Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

بدء العام الدراسي الجديد

بدء العام الدراسي الجديد
محمد عبد الغني مصطفى
> في هذه الأيام بدأ العام الدراسي الجديد واستنفرت الجهود كل بحسبه يعود الطلاب والطالبات إلى مدارسهم ينهلون من رياض العلم وينابيع المعرفة استنفار في البيوت واستنفار في العقول واستنفار في السوق بحاجيات المدارس ولوازمها والجميع مسؤول كل بحسب موقعه.. وهنا خمس رسائل توجه إلى العاملين في الحقل التعليمي المدرسي تذكيراٍ أو تنبيهاٍ:
الرسالة الأولى: إلى مدير المدرسة: اعلم رعاك الله تعالى بأنك رأس الهرم في ذلك الصرح التعليمي المدرسي ومسؤوليتك مضاعفة بقدر موقعك فكن مخلصاٍ مع الله تعالى في أداء أمانتك التي تحملتها باختيارك لا باضطرارك وضع نصب عينيك قول الله تعالى: «وقفهم إنهم مسؤولون».. وقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».
ثم أعلم وفقك الله تعالى أن اجتهادك في تأديتك لعملك ينعكس أثره سلباٍ وإيجاباٍ على العاملين معك من إداريين ومعلمين بل وحتى الطلاب أنفسهم فأنت أساس البناء وعليك وبك تكون قوة البناء أو ضعفه.
والبيت لا يبتني إلا بأعمدة
ولا عماد إذا لم تبن أركان
فاحرص رعاك الله تعالى على استشعار موقعك استشعاراٍ حقيقياٍ واعلم أن الجميع ينظرون إليك ويستلهمون نشاطهم وضعفهم من جراء نشاطك أو ضعفك ثم تذكر أن من أسباب تكاتف العاملين معك بعد توفيق الله تعالى: تقوى الله تعالى ومراقبته في أداء عملك على ما تبرأ به ذمتك ما استطعت إلى ذلك سبيلاٍ ثم قربك من الجميع قلباٍ وقالباٍ وكسب محبتهم كل ذلك لمرضاة الله تعالى أولاٍ ثم لتحقق مصلحة الأمر الذي كلفت به واحذر من أن تمنعك قرابة قريب أو محاباة حبيب عن أداء رسالتك وعملك على الوجه الذي تبرأ به ذمتك أمام الله تعالى.
ثم لاتنس إن شاء الله تعالى أن الخطأ وارد من الجميع وأنت من الجميع فلا تتردد في رجوعك عن خطئك متى علمت أو عْلمتِ ذلك فاعترافك بخطئك ورجوعك عنه مكرمة تحسب لك وتضاف إلى رصيدك عند الله تعالى.
وليس الاعتراف بالخطأ مقصوراٍ على الإداري الأول فحسب بل هو محمود من جميع العاملين لكن إذا كان من كبيرهم كان أوقع في النفس وأشد تأثيراٍ على من تحته.
الرسالة الثانية: إلى المعلم أنت بيت القصيد ومحط الركب أنت أكثر الناس اتصالاٍ بالطلاب من غيرك تتردد عليهم في اليوم مرة أو مرتين وقد تزيد ينظرون إلى شخصك ويصغون إلى قولك فقدر ذلك رعاك الله تعالى فعملك رسالة وشخصك قدوة قدوة في قوله وفعله ومظهره فكن عند حسن الظن بك وأعلم أنك تستطيع – بعد فضل الله تعالى عليك – أن تجعل لنفسك شخصية محترمة محببة لدى طلابك ومتابعة تلاميذك خطوة خطوة أثناء شرحك ومراجعتك لهم ما سمعوا وما قرأوا وقبل هذا ومعه وبعده غرس مكارم الأخلاق في نفوسهم.
فتفقد نفسك وأخلص في أداء رسالتك وسترى من طلابك ما يسرك ويشرح صدرك إن شاء الله تعالى.
ثم اعلم رعاك الله تعالى: أن من المعلمين من تبقى ذكراه عاطرةٍ في أذهان طلابه مهما دارت عجلة الزمان ومن المعلمين من يْنسى اسمه ورسمه ويكون لسان حال طلابه ومقالهم: مستريح ومستراح منه.
فكن من أولئك الذين إذا حضروا ذكروا بخير وإذا غابوا ذكروا بخير وعلى كل حال: فأخلاق المعلم مدرسة صامتة يأسر بها المعلم تلاميذه ويستحوذ عليهم بتوجيهاته وتعليمه الذي يتلقاه طلابه بآذان صاغية وقلوب واعية.
فسل ربك التوفيق وقدم ماتستطيع من التأديب والعلم والله لايضيع أجر من أحسن عملاٍ..الرسالة الثالثة: إلى المرشد الطلابي ذلك الرجل الذي يفضي إليه الطلاب بمشاكلهم يلتمسون منه حلاٍ لها ومخرجاٍ منها ذلك المرشد الذي يملي عليه عمله واختصاصه أن يكون فيصلاٍ في ما يحصل بين الطلاب من النزاع والشحناء وما يتبع ذلك.
فيا من كلف بذلك المنصب أعلم رعاك الله تعالى أن الإرشاد الطلابي – ومايقابله من تسمية – وظيفة لها أثرها الاجتماعي والتربوي البليغ إن أحسن صاحبها القيام بها حق القيام فالمرشد هو الأب الثاني لأولئك التلاميذ وذلك لتخصصه بمتابعة أحوال الطلاب ومعرفة مشاكلهم النفسية والبدنية والاجتماعية.
لذلك: كان على المرشد أن يكون قريباٍ من الطلاب بنفسه وبأحاسيسه يْقيم تصرفاتهم ويحاول جاهداٍ أن يكون مفتاح خير لهم ومغلاقاٍ للشر عنهم فعليه أن يعايشهم ويقدر مشاكلهم ويسعى إلى حلها جاهداٍ إن استطاع بنفسه وإلا فتح باب المشاورة ومداولة الآراء مع من يثق برأيه ومشورته من إداريين ومدرسين وغيرهم وليعلم قبل كل شيء أن عمله قربة يتقرب بها العبد إلى ربه إذ أنه قد يكون سبباٍ في تفريج هم أو كشف غم كماقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة».. فاحرص رعاك الله تعالى على تمحيص النصيحة لطلابك بكل وسيلة تعود عليهم بالنفع والصلاح.. الرسالة الرابعة: إلى رجل خارج المدرسة ببدنه لكنه فيها بحرصه ومتابعته إلى ولي أمر الطالب: أنت أكثر الناس حرصاٍ على أولادك فعاطفة الأبوة من أعظم العواطف رقة وتأثراٍ تدفع لهم دون عد أو حصر بل وتسأل عن مطالبهم دون كل أو ضجر وأنت مأجور مشكور على ذلك بل ذلك من المسؤولية التي أنت مسؤول عنها.. لكن اعلم بارك الله تعالى فيك أن بعض الآباء يظن أنه بتوفير لوازم المدرسة وحاجياتها قد أدى ما عليه وانتهى دوره وهذا من القصور لأن مسؤولية الوالد لاتنتهي عند هذا بل عليه متابعة أبنائه في دراستهم وغيرهما يختار جلساءه ويعرف ذهابه وإيابه يصحبه إلى المساجد والمجامع النافعة يعلمه مكارم الأخلاق ويحثه عليها يصوب خطأه ويشكر صوابه هذا في ما يتعلق به خارج المدرسة أما في المدرسة فعلاقة الوالد بمدرسة ولده علاقة رحم لا ينبغي أن تقطع فزيارة الوالد لمدرسة ولده والالتقاء بالمدرسين وأخذ آرائهم ومتابعة تحصيل ولده الخلقي والعلمي أمر محمود للوالد ومردوده إيجابي على الولد فبعض الطلاب يتظاهر بالتعقل والهدوء أمام والده هيبة من والده وخوفاٍ بينما يتلاشى ذلك التعقل وينقلب إلى ضده في المدرسة بين زملائه ومع مدرسيه ولو زار الوالد المدرسة أو كان على اتصال بها لعرف شخص ولده في حضوره عنده وغيابه عنه.
ويضاف إلى ماسبق أيضاٍ: إن من قنوات الاتصال بين الوالد والمدرسة مجالس الآباء التي تعقدها إدارة المدرسة ما بين فترة وأخرى ففي تلك المجالس تبحث القضايا وتجتمع الآراء ويكون النقاش مباشراٍ إلا أن المؤسف أن بعض الآباء لا يعير تلك المجالس اهتماماٍ بل إن بعض المدارس تشتكي من قلة حضور كثير من الآباء ومقاطعتهم لتلك المجالس.
وعلى كل حال: إن تعذر حضورك لتلك المجالس فلن تعدم خيراٍ من اتصالك بالمدرسة هاتفياٍ أو زيارتك لها.. الرسالة الخامسة: إلى طالب المدرسة اعلم وفقك الله تعالى وسدد خطاك: أن جهوداٍ كثيرة تْستنفر من أجلك جهوداٍ مالية وذهنية ووقتية كل أولئك يتعاهدون سقاية نبتتك ورعايتها حتى تؤتي أكلها بعد حين فلتكن ثمارك يانعة فالبيت يرجو منك ويؤمل والمدرسة تبذل لك وتعلم فكن عند حسن الظن بك خلقاٍ وعلماٍ احذر من الأخلاق السيئة وأهلها إياك والحسد فتلك الخصال طرق هدم الأبناء عف لسانك عن الكذب والنميمة كن صادقاٍ في جميع أمورك وشؤونك ترى من الله تعالى ما يسرك ويشرح صدرك إن شاء الله تعالى.. أحسن إلى من أساء إليك خاصة إن بدا منه ندم وأسف.. ولا تحمل في قلبك غلاٍ على أصحابك وأقرانك وكن خير أخ لهم. وإذا رأيت من أصحابك من يزينك خلقاٍ وفضلاٍ فالزم مجالسته في المدرسة واحرص على الاتصال به خارج المدرسة
وأخيراٍ لاتنس المضاعفة من بر والديك فلهما الفضل بعد الله تعالى في كل ما حصل لك فقبل رأسهما صباح مساء وسلهما الدعاء والرضا فهما من أبواب الجنة بل هما جنة الله في أرضه من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة ودعاؤهما من مفاتيح الخير لك ومغاليق الشر عنك..<

Share

التصنيفات: منوعــات

Share