Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

تهدد بالانتكاسة والعودة إلى نقطة الصفر .. الممارسات الإعلامية السلبية ومخاطرها على تنفيذ المبادرة الخليجية

مخاطر التباطؤ والتلكؤ في انجاز متطلبات البرنامج الزمني للمرحلة الراهنة يفضي إلى عواقب سلبية قد يصعب تداركها او معالجتها .. ويكون ضحيتها المواطن.. صحيفة «الوحدة» تناقش هذه القضية مع خبراء الإعلام والسياسيين حول الممارسات السياسية والإعلامية لفرقاء العمل السياسي الموقعين على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ..

 

استطلاع / رجاء عاطف

 

بالإشارة إلى المشهد الراهن المتعلق بمجريات الأحداث ومسيرة التغيير السلمي التي بدأت تخطو ببطء تخلص في حقيقة الأمر إلى أن الفرقاء السياسيين الذين تسببوا في الأزمة قبل التوقيع على المبادرة الخليجية ومازالوا يتسببون في الكثير من العوائق و الاحباطات في تنفيذها ومن منطلق مهمتي كمواطن أولا

 

هكذا أوضح الدكتور حمود العودي- علم اجتماع – بجامعة صنعاء ويضيف : كمراقب ومهتم بقضايا المجتمع المدني بدرجة رئيسية أقول بان الأطراف السياسية للأسف الشديد لم تستطع بعد أن تردم أزمة الثقة وانعدام المصداقية رغم عدم وجود قضايا محورية للتناقض أو الاختلاف كما يفتقرون إلى المصداقية والوفاء بما يقولونه وما وقعوا عليه وما التزموا به وطنيا وعربيا ودوليا وهذه هي الأزمة الحقيقية التي نراوح حولها بكل وضوح

 

وأشار العودي :إلى أنه قد ينجمم عن ذلك مخاطر كثيرة جدا وأهمها وفي مقدمتها أن المسار السلمي الذي سارت عليه الثورة أو ثورة الربيع العربي في اليمن يمكن أن ينتكس ونعود إلى المربع الأول أو إلى نقطة الصفر لا سمح الله أي إلى منطق العنف والى منطق القوة والى منطق القتل والاقتتال وهذا ما يرفضه الناس والشيء الآخر أننا لم نعد وحدنا حتى ولو فشلنا في هذه المسألة وفشل السياسيون المنفردون بالتعامل في هذه القضية بمفردهم لو فشلوا فإن الأمر لم يعد كله في أيديهم ولكن هناك اليوم قوة وطنية صاعدة وضاغطة وفاعلة هي ثورة الشباب التي مازالت حتى هذه اللحظة لا تزد لهم  وكنا نقول أن الشباب متطرفون وأنهم يغالون ويبالغون عندما رفضوا المبادرة وحكومة الاتفاق السياسي و نلومهم على ذلك لكن يبدو أن التلكؤ ومخاطره يجعل الأسباب اقرب إلى الحقيقة وإلى استجلاء العنف المستقبلي للأحزاب أكثر من غيرهم وهنا يكمن الخطر لان الرأي العام والشباب سيصعدون من ثورتهم ويذهبون إلى ما هو ابعد بكثير من مجرد ساحات الاعتصام هذا من جهة ومن جهة أخرى هناك خطر اكبر بكثير وهو التدخل الخارجي نحن الآن بفعل فشل السلطة والمعارضة من وقت مبكر وعدم احترامهم على ما اتفقوا عليه تحت الإشراف الإقليمي والدولي نحن الآن تحت ما يمكن أن نقول عليه أنها وصاية دولية وبالتالي ربما أن فشلهم وعدم احترامهم لما وقعوا واتفق عليه سيقود البلد إلى وصاية خارجية مباشرة وسيصبحون هم قبل غيرهم عرضة للعقوبة وللمحاسبة الدولية والوطنية وبالتالي نحن نتمنى أن يسترشدوا عقولهم وان يعودوا إلى جادة الصواب وان يحترموا إرادة هذا الشعب وإرادة المجتمع الدولي ويكفي ما قد حدث ونذهب للاحترام والالتزام بما اتفق  عليه بصورة مباشرة أو غير مباشرة .

 

تنافر ومناكفات

 

الدكتور علي العمار أستاذ الصحافة بكلية الإعلام من جهته يرى: أن الحكومة الحالية التي جاءت وفقا لتنفيذ المبادرة الخليجية خيبت آمال الشعب اليمني نتيجة عدم وجود توافق في ما بينها وهذه الأطراف بدءاٍ من أن اسمها حكومة الوفاق والخلافات تظهر بين الحين والأخر وهذا ينعكس سلبا على أنشطتهم في الواقع لذلك أتمنى أن يضعوا كل الخلافات الحزبية وراء ظهورهم وان يبدأوا صفحة جديدة ومرحلة جيدة وان يعلموا أن الشعب اليمني يؤمل فيهم الكثير لكن ما نراه هو التنافر والمناكفات السياسية بين حكومة الوفاق التي لا تنتمي لهذا الاسم مطلقا وأيضا الشيء الآخر الذي أثار انتباه الكثير من الشعب هو أنهم لن يجدوا لهم أي  شيء على الواقع من اجل التغيير إلى  الأفضل في كافة المجالات وكان يفترض أن تكون هذه الوزارات أو الوزراء أو الحكومة أن تكون بمثابة الشعلة التي تضيء النور لكثير من الناس في كثير من المراكز الحكومية التي عانت الأمرين بسبب المناكفات السياسية

 

ويضيف العمار:الحقيقة أن الأمور الحزبية هي التي تلعب دورا أساسيا ومن يلعب بهذه الأمور هم أشخاص محدودون وهؤلاء هم الذين يتحكمون بمجال العمل السياسي والوزراء يعتبرون أداة من أدوات الأحزاب السياسية لذلك دائما يغلبون الجانب الحزبي والمصالح الضيقة والشخصية على مصالح الوطن وبالتالي قد تحصل أشياء أو الكثير من القلاقل الموجودة حاليا مما أدى إلى تأخير تنفيذ الكثير من بنود آلية المبادرة الخليجية لأنه من المفترض أن يكون هناك هيكلة للجيش ومن ثم حوار وطني والحوار الوطني يكون في تشكيل لجنة  تضم جميع الأطراف وقد تم تشكيل هذه اللجنة ويفترض أن تحدد القضايا والآلية التي على سيتم هذا التحاور قبل بدء الحوار حتى يكون هناك نجاح فعلي للحوار وكل الشعب اليمني يأمل على أن يعكس مؤتمر الحوار طموحات الشعب اليمني في الكثير من قضاياه بما يخدم انجاز تحولات الراهن وبناء يمن المستقبل.

 

متمنيا من حكومة الوفاق والقائمين على هذه البلاد وصناع القرار أن يتقوا الله في الشعب اليمني لأنه طفح الكيل ولأنه أصيب الناس بإحباط شديد كانوا يأملون خيرا بهذه الحكومة التي في الحقيقة تشعر وكأنها تؤجج الأوضاع أكثر من أنها تعمل على حل وتقييم الإشكاليات التي علقت خلال الفترة الماضية.

 

رأي عام

 

وتحدث الدكتور محمد صالح قرعة عضو مجلس الشورى- في هذا الجانب: وإن ما يلاحظه المواطن اليمني الآن أن هناك تراشقاٍ إعلامياٍ غير محمود  بين فرقاء العمل السياسي أي بين (المؤتمر الشعبي العام وحلفائه والمشترك وشركائه) والموقعين على المبادرة الخليجية وهؤلاء الذين يفترض أن يكون هناك تناغم وتوافق لما يطرحونه في الوسائل الإعلامية و يفترض أن يشكلوا رأيا عاماٍ  يساعدهم على تطبيق المبادرة الخليجية التي وقعوا عليها في نوفمبر العام الماضي والتي أدت إلى تشكيل حكومة في الوفاق الوطني الحالية و إلى انتخابات رئاسية والتي تتم حقيقة لأول مرة في اليمن منذ ثورة أكتوبر وسبتمبر حتى الآن تجرى انتخابات شعر المواطن اليمني بها وشعر المتابع الإقليمي الدولي أنها كانت انتخابات نزيهة شفافة وكانت هناك إرادة شعبية دافعة لإخراج اليمن مما هو فيه نحو بر الأمان وأيضا جاءت هذه الانتخابات الرئاسية بهذا الزخم الشعبي الكبير الذي فعلا لا يوجد من يقوم في أي نوع من التدخل وكما جعلت  فرقاء العمل السياسي أمام امتحان صعب يفترض أن يتلاقوا مع الجماهير اليمنية قاطبة

 

على ما أخرجته الثورة اليمنية الشعبية السلمية ويخلقوا أجواء مهيأة فعلا للحوار الوطني القادم وأيضا لحلول والتي خرج من اجلها الشباب و الجمهور اليمني كله داعيا إلى هذه الثورة الشبابية الشعبية السلمية وإلى هذه الإعتصامات والمسيرات التي عمت البلاد طولا وعرضا منذ فبراير العام الماضي حتى الآن.

 

أضاف قرعه: أنه للأسف الشديد بعد الانتخابات و تشكيل حكومة الوفاق الوطني لم نجد تناغما ولا توافقا ولا آراء متقاربة بين أجهزة الإعلام المختلفة لفرقاء العمل السياسي عوضا عن الآخرين لكن ما هو مناط بفرقاء العمل السياسي يقتضي أن يكونوا عند مستوى المسئولية أو على مستوى ما يتطلبه الوطن من مسئولية بحيث انه فعلا  يهيئون الناس فعلا لمثل هذا العمل والإعلام هو عادة انعكاس للوضع السياسي وما نلاحظه في الواقع الإعلامي هو المرجع للتعارضات الموجودة بين فرقاء العمل السياسي وأيضا في المجال السياسي وهناك مهام كثيرة أيضا لم تحقق بعد و مهام أشارت إليها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية كان يفترض لفرقاء العمل السياسي إذا كانوا عند المستوى المسئولية الوطنية أن يكونوا قادرين على انجازها في الفترة التي مضت وهناك قضايا من القضايا التي أشارت إليها المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية تقتضي أن يتم إنهاء الانقسام في مؤسسات الجيش الأمن هذا أولا ثم ينعكس هذا على المستوى الإعلامي لكن نلاحظ أن المستوى الإعلامي مازال بنفس الأسلوب الذي كان ربما قبل توقيع الاتفاقية وهذا خلل ينبغي على فرقاء العمل السياسي أن يتجاوزوه وإلا سيتجاوزهم الشعب وتتجاوزهم الثورة الشبابية الشعبية ويتجاوزهم من يريدون للوطن الخير هم الآن في مفترق الطريق لكن مازلنا نأمل أن يضطلعوا بمسؤولياتهم.

 

شرعية شعبية

 

واردف قرعة : ونستشهد بما قاله فخامة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي في آخر خطاب له ألقاه في حفل تخرج عدد من الدفعات العسكرية الأسبوع الماضي حيث أشار بوضوح إلى هذا الخطر في عدم توافق في الجانب الإعلامي و السياسي ووجه كرئيس جمهورية انتخبه هذا الزخم من الناس وهذه الشرعية الشعبية التي لم يسبقه إليها رئيس قبل الوحدة ولا ما بعد الوحدة وأشار إلى ضرورة أن يتحلى الإعلام بموجبات المرحلة ويخرج الفرقاء من دائرة التراشق الإعلامي الذي يعيق المسيرة وهذا أيضا مطلب الجميع واعتقد أن في الأيام القادمة سيكون هناك تغيير في السياسة الإعلامية والخطاب الإعلامي لفرقاء العمل السياسي  الموجودين على نوع يدفع باتجاه نقلت حقيقته في العمل السياسي ..

 

ويضيف قرعة : والعمل السياسي الآن يتطلب أن يكون هناك فعلا مناخ حقيقي للحوار والأخ الرئيس أصدر قرار تشكيل لجنة التواصل ولو كنا نأمل أن تتوسع هذه اللجنة حتى تشمل كافة فرقاء العمل السياسي الآخرين لان العملية السياسية في الوطن اليمني ينبغي أن لا تقتصر على الموقعين على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية لأن هناك قوى أخرى مهمة منها الحراك الجنوبي الذي ينبغي أن يعطى أهميه خاصة وأهمية حيوية لان مشكلة القضية الجنوبية تأتي في طليعة القضايا التي ينبغي أن يهيأ  لها في الحوار الوطني وتوضع لها حلول ما يتوافق مع الأخوة في الجنوب وأيضا قضايا أخرى كقضية صعده وتهامة والمناطق الوسطى وبناء الدولة  وصياغة دستور جديد مما يتوافق عليه فرقاء العمل السياسي في الحوار هذا يتطلب حقيقة إعلاما مسؤولاٍ وإعلاما على مستوى القضية وعملاٍ سياسياٍ من قبل الجميع ويوصل الجميع إلى مثل هذا العمل الذي ينبغي أن يكون وهذه مسئولية وطنية نأمل أن يستوعبها فرقا العمل السياسي وان يبذلوا جهودا كبيرة في هذا الجانب.

 

وختم قرعة حديثه: يفترض أن يكون فرقاء العمل السياسي وهنا ليس فقط المؤتمر وحلفاؤه والمشترك وشركاؤه ولكن فرقاء العمل السياسي يأتي مقدمتهم الحراك الجنوبي ينبغي أن نحث الفرقاء نحو حل كافة القضايا أو تهيئة الجو أو المناخ نحو حوار وطني بناء حوار وطني لا يضع أيضا أي خطوط حمراء أو أي شروط واشتراطات حتى يتوافق أبناء اليمن جميعا على ما  يصلح لوطنهم أي تباطؤ معناه مزيد من المشاكل ومزيد من الأخطاء ومعناه مزيد ربما من الضريبة التي يدفعها المواطن الذي يعاني اليوم كما عانى الفترة الماضية من التداعيات السلبية التي بين الطرفين التي مازالت إلى الآن تعاني منها كافة المدن والقرى ومحافظات الجمهورية بشكل عام يعاني المواطن اليمني من تقطعات في جميع الطرقات مابين المدن يعاني المواطن من هذه المعسكرات التي تحيط  بكل المدن والتي ينبغي بشكل صحيح وسليم العمل على إزالتها أملنا كبير فعلا رغم كل العراقيل وكل الصعوبات اليمن إن شاء الله قادمة على الدولة المدنية الحديثة وإنهاء كل الحالات التي تعيق البلد.

Share

التصنيفات: حــوارات

Share