Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

المبادرة الخليجية.. والأبعاد الإقليمية والدولية لاستقرار الأوضاع في البلد

ثمن عدد من الأكاديميين والسياسيين الأبعاد التي حملها مضمون المبادرة الخليجية على استقرار الأوضاع في اليمن كمسؤولية يمنية وكحاجة  دولية أيضاٍ .وأشاروا في مداخلاتهم في الاستطلاع الذي أجرته «الوحدة» إلى أهمية المبادرة الخليجية من حيث أنها تعكس الحرص الإقليمي والدولي على أمن اليمن واستقراره كون موقعه يمثل عمقاٍ استراتيجياٍ في المنطقة وما تفرضه المصالح الدولية في تدفق النفط دون أية عراقيل خصوصاٍ في ظل التهديدات التي تلوح مؤخراٍ في الأفق وما تشكله من خطورة على أمن الملاحة في البحرين الاحمر والعربي منوهين إلى خشية هذه الدول أن تستغل الأوضاع في اليمن لزيادة التوتر والاضرار بالمصالح الغربية بدرجة أساسية.

 

كما اعتبروا أن نجاح المبادرة الخليجية له آثاره الإيجابية في اليمن والخليج وقطع الطريق أمام المد الخارجي والمؤامرات التي تحدق باليمن والمنطقة كما تعتبر خطوة لإغلاق ملفات شائكة وخطوة أولى تؤسس لانضمام اليمن إلى دول مجلس التعاون الخليجي لتكون أكثر قوة في اطار منظومة دول المنطقة في مواجهة التحديات المشتركة فإلى التفاصيل:

 

استطلاع/ خالد الصايدي

 

 الدكتورعبدالله الخلاقي.. أستاذ إدارة الاعمال بجامعة حضرموت ابتدأ حديثه بالقول: «أتت المبادرة الخليجية بعد عشرة أشهر من الأزمة اليمنية وهي بمثابة مخرج حقيقي لليمن من هذه الأزمة لخلق أمن واستقرار دائمين وفق آلية منظمة يجب على الجميع الاحتكام إليها وعدم الخروج على نصوصها إذا ما أرادوا فعلاٍ إيجاد الحلول الصائبة».

 

ويتابع الخلاقي «إن المهمة الأساسية لهذه المبادرة هي خلق الأمن والاستقرار من خلال توقيع جميع الأطراف عليها وهذا ما تم وأيضاٍ عبر الالتزام الحرفي بها وهي تأتي عن طريق تشكيل حكومة وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة» والوصول لانتخابات رئاسية يعتبر خطوة لخلق الطمأنينة لدى أفراد الشعب اليمني لأن ما بعد الانتخابات الرئاسية تأتي مهمات أخرى تقوم على أساس حوار ما بين القوى السياسية ويضيف الدكتور الخلاقي: «ومؤتمر الحوار المنصوص عليه في المبادرة يتضمن المطالب الأساسية التي طرحت من كافة القوى الأساسية تغيير النظام السياسي عبر صندوق الاقتراع ومثل ذلك لا بد من إيجاد دستور ينظم هذه العملية ومن خلال هذا الدستور الذي يجب أن يناقش ويقر من قبل الشعب يأتي شكل الدولة وكذا الدخول في مناقشة حادة للقضايا ذات البعد الوطني فالقضية الجنوبية والحوثيون وغيرها من المشكلات التي هي موجودة في الواقع.. وبالتالي فإن محور المبادرة وأبعادها تضمن الأمن والاستقرار لليمن في حالة الالتزام بالأسس التي وضعت عليها الآلية..

 

وبالنسبة للمبادرة وأهميتها يقول الخلاقي:« الإقليم مهتم بالأوضاع اليمنية خلال الفترة الأخيرة لأن اليمن تمثل بعداٍ استراتيجياٍ لدول الخليج وديمغرافياٍ وتمثل مورداٍ بشرياٍ لا غنى عنه للقوى العاملة كما أن موقع اليمن بالنسبة للمنطقة يمثل نقطة ارتكاز حقيقي لضمان أمنها واستقرارها وتدفق الموارد المادية للمنطقة كالبترول والتجارة بشكل عام..

 

ودولياٍ.. فإن المصالح الدولية لن تتغاضى على أي قلاقل في المنطقة خاصة وأن المصالح الدولية تكمن في تدفق النفط دون أية عراقيل وخصوصاٍ بعد أن أثارت إيران مشكلاتها ليمكنها أيضاٍ من أن تستغل الاوضاع في اليمن وزيادة التوتر والإضرار بالمصالح الغربية بدرجة أساسية..

 

خطوة إيجابية

 

 أما الدكتور عبدالحميد داود ـ أمين عام حركة التغيير والبناء ـ فيقول: بالرغم من أن المبادرة الخليجية إن لم تتضمن الأهداف التي رسمها الشباب بداية الثورة إلا أن بوادر بداية تنفيذها تعتبر خطوات إيجابية نحو تحقيق الاستقرار في البلد في الوقت الذي ما زالت فيه البلاد تعاني من الأزمة الاقتصادية بشدة. وهذا يوحي بأن تنفيذ المبادرة بصورة غير متكاملة لا يحقق للبلد الاستقرار الأمني والاقتصادي والديمقراطي والذي يتطلب أيضاٍ استكمال تنفيذها بصورة متكاملة غير جزئية إلى جانب تعزيز الدعم المالي والاقتصادي للبلد من الدول المانحة وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي..

 

ويضيف داود: «إن نجاح هذه المبادرة يعتبر خطوة إيجابية لدول الخليج العربي والتي ستنعكس إيجابياٍ على توطيد العلاقة في ما بين اليمن والاخوة في الدول الشقيقة وعدم نجاح هذه المبادرة أو عدم استكمالها سيعود بالضرر والسلب ليس على اليمن فقط وإنما على الدول المجاورة سواءٍ في الوضع الاقتصادي أو الوضع الأمني أو غير ذلك.

 

آفاق مستقبلية

 

 أما الدكتور أحمد العجل ـ عميد كلية الإعلام – فابتدأ حديثه بالقول: «لا شك أن مبادرة الإخوة الأشقاء في دول الخليج بالنسبة للأزمة في اليمنأتت من منظور وطني اقليمي لإحساس هذه الدول بأن الجمهورية اليمنية تشكل بعداٍ استراتيجياٍ أمنياٍ..وأن أمن اليمن هو من أمن دول الخليج وزعزعة أمن اليمن ـ لا سمح الله ـ يؤدي إلى الإضرار بدول الخليج ومن هنا حرص الخليجيون أن يسهموا في بلورة مبادرة خليجية مثلت نقطة وفاق وطني في اليمن وكسبت رأياٍ عاماٍ مسانداٍ لها في اليمن والخليج..

 

ويضيف العجل: أن نجاح مبادرة الخليج له آثاره الايجابية في اليمن والخليج ففي اليمن يعتبر نجاح المبادرة تفويتاٍ للفرصة الكبيرة على الكثير من المتآمرين لأنها تحمي البلاد من صراعات وحروب وتآمر وأيضاٍ تقطع الطريق على المد الخارجي وتنظيم القاعدة وكل المؤامرات والأخطار التي تهدد اليمن..

 

ويضيف: إن وثمارها أيضاٍ لا تقتصر على الوضع الداخلي في اليمن بل خليجياٍ من خلال تعميق العلاقات اليمنية الخليجية وتسهم في انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي.

 

وبالتالي تعاون شامل بين اليمن والخليج أمام الاطماع والمحاولات الخارجية لزعزعة المنطقة وتزيد أيضاٍ من أمن واستقرار الجزيرة العربية..

 

ويثمر نجاحها أيضاٍ في التعاون الاقتصادي ويجعل من اليمن ودول الخليج قوة لا يستهان بها على المستوى العالمي وأمام المعايير الإقتصادية الدولية..

 

ويردف العجل أنه وبنجاح المبادرة الخليجية ستغلق ملفات متعددة ويتحول الجميع لآفاق مستقبلية تنموية كبرى خاصة وأننا في عصر العولمة وكلما زاد الترابط بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي ستزداد قوة المنطقة أمام التحديات وهذا أبرز نجاح للمبادرة وسيكون شاملاٍ على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني..

 

بعد استراتيجي

 

  أما الدكتور علي العثربي ـ أستاذ الإعلام – فقال: «أعتقد أن  مبادرة دول الخليج بخصوص الأزمة اليمنية دليل على حرصهم على أمن واستقرار اليمن لأن الجميع في دول مجلس التعاون الخليجي يدركون جلياٍ أن اليمن تشكل عمقاٍ استراتيجياٍ هاماٍ في المنطقة فنجاح المبادرة في تحقيق الأمن والاستقرار لليمن سيشكل أمناٍ واستقراراٍ لدول المنطقة..

 

ويضيف العثربي: الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي بمبادرتهم الأخوية جسدوا حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ـ المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا.. وأنا أرى أن مبادرة الأشقاء بمصداقيتها وأخذها كمنظومة متكاملة مثلت هذا الحديث النبوي ونجاحها يعتبر نجاحاٍ لأمن واستقرار المنطقة سياسياٍ واقتصادياٍ..

 

تميز

 

 الأستاذ عبدالجبار سعد ــ المحلل والكاتب السياسي .. أدلى بدلوه قائلاٍ « إن المبادرة نفسها أثبتت بأن اليمن لاتزال بلد الحكمة والايمان وإذا نظرنا إلى ما يسمى بدول الربيع العربي والتداعيات نجد ان اليمن كانت أقلها تأثراٍ من كل النواحي وبالتالي جاءت المبادرة الخليجية لتضع حقيقة التميز في الواجهة وطبعاٍ ما كان يمكن للمبادرة الخليجية أو أي مبادرة أن تنجح لو لا وجود استجابة حقيقية من أبناء هذاالشعب وقياداته.. ويؤكد سعد «أن المبادرة الخليجية هو الحل اليمني لمواجهة الأزمات الطارئة وأنموذجاٍ يقتدى به فقد تابعت في الفترة الأخيرة ردود الفعل لدى الحكومة السورية تجاه الاضطرابات الحاصلة هناك ووجدت انها تقوم بمحاكاة التجربة اليمنية وهناك توجه لحكومة وفاق تقوده  المعارضة بالإضافة إلى سلسلة الإجراءات التي من شأنها أن توصل الناس الى اتفاق يخرجهم من الازمة ..

 

وعن تأثيرات الأزمة على المنطقة يقول سعد ربما قد سمعنا ونسمع أن اليمن إذا تفجرت تفجراٍ حقيقياٍ  ستكون صواعق تتنزل على من حولها وستتأثر ليس المنطقة فقط  وإنما العالم كله من خلال إطلالة اليمن على منافذ بحرية هامة ..

 

واختتم الأستاذ عبد الجبار سعد حديثه بالقول « نتمنى أن تنتهي هذه المبادرة بنفس  الحكمة التي بدأت بها وأن يكف البعض ممن يحاولون إثارة النعرات والاستفزازات للحكمة و للنظام وان يكفوا عن ماهم فيه ويعلموا أن الشعب لن يغفر لهم ذلك بعد أن عانى هذه المعاناة.

 

الأهم مصلحة الوطن

 

عبد العزيز العقاب .. رئيس منظمة الحوار والدفاع عن الحقوق ابتدأ حديثه بالقول « يجب أن تصدق الأطراف الموقعة على المبادرة من احزاب التحالف الوطني وأحزاب اللقاء المشترك وان تحمل التوقيع بكل جدية بالتنفيذ على هذه المبادرة وأن تتوفر المصداقية الكاملة لأجل هذا الوطن من أجل تحقيق الأمن والاستقرار وتحسين الأوضاع ..

 

ويضيف العقاب « ويجب على الحكومة أن تقدم مصالح الوطن على كافة المصالح والاحتكاكات السياسية وأن تضع إنجازاتها على أرض الواقع وكنت آمل على حكومة الوفاق أن تكون قطعت أشواطاٍ كبيرة في تحقيق ما يحلم به المواطن اليمني وعليها أن تكسب ثقة المجتمع الدولي باقتدار وليس بالوضع الحالي ويختتم حديثه.. علينا أن نسير في تنفيذ المبادرة بمصداقية والعالم يدرك أننا عمق استراتيجي وعلينا أن نكون عند مستوى هذا العمق.

Share

التصنيفات: خارج الحدود

Share