Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

دوحة الوحدة

دوحة الوحدة
يتبها  هذا العدد: بدر بن عقيل
الثمن الباهظ
< نعترف في البدء أننا في وطننا اليمني دفعنا وندفع ثمناٍ باهظاٍ باختيارنا للنهج الديمقراطي والذي جاء ثمرة من ثمار وحدتنا المباركة في 22 مايو وتعددت أشكاله من: تعددية سياسية وحرية الصحافة واحترام الرأي والرأي الآخر واحترام حقوق الإنسان وقيام منظمات المجتمع المدني وانتخابات محلية ونيابية ورئاسية والتكلم وبصوت واضح ومسموع ووداع مرحلة تكميم الأفواه وسجون الرأي وتناول الأمور تحت الطاولة وفي الغرف المظلمة.!!
إن الديمقراطية وتبادل الأمر الشوروي والاتفاق حول كلمة سواء نحن السباقون إليها وهي أحد أبرز عناوين حضارتنا القديمة الضاربة بجذورها في عمق التاريخ ولكن أن نفسد الديمقراطية ومكوناتها وغاياتها في بعض الأزمات والأحداث والمنعطفات التي شهدها ويشهدها الوطن بعد إعادة منجز تحقيق وحدته وجعلها وسائط ومنابر وأبواقاٍ لبث سموم الفتنة وتمزيق وحدة الصف وتقطيع أوصال الوطن الواحد ونشر غسيل القبح والتشهير والإشاعات الكاذبة والمغرضة وتكريس المناطقية والقبلية والمذهبية والحزبية والشللية وخدش حياء وجمال الوطن ونقل صورة سيئة عنه والانجرار إلى شعارات جوفاء ومشروعات صغيرة عفا عليها الزمن والإضرار بالسكينة العامة والوئام الاجتماعي ومصالح الناس والأمن والاستقرار وتوجيه فوهات البنادق نحو صدور بعضنا البعض والمساس بالثوابت الوطنية وما تمثله من خط أحمر لا ينبغي لأحد تجاوزه وبالتالي إتاحة الفرصة أمام قوى الإرهاب والإجرام لفعل فعلتها وتكبيد الوطن خسائر في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة كل ذلك أمر مرفوض من أي جهة ومكان جاء وتحت أي مبرر كان.!!
نعم أمر مرفوض تماماٍ وبالذات في ظرف استثنائي من مرحلة استثنائية معقدة وصعبة من كل المناحي مرحلة غارقة في وحل أزمة طاحنة عصفت بالبلد قرابة عام كامل من عام 2011م ومازالت تداعياتها ونتائجها الوخيمة والمؤسفة تخيم بسحابة سوداء على المشهد والواقع اليمني بل – وللأسف الشديد – على أعماق وتفكير إنسانه فقد خلقت الأزمة شرخاٍ كبيراٍ وموجعاٍ بحاجة لإعادة ترميمه وإعادة الثقة وإزاحة شبح الخوف فالإنسان أغلى ما نملك وخسارته خسارة للوطن.!!
مرحلة وظرف استثنائي بكل المقاييس مازلنا نحاول جاهدين إعادة أنفاسنا المخنوقة وعافيتنا المجروحة وملامحنا المشوهة وأمانينا المغتالة ولْحمتنا المقطوعة ومنجزاتنا المنهوبة ولعل بعض الشوارع والأزقة المقطوعة والحواجز والمتاريس والأسلاك الشائكة والخيم المنصوبة وشعارات كل يوم جمعة ومضامين خطبتيهما والمظاهر المسلحة تجسد حقيقة المشهد القائم وإننا لم نخرج بعد كلياٍ من النفق المظلم وأن هناك من يريد إعادتنا إلى ما هو أسوأ من المربع الأول!.
وإذا حاولنا الخروج بعض الشيء من عنق الزجاجة وعلى ضوء بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وحققنا نتائج هي أشبه بإسعافات أولية نحتاجها عاجلاٍ تمثلت في تشكيل حكومة الوفاق الوطني واللجنة العسكرية الأمنية ومن ثم الانتخابات الرئاسية المبكرة في 21 فبراير الماضي وانتخاب رئيس التوافق الوطني الأخ المشير عبدربه منصور هادي رئيساٍ للجمهورية إضافة لتطلعنا وسعينا لتحقيق كامل ما جاء في المبادرة الخليجية من مؤتمر للحوار الوطني الشامل وإعادة هيكلة الجيش وغيرها من الأهداف المنشودة.
كما أن التفاف وتعاطف ومباركة المجتمع الدولي ووعوده بمساعدة اليمن للخروج من محنته وفي مختلف المجالات من خلال كم هائل ويومي من التصريحات والبيانات والخطابات والمؤتمرات الصحفية من قادة وزعماء وملوك ورؤساء دول العالم ورؤساء حكوماتها وما يحمله من بشائر وآمال طيبة مؤتمر أصدقاء اليمن مدينة الرياض ناهيك عن كبار وفود الدول الشقيقة والصديقة وسفرائهم المعتمدين لدى بلادنا ومقابلاتهم للقيادة السياسية وحكومتنا الرشيدة وهي جميعها وبعد التوقيع على المبادرة الخليجية وإلى اللحظة غدت أشبه بخلية نحل لابد وأن تأتي وعلى المدى القريب بنتائجها الطيبة وثمارها الشافية.
ومن هذا المنطلق مما عانيناه ونعانيه وما هو قائم على أرض الواقع ومما نلمسه ونتابعه ونسمعه من بشائر ووعود مطمئنة من الأشقاء والأصدقاء في العالم ومؤازرتهم ووقوفهم معنا في السراء والضراء فإنه يتحتم علينا – خاصة وأن النهج الديمقراطي هو النافذة التي يطل من خلالها العالم على اليمن ولمعرفة واستقصاء حقيقة ما يجري حاضراٍ وما يتطلع إليه مستقبلاٍ – أن نحترم ونتعامل بصدق ووطنية مع وسائل وقنوات ومنافذ العمل الديمقراطي ونستغلها الاستغلال الأمثل بما يخدم البلد ومصلحته الوطنية العليا ويعزز اقتصاده ويسترد عافيته ويصون وحدته وحياضه ومنجزاته لا بما يسكب الزيت على النار ويرش بالماء على وجه الفتنة النائمة التي لعن الله من أيقظها ويجرنا للعودة لأتون ورحى أزمة مرة نتمنى ألا تعود أبداٍ ويصر على إبقاء مظاهر التوتر وإقلاق أمن المواطن والوطن وتعطيل مصالح الناس وقطع الطرقات والاعتداء على خطوط الكهرباء وتصرفات وأعمال إرهابية وإجرامية هنا وهناك ومحاولة تعطيل وعرقلة ما هو حاصل أو آت مما جاء في المبادرة الخليجية!.
وبصراحة مطلقة المرحلة والظرف الاستثنائي الراهن لا يتطلب أن نستخدم الصحافة والمنابر وإطلالتنا بين الحين والآخر من شاشات بعض الفضائيات العربية وشبكات مواقع الإنترنت كرماح وخناجر وإشهار السيوف القاطعة والتهديد بالوعود والثبور والاصطياد في المياه العكرة والسعي لخلق حالة من الإحباط والتشاؤم والشقاق والتنافر بين أبناء الوطن الواحد بطرق ونوايا وشعارات لم يعد يتقبلها شعبنا وليس بحاجة إليها فقد كان رده واضحاٍ وضوح الشمس وأنه مع الأمن والاستقرار والرخاء للوطن والابتعاد عن المناكفات والمزايدات السياسية.
فكانت رسالته الرائعة والعظيمة التي أبهرت العالم ونالت احترامه وإعجابه وزادت من اهتمامه ودعمه لنا بإقباله وبالملايين على صناديق الاقتراع وانتخاب رئيس التوافق الوطني عبدربه منصور هادي رئيساٍ للجمهورية ولتضع بذلك كلمة (نعم) على بطاقات الانتخاب – الاقتراع – حداٍ فاصلاٍ بين الخير والشر بين الأمن والانفلات بين التفاؤل والتشاؤم بين اليمن الواحد القوي وبين اليمن الممزق الضعيف!! وأثبت اليمنيون حينئذ أن ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم وأن من يحاولون دفع وهرولة الوطن نحو هاوية الخطر سيجدون أنفسهم حتماٍ في مزبلة التاريخ.
رجاء.. رجاء.. رجاء المرحلة الانتقالية الاستثنائية الحالية بمصاعبها القاسية وتطلعاتها المرجوة تدعونا لتجسيد الحكمة اليمانية وعلو وهجها وسطوعها والاقتراب أكثر من بعضنا البعض وتشابك أيادينا وتوحيد كلمتنا وترتيب أوضاع بيتنا الواحد.
ولنتجه جميعنا صوب الانتماء لوطن عظيم كبير وغالُ ومعطاء يجب أن نكبر بحجم ترابه وحضارة إنسانه ومن باب الوفاء والعرفان أيضاٍ لتضحيات شهداء الثورة اليمنية الأبرار وأهداف الثورة اليمنية الخالدة..>
Share

التصنيفات: الصفحة الأخيرة

Share