : الحرب الإعلامية وغياب الحراك أهم معوقات اللجنة

إذا كانت الخطوات الفنية والإدارية لتحضيرية الحوار ناجحة والأرضية ليست مهيأة للدخول في الحوار الوطني فلن ينجح الحوار وإذا لم تصاحب الاعتذار للجنوب وصعدة خطوات جادة ميدانية مرتبطة برد الحقوق لأصحابها فلن يدغدغ الاعتذار مشاعر أحد لأنه عمل سياسي ونفسي فقط.. وبالتالي فإن هناك حقوقاٍ منتهكة لا تحتاج إلى حوار وإنما إلى إجراءات تعكس النية الحقيقية لتهيئة الحوار الوطني الشامل..أما المشاكل والمعوقات التي تعرقل عمل اللجنة الفنية التحضيرية للحوار فتتمثل في غياب ممثلي الحراك الجنوبي عن اللجنة من الناحية السياسية وكذا الحرب الإعلامية القائمة بين الأطراف السياسية.. فضلاٍ عن التحديات الموجودة أمام اللجنة في الاتفاق على التفاصيل المتعلقة بالتحضير لمؤتمر الحوار الوطني سواءٍ من الجوانب الموضوعية أو التقنية أو الفنية.. الأمر الذي يجعل اللجنة تلجأ إلى خبراء لتجاوز هذه العثرات لأن التجربة جديدة بالنسبة لليمنيين حيث لم يحدث وأن شاركنا بهكذا مستوى لتحضير خطوات الحوار الوطني..وعليه فإن الأطراف السياسية لها تأثير كبير في الميدان ومساهمتها في إنجاح الحوار هو الالتزام بكل ما يفترض أن يشجع على الاتفاق بين الأطراف للدخول في حوار غير متشنج وذلك بضبط الميدان أولاٍ والكف عن المناكفات السياسية والاعلامية في ما بينها..هذا أبرز ما قالته رضية المتوكل – عضو اللجنة الفنية التحضيرية للحوار الوطني في هذا الحوار الذي أجرته معها «الوحدة» والذي تطرقت فيه إلى العديد من القضايا الهامة المتعلقة بالحوار الوطني وكذا شؤون وشجون كثيرة تجدونها في ثنايا الحوار التالي:

 

حاورها / عاصم السادة

 

< كيف تقيمون أداء اللجنة الفنية التحضيرية للحوار الوطني في عملية التحضير لمؤتمر الحوار..¿ وما هي الآلية التي تمضي وفقها اللجنة لإنجاح هذا المؤتمر في رأب الصدع بين فرقاء العملية السياسية في اليمن..¿

 

<< أهم شيء في اللجنة هو التوافق لأنه حوار وطني ومستوى الحوار وطريقته بين المكونات المختلفة الموجودة في اللجنة يسير بطريقة ممتازة إلى درجة لا تعكس الواقع ولأن الشخصيات الموجودة مدنية ولها تجارب كبيرة فالحوار يتم بطريقة راقية جداٍ حتى و إن كان هناك مواضيع يْختلف عليها في العمق وفي الآليات والترتيب والتحضير للموضوعات لكن مع النقاش دائما تكون هناك نتيجة مرضية يستطيع الجميع أن يتوافق عليها.. وأقول أنه إيجابي لكن التحديات مازالت موجودة أمام اللجنة في الاتفاق على تفاصيل كثيرة جداٍ متعلقة بالتحضير لمؤتمر الحوار الوطني وهي مهمة غير سهلة جانب منها موضوعي والآخر تقني وفني يحتاج منا أن نلتقي بالكثير من الخبراء لنتناقش فيه وهو غير سهل لكنه يسير بشكل جيد.

 

ومن ضمن مهام اللجنة إعداد جدول الأعمال وموضوعاته ولديها مهام حساسة تتصل بالتمثيل ومعايير التمثيل وحجم المجموعات المشاركة وتقوم اللجنة بعصف ذهني لكل بند من بنود المهام التي على عاتقها وقد تصل أحياناٍ إلى طريق مسدود ليس بسبب الموضوع نفسه ولكن بسبب الخبرات الفنية المطلوبة لهذا الموضوع فنلتقي بخبراء نسألهم كيف تمت مؤتمرات في بلدان أخرى وكيف حلت عدد من القضايا وقد التقينا بجمال بن عمر وفريق من الخبراء للنقاش حول أمور تقنية عديدة  فاللجنة وفقاٍ للمهام المحددة لها في القرار الرئاسي تبدأ بأحد الموضوعات فتناقشها وتتفق على مبادئ معينة ثم تلتقي بالخبراء حين تحتاج ثم نعود لمناقشته مرة أخرى بعد أن يكون هناك تفاهم مبدئي إلى حد ما بين أعضاء اللجنة وهناك قرار بأن تتم مشاركة أطراف أخرى خصوصاٍ الأطراف التي ليست ممثلة في إطار اللجنة وهي الحراك الجنوبي يجب أن تكون أول خطوة بعد التفاهم الأولي داخل اللجنة حول عدد من القضايا هي: مناقشتها مع ممثلين في الحراك الجنوبي وثم مناقشتها مع عدد أوسع اللجنة أيضاٍ بحسب القرار نفسه ملزمة أن تبلغ الرأي العام بالخطوات التي تقوم بها وهذا يتم من خلال الناطقة الإعلامية للجنة  ولكنها كلها إلى حد الآن تعتبر تفاهمات مبدئية تحتاج إلى كثير من التفاصيل وإلى مشاورات مع نطاقات وشخصيات ومجموعات أوسع لتقر قبل أن ترفع حتى لرئيس الجمهورية في التقرير النهائي..

 

< كم تقدر نسبة الإنجازات الفنية والتحضيرية التي حققتها اللجنة منذ أن شكلت حتى الآن..¿ وماهي تلك الإنجازات بالتحديد..¿

 

<< لن استخدم كلمة إنجاز لأن الإنجازات كلمة كبيرة لكن أول خطوة قامت بها اللجنة حين اجتمعت اللجنة بتوافق جماعي غير مرتب هو التوافق بأن هناك خطوات سياسية يجب أن تتم من الإدارة السياسية لتضمن نجاح الحوار بشكل عام وهذه الخطوات تتضمن القضية الجنوبية والمعتقلين وقضية صعدة وخرجت اللجنة بنقاط عشرين نشرت في وسائل الإعلام وسلمتها لرئيس الجمهورية ومنبع هذه الفكرة هو الحرص على الحوار نفسه لأنه مهما كانت الخطوات الفنية والإدارية ناجحة والأرضية ليست مهيأة للدخول في الحوار فلن ينجح الحوار وسيتم كما يقال دائماٍ «أن تنجح العملية ويموت المريض» ثم من بعد ذلك اشتغلت اللجنة على اللائحة الداخلية للجنة ذاتها ومن ثم على الخطة التفصيلية للجنة وبدأت تمضي على بنود الخطة بنداٍ بنداٍ ناقشت العديد من الموضوعات وشكلت لجنة إعلامية وتعد اللجنة الإعلامية الآن مسودة للخطة الإعلامية للحوار الوطني  وخلال الفترة الماضية عندما وصلنا إلى تمثيل الوفود وحجمهم ومعايير الأهلية اتفقنا بشبه إجماع أن هذه المسألة تحتاج إلى خبرات فجلسنا كثيراٍ مع عدد من الخبراء في هذه المسائل واطلعنا على تجارب بلدان أخرى وكان هناك جلسات مكثفة لها علاقة بموضوع التمثيل وآلية سير المؤتمر وطريقة اتخاذ القرار ولا يوجد إلى حد الآن قرارات نهائية بصددها وإنما تصورات مبدئية تحتاج اللجنة أن تناقشها أكثر وأكثر للخروج بالتقرير النهائي.

 

غياب الحراك الجنوبي

 

< ماهي أهم العراقيل التي تقف عائقاٍ أمام اللجنة في عملية التحضير للحوار الوطني..¿ وكيف يمكن لها تجاوز تلك المعوقات¿

 

<< أحد المشاكل الرئيسية هي غياب ممثلي الحراك الجنوبي عن اللجنة هذا من الناحية السياسية  أيضاٍ هناك مشكلة تعرقل عمل اللجنة وهي الحرب الإعلامية بين الأطراف التي من المفترض أنها أصلا ممثلة في اللجنة لا توجد تهدئة ولهذا أقول دائماٍ أن اللجنة بينها انسجام كبير لا ينعكس على الميدان وهذا ايجابي من ناحية وسلبي من ناحية أخرى لأن هذا التوافق لم ينقل نفسه إلى الميدان بعد  لا من خلال قرارات ميدانية ولا من خلال اللغة الإعلامية لدى الأطراف المختلفة  وهناك أيضاٍ الأمور المتعلقة بالعمل داخل اللجنة والتي هي أمور خليط من سياسية وفنية يعني حينما نعد جدول أعمال ومعايير التمثيل وحجم الوفود فهي أمور فنية لكنها في ذات الوقت سياسية لأنها تحتاج إلى توافق.. ونحن نتفق كثيراٍ في الموضوعات ولكن دائماٍ نتعرقل عندما نحتاج إلى خبرات فنية وتقنية فنلجأ إلى خبراء لتجاوزها لأن التجربة بأكملها جديدة بالنسبة لليمنيين ولم يحدث أن شاركنا بهذا المستوى لتحضير خطوات حوار وطني ولأنها جديدة فكل خطوة تحتاج إلى دراسة واستقصاء حولها وإدراك لكيف تمت في بلدان أخرى واتخاذ قرار جماعي بشأنها.. والحقيقة لا أستطيع القول أن هناك عراقيل حقيقية في الاتفاق داخل اللجنة ولكن إذا لم يتهيأ الميدان بكل أطرافه وبإرادة من كل الأطراف السياسية وليس فقط رئيس الجمهورية وتخطو خطوات تثبت أنها مستعدة للدخول في الحوار فسيكون هذا أكبر عائق أمام التحضير للحوار بشكل عام.

 

ضبط الميدان

 

< مامدى تفاعل وتجاوب الأطراف السياسية والقوى الاجتماعية وكذا منظمات المجتمع المدني لإنجاح الحوار الوطني المزمع انعقاده خلال الأيام القادمة..¿

 

<< هناك أطراف سياسية لها تأثير على الميدان و مساهماتها في إنجاح الحوار هو الالتزام بكل ما يفترض أنه يشجع على الاتفاق بين الأطراف والدخول في حوار غير متشنج وضبط الميدان والالتزام بسيادة القانون هذا ما يتعلق بالأطراف السياسية أما دور المجتمع المدني فيجب أن يكون في الحوار الوطني ذاته مشاركة مجتمعية  سيكون هناك تبادل بين من هم على طاولة الحوار والمجتمع بشكل عام بكل أطرافه التي هي النخب والمجتمع برمته.. وهذه الخطوة لم تتم حتى الآن ومازالت قادمة لكن تستطيع منظمات المجتمع المدني من تلقاء ذاتها أن تشجع فكرة الحوار بأكثر من طريقة ولكن ذلك لم يتم بشكل تلقائي حتى الآن لا من منظمات المجتمع ولا غيرها فما يزال عبء التحضير للحوار على اللجنة الفنية.. ويفترض أن تكون هناك خطة تشجع منظمات المجتمع المدني ليكون لها دور إيجابي وفاعل في الحوار الوطني ونحن مازلنا الآن في المرحلة التحضيرية وليس الحوار الوطني.

 

ليست سقفاٍ

 

< برأيك.. هل سيعقد الحوار الوطني في الموعد المحدد وفقاٍ لما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة..¿

 

<< الإطار العام لهذا الحوار الوطني هو المبادرة الخليجية لكنها ليست سقفاٍ يحده من أي قضية يريد الحوار الوطني أن يناقشها كيفما شاء وبالطريقة التي يشاء والحدود التي يشاء داخل مؤتمر الحوار.. وبالتالي فإن الحوار هو في إطار المبادرة الخليجية ولكن المبادرة الخليجية ليست سقفاٍ أو حداٍ يمنع أي طرف من أن يحاور ما يريد وبالطريقة التي يريد.

 

لن يتأخر

 

< لكن هناك مؤشرات مبدئية توحي بأن الحوار الوطني قد يتأخر عن موعده المحدد نتيجة عدم استكمال العمل التحضيري للحوار.. ما تعليقك..¿

 

<< لا يوجد إلى حد الآن مؤشر يقول أن مؤتمر الحوار الوطني سيتأخر عن موعده.. وما يناقش عن تمديد عمل اللجنة ليس بالقدر الذي يؤخر انعقاد مؤتمر الحوار الوطني ولكن الفترة التي ضاعت من عمل اللجنة بسبب أن القرار صدر في رمضان وتأخر انعقاد اللجنة عن الفترة المحددة بعشرة أيام بعد القرار  ثم تأخر عمل اللجنة أكثر بسبب فترة العيد  والمهام الموكلة إلى اللجنة ليست سهلة وتحتاج إلى كثير من العمل وقد تلتزم اللجنة بأن تسلم تقريرها في الموعد المحدد ولكن قد يحتاج منها إلى فترة أطول ولكنها ليست أطول بالقدر الذي يؤخر موعد انعقاد الحوار الوطني فالجميع يعمل بجد ليكون مؤتمر الحوار الوطني في الموعد المحدد..

 

الوفود المشاركة

 

< كم هو حجم التمثيل للوفود التي ستشارك في مؤتمر الحوار الوطني..¿

 

<< إلى حد الآن اللجنة لم تقر عدد الوفود  لكن اللجنة اطلعت على تجارب مختلفة من خلال الخبراء على الخيارات المختلفة الأعداد الكبيرة و ما هي السلبيات وما هي الإيجابيات وفي إطار الأعداد القليلة أيضاٍ تمت دراسة ما هي السلبيات وما هي الايجابيات وندرس هذه الخيارات في سياق المؤتمر وما هو هدفه والسياق الذي جاء فيه وهل ستتحقق النتيجة المرجوة من هذا المؤتمر بالأعداد الكبيرة أو الصغيرة وهذا كله ما يزال في إطار النقاش وكل الخيارات مطروحة أمام اللجنة وبالتالي فإن اللجنة لم تقر بصورة نهائية عدد الوفود المشاركة في الحوار.

 

ثمان قضايا

 

< ما هي أبرز القضايا الوطنية التي سيركز عليها مؤتمر الحوار الوطني القادم لمناقشتها ومعالجتها..¿

 

<< هناك ابتداءٍ  ثمان قضايا حددها القرار الرئاسي نفسه وهي القضايا المتعلقة بالدستور وبناء الدولة وقضية صعدة والقضية الجنوبية وكذا قضايا متعلقة بالقضاء والجهات الإدارية وما يقع تحت هذا البند وهناك بند في القرار الرئاسي عن اتخاذ كل السبل القانونية التي تضمن حقوق الفئات الضعيفة التي منها المرأة والطفل وكذلك المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وحقوق الإنسان وكل ما ذكرت هو ما جاء في القرار الرئاسي.. وهناك القضايا ذات البعد الوطني الأخرى.. فالقرار الرئاسي حدد القضايا تحت هذه العناوين العريضة ويمكن أن يكون تحتها كثير من التفصيلات كما ترك مجالاٍ للقضايا ذات البعد الوطني التي قد تتخذها اللجنة أو تترك للمؤتمر بحسب ما ستقرر اللجنة كيف يجب أن يكون جدول الأعمال ويجب أن يركز هذا المؤتمر في كل نقاشاته بحسب القرار الرئاسي على ما يْمكن في النهاية لجنة مختارة من قبل المؤتمر على صياغة دستور وعقد جديد للمجتمع..

 

قرارات رئاسية

 

< ما مضمون العشرين نقطة المقدمة من اللجنة لرئيس الجمهورية..¿ وهل تستطيعون تنفيذها ما قبل انعقاد مؤتمر الحوار..¿

 

<< أريد أن أركز على جملة هل تستطيعون تنفيذها لأنه حدث لبس فيها اللجنة الفنية للإعداد للحوار الوطني ليست هي المعنية بتنفيذ هذه النقاط العشرين فهي مقترحات رْفعت إلى رئيس الجمهورية والرئيس بكل أدوات الدولة هو من يستطيع أن ينفذ هذه النقاط ويقسمها بالطريقة التي يرى أنها مناسبة وفق لجان أو أي آلية يختارها رئيس الجمهورية.. وما تستطيع أن تفعله اللجنة هو أن تكرر تأكيدها على ضرورة أن تكون هناك خطوات في الميدان تشعر الأطراف المختلفة أن هناك جدية نحو إصلاح حقيقي في هذا البلد وكثير من النقاط تتعلق بقضايا حقوقية سواءٍ في الشمال أو الجنوب وقد رأت اللجنة أنها ليست بحاجة إلى حوار ولكن إلى قرارات رئاسية.

 

قضية سياسية

 

< أجمع أعضاء اللجنة الفنية في أحد اجتماعاتها على ضرورة تقديم الاعتذار لأبناء الجنوب وصعدة من قبل الأطراف السياسية والعسكرية والاجتماعية التي شاركت في حرب صيف 94م في جنوب اليمن وكذا الحروب الست في صعدة.. برأيك هل هذا الاعتذار سيعد كافياٍ لإرضاء الجنوب وصعدة وكذا حلاٍ لهاتين القضيتين.. أم أن الغرض من ذلك هو جرهما للمشاركة في الحوار فقط..¿

 

<< بالنسبة لقضية الاعتذار هي أتت في أسفل النقاط العشرين التي تضمنت نقاطاٍ حقوقية ميدانية تتعلق بقضايا وحقوق يجب أن تتخذ في سبيلها قرارات وإجراءات وآليات تصلح الوضع من الناحية الحقوقية.. فالاعتذار يرى البعض أنه مؤشر لبداية صفحة جديدة وبالتالي فإن الاعتذار لن يرد الحقوق لأصحابها إذا لم يْصحب بخطوات جادة ميدانية ولن يدغدغ مشاعر أحد ولن يسحب أحدا ولن يفعل شيئاٍ.. فالاعتذار قضية نفسية لن يأتي منه تأثير إلا إذا ارتبط بالقضايا الحقوقية.

 

عمل سياسي

 

< كيف لمستم ردة فعل الأحزاب السياسية تجاه قرار اللجنة المرفوع لرئيس الجمهورية المطالب منها الاعتذار لأبناء الجنوب وصعدة..¿

 

<< أريد أن أركز على كلمة أخرى وهي قرارات فاللجنة لم تتخذ قرارات في النقاط العشرين لكنها رفعت توصيات لرئيس الجمهورية لأن هذه النقاط إذا تم فيها قرار وعمل سياسي ايجابي فإن هذا سيجعل الأرضية مهيأة أكثر للحوار الوطني.. وبالتالي فإن اللجنة لا تستطيع أن تتخذ قرارات لأنها ليست صاحبة قرارات في هذه القضايا وإنما هي الدولة بكل أدواتها.. واللجنة تتضمن الأحزاب الرئيسية السياسية وممثلي هذه الأحزاب في اللجنة كانوا موافقين أن هناك قضايا حقوقية لا تحتاج إلى حوار ولكنها تحتاج إلى معالجات وقرارات من الإدارة السياسية يستطيع من خلالها أن يجعل الأرضية مهيأة للحوار.

 

نوع الاعتذار

 

< لا تزال هناك أطراف سياسية تتلكأ في تقديم الاعتذر باعتبار أنه اعتراف صريح منها قد يعطي الطرف المعترف له الحق القانوني في مقاضاتها.. كيف تفسرين ذلك..¿

 

<< أنا لا أعرف كيف أفسر عدم التركيز على كل النقاط والتمسك بالاعتذار ولا أدري ما هو الخلل الذي جعل أطرافاٍ عديدة تركز على الاعتذار وتترك بقية القضايا الحقوقية فموضوع الاعتذار قد يْفسر بأكثر من طريقةوإن تم من عدة أطراف فإنه يجب أن يكون في إطار نقاش ولن يحدث أن يهمس شخص سرِا فيعتذر لشخص آخر.. واعتقد أن النقاش الذي حصل داخل الجماعات والتيارات عما هو هذا الاعتذار وكيف سيكون نقاشاٍ مفيداٍ وعلى الأحزاب والجماعات أن تناقش هذا الموضوع بداخلها وربما لو ناقشته الأطراف المختلفة مع بعضها وجهاٍ لوجه كما يتم داخل اللجنة الآن فقد تفكفك أبعاده وتقرر أنه أمر ضروري  أو أن يصاغ بطريقة أخرى.

 

عمل حقوقي

 

< هل لكم أن تحددوا لنا الأطراف التي يتوجب عليها الاعتذار لأبناء الجنوب وصعدة..¿

 

<< لن أحدد الأطراف لسبب بسيط هو أن التركيز على قضية الاعتذار عمل سياسي والعشرون نقطة كانت عملاٍ حقوقياٍ الهدف منه هو تهيئة الأرضية والأجواء للحوار الوطني أما التركيز على الاعتذار بهذه الطريقة والخروج منها بجملة من المناكفات السياسية فهو لا يعكس روح الهدف الذي من أجله صاغت اللجنة النقاط العشرين ولذا لن أحدد أطرافاٍ ولن أقول من يجب أن يعتذر ولكنني أقول أن هناك حقوقاٍ منتهكة يمكن أن تعود لأصحابها قبل الحوار الوطني ولا تحتاج إلى الحوار الوطني ولكنها تحتاج إلى إجراءات جادة تعكس نية حقيقية للتهيئة للحوار الوطني..

 

نقطة ايجابية

 

< في حال رفض أبناء الجنوب  وصعدة الاعتذار من قبل الأطراف المشاركة في الحروب ضدهما.. ماذا سيكون الرد تجاه هكذا رفض¿

 

<< اللجنة حين وضعت مسألة الاعتذار كان تقديرها أنها بهذه الطريقة تضع نقطة ايجابية تعكس رد فعل إيجابي لكن إن كانت هذه النقطة بطريقة أو أخرى قد أدت عكس ما قصدت اللجنة إذاٍ فالمسألة تقديرية واللجنة أخطأت في تقديرها لكن الحوارات الوطنية  ليست لي أذرع بل هي توافق وقد وضع هذا البند بروح التوافق وليس بروح لي الأذرع والمناكفات السياسية ولا يمكن أن ننجر إلى المناكفات السياسية لأنه لم يكن هذا هو الهدف..

 

مشاركة إيجابية

 

< برغم قبول جماعة الحوثي المشاركة في الحوار على أسس وطنية نجد أن أحد الأطراف السياسية ولا سيما الدينية غير قابلة بذلك إذ تمارس ضدها اقذع الممارسات السياسية التنفيرية عبر وسائل إعلامها مع أن التهدئة الإعلامية شرط أساسي للخوض في الحوار.. ما تعليقك على ذلك..¿

 

<< أولاٍ أنا سعيدة لمشاركة الحوثيين في اللجنة الفنية التحضيرية للحوار الوطني ومشاركتهم ايجابية جداٍ حيث أن الأشخاص الذين اختيروا للجنة اختيروا بطريقة تعكس نية جادة وهي شخصيات لها تأثير ووجود محترم وتتعامل بمسؤولية عالية أما عمل الأطراف السياسية خارج اللجنة فهذا لا يقتصر على طرف ولكنه ينطبق على كل الأطراف.. وهنا قل لي ما الفرق بين قناتي المسيرة وسهيل..¿! أنا لا أتابع بشكل يومي ولكنني بشكل عام اعرف أن كلتا القناتين تشغيلان بنفس الروح العامة بغض النظر عن التفاصيل الطرفان في الميدان يحرضان على بعضهما وهما يحتاجان إلى خطوة شجاعة من كليهما ليدخلا مرحلة ايجابية وإلى خلق روح الحوار فعلاٍ ولا أقول أن هناك طرفاٍ يحرض وطرفاٍ لا يرد ولابد أن الأمر يحتاج إلى لجان مستقلة تنزل إلى الميدان لمعرفة التفاصيل الدقيقة ونسبة الأخطاء والتجاوزات لكل طرف لكن من الناحية العامة والمؤشرات الأولية فإن الطرفين متساويان في ما يفعلانه ببعضهما وعندما أقول الطرفان هنا أقصد الحوثيين والإصلاحيين..

 

معارضة الخارج

 

< هل تواصلت اللجنة مع الأطراف السياسية في الخارج لما من شأنه مشاركتها في الحوار الوطني القادم..¿ وما مدى تجاوبها مع الحوار¿

 

<< اللجنة لم تبدأ بعد مرحلة التواصل من أجل المشاركة وماتزال هناك مسألة مشاركة الحراك الجنوبي في اللجنة نفسها حيث تؤكد اللجنة على ضرورة تمثيل الحراك الجنوبي فيها.. لكن اللجنة ما تزال تعمل على مسودات يجب أن تكون مقرة في إطار اللجنة لتنتقل بها للخارج سواءٍ كان هذا الخارج اللجنة أو الوطن لكن هذه المرحلة لم تبدأ بشكل رسمي.

 

مطالب مشروعة

 

< اليوم هناك تيارات في جنوب اليمن تيار الفيدرالية وتيار فك الارتباط لديهما مطالب وشروط يدعوان لها كحل نهائي ومفصلي للقضية الجنوبية.. كيف تنظرين إلى مشروعية تلك المطالب والشروط..¿ وما هو الحل الأنجع لمثل هكذا قضية¿

 

<< كل مطلب  يْدعى إليه بطريقة سلمية هو مشروع أياٍ كان وكل مطلب يريد أن يحقق نفسه من خلال الحوار هو – أيضاٍ – مطلب مشروع وهذه مهمة جميع اليمنيين والأطراف السياسية من خلال النقاشات الجادة لتخرج بتصور تستطيع أن تجمع عليه كل الأطراف اليمنية وأن تتوافق عليه دون أن يشعر طرف أنه حقق الانتصار على طرف آخر لأن الحوار ليس كرة قدم حيث يخسر فريق ويفوز الآخر إما أن تنجح اليمن بأكملها وفق توافق وإما أن تفشل.

 

القضية الجنوبية

 

< ذكرت اللجنة أن هناك قضايا حقوقية لا تحتاج إلى حوار سياسي لمعالجتها بل إلى قرارات جمهورية يصدرها رئيس الجمهورية.. ما هي تلك القضايا..¿

 

<< هذه القضايا تتعلق بالقضية الجنوبية منها المسرحون والمتقاعدون والأراضي وكذا صعدة هناك قضايا حقوقية في ذات الإطار الموظفون الذين تم إبعادهم وإعادة البناء والإعمار ومعالجة الحروب في صعدة وأيضاٍ هناك القضايا المتعلقة بالمعتقلين خارج إطار القانون لأن الرئيس قال لنا في أول اجتماع معه بأنه وجه بالإفراج عن جميع المعتقلين خارج إطار القانون باستثناء القضايا الجنائية وهذا القرار متقدم جداٍ ولكنه لم يجد طريقه للتنفيذولم تقم الجهات التي هي مسؤولة عن تنفيذه بذلك بالإضافة إلى القضايا الخاصة بالعدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية.

 

أين الشباب¿

 

< أين الشباب الذين هم في الساحات من الحوار الوطني..¿ وهل للشباب ممثل في لجنتكم التحضيرية للحوار..¿

 

<< أرى أن الشباب ممثل في اللجنة.. فهناك ليزا الحسني من شباب ساحة عدن وحسام الشرجبي والدكتور أحمد بن مبارك من شباب ساحة صنعاء وماجد المذحجي من الشباب في ساحة صنعاء أيضاٍ وإن كان هو أقرب إلى المجتمع المدني والصحافة بالإضافة إلى توكل كرمان هؤلاء الشباب موجودون ضمن اللجنة الفنية لكن بالتأكيد أن عدد الشباب الممثلين داخل اللجنة الفنية ليس بالعدد الكافي و شباب الساحة ليسوا جماعة واحدة وليسوا كتلة واحدة وليسوا رؤية واحدة فمثلاٍ هناك شباب موجودون في الساحات بفاعلية كبيرة وكانوا موجودين في كل المسيرات وتعرضوا للخطر ولكن الجزيرة لم تصورهم وقنوات الإعلام اليمنية لم تذهب إليهم لذا عند ذكر أسمائهم سيقول لك آخرون هؤلاء ليسوا شباب الساحات لأن شباب الساحات هم من نراهم على شاشات التلفاز وهذه مشكلة ولكن مهمة اللجنة الفنية أن تضع آلية ومعايير تجعل هذا التمثيل مرضيا بقدر الإمكان..

 

توقعات ممكنة

 

< إلى أي مدى تتوقعين نجاح مؤتمر  الحوار الوطني في ضوء التحضير الفني للحوار بالإضافة إلى تواصل اللجنة  مع المعنيين بالتحاور..¿ وعلى ماذا تسندين ذلك التوقع..¿

 

<< كل التوقعات ممكنة فإذا اعتمدت على اللجنة وتركيبتها وطريقة عملها سأقول لك هناك نسبة نجاح كبيرة تدعو إلى التفاؤل لكن إذا نظرت إلى كثير من القضايا الحقوقية العالقة والتي أعتقد أنه من السهل حلها سأقول لك هناك مشاكل تواجه الحوار الوطني وبشكل عام لدي أمل كبير أن اليمنيين قد تعبوا من العنف وجربوه ولم يخدمهم هذا العنف ولم يوصلهم إلى أي نتائج تفيدهم  فالحوار الوطني هو أمل وأداة مطروحة ومتاحة لتخرجنا من دائرة العنف إلى دائرة السلام ومن دائرة الموت إلى دائرة الحياة وأراهن على الجماعات اليمنية والأطراف السياسية أن تتجه إلى خيار الحوار بدلاٍ عن العنف وأراهن أيضاٍ على رقابة المجتمع الدولي لأننا بكل أسف كنا في حرب حقيقية وكانت الأطراف السياسية اليمنية مستعدة للخوض في حرب توقفت بالمبادرة وأرى أن تقاطع مصلحة المجتمع الدولي في هذه المرحلة مع مصالح الإنسان اليمني العادي الذي يريد السلم هو صدفة جميلة بالنسبة لليمنيين وعليه فإن رقابة المجتمع الدولي بهذا الاتجاه موجودة وحاضرة لتمنع الأطراف السياسية من أن تلجأ إلى العنف مرة أخرى وأيضاٍ هناك توازن بين الأطراف السياسية يجعلها تفكر في الحوار بدلاٍ عن العنف حيث يعرف كل طرف بهذا التوازن أنه لا يستطيع أن يسحق الطرف الآخر لا بالعنف ولا بغير العنف  وهذا يجعل الأطراف السياسية تفكر أنه بالحوار نستطيع أن نصل إلى حل مشترك وأن العنف لن يوصل أياٍ من الأطراف إلى أي حل..

 

عصف ذهني

 

< ما هي الخطوات التحضيرية القادمة التي ستقدم اللجنة على القيام بها خلال الأيام المقبلة..¿

 

<< اللجنة تسير وفق ما هو محدد لها في القرار الرئاسي خطوة خطوة  أحيانا تضطر لتجمع عدداٍ من الخطوات مع بعضها حين يتوفر خبير ما وثم تعود وتفكر في كل خطوة لوحدها ويجب أن تناقش جدول الأعمال  وحجم المؤتمر ثم المعايير والتمثيل وأهلية التمثيل وكذا مناقشة تفاصيل حول كيفية أن يكون شكل هذا المؤتمر وكيف يجب أن تكون طريقة اتخاذ القرار داخل هذا المؤتمر وكثير من التفاصيل التي حدث فيها عصف ذهني مع الخبراء  لكن اللجنة مازالت بحاجة أن تناقشها بشكل أكبر في ما بينها ومع الأطراف الأخرى لتصل بها إلى حل – أيضاٍ – الجانب الإعلامي و كيف يجعل من المجتمع اليمني شريكاٍ في الحوار وإن لم يكن على الطاولة  ولو تم إعداد خطة إعلامية تستطيع أن توصل بين الإنسان اليمني وبين من هم على الطاولة فهذا سيحقق نجاحاٍ كبيراٍ وسيجعل نسبة المشاركة أكبر.. وما يزال الطريق طويلاٍ ولا أعتقد أنه سينتهي بسرعة..

Share

التصنيفات: حــوارات

Share