Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الأسد في خطابه الأخير: تنتهي الأزمة السورية عندما نتنازل عن مواقفنا القومية

حاتم علي:

 

 في المشهد العربي الآن ثمة علامات أفصحت عنها وقائع حية في تجليات الواقع وحراك الحياة.

 

في ثنايا تحولات الأمكنة في منظمومة الحياة العربية يظل الإنسان هو الحياة بل هو شريانها معبراٍ عن آماله وطموحاته عبر مناح فكرية تقود في الأصل إلى التطور وتحسين الحال.

 

سوريا كبلد عروبي ممانع للاحتلال وحاضن للمقاومة لاشك أن تاريخه في هذا المجال يجعلنا نؤمن بدوره النضالي لتأتي الأحداث الأخيرة ويستمر الإعلام الغربي والأميركي تحديداٍ داخلاٍ في هذا الحيز مستغلاٍ طفرة الثورات العربية ناقماٍ على سوريا الأصل فيه تسوية حساباته على حساب الجبهة السورية المحاذية للعدو الصهيوني هذا الكيان الغاصب الذي ساهمت سوريا كشعب وكبلد وقيادة في ردعه وتحجيم دوره عبر الدعم والتحالف بينها وبين الجبهة اللبنانية من جهة وكذلك الطرف الإيراني من جهة أخرى..

 

هذه المكونات ساهمت بجلاء في تراجع التمدد الإسرئيلي لتظل سوريا حاضنة لقوى المقاومة والممانعة وعلى رأسها المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية والعراقية أيضاٍ..

 

دور كهذا قامت به سوريا عبر تاريخها دفعت بأميركا حلفائها إلى وضعها ضمن القائمة السوداء ليس حباٍ في من خرجوا ضد النظام القائم في سوريا بل انتقاماٍ من دور سوريا الذي انتهجته في مسارها المقاوم والمعادى لإسرائيل وقوى التحالف الأميركي الجديد.

 

من هنا لابد للمرء من التوقف عند الخطاب الأخير للرئيس بشار الأسد والذي تطرق فيه إلى العديد من الأشياء وبمقاربتها يمكننا أن نلاحظ أن هناك ثمة تغيرات واستيعاباٍ ضمن مسار جديد يؤمن بالآخر ويعمل على درجه في سياق القادمة.

 

ففي مايخص التآمر الخارجي أكد الأسد بقوله «لم يعد خافياٍ على أحد أن ماكان يخطط له في الغرف المظلمة بدأ ينكشف الآن أمام أعين الناس ولم يعد الخداع ينطلي على أحد إلا على من لايريد أن يرى أو يسمع.

 

وأكد ايضاٍ: وإن كانت هذه الاحداث كلفتنا حتى اليوم أثماناٍ ثقيلة أدمت قلبي كما أدمت قلب كل سوري فإنها تفرض على أبناء سوريا مهما كانت اتجاهاتهم وانتماءاتهم أن يتخذوا سبيل الحكمة والرشاد وأن يستنيروا بإحساسهم الوطني العميق كي ينتصر الوطن.

 

 خطاب كهذا لابد وأن يسود ليدخل في تفاصيله التآخي والتوحد فالحظ على هذا الأمر شىء في غاية التعاطي الأخلاقي فالشعوب في الآصل سر بقائها التآخي والتحاور وهذا ما نآمل أن يكون.

 

وحول الحملة الشرسة التي تتعرض لها سوريا قال الاسد الأن هناك ستون محطة تلفزيونية في العالم مكرسة للعمل ضد سوريا البعض منها يعمل لتشويه صورة سوريا في الخارج..

 

وهناك العشرات من الصحف ومواقع الانترنت والوسائل  الإعلامية المختلفة.. يعني نحن نتحدث عن المئات من سائل الإعلام.. كان الهدف أن يدفعونا باتجاه حالة الانهيار الذاتي كي يوفروا على أنفسهم الكثير من المعارك وفشلوا في هذا الموضوع ولكنهم لم ييأسوا..

 

هنا يدرك الأسد أن هذا الصف الطويل مستمر في محاولة النيل منه ومن بلده..

 

بالمقابل أيضاٍ نجد أن هناك شعوبا بحاجة ماسة لصنع التغيير ورؤية التغيير في سوريا ليس جرماٍ فلا بد منه وفق أطر وطنية وليس رؤى من الخارج وفي واقع سياسي كسوريا التي تعرضت للانتقادات والتهديدات المستمرة بسبب فتح أبوابها لموز المقاومة العربية كلها فلماذا يتم تناسى مثل هذه الأمور سيما عند اخواننا الإسلاميين الذين فتحت لهم سوريا أبوابها وفي الأخير صبوا جام غضبهم على هذا البلد.

 

إذن هنا ندرك أيضاٍ أن هناك إعلاما موجها ضد الشعب السوري وإن كان البعض يرى أنه يخدمه وما التفجيرات الأخيرة التي طالت دمشق إلا جزء يسير من مؤامره كبرى صنع خيوطها وقام بكتابة أفكارها إسرائيل بمباركة أميركية.

 

وهناك إعاقات أمام القيادة السورية تمثلت تلك الاعاقات بالدعم المسلح للمجموعات الإرهابية وما الحادث الإرهابي الأخير إلا شكل من أشكال ترهيب وإخافة الناس وإثارة الرعب في أوساطهم وسط تجييش الإعلام الخارجي لبترير هذه الأعمال التي ترفضها كل القيم والأعراف لأن الأصل في الحياة احترام الإنسان وتأكيد حريته. وبالعودة إلى كلمة الرئيس الاسد الاخيرة التي هي محور وقفتنا هذه فإننا نعدها كلمة جامعة احتوت على الكثير من الأشياء وبشرت أيضاٍ بعديد من الأشياء.

 

لذ فقد ورد على لسانه القول: ولا أعتقد أن عاقلاٍ يستطيع اليوم إنكار تلك المخططات التي نقلت أعمال التخريب والإرهاب إلى مستوى أخر من الإجرام استهدف العقول والكفاءات والمؤسسات بهدف تعميم حالة الذعر وتحطيم المعنويات وايصالكم إلى حالة اليأس الذي من شأنه أن يفتح الطريق أمام من خطط له خارجياٍ ليصبح واقعاٍ لكن هذه المرة بأيادُ محلية كحقيقة نظل نحن نرفض أن يحجم الإنسان أو يضطهد أو يقصى كما وبالمقابل نرفض العمل المتصل بالخارج باعتباره لايمثل حلاٍ وطنياٍ من الداخل.

 

 وعن الواقع العربي في خلاصة هذه الأحداث تحدث الأسد في سياق خطابه المطول بقوله: الحقيقة هي ذروة الانحطاط بالنسبة للوضع العربي ولكن دائماٍ أي انحطاط هو التحرر الأول الذي حصل عندما جلا المستعمر عن أراضينا.. ننتقل إلى الاستقلال الثاني وهو استقلال الإرادة وهذا الاستقلال سنصل اليه عندما تأخذ الشعوب العربية زمام المبادرة في الأوطان العربية بشكل عام.. لأن مانراه من سياسات رسمية لايعكس نهائياٍ مانراه على الساحات الشعبية في العالم العربي»

 

وفي ما يتعلق بالجامعة العربية أكد الأسد في سياق حديثة قائلاٍ إذا كان البعض يعتقد أنه يستطع أن يخرجنا من الجامعة العربية فإنه لايستطيع إخراجنا من العروبة الآن العروبة ليست قراراٍ سياسياٍ بل ارث وتاريخ».

 

أما في مجال الإصلاحات فقد أشار الرئيس الأسد إلى اتخاذ العديد من الإجراءات بما في ذلك رفع حالة الطوارئ وإلغاء محكمة أمن الدولة العليا وإصدار مرسوم تشريعي جديد حول التظاهر السلمي لأول مرة في تاريخ سوريا كحق من حقوق الإنسان الأساسية ثم تلا ذلك اتخاذ إجراءات أخرى منها إصدار المراسيم المتعلقة بتشكيل اللجنة الوطنية لإعداد دستور جديد للبلاد وقانون الإعلام وقانون الانتخابات العامة وقانون الأحزاب السياسية وقانون الإدارة المحلية الذي جرت الانتخابات المحلية على أساسه يوم 2011/12/12م إضافة إلى قوانين وتشريعات أو إجراءات تتصل بمكافحة الفساد وزيادة رواتب موظفي الدولة بهدف رفع مستوى معيشة المواطن السوري ووضع إطار حكومي جديد تم بموجبه قبول استقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة وإجراء عدد من التغيرات في العديد من المناصب الحكومية وإجراءات من شأنها تعزيز مسيرة الإصلاح في سوريا.

 

 من هنا نأمل بل ونتمنى أن تستقر سوريا البلد والإنسان فهناك مخاطر كبيرة تواجه هذا البلد حجم المؤامرة كبير فسوريا العروبية قدمت الكثير للقضية الفلسطينية ولهذا تكالبت عليها العديد من الدول وفقاٍ لمصالحها وليس حباٍ في صنع التغيير كما أصبح متاحاٍ لنا سماعه.

 

هنا أيضاٍ سوف أضيف ماورد على لسان الرئيس بشار الأسد في ما يخص سؤاله متى تنتهى الأزمة السورية: إذ قال: أن السؤال الأساسي الذي طرح معي بشكل مكثف يبقى متى وكيف تنتهي الأزمة.. وطبعاٍ هذا سؤال صعب والانستطيع أن نعطي جواباٍ من دون معطيات وهناك أشياء نعرف معطياتها وهناك أشياء لانعرفها وأول نقطة لانعرف معطياتها تحديداٍ ولكن نستطيع أن نستقرئ.. فالمؤامرة تنتهي وتتوقف عندما ننتصر عليها ولايجوز أن نكون منفصلين وتنتهي متى تنتهي ويمكن أن ننتصر عليها أولاٍ عندما ننتصر عليها في الخارج سياسياٍ وفي الداخل عندما نقضي على الذرائع الخطيرة لتهدئة المؤامرة وهو الإرهاب » وتابع وعندما يتحول الشعب السوري إلى شعب خانع ونتنازل عن مواقفنا القومية التي دافعنا عن لبنان 1982م وكانت منطق المقاومة في ذلك الموقف والتي أدت إلى تحرير لبنان عام 2000م وعندما نتنازل عن موقفنا إلى جانب المقاومة عام 20062008م في لبنان وغزة نقدم التنازلات كلياٍ وجزئياٍ في عملية السلام وتحديداٍ في أراضينا المحتلة في الجولان وعندما نتنازل عن مواقفنا القومية تجاه القضية الفلسطينية هذا الموقف القومي الذي حملناه عبر التاريخ منذ 1948م وعندما نقبل أن تكون شهود زور على مايحصل في المسجد الأقصى أما العمل الارهابي الأخير فلا يحبذ أن يستمر كونه شكلا مرفوضاٍ إذ يقول الأسد في هذا المضمار هناك شريعة عظيمة هي الإسلام وهناك إرهاب يتغطى بالإسلام فعمن نبتعد عن الشريعة أم عن الإرهاب نذم الشريعة أم نذم الإرهابي.. نحارب الدين الإسلامي أم نحارب هذا الإرهاب الجواب.. واضح لاذنب للإسلام عندما يوجد إرهابي يغطى نفسه أو يلبس عباءة الإسلام.

 

هكذا يمكن لنا أن ندرك أن هناك سمات رئيسية من شأنها أن تقود إلى سيادة حياة فجه يساهم الخارج في صنع تفاصيلها هذا الأمر يتطلب أن نفهم تداعياته كون التغيير اختلط بالمؤامرة التي أضحت جلية في سوريا هذا البلد الذي نتمنى أن يقوى ليستمر دوره النضالي المقاوم..

 

وبالمقابل أيضاٍ أتمنى أن يستوعب الشعب السوري أن هناك مشروع حياة وتطور للبلد أما الهدم والإقصاء فهو مالا نحبذه ونأمل أن يزول ويتلاشى.

Share

التصنيفات: خارج الحدود

Share