Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

هل استطاع المثقف الانتصار لمشروع الحداثة والتغيير¿! حتى لا يكون «مثقفونا» سلطة جلد وعساكر قهر!!

يبقى المثقف أينما وجد وحل أداة  إما للتغيير الايجابي الذي بدوره يبني الأوطان ويكون المرآة الحقيقية للكشف عن الأخطاء التي تؤدي إلى تغيير مجرى حياة تلك الشعوب نحو النجاة والخروج من جْلِ أزماتها بسلامة ونجاج أو يكون أداة  سلبية  تسبب الكثير من الويلات والدمار للشعوب والمجتمعات والحضارات … لذلك كانت  فئة المثقفين  هي المعنية من بين باقي الفئات في المجتمعات بالتأثير المباشر في تكوين وصنع المجتمعات.. الاستطلاع التالي نستقرئ  فيه رأي نخبة من مثقفي بلادنا حول دور المثقف اليمني في زحمة الاحداث والتصدي لدعاوى التشطير والانقسام والانتصار للمدنية والحرية والديمقراطية والوحدة الوطنية فإلى  الحصيلة:

 

محمد احمد الصباحي

 

Alsabahe2004@hotmail.com

 

الشيباني: هناك مثقفون ينتمون لاتحاد الكتْاب والأدباء ينادون بالانفصال!

 

في بداية حديثه معنا أكد محمد عبد الوهاب الشيباني عضو المجلس التنفيذي  في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين أننا أمام تحدُ لإنتاج خطاب ثقافي يعمل على قراءة التحولات الجديدة في المجتمع اليمني نتيجة  هذه التحولات التي وجدت في ربيع العرب 2011م وحول دور المثقف اليمني عبر السنوات الماضية والتصدى  لدعاوى الانفصال والانتصار للمدنية أفاد بقوله: عمل المثقفون اليمنيون  منذ بداية السبعينات على الأقل بتشكيل كيان نقابي موحد رداٍ على النزوع التشطيري الذي كان قائماٍ في نظامين  سياسيين متباينين نظرياٍ على الأقل وبعد احتراب عمد المثقفون اليمنيون من أدباء وشعراء وكتاب ومؤلفين على تكتيل انفسهم في كيان نقابي اسموه اتحاد الكتاب والأدباء اليمنيين والآن بعد مرور 42 عاما على تشكيل هذا الكيان يبرز السؤال التالي هل استطاع  هؤلاء المثقفون أن ينجزوا مشروعا ثقافيا مدنيا يجتذب اليه كل مكونات المجتمع اليمني بشرائحه وأطيافه المختلفة¿.. الإجابة بالتأكيد ستكون متباينة أقلها أن الاتحاد طيلة العشر السنوات الأولى من تشكيله حقق شعاره الأهم وهو تحقيق الوحدة اليمنية  بين الشطرين  في العشرين السنة الأخرى التي تبدأ من التسعينات  حتى الآن ماذا قدم الاتحاد¿!! طيلة العقدين المنصرمين جرت في النهر مياه كثيرة أفضت إلى وجود مشكلات بنيوية في المجتمع هذه المشكلات الأكثر صخبا فيها هي المناداة بالانفصال من قبل مواطنين يمنيين يقطنون في كثير من المحافظات الجنوبية  المحافظات الست على اعتبار أن ثمة قضية جنوبية لم يلتفت إليها منذ أن وضعت حرب 94م أوزارها فالشعور بالظلم والضيم  والاضطهاد ومصادرة الحقوق  وطمس (الهويات) وفرض نموذج سياسي  وهيمنة اجتماعية  من قبل قوى الغلبة في دولة الجمهورية العربية اليمنية!! ويضيف الشيباني أن هذا الشعور أدى إلى بروز هذا الصوت المنادي بالانفصال ومن ضمن هذه الشرائح  جزء كبير من المثقفين الذين ينتمون إلى اتحاد الأدباء والكتاب في اليمن وهي مشكلة حقيقية ينبغي النظر إليها بجدية عالية ومسؤولية وطنية مجردة من الأهواء وإعادة صياغة خطاب ثقافي  يقوم على التعدد والتنوع يحترم رأي مايقرره اليمنيون أنفسهم شمالا وجنوبا كون الذي أفرز الآن نتيجة تحولات المجتمع أوجد معه رؤى متعددة تسعى إلى انتاج نظامها السياسي والاجتماعي  في الطرق التي ترتئيها مكونات المجتمع بشكل عام وبكلام مكثف ينبغي فتح كل الملفات بمافيها القضية الجنوبية.

 

 

سبيت: المثقف لم تتح له الفرصة لتأدية دوره التنويري

 

علي سبيت مخرج مسرحي اكد على وجود المثقفين في أي بلد ولكنهم حسب رأيه ينقسمون إلى قسمين: قسم تأخذه الدولة لترجمة أيديولوجيتها وسياستها وقسم آخر يحمل رسالة انسانية خالدة لتنوير المجتمع لكنهم يتعرضون للكثير من الممارسات والضغوطات وهؤلاء صاروا ( قلة ) وأشار إلى وجود المثقف في اليمن ولكن لم تتح له الفرصة حتى يستطيع القيام بدوره التنويري والثقافي والسبب وفقاٍ لسبيت يعود لسيطرة العسكر على كل شيء ولذلك ارتفعت الأصوات المطالبة بالانفصال ويضيف سبيت: الثقافة للأسف الشديد تسير ومنذ زمن في اتجاه واحد ولم تكن تخدم الوطن وأبناء الشعب وانما كانت تمجيدا لشخوص وهذا ما عكس وضعيته على الوضع السائد.

 

 

المذابي: رأي المث­قف أخطر من السياسي وهو مسئول عن النكوص والتردي!

 

 

فيما يرى الأديب هايل علي المذابي عضو دار النعمان الثقافية وعضو اتحاد الكتاب اليمنيين أن المثقف مسؤول مسؤولية مباشرة عن الهزائم والانتصارات حيث قال: إن رأي المثقف أهم وأخطر من رأي السياسي لولا أنه مهمش في هذا الوطن وهو كذلك  مسؤول  عن النكوص والتردي وعن الانقسامات ففي عام 1967م إبان هزيمة حزيران طالب أحمد عبد المعطي حجازي بمحاكمة المثقفين لأنهم قصروا في واجبهم  وعملوا على اجهاض الأمة !! ومن تلك الأسباب التي تحملهم  هذه التبعات أنهم نفخوا في أبواق النفاق وعملوا – ويفترض أنهم  قادة الأمة – على ضلال الجيل لأنهم وأدوا الرأي الآخر وسحقوا الهوية الثقافية لأنهم  مالوا بسبب الاصرار على مهادنة الباطل وأضاف المذابي: إننا نحتاج إلى مثقفين من أصحاب الوعي الصالح والأخذ بيد المجتهد وانارة العقول بالفكر الصحيح كما نحتاج إلى مثقفين يقومون بحملة  تقييم شاملة  وانتصار للحق ودحر الباطل وحتى لا يكون مثقفو الأمة سلطة (جلد) وعساكر قهر!!

 

 

الشاطبي: غاب المثقف فغابت أدواته التي كان يتكئ عليها

 

سامي الشاطبي مدير تحرير مجلة الثقافة كانت له وجهة نظر في ما يخص تواجد دور المثقف على مدى السنوات الماضية حيث أفاد بعدم وجود هذا الدور للمثقف اليمني وعلل ذلك قائلا: (منذ حركة  48 والتي بسببها تعرض نخبة البلاد من المثقفين الأدباء للقتل والسحل ولايوجد أي يدور يذكر لهم لا في زحمة الأحداث أو في مواجهة ثقافات الانفصال.

 

ويضيف الشاطبي: لقد غاب المثقف وغابت معه كل أدواته التي كان يتكئ عليها ويتخذها منطلقا لبناء الدولة المدنية وفي الأصل الدولة المدنية لا تنشأ بجرة قلم من مثقف بل هي اختلاط ثقافات ومكونات مجتمع وبقوانين تفرض والمثقف مجرد مساهم في عملية التحول لا أكثر !! المثقف كمصطلح في اليمن غاب وراء المسميات الحزبية فأصبح عبارة عن بوق بثوب مثقف وليس مثقفاٍ بثوب مدني.

 

 

 

باحارثة: المثقف كان له دور مؤثر في تجذير الوحدة والهوية الوطنية

 

دكتور احمد باحارثة  مثقف من المكلا  بين عدم وجود تبادل أدوار بشكل جيد بين المثقف والسياسي مما أوجد (طغيان) السياسي على المثقف حيث قال: المثقفون في حضرموت والجنوب بشكل عام  كان لهم دور كبير ومؤثر في تجذير الوحدة والهوية الوطنية اليمنية ولكن المثقف وقع في حرج كبير مع عامة الناس فهو يريد أن يظهر بمظهر المدافع عن الوحدة لكنه يخاف من أن يفهم  عامة الشعب انه يزايد لصالح السياسيين ويرى باحارثة أن المثقفين خاصة في الجنوب يحاولون حل المعادلة بالفصل بين ماهو  وطني وثقافي وما هو سياسي يصب في خانة الدولة للعمل على بلورة فكره وعدم الخلط بين الأمرين وأن الوحدة والهوية اليمنية نقية في جوهرها بعيدة عن أدران أخطاء السياسيين ويضيف نحتاج في الشمال والجنوب إلى المثقف الواعي الذي يفرض نفسه في المشهد اليمني بغض النظر عن  نزوات الحكام وشهوات المحكومين وإذا كان لا بد من المثقف الحزبي فعليه أن يكون عينا مبصرة  لحزبه وواقع الناس ولايكون حجابا بين الحزب والواقع الحقيقي !!

 

 

 

النجار: دور المثقف نشر روح التسامح والتلاحم بين أبناء المجتمع

 

هدى النجار إحدى كوادر وزارة الثقافة أعربت عن وجهة نظرها في أن المثقف اليمني لم يظهر ولم يبرز دوره في مواجهة ثقافة التشطير  فتقول : يفترض  من المثقفين ان يكونوا روادا وقادة للفكر  والتغيير  وهم من ينيرون شعلة الاصلاح  لتضيء دروب المجتمع لكن للأسف أكثر مثقفينا برزوا في الساحة اليمنية (كمعارضين) فتبنوا أفكارا هدامة عجيبة لا ندري من أين أتت ¿! وتضيف النجار: المفترض من المثقف أن يكون سياجا وجداراٍ يحمي المجتمع لأنه أكثر معرفة وفهما للعواقب وتذكر نقطة  هامة  في ما يقوله  البعض بأن الوحدة هي خط أحمر وشعارات الوحدة أو الموت بأن هذا كلام  لا يجوز أن يقال لأننا ارتضينا الوحدة عن إرادة وقناعة وحرام علينا أن نهدم ما عمله آباؤنا وأدباؤنا المفترض أن نحافظ على هذا الإنجاز العظيم وهنا يظهر دور المثقف في نشر روح التسامح والتلاحم بين الشمال والجنوب ولايقف مكتوف الأيدي ..  ثقافة التشطير !!

 

جابر: المثقف الحقيقي يكشف الأخطاء في سبيل تقويم معوج

 

فيما يرى الكاتب والناقد والموسيقار جابر علي أحمد أن المثقف اليمني  كان هدفا من أهداف سياسة  الابتزاز التي جثمت على عقول وصدور اليمنيين  سنوات طويلة  وسعت هذه الثقافة إلى تهميش المثقف على غرار أن المثقف يشكل حالة كاشفة للعيوب  والانحرافات  وكل ما يرتبط بالانسانية   فيقول :  ثقافة التشطير هي جزء من ثقافة الاستبداد جاءت لتكرار سياسة التوحيد وتحقيق المنجزات من أراضي الجنوب التي كان يحلم بها اليمنيون وإنما سعت إلى تكريس  سياسة الاستبداد وهو ويرى أن المثقف الحقيقي هو الذي يكشف هذه الأخطاء في سبيل تقويم  معوج وأن يتقدم المثقف اليمني بمشاريع حقيقية تحفظ  كافة الحقوق وتؤدي للحلول.. فنحن بصدد  ارساء مشروع  وحدوي حقيقي  ليس بالضرورة أن  تنعكس في هذا المشروع  الوحدة السلبية وإنما بمفهومها الذي يخدم  مصالح الناس.

 

 

 

الأشموري: الدراما حاولت أن تكون سداٍ منيعاٍ

 

في مواجهة دعاة الانفصال

 

الفنان اليمني له دور كذلك في واقع الحياة الثقافية وخاصة أن له تأثيرا بفنه على أكثر شرائح المجتمع لاسيما في مثل هذه القضايا الوطنية الهامة الفنان القدير عبدالكريم الأشموري  نستقرئ رأيه في دور الفنان اليمني في ترسيخ مفاهيم الدنية وتمتين مداميك الديمقراطية حيث قال: الفنان هو جزء من منظومة متكاملة  في المجتمع.. والأولى من الجهات المسؤولة التي تحرك هذا  الفنان أن تستغل الفنان استغلالا ايجابيا إما عن طريق مسلسلات أو إذاعة أو مسرح وتعمل على توضيح الفارق الكبير ما بين  الوحدة وتلك الدعاوى عبر الخطط  والبرامج ولا يجب على الفنان أن يقوم بمجهود ذاتي وأشار الأشموري إلى أن الدراما اليمنية حاولت على مدى السنوات الماضية  بقدر الإمكان أن تكون سدا منيعا  في مواجهة دعاوى الانفصال والتشطير  ويستدرك بالقول: للأسف الشديد نعاني من السياسيين وطالب أن تتحول جميع الأعمال الدرامية إلى عمل إبداعي وثقافي  وأن تطرح اطروحات الحراك بكل شفافية وتناقش الناس بمدى خطورتها.

 

 

عبدالحافظ: قوة السياسي أشاعت ثقافة الخوف لدى المثقف

 

الكاتب هاشم عبد الحافظ أكد على ندرة وجود المثقف وبالتالي غياب دوره  حيث قال : رغم  ندرة وجود المثقف إلا أنه لايزال مصراٍ على تغليب مصالحه على مصلحة الوطن العظمى.. وتجد كذلك بعض المثقفين غير قادر على قول الحقيقة  الكاملة  والسبب  قوة السياسي الذي استغل حتى الإعلام في نشر واشاعة ثقافة الخوف لدى المثقف اليمني.

Share

التصنيفات: ثقافــة

Share