Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

أسواق الحصبة وصوفان وعمران.. مهجورة إلاøö من القناصة والألغام!!

فجأة وبدون مقدمات تحولت بعض الأسواق من الحضن الدافئ الذي يجمع المواطنين الكادحين والبسطاء الباحثين عن العيش بكرامة وعزة إلى أرض يخاف هؤلاء الكادحون من العودة إليها أو الاقتراب منها خوفاٍ من خسارة حياتهم بعد ضياع مستقبلهم ولقمة عيشهم ورغم أن المعارك المسلحة قد وضعت أوزارها واستبشر المواطنون خيراٍ برفع المظاهر المسلحة وإزالة المتاريس وعودة البعض إلى منازلهم إلا أن أولئك الباعة الذين يتعيشون من تلك الأسواق القريبة من مواقع المعارك رفضوا العودة اليها رغم مطالبة الحكومة لهم بالرجوع وممارسة عملهم الطبيعي وإذا بتلك الأسواق مهجورة من الباعة والمواطنين ومسكونة بالظلام والأشباح!!

 

«الوحدة» تسلط الضوء على أحوال تلك الأسواق اليوم بعد انتهاء المناوشات والاشتباكات العسكرية التي دارت هنا وهناك وعلى حال أهل تلك الأسواق وما الذي يمنعهم من العودة إلى مصدر رزقهم من جديد.. فإلى التفاصيل:
 

 

تحقيق/أحمد السعيدي
 

 

اللجنة العسكرية طالبتهم بالرجوع..

 

في بداية شهر مارس الماضي قامت اللجنة العسكرية بزيارة بعض الأسواق المتضررة من المعارك المسلحة والتي كان يقطنها المسلحون منها سوق الحصبة المركزي فأخلت من بداخل السوق من المسلحين وطلبت باسم الحكومة والمديرية والمجلس المحلي – من الباعة أن يعودوا إلى السوق للعمل بعد أن أصبح السوق آمناٍ وخالياٍ من المظاهر المسلحة ولكن ذهبت تلك المطالبة أدراج الرياح ولم يتغير شيئاٍ وظل السوق كما هو مهجوراٍ من الباعة والمواطنين حتى لحظة كتابة هذه السطور!!

 

إنفلات أمني

 

رغم الجهود الحثيثة والناجحة للجنة العسكرية في إزالة مظاهر الاحتقان السياسي وتأمين الأسواق التي دارت فيها المعارك إلا أن عدم عودة البائعين إلى الأسواق التي كانوا يعملون فيها سواء في الحصبة أو التلفزيون أو صوفان أو النهضة والثلاثين يْعد مؤشراٍ من المؤشرات التي تعبر عن الانفلات الأمني وعدم استقرار تلك المناطق بالشكل المطلوب وتواجد الخوف والهلع في قلوب المواطنين وتستمر عملية ظلم هؤلاء المظلومين أصلاٍ وتزداد في البحث عن مكان يمارس فيه الواحد  منهم عمله الذي يكسب من خلاله قوت يومه بعد أن جعلت منهم أقدار الأرض لا السماء ضحايا معارك عسكرية لم يكونوا طرفاٍ فيها!!

 

مم يخافون¿!

 

وعندما اقتربنا أكثر من الحدث وزرنا بعض تلك الأسواق وسألنا أهلها السابقين ولماذا هم الآن عنها هاربون كانت إجاباتهم مقنعة ولخصت في أمور ثلاثة:

 

الخوف من تجدد المعارك في تلك المناطق أو حول تلك الأسواق فهم يقولون أنهم يسمعون بين الفينة والأخرى تبادلاٍ لإطلاق النار من الأسلحة الخفيفة وهذا يجعلهم متخوفين من أن تعود المعارك وهم بداخل تلك الأسواق فلا يستطيعون الفرار والاختباء!!

 

تواجد القناصين على أسطح المنازل

 

تواجد قناصين  حول تلك الأسواق وهذا ما وجدناه حقيقة عندما زرنا سوق الحصبة المركزي فعندما كنا في بداية السوق اطلقت بعض العيارات النارية بجوارنا ربما لإخافتنا ثم خرجنا من السوق على واقع تلك العيارات المتقطعة وهذا ما أكده أيضاٍ عاملون في السوق بأن ذلك يحدث كثيراٍ عندما يحاول أحدهم دخول السوق!!

 

خطورة الألغام والقذائف التي لم تنفجر!

 

وخوف العاملين السابقين في السوق من الشيء الأخطر ويكمن في وجود الغام وقنابل زْرعت داخل السوق أو صواريخ وقذائف لم تنفجر بعد وتحتاج إلى حركة بسيطة لكي تنفجر وتدمر ما حولها وهو ما حدث في بعض المنشآت التي كان يسكنها المسلحون من انفجار لبعض العبوات الناسفة وكان آخرها ما حدث في وزارة الصناعة والتجارة من انفجار عبوة ناسفة أدت إلى أن يخسر طفل رجليه..

 

هكذا هي المعارك نيرانها تحرق كل ما تمر عليه ويتجرع عناءها وقسوتها البسطاء من الناس فمنهم من يخسر روحه أو يفقد قريباٍ له أو أسرة تْشرد من منزلها فتصيح في العراء بلا مأوى ورجل يعول أسرة يخسر عمله الذي يكسب منه قوت يومه ومنه يعيش.. من هنا اليكم بعض النماذج لضحايا الاشتباكات التي دارت في العاصمة:

 

سوق الحصبة والأشقاء الأربعة

 

تجاوز الـ«100» عدد المواطنين الكادحين الذين كانوا يعملون داخل سوق الحصبة المركزي وصاروا اليوم يبحثون عن أماكن جديدة ويحتاجون إلى وقت أطول لإيجاد شهرة جديدة واكتساب زبائن جدد..

 

من هؤلاء البسطاء أحمد وحمدي وحامد وحمدان الأشقاء الأربعة من مديرية وصاب العالي ثلاثة منهم يعولون أسراٍ والرابع يتجهز لعرسه وقد اشتهروا عند الزبائن بالتميز في بيع الخضروات بمختلف أنواعها كل على حده وكان مكان تواجدهم معروفاٍ داخل السوق أما الآن فهم عاطلون عن العمل!!

 

سوق غثيم يسكنه الظلام!

 

وفي شارع التلفزيون أو شارع عمران كما يطلق عليه حيث يوجد سوق غثيم لبيع القات وبعض الفواكه وعلى الرغم من الاشتباكات المسلحة القصيرة التي دارت في شارع الثلاثين وطالت السوق في منتصف شهر رمضان الفائت إلا أن السوق لا يزال مهجوراٍ إلى حد اللحظة ولا يدخله أحد ويقول بائعو القات هناك أنهم تلقوا خسائر كبيرة جراء مغادرتهم السوق أما صاحب الاتصالات المقابل للسوق فمشروعه كان يكسبه خمسة آلاف ريال في اليوم الواحد بسبب زحمة السوق أما الآن فأقل من ألف ريال.

 

شهداء وجرحى صوفان

 

وفي حي صوفان سقطت قذيفة «دانة» إلى الشارع الذي كان يتجمع فيه الناس لشراء القات والخضروات وكان يْسمى سوق صوفان وأدى انفجار تلك «الدانة» إلى استشهاد رجلين من بائعي القات وجرح أكثر من عشرين شخصاٍ وعلى إثرها تم مغادرة تلك المنطقة وأصبحت إلى اليوم مهجورة..

 

وأخيراٍ.. هذه هي مطالبهم!

 

الآن هم يطالبون الجهات المختصة مقابل العودة إلى تلك الأسواق بعدة مطالب أهمها أن يتم تعويض من ثبت أنه خسر بضاعته أثناء المعارك المسلحة التي دارت كما يقولون وإلا سوف يقيمون اعتصاما مفتوحاٍ أمام مبنى المحافظة ومن المطالب أيضاٍ تأمين الأسواق وما حولها تأميناٍ كاملاٍ يضمن لهم سلامة أرواحهم أولاٍ ثم بضائعهم التي تعتبر مصدر رزقهم ومن المطالب إحضار لجنة عسكرية لفحص الأسواق لتكون خالية تماماٍ من بقايا المواد المتفجرة وبتنفيذ هذه المطالب سيعودون إلى الأسواق لممارسة أعمالهم..

Share

التصنيفات: تحقيقات

Share