Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

حومة الــسـبـاق مــع الزمـن!!

أنور نعمان راجح
بعد شهور من عمر الأزمة السياسية التي ألقت بأوجاعها على الناس في شتى الجوانب لا نريد أن تبدأ مرحلة الأمنيات بأن تذهب الأوجاع والمعاناة التي ضربت مفاصل الدولة وحياة المجتمع فالمعروف أنه بعد كل أزمة وبعد كل مشكلة تنطلق الأمنيات ومعها المواعظ والوصايا والنصائح بضرورة تجاوز الماضي وفتح صفحة جديدة بين سائر الأطراف وضرورة ترميم الخراب النفسي والاجتماعي الناجم عن الخلافات والصراع طيلة الفترة الماضية..
كل ذلك سوف يأخذ حيزاٍ كبيراٍ من مساحات الصحف والمواقع الالكترونية وأوقات الإذاعة والتلفزيون الرسميين في محاولة لترقيع الثوب الذي أصابته الخروق والحروق جراء تعدي حدود المعقول من الخلافات وقد وصل الأمر إلى التجريح والاساءة المباشرة من البعض للبعض ثم اندلاع مواجهات مسلحة خلِفت قتلى وجرحى وخراباٍ في المنازل والمنشآت حدث ما حدث والأمنيات حاضرة والمواعظ والنصائح المثالية جرى تجاوزها مع سبق الإصرار والترصد بل لقد جرى التمرد على الكثير من الآداب والأدبيات والأصول المتعارف عليها.. لا بأس أن يجري الحديث عن بداية جديدة للعلاقات السياسية والاجتماعية في البلد ولا بأس أن تتغير لغة الخطابات والخْطب النارية التي لم تكن من السياسة بمكان ولا بأس أن تهدأ ثورة الدماء في العروق التي أشعلتها المواقف المغلوطة والحسابات الخاطئة.
بعد كل هذه التداخلات والتناقضات لا ينبغي الوقوف على الأطلال والبكاء على طيش الأيام الخالية ولا ضرورة لإهدار أوقات الناس بالاستماع لوصايا ومواعظ ما بعد الأزمة فكل ذلك يدركه العامة والخاصة وعلى الجميع الانتقال السريع المباشر للتخفيف وإزالة ما نجم عن معارك الشهور الماضية والتي حولت حياة الشعب إلى جحيم لا يطاق وأرهقت النفوس بالمتاعب والهموم. الذين تجرعوا المرارات وذاقوا علقم العيش جراء الأزمة يريدون أفعالاٍ تنقلهم من الحال الذي كانوا عليه فالكلام والخْطب الرنانة لم يعد لها مجال ولذلك نقول لحكومة الوفاق لا نريد أْغنيات ولا كلاماٍ معسولاٍ وعليها أن تتجه مباشرة نحو المهم الملموس لإزالة ما حل بالناس من ضنك ومتاعب وآلام حيث لم يسمع أحد صراخ المساكين وأوجاع العامة خلال الأزمة لأن الحسابات كانت مختلفة جداٍ.
ليس هناك الكثير من الوقت يكفي لبيع الكلام أولاٍ وللظهور بأثواب القداسة وللغزل العذري وغير العذري مع هذا الشعب الذي أنهكته سنوات الأزمة بل الأزمات التي أنجبت كل المآسي ولأن الوقت لا يكفي أمام كل الأطراف وقد صاروا شركاء في الحكومة فعليهم الانتقال نحو العمل المسؤول لمصلحة الجميع فكل المبررات القادمة مرفوضة وكل طرف سيحاول التنصل سوف يخسر كثيراٍ ثم وهذا هو المهم لا يصح الحديث عن أطراف مختلفة طالما قبلوا بالوفاق وقبلوا بالجلوس على مائدة واحدة للعمل والحكم وهنا يأتي دور الضمائر الحية والنظيفة والقيم السليمة من العاهات والتشوهات..
Share

التصنيفات: منوعــات

Share