Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

د. حسن مكي في حوار لــــ «الوحدة»: ثورة الشباب ناتجة عن سوء

د. حسن مكي في حوار لــــ «الوحدة»:
ثورة الشباب ناتجة عن سوء
الأوضاع في العالم العربي
وصف الدكتور حسن مكي رئيس الوزراء الأسبق والشخصية الوطنية المعروفة ثورات الشباب العربي بأنها جاءت نتيجة لسوء الأوضاع في العالم العربي وتفشي البطالة والفقر واحتقار المواطن العربي من قبل الحكام والمتاجرة بقضية فلسطين.
وأضاف في حوار صريح مع صحيفة «الوحدة» أن ما حدث في اليمن كان متوقعاٍ وأنه سبق أن حذر منه في احاديث سابقة وقال أنه حذر من التدخل الإقليمي والدولي ولكن هذا حدث مؤكداٍ أن الشباب في كل الحركات وفي كل الثورات هم اساسها والعمود الفقري والعقل المفكر والروح الوثابة التي تعبر عما يجيش في صدور الشعوب ودعا حكومة الوفاق الوطني للمسارعة إلى محاورة الشباب والبحث في قضايا الشباب ومطالبهم وفصلها عن قضايا الأحزاب السياسية والتعامل معهم خارج نطاق التعامل السياسي والمعاملات السياسية للأحزاب والتنظيمات مؤكداٍ على أهمية استمرار الثورة حتى يتحقق هدفها الأساسي في بناء الدولة اليمنية الحديثة التي ينشدها الجميع.. كما تحدث عن جملة من القضايا الأخرى في ما يلي تفاصيل الحوار:
حاوره: أحمد ناصر الشريف
– ادعــو حكــــومة الوفــــاق الوطنـي لمحـــاورة الشبــاب وفصـل قضاياهم عــن قضــايا الأحـــــزاب
– الثورة في ليبيا بدأت مسلحة ودموية لأن الغرب اشعلها بحكم مصالحه
> بداية نشكر الدكتورحسن مكي رئيس الوزراء الأسبق والشخصية الوطنية المعروفة على تعاونه مع صحيفة «الوحدة» لإجراء هذا الحوار..سؤالنا الأول يتعلق بالعام 2011م الذي نودعه بعدايام قليلة كونه عاما له اهميته في الوطن العربي حيث شهد فيه احداثاعظيمة وانتفاضات شعبية ادت الى سقوط انظمة..
الى ماذا تعزون ذلك وماهي اسبابها الحقيقية¿
>>  سوء الأوضاع في العالم العربي وتفشي البطالة واحتقار المواطن والمتاجرة بقضية فلسطين وبيعها ..كل هذه العوامل مجتمعة كانت من الأسباب التي ادت الى حدوث انتفاضات شعبية في البداية ثم تطورت الى ثورات بالاضافة الى ان الحكام لم يتغيروا ..ولم يتغير تفكيرهم البوليسي خاصة ان حكوماتهم هي في الأساس بوليسية..وكما قال محمدحسنيين هيكل :هي تعمل على تصفية ماتبقى من افكار القومية العربية اوأهدافها الرئيسية..ولهذا نلاحظ انها بدأت بالأنظمة القومية والثورية التي افسدها الحكم السيئ البوليسي وبالتالي التعالي على المواطنين وقد تراكمت الأمورمع الفشل العربي في فلسطين وفي اكثر البلدان العربية واتجهوا الى مهادنة العدو بل ومحاولة الاتفاق معه من خلال المشروع العربي الذي لم يقبله الاسرائيليون ولا الصهاينة هذا جانب..اما الجانب الأخر فهو دولي الأزمة الاقتصادية وارتفاع اسعار البترول وفي نفس الوقت ازدياد البطالة والفقر وتفشي الجهل والتركيز الأمني في معظم البلدان العربية لأن الأرض بدأت تهتز من تحت هذه الأنظمة..فلماجاءت الأزمة الاقتصادية العالمية بدأت هذه الانتفاضات في اوروبا ثم امتد لهيبها الى البلدان العربية بمافي ذلك اليمن وان كان وضعها يختلف.
حين اندلعت الانتفاضات في الدول العربية بدأت بالحلقة الأضعف ونقصد بها تونس اولا :لأن استقرار الأوضاع في هذا البلد منذ الاستقلال تخلله ذهاب الرئيس الأسبق بورقيبة ثم جاء بعده الحكم البوليسي لزين العابدين بن علي  الذي شعر انه اصبح ملكا اكثر منه رئيسا وكان يفكر ان يستمر حاكما لتونس مدى الحياة كماحصل مع سلفه بورقيبة متناسيا ان هذا الاستقرار وهذه العلاقة مع اوروبا خلقت مجتمعا اكثر ثقافة واكثر وعيا ونضجا وتطلعا لحياة كريمة افضل..لكن تونس في الحقيقة في ظل هذا التطلع لشعبها بدأت تعاني من ازمة اقتصادية ومن هناانتشر الفقر وبدلاٍ من ان يقوم النظام التونسي بمواجهة اسباب الفقر حاول ان يخضع الناس في ظل اختفاء العدالة الاجتماعية والمشروع القومي وهذا ماجعل الشعوب ليس في تونس وحدها وانما في مختلف البلدان العربية ان هذه الأنظمة ليس لديها اية رؤيةاجتماعية ولااقتصادية ولا قومية فحدث الاحتقان الذي كنا نشعر به في أحداث غزة حينما كان الفلسطينيين يضربون بالفسفور ومختلف انواع الأسلحة المحرمة من قبل العدو الصهيوني وبأبشع طريقة  ولم يرتفع صوت مسؤول عربي واحد مستنكرا..بل ان حسني مبارك في مصر ساهم مع الاسرائليين في تشديد الحصار على الفلسطينيين..كل هذا خلق تراكمات إضافة إلى أنه لاعمل ولا أمل ولا معيشة ولاحتى قضية عند الحكام العرب..فكان لابد ان يحدث شيء ..وقد ادركت هذا الشيء الاستراتيجية الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية  التي عندماكانت تتحدث مع الحكام العرب كانت حجتهم انهم يحاربون الارهاب الديني او التطرف الديني الاسلامي خدمة لها بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م فلم تقتنع بهذه الحجة لأن علماءها وخبراءها ومراكز أبحاثها درسوا الوضع جيدا في العالم العربي وعرفوا ان اسباب الاحتقان لدى الشعوب غير ذلك..ومن هنا بدأوا اتصالاتهم مع المنظمات فوجدوا عند الكثير منها مرونة سياسية واستعداد لتقبل الاوضاع الجديدة في العالم العربي والحل السلمي العادل للقضية الفلسطينية فاتجهوا نحوهم ليخلقوا عندهم أملاٍ وإذا ما تحركوا فإنهم سيدعمونهم..وفعلا عندما بدأ التحرك لم يبدأ من المنظمات ولا من الأحزاب المعارضة ولا من الأحزاب خارج الأقطار العربية..وانما بدأت هذه الثورات بحادث بسيط نتيجة هذا التراكم متمثلا في حادث محمد البوعزيزي الذي احرق نفسه في منطقة نائية من تونس ولأن الأرض كانت كالهشيم سرعان ماتقبلت هذا التحرك وثارت..فأستخدمت كل الوسائل البوليسية للقضاء على هذا التحرك لكن كلما زاد البطش كلما زادت المقاومة اشتعالا..وتدخل الولايات المتحدة والغرب ضد العنف الذي اتسمت به المواجهات بين الأنظمة والشعوب حجم الحكام واجبرهم على تخفيف المواجهات الأمنية وهذا ماشجع الشارع على الاندفاع حتى وصل الى مرحلة وجد فيها ان الجهاز المنظم في البلد وهو الجيش  قد طلب من اول زعيم تقوم ضده اول ثورة شعبية زين العابدين بن علي اما ان يغادر او يستقيل ففضل ان يغادر هو وعائلته بماحمل..ومن المفارقات انه لم يجد من اصدقائه احدا في اي بلد ليستقبله فظلت طائرته تدور ما بين فرنسا ومصر الى ان وافق السعوديون بتشجيع من آخرين على استضافته.
> في رأيك هل شكل سقوط بن علي اول درس للحكام العرب¿
>> نجاح الثورة في تونس واجبار الرئيس بن علي كان هو الدرس الثاني للحكام العرب بعد الدرس الأول الذي كان من نصيب الرئيس صدام حسين في العراق رحمه الله ..فكان بن علي الضحية الثانية والجيش التونسي نحن نعرف عنه انه اضعف من الأمن بسبب ضعف امكانياته ولكنه منظم وقد استطاع ان يستولي على مقاليد الأمور في تونس وحجم الأمن وان كان الخارجون عن القانون قد حاولوا ان يسيئوا الى الثورة التونسية من خلال النهب والسرق الذي قاموا به مستغلين الفراغ الأمني وآذوا المواطنين.. لكن لأن الشعب التونسي كان لديه وعي كاف فقد استطاع ان يستقطب مهاجريه ومعارضي النظام في الخارج وجعلهم يتعايشون مع المعارضة في الداخل فتفاهم اليسار واليمين على القضايا الوطنية الأساسية فنجحت العملية السياسية..بعد هذا النجاح الذي تحقق في تونس استجابت مصر ومشت في نفس الطريق وهذا مايؤكد على وجود احتقان فيها متمثلا في صراع الاخوان المسلمين مع الحاكم وهو صراع قديم فكانت فرصة وتدخل الاعلام وقام بدور مهم في إظهار هذا الاحتقان ليتحول الى تحرك شعبي ضد حكم الرئيس مبارك.
>ماهو تفسيرك لسقوط حسني مبارك بتلك السهولة وهو الذي كان يراهن على منظومته الأمنية لحمايته¿
>> مبارك لم يسقط بسهولة ولم يسقط سريعا..وانما الذي حدث ان حسني مبارك جاء الى سدة الحكم وهو لم يكن قائدا لحركة سياسية ولا حركة عسكرية وليس له اي مبدأ ولا طموحات..وذلك بخلاف من سبقه في الحكم مثل الرئيس جمال عبدالناصر او الرئيس انور السادات..وحتى عندما وصل الى الحكم لم يكن احد يتوقع له الاستمرار فقد كانوا يعتبرونه عابرسبيل سيمر بمرحلة وينتهي.
> لكن كيف استطاع ان يستمر في الحكم ثلاثين عاما وكان يخطط لتوريثه لأبنه¿
>> نعم هذا صحيح لأنه استطاع ان يستخدم الأمن والقوات العسكرية ويغريها بإغداق المال عليها وممارسة الفساد..وعندما ثار الشعب ضده حاول أن يقاوم لكن عندما اسحب حليفه الغربي الدعم والثقة عنه وجد أنه لامجال له إلا أن يسلم الأمور بالطريقة التي نصحه بها أصدقاؤه وبالتالي سلم السلطة للمجلس العسكري وانسحب إلى شرم الشيخ على أمل أنهم سيحمونه ولكنهم بعد أن استتبت الأمور انقلبوا عليه وسحبوه للمحاكمة وكان بإمكانه أن يهرب إلى السعودية أو إلى أي دولة أخرى لكنه كعسكري مصري فضل البقاء في مصر ومعروف عن المصريين انهم يحبون بلدهم.
> هل يعني عدم هروبه انه كان واثقا من انهم سيحمونه¿
>> نعم.. كان يعتقد أنهم لن يؤذوه ولو كانوا يريدون ألا يؤذوه كانوا سيقولون له بطريقة أو بأخرى انسحب إلى أي دولة لأنه أصبح على الحدود مع السعودية وإسرائيل والأردن أو أوالى أي مكان آخر .. لكنهم لم يحموه وإنما انقلبوا عليه وهكذا هي مصالح الدول فمصلحتهم مع مصر أكبر من مصلحتهم مع شخص منته لأنه بعد الآن لن يستطيع أن يقدم لهم شيئاٍ ولأنه لم يعد له قيمة فسلموه للمحاكمة وقالوا له انه سيخضع لمحاكمة عادلة ونحن نعرف أن الأمور قد تطول .. فهو رجل كبير في السن ومريض وكلهم يراهنون على وفاته قبل صدور اي حكم عليه .
> ماسر نجاح الثورة في مصر وسقوط رأس النظام خلال 18 يوما من اندلاعها¿
>>  أولاٍ.. لأن النجاح في تونس دفع بالمصريين وهم شعب أكبر له علاقات بالثورة وتاريخه تاريخ جيد تاريخ قومي ونضالي ماكان يمكن أن يكونوا أقل مقاومة من التونسيين وطبعاٍ عندما نجحوا أثروا على الوضع في ليبيا وهذا له قصة أخرى ..
> الا ترى بأن الشباب من تصدروا هذه الثورات وفجروها مع انهم عاشوا في ظل هذه الأنظمة ولا يعرفون غيرها¿
 >>  الشباب في كل الحركات وفي كل الثورات هم أساسها سواء الشباب في الجيش أو في الساحات.. الشباب هم أعمدة البلدان والعمود الفقري والعقل المفكر والروح الوثابة التي تعبر عن مايجيش في صدور الشعوب.. الشباب دائما هم طلائع.. وشباب نبراس وجرأة ..مامعنى الشباب ¿يعني شجاعة جرأة استعداد للتضحية .. بالنسبة لنا نحن في اليمن ماذا نعتبر الجنود الذين يموتون الآن في زنجبار أمام  كيان القاعدة .. هؤلاء شباب يحبون وطنهم ويحبون دولتهم ..ليسوا أدوات وإنما يضحون .. الشباب في الساحات مثلهم مثل الشباب الجنود كلهم شباب وهؤلاء كلهم هم قاعدة الشعوب ومستقبل الشعوب وبالتالي يجب أن يكونوا هم الطلائع في كل شيء وأن يكونوا الشباب الداعمين للخط الجديد للوصول إلى حلول سلمية في اليمن وغيرها.
> الانتخابات التي جرت في تونس ومصر فاز فيها الاسلاميون الذين كان الحكام السابقون يحذرون الغرب منهم..ماذا يعني ذلك وهل يشكل رد فعل من قبل الشعوب¿
 >> هو رد فعل من قبل الشعوب كنوع من العقاب للحكام المنتهين ومن ناحية ثانية كان الغرب قد سحب شكه فيهم ومقاومته لهم وأصبح لديه أمل في أن يتعامل معهم ..صحيح انهم ليسوا بالقوة هذه..لكنهم جهاز منظم استغل مشاعر الشعوب الكارهة للانظمة التي سبقت فأيد ما هو موجود في الساحة .. لكن عندما يقارن بينهم وبين المعارضة التي كانت مع حسني مبارك.. من هنا نجد ضعف المعارضة بالرغم من ان عمرها السياسي طويل لكن عدم مقاومتهم القوية للنظام جعلت الناس تعلي صوتها او تأييدها لهذا القادم الجديد وهو تحت التجربة ولكن ليس تجربة مطلقة .. وليعتبر الاخوان المسلمون والسلفيون ان لم يحسنوا معاملة هذا الشعب فسوف يكون انتقامهم منهم اشد وانكى من الاخرين.
> مشروع التوريث الذي كان يعد له رؤساء الجمهوريات..الا يتناقض ذلك مع طبيعة الأنظمة الجمهورية¿
 >>  انا ارى ان ظاهرة التوريث نزعة ملكية وكلنا نريد ان نكون ملوكا .. حتى لو كانت الانظمة جمهورية وانظمة ثورية وانظمة قومية ولكنها تنكرت لمبادئها ولثوريتها وقوميتها واستغلت شعوبها وإمكانيات هذه الشعوب واثرت وافسدت وفي الآخر شعرت أن الأمور انسجمت معها وان كل شيء اصبح في نظرها سهلا عمله وان العمليه سهلةلا يعترض عليها احد معتقدين ان الكل في أيديهم ولا يوجد من يقف ضدهم .. كل ذلك اغراهم والتجربة في سوريا نجحت في وقتها فاغرت آخرين ان يتجهوا على اساس أنهم استطاعوا أن يخضعوا الناس وأن تستقر لهم الامور وبالتالي يأتون بمن يأتون من الأهل ومن المقربين واصبح لا فرق بينهم وبين الملوك.
> الثورة في ليبيا بدأت مسلحة منذ بدايتها ولم تكن سلمية كما بدأت في تونس ومصر واليمن ..لماذا¿
 >> في ليبيا بدأت الثوره مسلحة ودموية لأن الغرب اشعلها وليس الشعب بحكم ان في ليبيا بترولا وفيها غاز وفيها مصالح غربيه كبيرة تختلف عن تونس ومصر وبحكم قربها من اوروبا وكما قلت فيها ثروه معدنية كبيرة وغاز هائل وقريبة من الاسواق المحتاجة في اوروبا وطبعا الامريكان هم رأس النظام الأوروبي فلازم يكونوا بجانبهم ولذا تجد الان في ليبيا فصائل وعادوا الى القبلية وعادوا الى كل الموروث السيئ الذي كانوا يريدون التخلص منه فرجعوا اليه ليحتموا به والى الآن الأمور غير مستقرة في ليبيا .
> كيف كان نظام القذافي¿
>>  القذافي سيئ ومن أسوأ ما يمكن نظاما .. لا يمكن لنا أن نبحث له عن اعذار ولايمكن ان يتغيرعماكان عليه  في حياته اوكما كان في موته مثيرا للجدل ومثيرا لكل جدل.
> هل اراد لنفسه تلك النهاية¿
>>  أرادوا له ذلك وهو أراد أن يموت في ليبيا وهم أرادوا له ان يموت بالطريقة التي انتهى بها ولذا الامريكان والغرب والفرنسيون ليسوا بعيدين عن حادثة قتل القذافي لكن بأيد عربية ليبية.
> ماذا عن اليمن وسورية¿
>> سوريا مستهدفة ونظامها سيئ وبالنسبة لليمن انا اعتبرها حالة خاصة لانها كانت بدأت في اتجاه الديمقراطية وإن انحرفت في فترة من الفترات وقد يكون هذا بتأثير اقليمي او دولي او ذاتي .. يعني هذه الاسباب الثلاثة كلها متداخله .. الذاتي نحن نعرفه ويتمثل في الأصول القبلية والصراعات المذهبية والمناطقية وما في اليمن من مشاكل كبيرة كما وصفها جمال بن عمر ان الوضع في اليمن معقد جداٍ ويجب ان يحل بالطرق الهادئة لانه ليس هناك عصى سحرية تحل مشاكل اليمن في يوم وليلة وبالتالي فان السنتين القادمتين غير دستورية ولكنها ضرورية للانتقال من وضع الى وضع وإن شاء الله ننجح.
> هل كنت تتوقع ان يحدث في اليمن ماحدث¿
>> نعم ..وقد سبق لي ان تحدتث في هذا الموضوع في مقابلات سابقة معك انت شخصيا ونشرت في صحيفة 26سبتمبر قبل حدوث المشاكل ونصحت وابديت رأيي .. لانني كنت اتوقع ان الذي حصل هو سوف يحصل وحذرت من تدخل إقليمي وخارجي وها هو حصل ..وكل ما تنبأت به حصل ربما فيه اشياء لم اكن اتوقعها ان يصل اليمنييون الى ذلك المستوى .. لكن تصرفات البشر يصعب التكهن فيها انما الشكل العام يمكن ان نفكر فيه سياسيا وليس تخمينا ولكن دراسة للواقع وللامور كيف تسير.
> ما الذي تفردت به اليمن¿
  >> اولا ان هذا الشيء الحاصل هو موجود في اليمن .. ورقة كانت موجودة في اليمن ولم تكن موجودة في اي بلد اخرى .. واقصد بها التعددية ونوع من حرية الصحاقة ونوع من الحرية الشعبية ونوع من السماح للنقد لكن هناك عيوباٍ عندنا لم تكن موجودة في دول اخرى .. لم تكن عندهم حرب صعدة وليس لديهم الحراك الحنوبي نحن قبل هذا كله كان لدينا حروب متعددة في منطقة عزيزة من اليمن في الشمال .. ايضا اضطرابات وحوادث في الجنوب لأسباب مختلفة وهذه خاصية اليمن ..فطبعا الامم المتحدة والخليجيون معايشون لهذا الشعب وهم يعرفون اساسا انهم هم السبب الرئيسي لانهم حرموا اليمنيين من العمل في مناطق البترول والثروة في الجزيرة العربية وهم الذين تسببوا في هذه المشاكل وكان ممكنا أن تكون أوضاع اليمن أسوأ وردود الفعل عليهم أسوأ لانهم حرموا اليمنيين ظلما وعدوانا من العمل الشريف بعد احداث العراق والكويت وكانوا قساة الى ابعد الحدود ومعاملتهم السيئة للعمالة اليمنية وتحقيرها هي أحد الاسباب الرئيسة لهذا التذمر في الاوساط الشعبية اليمنية ..لا اقصد جهة معينة ولا دولة بعينها ولا شخصاٍ ولا ملكاٍ ولا أميراٍ ولكن اقول بصفة عامة ان اخواننا في الجزيرة والخليج يتحملون 90% مما يشعر به اليمنييون من حاجة وتذمر وعدم استقرار.
>  لكن نحن في اليمن نتحمل مسؤولية ماوصلنا اليه من وضع سيئ بسبب تخلفنا عن الركب¿
 >>  نعم نحن متخلفون .. وكثر الله خير اخواننا لأنهم ساعدونا ..لكن الى حد ما ثم تتوقف هذه المساعدة كأنه يقول لك تعلم ولكن لا تكن كذا .. تتطور لكن ليس اكثر من كذا .. اعمل لكن الى حد ما .. ارجو أن هذه العقلية وهذا التفكير يزول .. واناشد المثقفين والمسئولين الواعين في دول الجوار ان يعوا ان لليمني كرامته وله تطلعاته وله احلامه وعليكم ان تمدوا اليد الصادقة لانتشاله ليس فقط بالحلول السياسية ولكن بالحلول العملية واولها وقبل كل شيء ساعدوه بفتح باب العمالة .. لا يريد منكم سمكا ولكن يريد منكم ان تعلموه كيف يصطاد السمك.. يريد ان يعرق ليكسب .. لا يريد استجداء ولا صدقة ولا هبة .. ساعدوه في العمل الشريف بقدر ما تستطيعون ودربوه واحسنوا وفادته ومعاملته الكريمة حتى يبقى يعمل معكم وهو راضُ عنكم ومحب لكم.
> هل تعتقد ان المبادرة الخليجية قد شكلت مخرجا مناسبا لحل ماتمر به اليمن¿
 >> انا آمل أن تكون ناجحة وآمل ألاِ تكون العناصر الفردية والأحقاد الشخصية والطموحات القبلية عقبة حقيقية امام التنفيذ .. وإذا صدق الآخرون في تعاملهم مع هؤلاء سوف تنجح لأن اليمني تواق للهدوء ..تواق للاستقرار..تواق للتعلم .. تواق للتغيير .. لكن ليس على حساب أبناء الشعب من قلة مستغلة قبلية متخلفة يجب أن تغير سلوكها ويجب أن تقبل الواقع الجديد ويجب ان تقبل التغيير وليس التغيير الذي يخدمهم وانما التغيير الذي يخدم الجميع هذا ما نتمناه.
> ماهي كلمتك الناصحة لحكومة الوفاق الوطني خلال الفترة الانتقالية¿
 >> الشباب كما قلت هم دائما طلائع الشعوب وهم نصف الحاضر وكل المستقبل .. لهم الحق في ان يكون شكهم كبيراٍ.. لانه الى الآن لم يتحاور معهم اي طرف لايجاد حلول لمشاكلهم ..لذا نرجو ان تحصل الحكومة على التقة وهذا وارد إن شاء الله وبالتالي يجب ان تبدأ التفاوض معهم سواء كانوا حزبيين او غير حزبيين .. لكن يجب ان يلتقوهم كشباب ويفصلوا قضاياهم عن قضايا الاحزاب .. كما فصلت الاحزاب قضايا السياسية عن قضايا الشباب .. هم بدأوا والآن الدور جاء للتعامل مع الشباب خارج نطاق التعامل السياسي والمعاملات السياسية للأحزاب والتنظيمات .. هذه نصحيتي لحكومة الوفاق الوطني.
> كمناضل سياسي مخضرم..ماهي الدلالات التي يمكن استخلاصها من الثورة الشبابية والشعبية التي اتسمت بالسلمية في ظل اتسام كل الثورات التي عاصرها اليمنيون بالكفاح المسلح والعنف¿
>> انا اتمنى ان يكون هدف الشباب واحداٍ وهو قيام دولة مدنية حديثة لا قبلية ولا مذهبية ولا طائفية ولا قروية .. هذا ما ارجوه ان يكون هدف الشباب وان يدعموا حكومة الوفاق الوطني لإنجاز هذه المهمة . اذا استطاعت ان تخلق قاعدة لقيام دولة مدنية حديثة متطورة مبنية على العلم والتعليم وعلى المساواة والعدل الاجتماعي وعلى حب الوطن وحب الآخر فسوف تنجح وسوف ينجح الشباب.

Share

التصنيفات: حــوارات

Share