Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

قد تصير إرهابيٍا دون أن تشعر

 قد تصير إرهابيٍا دون أن تشعر
المراكز الصيفية علوم وفنون وأشياء أخرى!!
< ما إن أنتهت امتحانات نهاية العام الدراسي حتى خرج الطلاب والطالبات من مدارسهم مسرورين ومنصورين وهم ما بين رامُ للكتب على أعتاب المدرسة ومردد بالصوت العالي «لا دراسة بعد اليوم» عندها تشعر أن ما فارقهم مرض الحمى أو ساعات الهم والنكد..
وتوصد أبواب المدارس وتفتح الحياة أبوابها المختلفة بحلوها ومرها بجوانبها المفيدة والعقيمة بعلو وهمة إلى الأمام أو انحراف وهرولة إلى الخلف وحتى تلبي رغبات الشباب الذي يغلب عليه الطيش باعتبار أنه لم تعد تربطه قيود أو واجبات ويشعر بأنه حر في إجازته ولا يسئل عما يفعل واستبشر الأباء خيرا فقد جاءت المراكز الصيفية لتنظم الإجازة وتحصد الاستفادة. ولأننا في اليمن تعودنا على أن «الحلو ما يكملش» تحولت المراكز الصيفية إلى هاجس يقلق الآباء على الأبناء وأصبح الخوف عليهم غامرا من شيئين في فراغ الإجازة الصيفية أو خطر المراكز التي معظمها تربي الطلاب على التطرف والطائفية والعصبية أيضا.
استطلاع: أحمد السعيدي
المراكز الصيفية الفكرة السليمة التي استوردناها من الخارج والخطة النموذجية التي لم نستطع إدارتها المراكز الصيفية جاءت لتحقق ثلاثة أهداف رئيسية أولها حماية الطلاب والطالبات من الضياع والانحراف ومن السلوكيات الخاطئة ومن رفقة السوء وثانيها فيها تحدث الفائدة والعلم والتعلم والتفقه في أمور الدين والدنيا على السواء.
وأخيرا أنه من خلالها يستطيع الطالب إخراج مواهبه وإبداعاته المدفونة وممارستها بحرية سواء كانت رياضية أو ثقافية أو فنية أو اجتماعية.
ورغم أن المراكز الصيفية في بلادنا بدأت قريبا وظهرت بقوة إلا أنها بدأت تغيب وتتلاشى فاعليتها وذلك لسببين رئيسيين أحدهما أن هناك من استغلها لمصالح خاصة  وجعلها مراكز لتعليم التطرف والعصبية والغلو والآخر أنها لم تسر وفق برنامج منظم لتحقيق الاستفادة المطلوبة ولك أن تتخيل أنه في دول شرق آسيا تحولت المراكز الصيفية من مراكز للعلم والتعلم إلى ميادين للاختراعات والإبداعات والابتكارات.
الانحراف عن الخط القويم
ولا ننسى أن على رأس العلوم التي يتم تدريسها في المراكز الصيفية هو القرآن الكريم تاج  العلوم الشرعية التي  تدرس في  المراكز الصيفية وأكثر ما يأتي الطالب من أجلها وتعلمها لأن تعلم القرآن الكريم واجب من الله تعالى وهو يحمي صاحبه ويجعله يفرق بين الحق والباطل قال تعالى: «إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات بأن لهم أجراٍ حسناٍ»
لكن ما يدعوك للحزن وخيبة الأمل أنه أصبح في هذا الزمن من يخالفون تعاليم الإسلام ويجاهرون بالباطل والشعارات المزيفة يدعون أنهم يسيرون وفق نهج القرآن الكريم ويشرحون آياته وفق مصالحهم واهوائهم.
تنمي العصبية
لحق الضرر بالمراكز الصيفية وشيء من سمعتها عندما أنشئت مراكز صيفية تهدف في الظاهر إلى زرع التعاليم الدينية السمحاء لكنها في الباطن تنشر أهدافا طائفية وعقائدية وعصبية وتربي الطلبة على الغلو والتطرف والإرهاب ونقل صورة سلبية عن الإسلام وكل  تلك المفاهيم التي نبذها ديننا الإسلامي الحنيف.
في تلك المراكز الصيفية يقوم مرضى العقول باستهداف الشباب وخصوصا من لم يبلغوا الثامنة عشرة من العمر واتذكر جيدا حديث ذلك القيادي في القاعدة عام 2007م حين قال أنهم يقيمون مراكز صيفية في قلب العاصمة.
وغيرهم يدعو إلى مراكز صيفية في محافظات معينة تكون بعيدة عن مواطن الطلاب وذلك للانفراد بعقول الطلاب وتلقيحها بالأفكار المغررة والشعارات المزيفة.
وقد حدثني مجموعة من الشباب عن مراكز صيفية حضروها وتخرجوا منها وكانت عبارة عن تدريب عسكري كامل على أيدي المجاهدين في سبيل الله كما يقولون ومع أنهم لا يزالون أطفالا إلا أنهم تعلموا وسائل الحرب والقتال بشكل كاف وأنه يتم تجهيزهم لرفع راية الإسلام الذي لم يأخذوا منه سوى البغض والعداء المزيف لأعداء الإسلام ومن هذا المنطلق تكون هذه المراكز الصيفية التي لا يروج لها وتكون سرية يتم استدعاء أشخاص محددين ليبثوا فيهم سمومهم من التطرف والإرهاب.
ما سبب  تضاؤل الإقبال
على المراكز الصيفية¿
تضاءلت نسبة الإقبال على المراكز الصيفية نتيجة منع الآباء أبناءهم من الالتحاق بها وقرر بعض أولياء الأمور وبسبب أوضاع البلاد غير المستقرة أمنياٍ و سياسياٍ أن يحتفظ بولده في بيته وقد تحدثت مع كثير من الآباء فكانت قناعاتهم تعبر عن القلق والخوف وعدم المجازفة ولا أزال أتذكر السب والشتم من ذلك المسن على المراكز الصيفية التي قادت ولده الوحيد ليكون قائداٍ جهادياٍ يقاتل إخوانه في الأرض والوطن وأما أحد الآباء فقد بالغ في إجابته عن المراكز الصيفية حين قال بالحرف الواحد: أن يبقى ابني في الشارع وينحرف ذلك أفضل من أن  يكون في مركز صيفي.
وكل ذلك هو ما أفضى إلى تراجع ملحوظ في نسبة الإقبال على المراكز الصيفية مع العلم أنه بسبب الأزمة في العام الماضي لم تقم أي مراكز صيفية لأعلى المستوى الحكومي أو الخاص.
حلول
رغم كل ما سبق عن المراكز الصيفية وأثرها غير المتوقع على الفرد والمجتمع تظل المراكز الصيفية السليمة وهي كثيرة الوسيلة الأفضل لحماية الأبناء من الضياع لذلك أكد كثير من المحللين والخبراء على أهمية تسارع الدولة بتشكيل لجنة من وزارة التربية والتعليم ووزارة الأوقاف والإرشاد ووزارة الشباب والرياضة لتقوم بالآتي:
1- تحديد آليه منظمة تسير وفقها المراكز الصيفية من خلالها يحدد المنهج المقرر الموحد لتلك المراكز وتحديد عدد المراكز وأماكن إقامتها سواء في المدارس أو المساجد أو المعاهد أو الأندية أو غيرها.
2- أن توجد التوعية الإعلامية الواسعة المرئية والمقروءة على أهمية المراكز الصيفية الحكومية والتعريف بالمراكز المشبوهة بالتعاون مع وزارة الداخلية.
3- التعامل بحزم في إغلاق أي مراكز مخالفة للمعايير المحددة من هذه اللجنة..>

Share

التصنيفات: تحقيقات

Share