Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

دعوا إلى مواجهة صناع الفتن والساعين لتمزيق وحدته الدعاة: الخطاب الديني الرشيد يخلق التوافق ويزرع الثقة بين المتحاورين

الخطاب الديني الرشيد والوسطي الآخذ وسطيته من وسطية الإسلام ووسطية هذه الأمة من شأنه أن يخلق التوافق ويزرع الثقة بين المتحاورين ويجنب المجتمع والوطن التشظي والانقسام.. وهو بهذه الصفةخطاب توفيقي ضروري لسلامة النتائج وتحقيق الأهداف وإنجاح مؤتمر الحوار الذي سيحدد مصير الوطن فمن أراد الإخلاص سهل عليه ترك ما لنفسه من أجل إصلاح غيره ولا يلقاها إلا الصابرون هكذا يؤكد عدد من الأكاديميين والدعاة..
داعين اليمنيين جميعاٍ إلى عدم الالتفاف حول القيمة المذهبية على حساب القيمة الوطنية الجامعة إننا في عملية البناء والإصلاح ومواجهة المخاطر المحدقة باليمن سنظل بحاجة ماسة إلى تكاتف كل الجهود.. وتغليب المصلحة العليا للوطن على كل المصالح.. و نحن بحاجة أيضاٍ إلى خطاب ديني وطني مستنير مستند على مرجعية واحدة لنهج إرشادي وتوعوي قويم يبني جسور الإخاء ويجسد رسالة السلام والمحبة ويعبر عن روح الدين الإسلامي الحنيف ويترجم تعاليم الكتاب الذي يوجه الناس إلى الوحدة والتكاتف والمحبة والإخاء وإلى كل الخير في الدنيا والآخرة.. بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة التي تقرب مابين المتباعدين وتحبب المتحاورين إلى بعضهم وتزيل كل ما يوقع بينهم الشحناء والعداوة امتثالا لقوله تعالى(وقولوا للنِاس حْسúنا) البقرة (83)..
فالكلمة الطيبة تغرس في قلوب اليمنيين باختلاف مشاربهم السياسية حب الوطن والتضحية في سبيله وإيثار المصلحة العامة على غيرها من المصالح الشخصية والانانية والحزبية والجهوية الضيقة هذه الرسالة العظيمة للعلماء الوطن في أمس الحاجة إليها بعيداٍ عن مزالق السياسة وحساباتها الحزبية وبعيداٍ عن المذهبية والعصبية والمصالح الدنيوية وبعيداٍ عن المزايدات للخروج به من الأزمة وتبعاتها التي كلفت اليمنيين الكثير والكثير.
مشيرين إلى أن مقتضيات الظروف الراهنة تفرض على الجميع العمل على إنقاذ الوطن والمساهمة الفاعلة في إنجاح الحوار الوطني الشامل بما يضمن وحدة وأمن واستقرار اليمن.. وسلامة أراضيه ويأتي في مقدمة من يجب عليهم العمل الجاد والدؤوب في إنجاح الحوار العلماء الذين يقع عليهم التعامل مع قضايا الوطن برؤية دينية شاملة وعدم اختزال الوطن في المصالح الحزبية والسياسية وفي المذهب أو الجماعة المذهبية أو السياسة الحزبية أو في مسائل خلافية ضيقة من شأنها تشويه صورة الإسلام الحقيقي وتفريق المسلمين مع يقينهم بأن وحدة المسلمين مقدمة على التعلق بتلك الصغائر لمن له فقه وبصيرة ومتجاهلين في الوقت ذاته أن تجاوز التباين والاختلاف الناشئ على أساس من التعصب والانتماءات والحسابات الضيقة إنما يكون بالعودة إلى الكتاب والسنة والابتعاد عن أساليب التوظيف السياسي للخطاب الديني وأن الحل في هذه وفي مثلها من المسائل العالقة إنما يكون بالاحتكام إلى الاجتهاد الجماعي الممنهج الذي أساسه العلم بالأصول وما يؤول إليها من الفروع والتحاور وفق الطرح الموضوعي الذي يقبل مناقشة ما يطرحه الآخر الذي عليه تقبل النقد والتقويم في حالة مجانبته للصواب.
لافتين إلى الدور الريادي للعلماء في حماية المجتمع اليمني من مخاطر وشرور التمزق والتشرذم والشتات وأن واجبهم الديني والوطني كبير في درء الفتن والمصائب والتمزقات التي يحاول صناعها تسويقها داخل المجتمع بادعاءات وشعارات سياسية دينية زائفة ومن حق كل اليمنيين أن يتوجهوا إلى علمائهم الأجلاء ويدعوهم إلى الاضطلاع بدور أكثر فاعلية في مواجهة وتعرية صنúاع الفتن والساعين لتمزيق وحدة الوطن والذين يجمعهم اليوم تحالف شيطاني يجمع قوى الإرهاب الدولي القاعدي º فعلماؤنا معنيون بالمبادرة إلى توعية القائمين والمعنيين بالخطاب والتوجيه الديني بشكل عام والتحري والحرص على أن يكون موجهاٍ إلى ما يجمع ويؤلف بين المتحاورين وكافة أبناء الشعب بالاعتناء بالخطاب الديني المتمثل روح الإسلام ومبادئه النقية وإرشادهم إلى ما أجمع عليه علماء الأمة وتجنيبهم أفكار المبتدعين والمتشدقين على المنابر الذين يسلقون الأذهان قبل الآذان بأفكار باطلة ويسممون الوعي والمندسين الذين يشقون صف الشعب ويسببون الشحناء والبغضاء بين أبنائه وأولئك الذين يتولون الإفتاء بدون علم وبدون سابق معرفة بعلم الشرع تؤهلهم لذلك ولا يْمحصون القول ولا يلتفتون إلا إلى ما لقنوا به من قبل بعض الغلاة من مشايخهم فيما يقولون معúرضين عن ما دْون في المصادر الأولى المعتمدة من أمهات الكتب التي تذكر صحيح العلم ولا تجرد الفقه من الأثر ومعرضين الوطن والشعب للوقوع في دوامة العنف والصراع والجدل الفارغ مسفهين ومكفرين المخالف لما ألفوه وتقلدوه واصفين إياه بأنه بدعة ولو كان ثابتاٍ بسنة صحيحة..
موضحين أن علماء اليمن هذه الأيام بالذات  يقع على كاهلهم  مهمة إنجاح الحوار الوطني وتقديم المشورة والنصيحة والرأي الهادف والمشاركة الفاعلة في صنع حاضرُ ومستقبل مزدهر وآمن للمجتمع وتحصين الوطن من أمراض العصر وكوارث الإرهاب والتطرف وإثارة الفتن والتمزق والانقسام.
وحثوا أبناء اليمن من شوافع وزيود وأقلية إسماعيلية «سنة وشيعة» وما تفرع عنهما من سلفيين وصوفية وبهرة.. على عدم الالتفاف حول القيمة المذهبية أو تعظيم شأنها على حساب القيمة الوطنية الجامعة والاحترام التعايشي لبعضنا لبعض.. إذ لا يمكن أن تعود الحاكمية المذهبية كما قاعدة البطنين التي كانت قبل ثورة سبتمبر 62م مايحتم علينا إقناع الحوثيين بأهمية إنشاء حزب سياسي على قاعدة المشروع الوطني الكبير ومبدأ الديمقراطية كضامن وحيد للشراكة والمدنية التي يأملها كل يمني بحيث لا يريد أن تستأثر به موبقات التخلف والإقصاء والعنف بعد الآن.
منوهين إلى أن الدولة المدنية وحدها هي من ستحفظ حق الناس في التنوع والتعايش والتسامح المذهبي بل إن هذا هو الذي يجب أن يكون بديهياٍ للجميع على ألا يحكمنا أحد وفقاٍ لنزعته الضيقة مذهبياٍ أو قبلياٍ أو حتى مناطقياٍ كما أن الدولة المدنية المأمولة وحدها ستجعل الجميع أحراراٍ وعلى اتساق وطني معتبر.
داعين إلى  أن تكون اختلافاتنا حضارية وراقية وتعايشية برامجية وفكرية وإبداعية خلاقة تدعمنا والبلد في طريق النهضة والتقدم لا مجرد اختلافات لصراعات غاشمة أو لتصورات مخجلة وطائشة ومأزومة وطنياٍ أو حتى لمقتضيات الانتهازيين أصحاب الأجندات..

Share

التصنيفات: نور على نور

Share