Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

في ساحة التغيير بالعاصمة.. مستشفى لا يمكن الاستغناء عنه

في البدء كان مسجداٍ ومع اندلاع ثورة الشباب السلمية وسقوط أول شهيد في العاصمة أصبح هذا المسجد الكائن بجانب الجامعة الجديدة أو ما يسمى بحي الدائري مشفى لتقديم الإسعافات الأولية لشباب الثورة في ساحة التغيير بصنعاء.. ولأن المستشفيات الحكومية رفضت غير مرة استقبال جرحى المسيرات لانصياعها لتوجيهات الأجهزة الأمنية – يومها – عدا قيام هذه الأجهزة باختطاف أولئك الجرحى من تلك المستشفيات ومع ازدياد أعداد القتلى والجرحى أصبح ذلكم المشفى مستشفى مزوداٍ بالأجهزة الطبية الضرورية والأقسام المختلفة وكادر طبي عتيد للمجارحة والمعاينة إلى إجراء العمليات الجراحية طيلة الأربعة والعشرين ساعة وللجميع بلا استثناء وقد وصل عدد الحالات التي استقبلها المستشفى منذ بداية الثورة الشعبية وبالتحديد من 17 فبراير من العام الفائت وحتى ديسمبر من ذات العام أكثر من 10986 حالة توزعت بين جروح رصاص شظايا غازات وأخرى..

 

«الوحدة» سلطت الضوء على مختلف أركان وزوايا هذا المستشفى والدور العظيم الذي لعبه وما يزال حتى هذه اللحظة.. فإلى التفاصيل..

 

استطلاع/سامي القباطي – علي السريحي

 

الدكتور صفوان محمد الكحلاني – مسؤول المختبرات الطبية – بنك الدم يؤكد أن المستشفى الميداني مر بعدة مراحل بدايةٍ عندما سقط أول شهيد في صنعاء «عوض السريحي» قام المواطنون بإسعافه إلى مستشفى حكومي فرفض أن يستقبله وكانت هناك خيمة صغيرة أمام المنصة كانت تقام فيها الإسعافات الأولية للمعتصمين في الساحة مثل «الدوخة – ضربة الشمس – آلام الرأس.. الخ» ومن هنا جاءت الحاجة لوجود مكان يلجأ إليه أي متضرر لإسعافه والإشراف على حالته أولاٍ بأول وبعدها تم انشاء مستشفى في الجامع الذي كان يسمى «جامع الجامعة» وكان ذا إمكانيات بسيطة والأدوات التي فيه جميعها مستعارة وشيئاٍ فشيئاٍ جْمعت التبرعات حتى أصبح المستشفى مرفداٍ بجميع الاحتياجات الطبية منها هذا القسم «المختبر».. ويضيف نحن نجمع التبرعات بالدم ونعطيها لذوي الاحتياج سواءٍ داخل الساحة أو في بعض المستشفيات التي تطلب منا ذلك.. ونوه بأن حاجة المختبر لجهاز لفحص «اليزا» جميع أنواع الفيروسات حتى يكون المختبر متكاملاٍ ولا نضطر إلى إجراء فحوصات الفيروسات في أي مكان لتحري الدقة والسرعة في العمل لأننا دائماٍ نذهب إلى مستشفى جامعة العلوم لفحص الدم وهذا يأخذ وقتاٍ..

 

الدكتورة جميلة يعقوب – مسؤولة الكادر الطبي النسوي – المسؤول الإعلامي للمستشفى تحدثنا عنه قائلة: يعمل المستشفى الميداني على مدار 24 ساعة ويعالج كافة الحالات بمختلف مستوياتها «شظايا رصاص غازات رضوض.. الخ» ولمختلف الأجناس «ذكور إناث أطفال» وهناك عمليات جراحية عاجلة تم تخصيص غرفتين لها رغم الإمكانيات البسيطة وتؤكد نحن نستقبل أي مريض مصاب من الساحة أو من خارجها مادام أنه يحتاج للعلاج ونكون قادرين على تقديم المساعدة له فلا نتردد وإذا كان الشخص القادم الينا مصاباٍ بإصابات خطيرة ولا نعلم شيئاٍ عنه مثل: صدام سيارة ثار وغيرها يتم اعطاؤه الإسعافات الأولية ومن ثم تحويله إلى مستشفى آخر لإجراء اللازم وتكون هناك لجنة أمنية مسؤولة للتحقيق في ذلك..

 

وعن أقسام المستشفى والمرضى والشهداء تقول الدكتورة جميلة: يستقبل المستشفى ما يقارب 200 مريض يومياٍ يحصلون على الخدمات الطبية المتكاملة فيه وإجمالي الحالات التي استقبلها المستشفى الميداني من بداية الثورة أكثر من165000 حالة منها: «243» شهيداٍ منهم «19» طفلاٍ شهيداٍ.. و«2672» جريح رصاص حي وجروح مختلفة وأكثر من 8000 حالة غازات سامة ومسيلات الدموع.

 

أما عن شهداء الكادر الطبي فتؤكد أن هناك 6 شهداء من الكادر الطبي الميداني و23 مختطفاٍ ما بين «مخبري وصيدلي واستشاري» وهناك 84 كادراٍ طبياٍ من مستشفى 48 تم فصلهم بشكل تعنتي من قبل إدارة المستشفى كونهم مشاركين في تقديم خدمات طبية للثوار.. أما عن الكادر النسوي فتشير إلى أنه يتراوح بين 60 و80 والثابت منهم 40 مقسمين على حسب الاحتياج الطبي.

 

كما أن هناك طلاباٍ من كلية الطب كان لهم دور كبير أيضاٍ.. وتم تأهيل ما يقارب 6000 إلى 7000 مسعف من شباب الساحة موزعين ما بين ذكور وإناث..

 

وعن أقسام المستشفى تقول: هناك قسم الطوارئ وهو يتكون من قسم العمليات وقسم التعقيم وقسم أشعة التلفزيون وقسم الأشعة السينية وقسم المختبر والعيادات وتوجد بالمستشفى 8 عيادات يعمل في كل عيادة 3 أطباء وطبيبة واحدة تقريباٍ كل يوم وبمعدل يزيد عن 30 طبيباٍ وطبيبة يتواجدون بشكل يومي في المستشفى بينما تعمل بعض العيادات بحسب الاستدعاء والحاجة.. وفيما يلي أبرز العيادات العامة في المستشفى:

 

قسم الصيدلية توجد بالمستشفى صيدلية يتم من خلالها صرف الأدوية المطلوبة مجاناٍ بحسب وصفات الأطباء ويقدر ما يتم صرفه في اليوم حوالي 200 وصفة طبية مجانية.

 

اللجنة الاستشارية: وتضم مجموعة من كبار الاستشاريين والاختصاصيين يقومون بالإشراف على دور وأداء المستشفى الميداني.

 

ثانياٍ: العيادات المستقلة:

 

– يتم العمل في العيادات على أساس 3 فترات في اليوم.

 

– يصل متوسط عدد المستفيدين في اليوم الواحد من العيادات ما بين 1200 – 1300 شخص يتم الكشف عنهم وصرف الأدوية المجانية لهم.

 

– تقوم العيادات بتحويل الحالات التي تحتاج إلى تدخل طبي متخصص إلى المستشفى الميداني.

 

ثالثاٍ: أسطول سيارات الإسعاف

 

– نظراٍ لزيادة حجم وتيرة الاعتداء على المعتصمين وما يترتب عليها من سقوط جرحى ومصابين تم وضع اسطول من سيارات الإسعاف تحت الجاهزية لإسعاف ونقل الجرحى والمصابين من مناطق الاعتداء إلى المستشفى الميداني.

 

– عدد  سسيارات الاسعاف المتواجدة بصفة مستمرة أمام المستشفى الميداني «سبع سيارات»

 

– عدد السيارات تحت الاستدعاء 16 سيارة إسعاف.

 

رابعاٍ: لجان الخدمات المرافقة:

 

– لجنة التغذية وتوفر للمرضى والمصابين والجرحى والعاملين في لجنة الخدمات الطبية ما لا يقل عن 1190 وجبة غذائية يومياٍ.

 

– لجنة الصيانة: وتعنى بكل ما يلزم من أعمال السباكة والكهرباء وصيانة معدات المستشفى وأجهزته.

 

– لجنة النظافة: وتقوم بتنظيف المستشفى باستمرار وبطرق تحفظ للمستشفى مظهره النظيف اللائق وتعطيه من التعقيم ما يوازي المستشفيات الأخرى برغم محدودية الإمكانيات والمكان حتى نوفر للمصابين بيئة صحية مناسبة.

 

خامساٍ: المستشفيات الخاصة:

 

وفي هذا الخصوص تم التنسيق مع المستشفيات الخاصة حتى تستوعب ما لا يستطيع المستشفى الميداني استيعابه من حيث أعداد المصابين ومن حيث الإمكانيات.

 

وقد استقبلت الشهداء والمصابين بالرصاص الحي وكل الحالات الحرجة والخطرة وأصبح دور المستشفيات الخاصة في اسعاف الجرحى والمصابين بارزاٍ لا يخفى على أحد ولا ينكره إلا جاحد ومن هذه المستشفيات «مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا مستشفى آزال الاستشاري القاهرة» وهناك مستشفيات بعيدة تتعاون معنا عبر توفير كادر طبي وبعض المستلزمات مثل المستشفى الأهلي واليمني الألماني لأنه لم يكن باستطاعتنا ايصال الحالات إليها بسبب حدوث حالات اختطاف للمرضى ونهب سيارات الإسعاف واطلاق النار  على الأطباء.. أما المستشفيات الحكومية مثل مستشفى الثورة فلم تتعامل معنا بشكل مباشر إلا بصفة شخصية عن طريق بعض الدكاترة المتواجدين في الساحة رغم أن المريض يجب أن يجرى له اللازم بغض النظر عن المكان الذي أتى منه فهذا التوجه لم يكن متواجداٍ عند بعض المستشفيات ولكن بفضل الأطباء الذين تعاملوا مع الموضوع من ناحية إنسانية وبالقسم الذي أقسموه تم التعاون معنا..

 

سادساٍ: التنسيق الطبي مع اللجان الطبية والإغاثية في بقية المحافظات.:

 

ونظراٍ لانتشار الاعتصامات في مختلف محافظات الجمهورية تم التنسيق وتقديم الدعم للجان الطبية والإغاثية وكذا المستشفيات الميدانية والعيادات المتواجدة في مختلف الاعتصامات في المحافظات حيث تم تجهيز قوافل طبية متكاملة مكونة من فريق طبي وأدوية ضرورية ومستلزمات طبية وسيارات اسعاف وتم إرسالها إلى عدن «أربع قوافل طبية» وتعز «ثلاث قوافل طبية» والحديدة «قافلة واحدة» وإب «قافلة واحدة» و«قافلة واحدة» إلى حجة.

 

كما تم شراء سيارتي إسعاف من قبل الجمعية الطبية الخيرية بدعم خيري وإرسالهما إلى كل من المستشفى الميداني في تعز والمستشفى الميداني بعدن.

 

بالإضافة إلى استقبال المصابين والجرحى والحالات الخطرة من ساحات التغيير في المحافظات الأخرى وتقديم الخدمات الطبية لهم بالتعاون مع المستشفيات الخاصة في أمانة العاصمة والمؤسسة الخيرية للرعاية..

Share

التصنيفات: تحقيقات

Share