Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

وفاق.. واتفاق.. وإنقاذ!!

 بدر بن عقيل

 

اعتقد جازماٍ أن الثلاثية الموسومة أعلاه برأس مقالتنا هذه هي أبرز عناوين حكومة المرحلة الصعبة الراهنة والتي جاءت بعد مخاض عسير حتى كادت «نار عابس تأكل الأخضر واليابس»!!

 

الوفاق وبموجب – المبادرة الخليجية – هو الذي أوصل حكومة العم باسندوة وبمختلف  ألوان طيفها السياسي إلى كراسي وطاولة مجلس الوزراء وحقائبه المختلفة وعلى ضوء الوفاق كان القسم واليمين الدستورية أمام الأخ المشير عبدربه منصور هادي – نائب رئيس الجمهورية – والعهد بخدمة البلاد والعباد.

 

ومن ثم الاتفاق وبعيداٍ عن أي مكايدات ومشاحنات هو الذي سيؤدي بنا إلى إنقاذ ما يمكن انقاذه وتلافيه من آثار وتداعيات الأزمة الخطيرة التي مر بها الوطن وكادت تعصف بأمنه واستقراره ووحدته وسكينته العامة.

 

وهذه الثلاثية وعلى ضوء – المبادرة الخليجية  – وآليتها المزمنة ووقوف المجتمع الدولي مع اليمن هي الملاذ الأخير والفرصة الطيبة والمنقذ والمخلص لأوجاعنا وأحلامنا بحياة كريمة وفي الوفاء والعرفان لتضحيات الشهداء الأبرار في مختلف المراحل.

 

وفاق واتفاق وانقاذ هي مجاديفنا الحقيقية للوصول بسفينة الوطن إلى بر الأمان واستشعار المسؤولية الوطنية والتاريخية إزاء يمن الايمان والحكمة وربيعنا الحقيقي والدائم لبناء وطن مزدهر معافى يمتلك من الإمكانيات والطاقات ما يجعله يستطيع أن ينهض لأي جديد وبإرادة لا تلين.

 

ولا شك أن الأزمة التي مر بها الوطن على مدار أحد عشر شهراٍ من العام المنصرم 2011م  علمتنا الكثير من الدروس والعبر والنتائج تجعلنا معنيين جميعاٍ بالاستفادة منها فبتعاضدنا وتألفنا وتمسكنا بحزب واحد هو حزب الوطن يمكن أن نحقق المعجزات والمنجزات  العظيمة وأن نتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «المؤمن  للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاٍ» وقوله عليه الصلاة والسلام: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»..

 

فيكفي أن وطننا عاش فترة طويلة من الشتات والتمزق والتشطير باعدت بين الأرض والإنسان اليمني حتى استطاعت إرادة الرجال المخلصين أن تعيد الاعتبار في 22 مايو 1990م بوحدة مباركة لملمت أبناء الأسرة الواحدة والجسد الواحد.

 

وهي وحدة يجب أن نكبر معها ونتشبث بها ولا ندع مكاناٍ لأي بؤر قلاقل ورحى صراعات تعيدنا إلى الخلف وإلى لغة السلاح والانقلابات الدموية وإلى حواجز ومتاريس و«براميل شريجة» جديدة..

 

وحدة جاءت بالديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الصحافة والرأي والرأي الآخر واحترام حقوق الإنسان وهي مظلة نستظل تحتها ونحتكم ونلجأ إليها وإلى لغة صناديق الاقتراع التي تقودنا وحدها إلى نهج التبادل السلمي للسلطة.

 

نعم ان الأزمة العاصفة والمخيفة التي مر بها الوطن وبصورة ليس لها مثيل في تاريخنا المعاصر جعلتنا نضع أيدينا على قلوبنا قلقاٍ وهلعاٍ!! بل ورسمت الهلع على عيون وملامح الأطفال وجيل المستقبل..!!

 

أزمة كادت تقصم ظهر البعير وتذهب «بالجمل وما حمل»..!!

 

إن حكومة الاتفاق والوفاق والانقاذ تشكل عودة الروح والعقل للذات اليمنية وربط الأقوال بالأفعال للخروج من وطأة وشبح معاناتنا وإصلاح أحوالنا والالتفات لما يحتاجه البلد من خدمات وتنمية واستثمار وتعزيز اقتصاده الوطني ومراعاة مصلحته الوطنية العليا.. عودة للحفاظ على كل منجز حققناه بجهودنا وعرقنا وإمكانياتنا.

 

إن دموع «العم باسندوة» رئيس مجلس الوزراء وتحت قبة البرلمان هي دموعنا كلنا ولغتنا كلنا خاصة إذا علمنا أن لغة الرصاص وفوهات المدافع لا تبني وطناٍ نحلم بالعيش في أكنافه.. دموع «العم باسندوة» هي دموعنا في ظل واقع وأزمة عشنا بوجع مرارتها واكتوينا بنارها وهي لسان حالنا الذي عبر عنه الشاعر قديماٍ بالقول:

 

انما حال المحبين البكاء

 

            فأي فضل لسحاب لا يسح

 

 والخلاصة

 

فليمطر سحاب الوطن بخيره وبمطلع وبشائر نجم سهيل اليماني على كافة الربوع اليمنية الطيبة ولتخضر به قلوبنا قبل تراب وطننا فنحن الذين وصفنا خاتم الرسل  محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأننا «أرق قلوبناٍ وألين أفئدة»  يجب علينا استثمار هذه  الخاصية والسجايا الأصيلة في ما يوحدنا ويجمع قلوبنا وجهودنا المشتركة ونكون بمنأى عن كل ما يعكر صفو حياتنا ويقطع دروبنا وأرزاقنا ويفتح على أرض الجنتين أبواب الجحيم..!!

 

فرجاء لا تفتحوا من جديد أبواب الجحيم..!!

 

رجاء.. لا نلجأ إلى الفتنة التي لعن الله من أيقظها..!!

 

رجاء.. رجاء.. رجاء..

Share

التصنيفات: الصفحة الأخيرة

Share