Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

«فيروس القسوة» و «حامل القتل البشري»..الإرهاب ومخاطر إضراره بالوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي

عبده حسين الاكوع

 

Alakoa777@hotmail.com

 

استعادة سيطرة الدولة يقوض نشاط القاعدة

 

يعتبر تنظيم القاعدة الارهابي أحد الأخطار والتحديات التي تهدد الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي اليمني.. الأمر الذي يقتضي من القوى  السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمواطنين التلاحم  والاصطفاف لتعميقها في نفوس الاجيال.. ومع قرب موعد انتزاع النصر المؤزر – بإذن  الله – هل سنكتفي بالحديد والنار¿ أم أن الأمر يحتاج إلى سلة شاملة من المعالجات¿!

 

«الوحدة» تطرح في هذا التحقيق «فيروس القسوة وحامل القتل البشري» الشائك والمعقد على أساتذة علمي نفس الجريمة والاجتماع والعلوم السياسية ومختصي الدراسات الاستراتيجية والجماعات الارهابية والمهتمين محلياٍ ودولياٍ لتخرج على الأقل بصورة مكتملة وحلُ شبه شامل للقضية..>

 

 

< إن تمدد نفوذ تنظيم القاعدة واتساع سيطرته على بعض المدن في جنوب البلاد ارتبط بتراجع حضور الدولة وانكماش سيطرتها جراء حالة الاضطراب الحاد التي تعيشها البلاد منذ مطلع العام المنصرم.. ويرجع الباحث عايش عواس- مدير برنامج الدراسات السياسية والاستراتيجية بمركز سبأ للدراسات الاستراتيجية انه في حال استمر الوضع على ما هو عليه فإن نشاط التنظيم يتوسع إلى أبعد مما هو حاصل الآن والعكس  في حال ما اتجه الوضع نحو الحلحلة واستعاد اليمن عافيته حينها يتوقع أن تعاود الحكومة تركيز جهودها لاحتواء خطر القاعدة ومطاردة مقاتليه واخراجهم من المدن التي يسيطرون عليها لكن ذلك قد لا يحدث قريباٍ بسبب ظروف الفترة الانتقالية التي ستمتد على مدى العامين والتي يتوقع أن تعطى الأولوية فيها لقضايا وملفات غير القاعدة.

 

ويضيف: مع الاقرار بحقيقة توسع سيطرة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب داخل الاراضي اليمنية في العام الفائت إلا أن خسائره البشرية جراء هذا التوجه كانت باهظة الكلفة حيث وصل عدد من قضوا نحبهم من أعضاء وقيادات التنظيم إلى ما يربو على 002 شخص خلافاٍ للجرحى والمصابين وبطبيعة الحال فإن هذا العدد الكبير يمثل ضربة موجعة خاصة وأن قائمة القتلى شملت قيادات مؤثرة ولها خبرات قتالية وتنظيمية طويلة ومن الصعب سد الفراغ الذي سيخلفه هؤلاء بيسر وسهولة وحتى لو كان ذلك مقدوراٍ عليه فإن الأمر يحتاج إلى فسحة من الوقت وفي الحالتين ستحد هذه التطورات ولو نسبياٍ من تنفيذ خطط وطموحات التنظيم على الأقل في المديين القريب والمتوسط.

 

مؤكداٍ أن دخول القبائل على خط المواجهة مع عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في أبين يرجع إلى سببين أولهما: أدت سيطرة القاعدة على المدن المكتظة بالسكان إلى نشوب معارك عنيفة بين عناصر التنظيم والقوات الحكومية تكبد المدنيون جراءها خسائر باهظة في الأرواح والممتلكات وشردت عشرات الأسر من منازلها ودمرت عشرات المنازل وتعرضت الممتلكات العامة والخاصة في المدينة لعمليات نهب وسلب واسعة النطاق الأمر الذي نبه القبائل والمجتمعات المحلية إلى خطورة العواقب الوخيمة التي قد تطالها في حال ما استمرت في التغاضي عن نشاط القاعدة وتحفيزها على منع عناصر التنظيم من الدخول إلى أراضيها حتى لا تتكرر المأساة التي يعيشها سكان زنجبار في مناطقها.. والسبب الآخر يرتبط بسلوك التنظيم وطريقة تعاطيه مع القوى القبلية في المناطق والمدن التي أحكم سيطرته عليها حيث عمد إلى فرض رؤاه وقوانينه على الآخرين وأصر قادته وأعضاؤه على أن تكون كلمتهم هي العليا بما في ذلك على القوى القبلية وفي حالات معينة استولى اتباع القاعدة على أعيان مملوكة لوجاهات اجتماعية «سيارات» ورفضوا إعادتها إلى أصحابها وبهذه الخطوة تحول التنظيم في نظر قبائل أبين من مجرد ضيف عليها إلى مصدر تهديد لها ينازعها المكانة ويسلبها مفاتيح القوة والنفوذ خلافاٍ لرغبة القبائل التي عادة ما تنزع إلى الاستقلالية وتطبيق القوانين والاعراف الخاصة بها وترفض التسليم للدخلاء بالهيمنة عليها وعند هذه النقطة تحديداٍ أصبحت أهداف وغايات الطرفين متضاربة مع بعضها وصار من الصعوبة بمكان التوفيق في ما بينها على نحو يرضي الجانبين.>

 

«القاعدة» تجعل النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية تتكئ على حقائق زائفة

 

< تنبثق خطورة تنظيم القاعدة على بنية النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية اليمنية في ظهور عدد من الآثار الاجتماعية النفسية السلبية التي من بينها بروز الطوائف والعصبيات المذهبية والقبلية والطائفية الضيقة التي تعمل على إحياء نفسها في المجتمع اليمني واختفاء المجتمع وراء الأقنعة إذ يصبح النسيج الاجتماعي غير طبيعي وعلى حقيقة زائفة ذات أساليب مخادعة.

 

ويؤكد الدكتور لطف حريش – أستاذ علم نفس الجريمة بجامعة ذمار أن غياب الثقافة الوطنية يفكك النسيج الاجتماعي اليمني كما يقود ارهاب الأفراد والجماعات الذي يعد أسوأ من ارهاب الحكومات إلى التعاطف الزائف معه وفقدان التأقلم والتعامل مع المتغيرات التي تطرأ على حياة الفرد والآخرين ويصبح الفرد غير قادر على الاختيار على أن يكون مستقلاٍ ذاتياٍ واجتماعياٍ في علاقاته مع نفسه ومع المجتمع ونمو شخصيته بخبرات وعادات واتجاهات وطرق تفكير مختلفة ومغايرة وغياب عملية التوافق الذي يتصف بها الفرد مع البيئة الاجتماعية واختلاف مفهوم السواء ليس فقط ما بين بيئة وأخرى ولكن أحياناٍ داخل البيئة الواحدة وبالتالي تختفي وسائل النمو المناسبة للانسان عن طريق عدم اتاحة فرص الاختيار له وشعوره بالفرق بين نفسه الحقيقية والمزيفة التي يتعامل بها مع المجتمع الذي يحاول تحقيق توقعات الغير وتطلعاتهم – الذي تتعارض فيه- مع حقيقته الذاتية ورغباته ما يؤدي إلى خروجه على الفطرة السليمة والمألوفة من سلوك الانسان السوي إلى السلوك الشاذ وتفكك الكيان الاجتماعي الحي المسؤول عن كل ربط ايجابي في الحياة وغياب القوى الاجتماعية والتربوية التي تسهم في تدريب الفرد على الالتزام بالمعايير الاجتماعية والأخلاقية وبالتالي عدم مقابلة الفرد للمستويات والمعايير الاجتماعية فيصبح الأفراد لا يولون للنظام الاجتماعي وزناٍ ولا يكترثون بما يصيب الآخرين من آلام ودمار وقتل الأبرياء.. وغيرها من الآثار السلبية.

 

ويضيف: من الآثار الاجتماعية النفسية الناتجة عن خطورة «القاعدة» فقدان الولاء والانتماء للوطن لدى أفراد المجتمع وظهور الولاء الضيق الممقوت وتشرذم وانقسام المجتمع وبالتالي ضعفه وهوانه على الآخرين ومنه انهيار الدولة وانحراف الناس عن القيم الاجتماعية خلال أطوار نموهم المختلفة ما يولد ضغطاٍ ضد التركيبة الاجتماعية للنظام بوسائل غير مقررة اجتماعياٍ وفقدان السيطرة الاجتماعية على الأفراد الناتج عن غياب العلاقة الاجتماعية بينهم فيصبح المجتمع منحلا سلوكياٍ أو خلقياٍ الأمر الذي يؤدي إلى تمحور أفراد المجتمع إلى حظيرة الإنسان البدائي.

 

مبيناٍ أن انفجار إرهاب تنظيم القاعدة في الجنوب اليمني بالتحديد تقف وراءه قوى داخلية وخارجية أيديولوجية مستفيدة وطوائف متعصبة ومتطرفة مأجورة وكيانات عرقية طائفية وجماعات دينية مذهبية وتنظيمات سياسية.

 

مشدداٍ على أن الارهاب يعد من أخطر صور التهديد للأمن والاستقرار المجتمعي التي تمس حياة الانسانية بكل صورها ومراحلها النفسية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية خال من أي شكل من أشكال الخلق أو الدين أو المبادئ أو القيم الكريمة مرض بلا عقل ولا قلب ولا هوية.. إنه فيروس حامل القسوة والقتل البشري وظاهرة تعاني منها شعوب العالم عامة واليمن خصوصاٍ وهو أحد العمليات الاجرامية التي تمارس ضد البشرية ارتبط بوجود الانسان في كل مكان وزمان استخدمه الضعفاء سلاحاٍ لهم لذا فهو سلاحهم وليس سلاح الأقوياء.. بالتأكيد وهو أقوى سلاح سياسي.

 

موضحاٍ أن انفجار إرهاب وعنف القاعدة في المناطق الجنوبية يرجع إلى رؤية تنظيم القاعدة إلى أن التغيرات المهمة في العالم كان وراءها العنف وقد كان الدم هو الزيت المضيء لفجر الأمم وأن التجربة التاريخية كتبت بالحديد والدم الأمر الذي أسهم في تبني القاعدة منهج العنف والإرهاب أو بسبب اضطهاد أو اعتداء أو انحياز أو قد ينبع من ايديولوجية محددة تفرضها مجموعات متطرفة من الداخل أو الخارج لخدمة مصالحها أيضاٍ الفوضى في البلاد واضطراب واختلال الأمن فضلا عن التخلف فغياب الأمن وعدم القدرة على الالتزام بالقوانين وكذلك غياب القدرة على التزام الحكومة بالقوانين وكذا ارباكات المرحلة الانتقالية في اليمن وطبيعة المجتمع اليمني والخلافات بين القبائل اليمنية إلى جانب معاداة بعض القبائل للحكومة المشلولة والأهم من ذلك ظهور الحركات المناوئة في الجنوب والتي ترغب في الانفصال جعلت الأفراد الإرهابيين عصاة ومتمردين على النظام وشغوفين بالمخالفة وعدم الالتزام بالقوانين فالانحراف والإرهاب الذي يعد أحد صور العنف ظاهرة ناتجة عن فقدان السيطرة الاجتماعية على الأفراد حيث أن الإرهاب أو الانحراف يتناسب تناسباٍ عكسياٍ مع العلاقة الاجتماعية بين الأفراد فالمجتمع المترابط يكون عكس المجتمع المنحل سلوكيا (خلقياٍ). .>

 

مشاركة النساء بعمليات انتحارية احتمال قائم وغير مستبعد

 

< بالرغم من ان الارهاب النسوي يظل حالة استثنائية في عالم إرهابي يسيطر عليه الرجل إلا أنه يستحق الاهتمام وبذل الجهود الجبارة من اجل تفادي القدرة المدمرة «للورود» الساحقة.

 

في هذا السياق توضح الباحثة أمل الأشطل في دراسة لها بعنوان «جيش من الورود: ارتفاع نسبة الارهاب النسوي» أن سبب ارتفاع «الارهاب النسوي» يرجع إلى الدوافع القوية وراء قيام التنظيمات الارهابية بتجنيد عناصر نسائية ورغبة النساء في الانخراط في العنف السياسي ومع أن الدور الذي تلعبه النساء مهم جداٍ لبقاء الجماعات الارهابية إلا أنه كان يقتصر إلى درجة كبيرة على تقديم الدعم فقط لكننا مؤخراٍ اصبحنا نشهد تغيراٍ في ذلك الدور حيث تقوم النساء الآن بتولي أدوار فعالة لمقاتلات ومنتحرات وهي الأدوار التي طالما قام بها الرجال فقط وخلال الفترة 1985 – 2006م على سبيل المثال قامت  225 امرأة بتنفيذ عمليات انتحارية بالنيابة عن عدد مختلف من التنظيمات الارهابية بينما تم اعتقال عشرات النساء ممن فشلن في تنفيذ مهماتهن الانتحارية.

 

داعية إلى حشد النساء في مواجهة الارهاب من خلال توظيفهن كحرس ليقمن بتفتيش غيرهن من النساء وكذلك من خلال دعم دور النساء العظيم كأمهات ومربيات لغرس قيم السلام والتسامح والعناية بخير المجتمع في نفوس ابنائهن وتمكين المرأة علمياٍ واقتصادياٍ وسياسياٍ.

 

إن انخراط المرأة اليمنية في تنفيذ عمليات انتحارية يظل احتمالاٍ ضعيفاٍ على الأقل في المدى القريب.. ويرى عواس انه من المرجح أن يقتصر دور المرأة داخل التنظيم على توفير الدعم والمساندة اللوجستية كإعداد الطعام ونقل الرسائل وجمع الأموال وربما لعب دوراٍ محدوداٍ في التغطية واخفاء عناصر القاعدة لكن ذلك لا يعني استحالة حدوث عمليات انتحارية على ايدي فتيات يمنيات فهذا يظل احتمالاٍ قائماٍ وغير مستبعد.

 

مؤكداٍ أن نجاح التنظيم في التغلغل في أوساط النساء في اليمن يبدو مسألة صعبة ومعقدة للغاية خاصة إذا ما وصل مستوى الطموح لدى تنظيم القاعدة إلى محاولة تجنيدهن لتنفيذ هجمات بأحزمة ناسفة فمن ناحية يبدي المجتمع اليمني تحفظات شديدة على انخراط المرأة في الأعمال والأنشطة ذات الطبيعة الخطرة والعنيفة وعادة ما ينظر إلى تصرف من هذا القبيل على أنه اهانة للعائلة التي تنتمي إليها المرأة ونقص من قيمتها وهيبتها في أوساط الناس والدليل على ذلك أن المرأة ظلت بعيدة عن اعمال الثأر رغم تفشي الظاهرة بشكل واسع بين أفراد المجتمع ثم إن وصول الامر إلى هذا الحد يفقد التنظيم أي تعاطف شعبي بل ويزيد من حدة منتقديه وحسب معطيات الفترة الماضية يبدي التنظيم حرصاٍ متواصلاٍ على تجنب العثرات والأخطاء التي قد تثير غضب أفراد المجتمع وتحفظاتهم تجاهه ومن ناحية ثانية يختلف الوضع في اليمن كلياٍ عن الوضع في العراق كما أن عدد الضحايا الذين سقطوا من اعضاء القاعدة في مواجهات مع القوات الحكومية اليمنية وكذلك عدد المعتقلين يعتبر محدوداٍ ولم يصل إلى ما هو عليه الحال في العراق وبعض دول الجوار وبالتالي فإن الشريحة النسائية التي يمكن ان تشكل مجال الدعم وبيئة التجنيد ضيقة ومحدودة للغاية.>

 

 

حل ملف الإرهاب يحتاج لمعالجة شاملة

 

<الإرهاب أصبح قضية دولية لكن يجب أن لا نبالغ ولا نضخم مثل هذا الملف ففي جانب منه هو موجود ولا يمكن انكاره وفي جانب آخر هو يستغل دولياٍ لتمرير سياسات دولية كبيرة.. بهذا بدأ الدكتور أحمد عبدالكريم سيف – المدير التنفيذي لمركز سبأ للدراسات الاستراتيجية.. مؤكداٍ أن حل ملف الإرهاب لا يكون ناجحاٍ إلا من خلال معالجة شاملة والقضاء عليه يحتاج إلى إحداث تنمية حقيقية في الأطراف وتعزيز النظام التعليمي.. محذراٍ بالقول: لا يجب أخذ منهج أو رؤية وحيدة الجانب لمعالجة مثل هذه الأطراف وهو ما يحصل حالياٍ من الطرف الغربي وهو الأمن واستخدام القوة الصلبة.. انما يجب معالجة الأمر هذا بسلة واسعة تضم الجانب الأمني والتنمية والتعليم والعناية بالشباب والمرأة وتطوير رسالة المسجد فالإرهاب يتعامل مع العقل والفكر وبالتالي لا بد من إيلاء هذا الجانب أهتماماٍ أكبر..>

 

 

تلاحم أسطوري في معركة «كسر العظم»

 

< يخوض أبطال قواتنا المسلحة والأمن الشجعان في تلاحم أسطوري وثيق مع اللجان الشعبية والرجال الأوفياء من أبناء محافظة أبين معركة كسر «العظم» وتوجيه ضربات قاسية وموجعة للقضاء على بقايا العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة الذين باتوا يجرون أذيال الخيبة والهزيمة ناكصين على أعقابهم.

 

يأتي هذا في وقت تحققت فيه نجاحات ميدانية كبيرة ومهمة تجاه القضاء على ما تبقى من فلول العناصر الإرهابية والإجرامية المارقة التي باتت تعيش حالة من التخبط والإرباك تحت وقع الضربات المتلاحقة والقاصمة من المقاتلين الأبطال في القوات المسلحة والأمن ومعهم أبناء أبين الشرفاء وبمساندة صقور الجو ملحقين بالإرهابيين خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات بإتجاه انتزاع النصرالمؤزر عما قريب إن شاء الله..

 

هذا وأفادت إحصائيات أولية غير رسمية مصرع أكثر من 006 من عناصر القاعدة وإصابة المئات فيما استشهد أكثر من 26 من أفراد الجيش وأعضاء اللجان الشعبية وأصيب نحو 523 آخرين..>

 

نواجههم بجد وحزم وعزيمة لا تلين

 

< يواجه أبناء القوات المسلحة والأمن الأشاوس مجاميع تنظيم القاعدة الإرهابي«المنتفخة» بجد وحزم وصلابة وعزيمة لا تلين بتنسيق وتعاون أبناء أبين الشرفاء ما يجعل هذه الجماعات تنكمش وهي تتكبد كل يوم خسائر في الأرواح والممتلكات.. بهذا يبدأ رئيس أركان وحدة مكافحة الإرهاب بالأمن المركزي المرابطة في أرض المعركة والفداء مع غيرها من رفاق السلاح في القوات المسلحة.. ويضيف انحسرت تهديدات «الإرهابيين» كثيراٍ وبحسب المعلومات المتوفرة لدينا حتى الآن فإن مجاميعهم المسلحة بدأت معنوياتها تنهار وقد شوهدت تتراجع وتحتمي بالجبال ولا يستبعد أن يتسلل الباقون متخفين بين أوساط المواطنين وهم يستخدمون أساليب الغدر ويضعون المواطنين كدروع بشرية وعندما تعرضت الجماعات الإرهابية لضربات قوية ومكثفة انخفضت قوتها ولا يستبعد أن تعود إلى حالة «الخلايا النائمة» حفاظاٍ على من تبقى من عناصرها بعد أن لقي كثير من قياداتها وعناصرها مصرعهم جراء قوة الضربات الموجعة من الأبطال والشرفاء.

 

ويردف: في الحقيقة هذه المجاميع ليست كبيرة لكن لديها خبرة قتالية في حرب العصابات وتستخدم أسلحة متطورة وتعتمد على العمليات الخاطفة وتنظيم الكمائن وتمويه أماكن تواجدها في حين أن قواتنا مدربة على الحروب التقليدية إلى جانب ضعف التدريب للقوات الأمنية وندرة العمليات النوعية للوحدات الخاصة كوحدة مكافحة الإرهاب التي لا تستطيع أن تواجه كل المشاكل وتعالج قضايا الإرهاب في كافة مديريات المحافظة فعددها محدود فضلاٍ عن غياب التنسيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية ونقص المعلومات الاستخباراتية لتوحيد الجهود لضرب هذا التنظيم الإرهابي.

 

 مبيناٍ: تفيد معلوماتنا الاستخباراتية أن أعداداٍ كبيرة تتوافد إلى أبين عبر ممرات بحرية مستغلين اتساع الشواطئ وتتضاعف أعدادهم خاصة الصوماليين والباكستانيين وعناصر إرهابية من جنسيات عربية أخرى..>

 

 

الواقعية السياسية تقتضي التلاحم والاصطفاف لتعميق الوحدة الوطنية

 

< لا تْبنى الدولة المدنية الحضارية الحديثة بدون العلم الحديث وربما إن هذه هي الحقيقة الكبرى الغائبة على مستوى التفكير السياسي والاستراتيجي العربي عموما واليمن جزء من هذا السياق بهذه الإطلالة بدأ الدكتور محمود البكاري – أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة تعز حديثه معللاٍ: ولذلك تتفاقم المشاكل وتزداد حدتها يوما بعد يوم لأن اللبنة الأولى للبناء مختلة وغير سليمة فالتعليم يعتمد على الكم وليس الكيف هذا من جانب ومن جانب آخر وربما يكون نتاجا لذلك عدم وجود توازن بين مخرجات التعليم ومتطلبات التنمية وبذلك يؤدي التعليم في الواقع العملي دورا معكوسا أقله انتشار الفقر والبطالة وأعلاه الإحباط المولد للتطرف بكل صوره وأشكاله والذي يمثل بيئة خصبة وحاضنة للفكر التقليدي المعادي للحداثة والتطور فتزداد قدرته على الانتشار في أوساط الشباب ما يؤدي إلى إضعاف الشعور بالهوية والانتماء الوطني  فتزداد معدلات تعدد الولاءات الضيقة (عصبوية طائفية مذهبية جهوية… الخ) ويردف: بالتالي ضعف الولاء الوطني لدى شريحة الشباب التي تمثل الحامل الاجتماعي للتطور الذي يشعر بالتهميش وضياع الحقوق بل والمستقبل وهذا الواقع وان بدا مستقراٍ أو مسيطراٍ عليه إلا أنه في الحقيقة مليء بالقنابل الموقوتة المهددة للسلم الأهلي والوحدة الوطنية ولو أعيد النظر في السياسات العامة للدولة واعني بها: المواطنة والديمقراطية والقانون والمؤسسات إضافة إلى إعلاء شأن العلم أو التعليم وجعله أداة حقيقية للتنمية والتطور فإن ذلك سيؤدي إلى تحقيق الاستقرار السياسي والتلاحم العضوي بين الدولة والمجتمع بكل ما يعنيه ذلك من تجفيف لبؤر ومنابع التطرف والإرهاب  وفي آخر تجلياته متمثلا بحركة تنظيم القاعدة الذي يمثل خطراٍ وتهديداٍ حقيقياٍ للشعوب العربية وليس كما يصور بأنه يدافع عن الإسلام  أو موجه ضد أعداء الإسلام ولا خلاف على أن هناك اختلالات معينة لكن الخطأ لايعالج بالخطأ كمبدأ إسلامي ونحن في اليمن أكثر عرضة لهذا الخطر إن كان ذلك على صعيد انتشار وتعشعش الفكر الإرهابي لتنظيم القاعدة وخاصة في أوساط الشباب بسبب المشاكل الحياتية التي تكتسح الوسط الاجتماعي أو على صعيد التشظي للمكون الاجتماعي والجغرافي للبلاد في ظل وجود مخططات خارجية معادية لليمن تهدف إلى جعله ساحة لتصفية حسابات سياسية إقليمية تحديدا في ظل جملة من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتراكمة وبالتالي فإن الواقعية السياسية تقتضي تلاحم الجبهة الداخلية وتشكل اصطفافاٍ وطنياٍ تاريخياٍ داعماٍ ومسانداٍ لتعميق الوحدة الوطنية وتجويد الممارسة الديمقراطية كأفضل وانسب الآليات للنهوض والتطور والبحث عن اى حلول خارج هذه الآليات يعني المزيد من النكوص والتقهقر والارتداد للخلف ومساعدة قوى التطرف والإرهاب على تنفيذ مخططاتها التدميرية ولهذه الأسباب هناك من يحذر من أفغنة اليمن أو حتى صوملته لكننا نعتقد أن اليمن قد تجاوزت المرحلة الحرجة في تاريخها ولكن لا ينبغي الركون إلى ذلك فلا بد من تصويب المسار لتستقر الأمور وتبدأ مرحلة البناء والتنمية الشاملة وقيام الدولة المدنية الحديثة..>

 

 

 

80%

 

من المعركة ضد «القاعدة» معركة أفكار

 

< تعترف الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وغيرهما من الدول الغربية أن التنمية يجب أن تكون جزءاٍ من الحل لمشاكل اليمن فهم يعترفون بأن التعامل مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب – وهو تنظيم لا يتعدى عدد أفراده المئات في أحسن الأحوال – بالحديد والنار لن  يجدي نفعاٍ بل  قد يزيد الوضع سوءٍ.. حد تأكيد جيريمي باوين – محرر شؤون الشرق الأوسط في الـBBCو يورد على لسان دبلوماسي غربي في صنعاء قوله «إن ثمانين بالمئة من المعركة ضد القاعدة معركة أفكار فلا يمكنك الاعتماد على القتل لحل المشكلة».>

 

 

اشراك القوى السياسية والمنظمات في صياغة الفكر المجتمعي ضرورة للقضاء على الإرهاب

 

< مع التطور في كم وكيف المنظمات المدنية في اليمن فإن الرؤية المعتمدة على الاكتفاء بالقوى الأمنية لمواجهة الإرهاب رؤية يعوزها قدر كبير من الحصافة وتحمل مخاطر تعطيل قطاع كبير من المجتمع يتميز بالتنظيم والقدرة على التأثير والعمل خصوصاٍ في ضوء الأحداث الأخيرة وما صاحبها من تنامُ وانتشار للأعمال الإرهابية في مناطق مختلفة من اليمن الأمر الذي يوجب ضرورة إشراك كافة القوى السياسية والمنظمات في عملية التصدي لهذه الأعمال الإرهابية ومن يقومون بها وإعادة صياغة الفكر المجتمعي بشكل عام وتوجيهه بدءاٍ من تفعيل الحوار الوطني وتجديد الفكر التربوي مروراٍ بتركيز الخطاب الديني على الوسطية والقيم المعتدلة في الدين وتفعيل الخطاب الإعلامي الذي انصرف إلى المماحكات السياسية والتوظيف الحزبي وإنشاء مركز لمكافحة الإرهاب وإدارة الأزمات ولن يتم هذا بمعزل عن مشاركة فعلية  لمنظمات المجتمع المدني.. حد تأكيد الباحث بمركز سبأ للدراسات الاستراتيجية ماجد سراج ويردف: لكي نفعل دور المجتمع المدني في محاربة الإرهاب لا بد من التأكيد أن المجتمع المدني هو جزء من كل هذا الكل يعمل في إطار سياسي واقتصادي واجتماعي واحد يؤثر فيه ويتأثر به سلباٍ وإيجابا وبالتالي فإن اسهام المجتمع المدني في محاربة الإرهاب يتوقف على متغيرات أهمها قدراته البشرية والمادية والأطر القانونية التي يتحرك في إطارها والمنظور الذي تتعامل به الدولة معه ثم طبيعة القيادات  والنخب في مؤسساته ووجود رؤية واضحة تتسلح بها هذه النخب تنطلق من المصلحة الوطنية العليا وهو ما يفرض عليها الانتقال من الدور الالحاقي التابع إلى الدور البادئ والمبادر..

Share

التصنيفات: تحقيقات

Share