Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

أد وجود اختلال في الشق الأول من اسم الوزارة

أد وجود اختلال في  الشق الأول من اسم الوزارة
نائب وزير التربية والتعليم لـ«الوحدة»:
نحتاج إلى ثورة تعيد التعليم إلى مساره الصحيح
> أكد الدكتور عبدالله الحامدي نائب وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة العليا للامتحانات أن وضع التعليم في بلادنا صعب جدا فأركانه وأعمدته كلها تحتاج إلى إصلاح جذري بل ثورة  تعيده إلى مساره الصحيح وتطرق في هذا الحوار الذي أجرته معه «الوحدة» إلى العديد من القضايا ذات الصلة بالمنظومة التعليمية كالمناهج الدراسية والأداء التربوي والمدارس التي تدرس فيها ثقافات مختلفة ويرى الحامدي إن الحكومات المتعاقبة في هذا البلد لا تنظر إلى وزارة التربية والتعليم كوزارة سيادية ولا تستوعب أنها أم السياديات باعتبارها معنية ببناء المورد البشري.. وأشار إلى أن إقحام السياسة بمفاهيمها في العملية التعليمية يشكل خطرا كبيرا يؤدي إلى انقسام الجيل على المستوى البعيد.. فإلى التفاصيل:
حاوره / أحمد المالكي
> مفهوم الامتحانات هل هو تقييم لمستوى أداء الكادر التعليمي الضخم في الميدان أم تقييم للمجتمع ومستوى وعيه بأهمية التعليم ومخرجاته¿
>> الاختبارات أو الامتحانات كيفما نسميها هي عبارة عن قياس وتقويم لما استفاد منه أو درسه الطالب والطالبة خلال العام الدراسي أما أن تتحول إلى فزاعة ورعب وتأزيم فاعتقد أن هذه مفاهيم تدل على جهلنا بالعملية الامتحانية فعلى سبيل المثال: فلاح يزرع الأرض ويبذل جهودا مضنياٍ طوال عام كامل ثم في يوم أو أيام معدودات على حجم المساحة يقوم بعملية حصاد جهده طيلة العام ويقطف الثمر هذا الحصاد هو الاختبار وبحسب جهده تكون كمية الانتاج وهذه هي العملية الامتحانية أصلاٍ أكيد في الاختبارات يجب أن يكون هناك فرح وسرور لأنه موسم حصاد يتمثل في جيل سيرتقي إلى مرتبة أخرى وسيتخرج من الثانوية العامة.
> متى ستنتهي ظاهرة الغش وكيف¿!
>> ظاهرة الغش تحولت من مشكلة إلى ظاهرة والآن غدت ثقافة لماذا¿ لأن كثيراٍ من الناس صاروا مقتنعين بها أولهم يبدأ بالأسرة وهم أحسن الناس على هذا الطالب أو الطالبة من باب التعاطف فيما أنا اعتبره خطيراٍ أن يوافق ولي الأمر أن يكون ابنه أو ابنته غشاشاٍ ومثل هذا الطريق يؤثر على مستقبل البلد والأسرة وحتى الطالب.
وفي اعتقادي أن ظاهرة الغش تعتبر من الممارسات السلبية في الامتحانات وهي ظاهرة خطيرة جداٍ تؤثر ليس فقط على حاضرنا وإنما مستقبلنا وهناك جانب إيماني أو شرعي أو ديني قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو نبي ومعلم هذه الأمة «من غشنا فليس منا» وهنا واضح أن الرسول حدد أن الغشاش ليس من دين الإسلام.
> كيف تنظرون إلى واقع التعليم في اليمن ¿
>> التربية والتعليم في أي بلد هي أساس التطور والتخلف فحينما يتم تشكيل الحكومة ونسمع عن الاهتمام بالوزارات السيادية كالإعلام أو الدفاع أو المالية أو أي وزارة يطلق عليها اسم سيادية أحس أن هناك قصوراٍ في فهمنا ماهي السيادية لهذا أجزم أن وزارة التربية والتعليم هي وزارة سيادية بل هي أم السياديات لأنها معنية ببناء المورد البشري لهذا الوطن فمن المؤسف حينما تكون الوزارة السيادية في الهامش أو تكون في ذيل القائمة فبالتأكيد سيكون مصير هذا البلد التخلف والتراجع ولنا أن ننظر إلى كثير من الدول التي أحدثت نقلة نوعية ولا نتحدث عن التاريخ الغابر أو الدول التي سبقتنا مئات السنين في التطور هنا نتحدث عن دول نعايشها ونشاهدها بأم أعيننا ككوريا والبرازيل وماليزيا كيف كانت هذه الدول قبل ثلاثة عقود من الزمن متخلفة وفقيرة ثم قررت أن تصلح أوضاع التعليم في بلدانها وخلال عقد أو عقدين قفزت نوعيا من دول متخلفة وفقيرة وأشد فقراٍ إلى دول صناعية ومتقدمة وفرت لمواطنيها الرفاهية والتقدم.
وحقيقة أن ماحدث في تلك البلدان يجعلنا نؤمن بأن التعليم هو الأساس في الاصلاح والتطور لأي مجتمع.
لذلك أقول أن التعليم في بلادنا وضعه صعب جداٍ أركانه وأعمدته كلها تحتاج إلى إصلاح جقيقي فالمعلم يحتاج إلى إلى إصلاح بالدرجة الأولى وكذلك المنهج الدراسي بكل تفاصيله يحتاج إلى إصلاح جذري وأيضاٍ البيئة المدرسية التي تحولت من بيئة جاذبة إلى بيئة طاردة ناهيك عن الوقوف أمام القضايا التقنية والمالية فهي أيضاٍ مختلة تخيل أن هذا البناء الذي يتشكل من أربعة أعمدة كلها بحاجة إلى إصلاح نحن لا نتحدث اليوم عن جدران وإنما نتحدث عن أعمدة تحمل المؤسسة التعليمية وفي اعتقادي أن المسؤولية لا تقع فقط على وزارة التربية والتعليم التي مسؤوليتها تكمن في أنها تخطط وتعد رؤى واضحة إلى قيادة البلاد ممثلة بفخامة المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وأيضا إلى الحكومة وكافة مكونات شعبنا اليمني سواء كان قطاعاٍ خاصاٍ أو منظمات مجتمع مدني أو كل من يهتم أو ينظر إلى هذا البلد بأنه وطن الجميع ويجب أن نبنيه في البدء بالاهتمام بجوهر عملية البناء والتطور وهو التعليم وليس أي شيء آخر فالقضايا السياسية يجب أن تخدم التعليم وكذلك الاقتصادية التي يجب أن تقدم للتعليم ماينهض بهذا البلد.
وأؤكد من هنا مالم نبدأ من الآن بوضع رؤية كبيرة جداٍ تتبلور في الإعداد لمؤتمر وطني واسع يعد له جيداٍ بحيث يتم التفكير بالوقوف أمام العملية التعليمية وقوفاٍ علمياٍ صحيحاٍ يستند على المعلومات والأرقام ثم ننطلق لإصلاح التعليم أكان قبل التعليم الأساسي أو التعليم الأساسي الذي نحن في الوزارة مسؤولون عنه أو التعليم الفني أو العام وإيجاد ترابط بين هذه المؤسسات التعليمية الأربع وإيجاد حلول ناجعة لإعادة التعليم إلى مساره الصحيح ولا يجب أن نبحث عن تبريرات كالإمكانيات المالية والوضع الاقتصادي والسياسي وثمة حقيقة أن كل هذه الأزمات والمعاناة التي تحل بنااليوم في اعتقادي بل متيقن بأننا سنحل كل هذه المشاكل بالتعليم .
> كيف تتكامل أدوات وأداء القنوات التربوية فالملاحظ أن هناك هوة واسعة مابين المدرسة والمجتمع¿
>> ليس هذه النقطة فقط ففي كل أنحاء العالم الذي يريد أن يحافظ على أجياله أن لا يسمع لغير الدولة بالعملية التعليمية اليوم تركنا أبناءنا لمدراس وثقافات مختلفة أيضا التعليم الديني في بلادنا يزرع الفتن لماذا¿
لأن كل مذهب وكل اتجاه يعد فريقاٍ لكي يعبئه تعبئة خاطئة ضد الفريق الآخر فتخيل كل هذه التنوعات المختلفة الحوثيون والسنة والسلفيون كلها جماعات دينية هذا إلى جانب المدارس الأجنبية كالاميركية والمدرسة التركية وكلها تولد ثقافات مختلفة ومن المفترض أن تقوم الحكومة ووزارة التربية والتعليم وتمنع منعاٍ باتا إلا أن يكون هناك منهج واحد فقط ومقرر واحد من الصف الأول الأساسي إلى الثاني عشر وبعد أن يصل الانسان إلى سن الرشد حينها يكون قد تشبع بحب الوطن والتربية الوطنية وأيضاٍ تشبع بالرؤية التي أرادتها الدولة والشعب كله بتوحيد التفكير.
اليوم لماذا نتصارع¿ هذا الاقتال الذي نراه الآن أمامنا هو نتاج المدارس التعليمية المختلفة فلماذا يقتل المسلم أخاه المسلم ويعتقد بأنه يقدم قرباناٍ لله ما هذا إلا بسبب التعبئة الخاطئة لذا يجب علينا اليوم ترك المدارس الدينية وأن تبدأ متأخرة جداٍ بعد سن الرشد ويكون الانسان قد وصل إلى سن التفكير لكن أن تبرمج هذا الطفل منذ العاشرة وأن تسمح الدولة لكل المدارس المختلفة سواء كانت دينية أو غير دينية علمانية أو غير ذلك لا بد من تعليم واحد ومدرسة واحدة فقط لا غير وهذا الطريق لإنقاذ الوطن من هذا الشتات والتمزق الذي من يراه تنوعاٍ لكننا نراه اليوم خطيراٍ لأنه ليس تنوعا.
> هناك قصور واضح في أداء التربية والتعليم.. وقضية تأهيل المعلم والكوادر التعليمية في الميدان كالسلوك والأمانة والإخلاص.. ما تعليقك¿
>> نحن لا ننكر القصور ولا الخلل الذي يكمن في وزارة التربية والتعليم وإن أنكرناه فنحن نزيف الحقيقة أو نشوهها ويجب أن نعترف أولاٍ بالمشكلة وإذا أعترفنا فهناك حل إذا كان مايرصد لوزارة التربية والتعليم من إمكانيات فهي غير كافية للقيام بدورها دعني أوضح لك بأن هناك 16300 مدرسة ولا توجد مدرسة واحدة  لديها نفقات تشغيل فمثلاٍ إذا كانت حمامات المدارس مغلقة وحين تسأل الإدارة المدرسية وحتى الوزارة فتصطدم بالاجابة بأنه لا توجد إمكانات لماذا ¿ لأن 90% مما يرصد لوزارة التربية والتعليم يذهب للمرتبات والاجور والنفقات الادارية إذاٍ ماهو التطوير الذي سيحدث بـ10% المتبقية هذا هو البعد المالي ناهيك عن البعد البشري حينما تحدث أزمة سياسية في البلد سواء كان في التسعينيات أو مامربه الوطن العام الماضي وهذا العام على سبيل المثال تنتهز هذه الأزمات لرفد التعليم بكوادر لا علاقة لها بالتعليم فمثلاٍ العام الماضي هناك 60 ألف درجة وظيفية أقرتها الخدمة حصلت وزارة التربية والتعليم على 45 ألف درجة وظيفية وعشرة آلاف درجة منحت لبقية الوزارات هؤلاء جاءوا كحل لمشكلة سياسية وحل أزمة بطالة الشباب ووجدنا كثيراٍ من هؤلاء الذين توظفوا لا يجيدون التدريس ولا التعليم طيب كيف توظفت يرد بأنه توظف كحق من حقوق المواطنة طيب التعليم الذي تفكر فيه بأنه سيبني وطناٍ من سيقوم بهذا الدور إذن نحن نهدر أموالاٍ في غير محلها لذلك يجب أن تدرس هذه الظاهرة بجدية والمشكلة الآن هي مسؤولية الشعب اليمني كاملاٍ قيادة وشعباٍ حتى الشعب أو المواطن يجب أن يخرجوا عن إطار السلبية ولا بد أن يكون الناس ايجابيين ونقف أمام أي اختلال يحدث على مستوى المديرية والقرية أو الاطار الجغرافي لهذه المدرسة أما أن يقول الكل هذا ليس من إختصاصنا ويرمون باللوم على وزارة التربية والتعليم فأنا اعتبر هذا التجاهل السلبية ذاتها.
> ثمة حاجة ملحة لإعادة النظر في صياغة المناهج الدراسية بما يلبي الأهداف المطلوبة في التحصيل العلمي كتنمية القدرات الذهنية والفكرية للأجيال المقبلة.. كيف تنظرون إلى مثل هذا الأمر¿.
>> المنهج الدراسي يعد واحداٍ من أعمدة التعليم وهذا العمود إذا كان مختلاٍ ولم نقم بإصلاحه فإن السقف سيخرب على رؤوس أصحابه وفي اعتقادي أن العملية التعليمية والتربوية بحاجة سريعة إلى وقفة جادة من كل مكونات المجتمع لإصلاح التعليم والبحث عن كافة الإمكانات.
> التربية والوحدة الوطنية.. ما مدى إيمان ووعي التربويين بهذين المفهومين أيضاٍ ما مدى ارتباط تعميق المفاهيم الوطنية بالمنهج الدراسي في الأداء التربوي¿
>> نحن من فترة صرنا مهتمين بالتعليم ولم نهتم بالتربية وهذا أدى إلى الكثير من الاختلالات هناك خلل كبير في الشق الأول من اسم هذه الوزارة لذلك نحن بصدد الإعداد لمشروع هيكلة جديدة للتربية نركز على هذا البعد بشكل غير عادي لأنه في التربية ليست فقط المعارف العلمية أو المهنية هي الأساس إنما بناء جيل ذي قيم وخلق هذا أولاٍ وثانياٍ: التعليم فالبلاد تحتاج اليوم إلى تغيير جذري في المنظومة التعليمية وعلى سبيل المثال في التربية والتعليم المدرسة هي  التي يجب أن تكون المكان الذي يحصل فيه الطالب أو الطالبة على كل متطلباتهم وفي اللحظة الراهنة حينما نذهب إلى مدارسنا نجد أن الطالب يبقى فيها 4 ساعات فقط من 24ساعة وفي هذا الوقت يجب أن نتساءل أين يكون هذا الطالب أو الطالبة في الـ«20» ساعة المتبقية أكيد في الشارع بكل ضغوطاته ويتعرض للقنوات التلفزيونية وما تبثه من أفكار تخالف ما وجده في المدرسة خاصة مع هذه الثورة المعلوماتية التي لا حدود لها.
لذلك في اعتقادي اليوم وكما أسلفت أن أحد الأعمدة التعليمية في المدرسة التي يجب أن تتحول إلى مؤسسة اجتماعية تحتضن أبناءنا الطلاب لأكبر فترة زمنية ولو اتجهت إلى أي دولة من دول هذا العالم سترى أن التعليم هو أساس تطورها ونهضتها وسترى أن الطلاب يبدأون الدراسة مبكراٍ وهم في المدرسة ولا يغادروها إلا ما بين الخامسة أو السابعة مساء بمعنى أن هناك فترة زمنية يحصل فيها الطالب والطالبة على التربية والمعارف ويمارس السلوكيات السليمة والمختلفة داخل فناء المدرسة وحين يغادر إلى بيته في ما تبقى من الوقت يجد أنه قد وصل في المغرب وهنا ليس أمامه وقت للضياع حيث يربط بين البيئة المدرسية والبيئة الأسرية حينها لا وقت أمامه يهدره في الانحرافات أو في إتاحة الفرصة لمن يتعرضه وقد يوجه مساره اتجاهاٍ خاطئاٍ وليس من السهل الآن أن نترك التلميذ داخل المدرسة يأكل ويمارس الرياضة وهواياته المختلفة التي تنمي قدراته الذهنية والإبداعية وبالتالي سيبنى الطالب والطالبة بناءٍ سليما إذن هذا أحد الأعمدة الأساسية في العملية التعليمية.
> في خضم ثورات الربيع العربي ـ برأيك ـ هل نحن بحاجة إلى ثورة في التعليم قبل حاجتنا إلى الثورات السياسية¿
>> كنت أتمنى أن نصنع ربيعنا العربي بأيدينا لا أن نستورده من الخارج ويتم توزيعه على المنطقة العربية برمتها في وقت واحد وبالتالي فأنا لي وجهة نظر في ذلك أولاٍ لأن الكثيرين يعتقدون أن الربيع العربي اليوم هو فعل داخلي صرف وهذا مفهوم خاطئ فأنا أحس بأننا دفعنا إلى أزمات فالربيع العربي اليوم يجب أن ينطلق الآن من إصلاح أهم الأولويات في بلادنا والتي أهمها يكمن في التعليم.
حسناٍ هذا الإرهاب الذي نشاهده في بلادنا لم يأت إلا بسبب اختلالات في البنية التعليمية وكذلك الفقر وثمة حقيقة يجب أن لا ننظر إليها كأنصاف متعلمين وأميين أن يبنوا وطناٍ ولا زلت أركز تماماٍ على أهمية الاستفادة والأخذ من تجارب إخواننا أو أصدقائنا الذين نهضوا ببلدانهم نهضوا ليس بالحوار السياسي ولا بحل القضايا السياسية أو الأمنية أو بحل قضايا الفقر إنما هم حلوا كافة الاشكاليات السائدة في بلدانهم بالتعليم.
> «مقاطعا»: طيب هل نحن بحاجة إلى ثورة تعليمية قبل السياسية¿
>> بلا شك نحن بحاجة إلى ثورة تعليمية قبل أي ثورة أخرى.
> ما هي ملامح هذه الثورة¿.. وهل آن أوانها.. ومن هم رجالها¿
>> هذه الثورة بالتأكيد ليست محصورة على أحد إنما على كل من هو حريص على هذا الوطن ومن يقود هذه الثورة أكيد أنهم رجال فكر وليس خارج إطار الفكر وأكيد رجال سياسة وليس خارج إطار السياسة وأكيد رجال اقتصاد وهنا لا نقصد بالرجال أن الرجال غير النساء وإنما هؤلاء هم القوم في هذا الوطن.
وثمة من يعتقد أن التعليم لا يزال خدمة وليس ذا أهمية أجزم بأنه غير مؤهل لأي إصلاحات في هذا البلد.
> الحوار الوطني المقبل بات مطلبا شعبيا ووطنيا.. ألا ترون أن ملف التعليم صار الأبرز ويجب على كافة القوى المتحاورة أن تضعه على الطاولة¿
>> كم أتمنى أن يأخذ التعليم نصيب 50% في هذا الحوار ويبدو أن القضية الأساسية هي تقاسم الأدوار بين الأحزاب فكل يريد أن يأخذ حصته من هذه الكعكة وكلها قضايا آنية وحتماٍ لو أخذ المتحاورون ووضعوا ما نسبته 50% من مساحة وقتهم في هذا الحوار لمناقشة وإصلاح التعليم سننطلق كما انطلقت كوريا والبرازيل نحو التقدم والإزدهار فهذان البلدان في السبعينيات من  القرن الماضي كانا من الدول الأشد فقراٍ في هذا العالم ثم أصلحا برامجهما التعليمية وخلال عقد أو عقدين من  الزمن تحولا من دولتين فقيرتين إلى دولتين متقدمتين وراقيتين ويكفي أن ننظر إلى كوريا هذه الدولة التي أصبحت بضاعاتها أرقى وأفضل الصناعات العالمية.
ولذلك ينبغي أن نجعل التعليم بوابة الرقي والنهضة وبوابة الدخول نحو الأمن والأمان والتقدم وإذا لم نؤمن بهذا المفهوم فسوف نظل مخزنين..
> هل ترى أن الكثير من السلبيات في حقل التعليم ناجمة عن اقحام السياسة في العملية التعليمية¿
>> السياسة بمفاهيمها الآن إقحامها في العملية التعليمية يشكل خطراٍ كبيراٍ ويؤدي إلى انقسام هذا الجيل على المستوى البعيد لذا يجب بالنسبة للتعليم العام بالذات في مرحلة الطفولة حتى 18 سنة أن يزود الطالب والطالبة صغاراٍ وكباراٍ بالقيم والسلوكيات التي تجعل منهم مجتمعاٍ مستقيماٍ تتعارض تربيته مع كل الرذائل وترتقي مع كل الفضائل هذا الجزء الأول.
أما الجزء الثاني فبالمعارف والمهارات المهنية والعلمية حتى يكون جاهزاٍ ثم بعد سن الثامنة عشرة يتحزب كيفما يشاء إنما تعبئته في سن البلوغ قبل الرشد ففي اعتقادي أننا بحاجة إلى صياغة قانون لتجريم هذه الظاهرة وما لم تجرم هذه الظاهرة في سن المدرسة سيبقى الصراع وينشأ ثم نتصارع دون أن نعلم أكفرك وتكفرني في الوقت الذي كلنا لسنا كفاراٍ لكن التعبئة التي تمت سواءٍ كانت مذهبية أو حزبية أو قبلية أو طائفية أو مناطقية شمالي وجنوبي كل هذا يحتاج إلى قانون يجرم ممارستها داخل المؤسسة التعليمية في التعليم العام أولاٍ وما بعد التعليم العام في الجامعة ولا بأس أن تكون مفتوحة..
> ماذا عن دور التربية والتعليم في ترسيخ مفاهيم حب الوطن وقيم الولاء في أذهان الطلاب لخلق المواطنة الصالحة¿
>> اتفقنا في ما سبق أن ثمة خللاٍ في حقل التربية والتعليم لكن لا يكفي أن نرمي بهذا الخلل على وزارة التربية والتعليم وهي تتحمل الجزء الأكبر من المشكلة كذلك الأسرة عليها مسؤولية يجب أن تقوم بها تجاه ابنائها كمتابعتهم وأن لا ترمي بهم إلى الشوارع عليها متابعة تحصيلهم المدرسي والعلمي وهنا المسؤولية برمتها مجتمعية ابتداءٍ من الأسرة والحي والقبيلة والمدينة ثم الوطن وحب الوطن ليس مجرد كلام بل هو سلوك وممارسة هل تعتقد اليوم ونحن نهدر كل إمكانياتنا الموجودة كل يوم نفقد قرابة 15 مليون دولار جراء الاعتداء على انابيب النفط هذا المبلغ يحتاجه البلد في الظرف الراهن ولو كان لدينا وعي فعوائد النفط كما ستكون ما هو دور المعنيين بحماية هذا الأنبوب الكل بدون تربية كذلك ما يحدث للكهرباء والطرق من تقطعات ويوميا يحصل القتل الذي لا يمكن لمجتمع مثقف ومتعلم أن يتجه إلى مثل هذه الأمور إلا إذا كان مجتمعاٍ جاهلاٍ ومتخلفاٍ يحتاج إلى إعادة النظر في التربية وخلق قيم التسامح وحب الوطن..>
Share

التصنيفات: حــوارات

Share