Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الوطن وآفاق المستقبل

أحمد الكاف 
  مما لا شك فيه أن الوطن مر خلال العام الماضي بأصعب الظروف السياسية على مر تاريخه الحديث والمعاصر بل مثلت الأزمة السياسية أكبر خطر سياسي وكادت هذه الأزمة أن تغرق سفينة الوطن في براثين الفتن والصراعات وسط أمواجها المتلاطمة ووسط ظلام ليل حالك خيم على أجواء وطننا الغالي وكاد الشعب أمام جسامة هذه الأحداث أن يفقد الأمل في الأمن والاستقرار ومواصلة البناء والاعمار وصولاٍ إلى التقدم والازدهار الذي ينشده الشعب منذ نجاح وتحقيق الثورة اليمنية بيد أن الوطن شهد بتوقيع الجميع على المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة انفراجاٍ في أزمته الراهنة ولاح في سماء الوطن شعاع أمل مشرق وضاء مبشر بمستقبل واعد للوطن وللشعب.
ومع تواصل المكايدات الحزبية والمناورات السياسية لم يفقد الشعب الأمل في تحقيق طموحاته بانفراج سياسي يزيل الغمة التي ألمت بالوطن كون الوطن وطن الجميع لا يمكن اختزاله في فرد أو جماعة أو فئة أو قبيلة.. وكان يوم السبت الماضي يوماٍ تاريخياٍ في ذاكرة اليمنيين حين التم شمل ممثلي الشعب في البرلمان بحضور السلطة التنفيذية لتقديم ومناقشة قانون الحصانة والذي لاقى جدلاٍ واسعاٍ وسط الهيئات الحزبية والقوى السياسية بمختلف ألوان طيفها السياسي ووسط دموع الفرح التي انهالت من عيون الجميع وتلك الدعوات الصادقة من قلوب المحبين للوطن وكذا تأكيدات الكل على أن مصلحة الوطن فوق المصالح الحزبية والفئوية وتقتضي مصلحة الوطن الالتزام بتنفيذ كافة بنود المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة ولقت هذه الدعوات استجابة حقيقية من الجانبين التشريعي والتنفيذي قبل فوات الأوان وفعلاٍ استشعر ممثلو الشعب وكافة الفرقاء تحت قبة البرلمان المسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه وطنهم وشعبهم وفي خطوة شجاعة أقر نواب الشعب قانون الحصانة لرئيس الجمهورية ولمن عمل معه من المدنيين والعسكريين خلال فترة حكمه وحتى تاريخ المصادقة على هذا القانون.
وان كان البعض يشعر بضيم من المصادقة على هذا القانون إلا أن مصلحة الوطن فوق كل المصالح وحسناٍ جاء توافق اقرار قانون الحصانة مع تزكية جميع النواب ترشيح نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي للانتخابات الرئاسية المبكرة والتي ستمثل حداٍ فاصلاٍ بين الفوضى الخلاقة والتسلط وبين انقاذ الوطن من مصيره المحتوم.
كما أن نواب الشعب وحرصاٍ منهم على وطنهم الغالي وتأكيداٍ على ترسيخ دعائم الوحدة الوطنية وطي صفحة الماضي كلفوا حكومة الوفاق الوطني بتقديم مشاريع قوانين البرلمان حول المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وبحسب بنود المبادرة الخليجية.
وطبعاٍ باقرار الحصانة وتزكية النائب كمرشح للجميع في الانتخابات المبكرة والتي لم يتبق عليها سوى أيام قلائل يكون الوطن قد تخطى معظم الصعاب التي واجهته وما على الجميع سوى التفاعل مع الانتخابات الرئاسية المبكرة ودعم حكومة الوفاق الوطني في تحقيق برنامجها وتهيئة الظروف المناسبة للفترة المتبقية من الفترة الانتقالية من خلال المشاركة الفاعلة في برنامج الحوار الوطني القادم وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار وكذا للاعداد لدستور جديد يضمن للجميع الحقوق والواجبات وبنجاح الجميع وتفاعلهم مع خطوات تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة تكون سفينة الوطن قد رست إلى بر الأمان وسارت بالجميع نحو آفاق المستقبل المنشود فالوطن أغلى من الكل والحفاظ عليه مسؤولية الجميع..
Share

التصنيفات: منوعــات

Share