Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

حريق شميلة

حريق شميلة
عشوائية البسطات والمولدات الكهربائية خلف الحادث
< اختلطت دموع الفرح بعيد الأضحى المبارك ودموع القهر والحسرة ذرفتها عيون مالكي البسطات والأكشاك والمحلات في سوق شميلة التجاري حيث اغتالت في حوالي الساعة الثالثة والنصف من أول أيام عيد الأضحى المبارك ألسنة اللهب فرحة ذاك العيد التي كانت قد رسمت على شفاه المتضررين وتطايرت أحلامهم وأمانيهم مع الأدخنة المتصاعدة إلى السماء بعد أن أمضوا ليلة العيد في تعبُ وسهرُ حتى الساعات الأولى من صباح العيد متوجهين بعدها إلى ذويهم وأولادهم محملين بجعالة العيد وملابس العيد وأموال قد لا تكفي حتى نهاية العيد.
محمد أحمد الصباحي
alsabahe 2004@hotmail.com
الجميع ذهل من هول ماشهده ذاك النهار وألسنة الحريق تنتشر بسرعة هائلة دون توقفُ وكأنها غول كاسر لايعرف الرحمة أو الشفقة!!
العديد من البسطات والأكشاك والمحلات التجارية إنتهت وتدمرت حيث كانت بداخلها منتجات من الملابس أو الأحذية أو الاكسسوارات القابلة للإشتعال السريع والتوسع بصورة هائلة إلى باقي المحلات والبسطات ويكفي أن ترمي بثقاب مشتعل وتنتهي جميع البسطات والاكشاك من تلك الساحة.. الكثير ممن إلتقينا بهم من أصحاب البسطات والاكشاك قد رسمت على وجهوههم علامات الاستغراب والتعجب على ما أصابهم من فاجعة كبيرة ألمت بهم والعديد من التساؤلات كانت تخرج من شفاههم بتلقائىة وعفوية لماذا حصل لنا ذلك¿ وكيف وقعت تلك المصيبة الأليمة عليهم¿ ولماذا هذا التوقيت بالذات¿
أقوال متضاربة
«أحمد فاضل» أحد المتضررين في حريق شميلة أفاد بأنه كان بالقرب من السوق فبعد أن سمع صوتاٍ ينادي بأن حريقاٍ قد حصل هب مسرعاٍ إلى مكان الحريق الذي كان حوالي الساعة الثالثة والنصف عصر أول يوم في عيد الاضحى حيث أوضح بأن الحريق قد شب في بدايته من الجهة الشرقية من أحد المحلات التي يعتقد أن النار شبت نتيجة «ماس كهربائي» كان الشرارة لإحراق باقي البسطات والأكشاك.
فيما خالفه الرأي «محمد الوصابي» صاحب بسطة لبيع الأحذية احترقت هي الأخرى حيث ذكر بأن لحظات إشعال الحريق لم تكن الكهرباء تعمل فقد كانت «طافية» أصلاٍ بل كان السبب – في وجهة نظره – حدوث إلتماس سببه أحد المولدات الموجودة في أحد المحلات أثناء تشغيله وبجانبه «دبة» بها بترول مما سببت حريقا وانفجاراٍ هائلاٍ في بداية الأمر ساهم في تطاير ألسنة اللهب إلى باقي البسطات والاكشاك التي هي الأخرى كان بها مولدات كهربائية وعبوات بترولية ساهمت في اتساع رقعة الحريق فأكلت الاخضر واليابس وبالتالي لم نستطع عمل شيء للحد من اتساع الحريق نظراٍ لأن أغلب المنتجات مصنوعة من مواد بترولية في الاصل.
مجرد سؤال¿
في حقيقة الأمر كنت أبحث عن إجابة صريحة وواضحة لسؤال ظلِ يدور في رأسي وهو من كان المسبب الفعلي لهذا الحريق¿ أو لمن توجه أصابع الاتهام في حادثة حريق سوق شميلة¿ لم أجد أو أسمع ممن قابلتهم من أصحاب البسطات والاكشاك جواباٍ صريحاٍ أو اتهاماٍ موجهاٍ لشخوص أو جهات كانت كل الاجابات متناثرة ولاتحمل في طياتها ما يجيب على تساؤلي.
اتهامات متباينة
أحدهم قال: نحن لانتهم أحداٍ بعينه أو جهة كذلك لكن الحريق في واقع الأمر لم يأت هكذا مصادفة¿ وفي مثل هذا التوقيت¿ الذي يقول فيه «أنه توقيت مدروس ومرتب وبأياد خبيثة مدمرة!!»
آخر منهم أفاد «لانحمل أية عداوة تذكر مع صاحب السوق أو مع بعضنا البعض» غير أنه أوضح قائلاٍ: «نعاني من وجود سماسرة ترغب في إخراجنا من أماكن تواجد بسطاتنا لصالح أناس أو محلات لانعرف من هم.. ويضيف «مع ذلك لانرغب بتوجيه الاتهامات لأحد».
إحراق مْدِبر!
توفيق يحيى ذكر أن عملية إحراق السوق أتت مدبرة وأن هناك ذئاباٍ بشرية كانت تنتظر شرارة الحريق حيث أوضح قائلا: بينما هو ينقل ما بقي من بضاعته التي ابتلعت السنة النار أكثرها وإذا بأشخاص يدعون مساعدتهم في نقل البضاعة إلى أماكن آمنة ليفاجأ بأن تلك الأيادي ما هي إلا أياد تمتهن السرقة والنهب وكأنها كانت تتوقع حدوث ذلك الحريق.
دور بطولي
الجهات الرسمية وعلى رأسها الدفاع المدني «الاطفاء» كان وبشهادة الحاضرين مواكباٍ منذ الساعات أو اللحظات الأولى للحريق حيث أسرعت أكثر من عشر سيارات للاطفاء إلى مكان الحريق بتوقيت ممتاز رغم الصعوبات التي واجهت دخول السيارات إلى الحريق والتيمن أبرزها ضيق المداخل وازدحام المحلات والاكشاك العشوائية مما اضطرهم للتكسير حتى يصلوا إلى مكان الحريق.
محمدحيدر صاحب إحدى البسطات أشاد بالدور الكبير الذي قام به رجال الاطفاء في اخماد الحريق والحد من انتشاره إلى باقي البسطات المجاورة حيث تسلقوا بعض المباني المرتفعة وقاموا بقطع توصيلات الكهرباء ومد خراطيم المياه إلى داخل مكان الحريق بفدائية وبطولية حتى تم السيطرة على ألسنة اللهب في حوالي الساعة الخامسة عصراٍ.
أمن فعال
الأمن كان حاضرا وبشكل فعال حيث يتواجد بالقرب من مكان الحريق في سوق شميلة القديم مركز شرطة علاية الذي استقبل البلاغات الأولى بوجود حريق هائل في سوق شميلة فهرع رجال الأمن وعلى رأسهم مدير مركز قسم شميلة «علاية» المقدم «توفيق الوجيه» الذي ساهم شخصيا في إطفاء الحريق بشهادة المتواجدين ووجود مدير أمن الأمانة العميد الركن رزق الجوفي ومدير المنطقة فؤاد العرائسي.
نتائج أولية
وقد افادتنا مصادر في قسم علاية الواقع داخل سوق شميلة بأن النتائج الأولية للتحقيق المشترك ما بين القسم والمعمل الجنائي تشير إلى وجود «ماس كهربائي» من أحد المولدات الكهربائية لإحدى البسطات أو المحلات كان سبباٍ في الحريق حتى لحظة كتابة هذه الأسطر لم تكتمل فصول الحقيقة بعد ولا تزال إجراءات التحقيقات مستمرة وحتى الآن لم توجه أصابع الاتهام إلى أحد من الأشخاص أو جهة من الجهات.
العشوائية هي السبب
توجهنا مباشرة إلى صاحب السوق ومالكه أحمد شميلة للاجابة على تساؤلنا عن سبب حدوث هذا الحريق حيث أفاد قائلا: منذ فترات طويلة ونحن نطالب أصحاب البسطات والاكشاك بالالتزام بالتخطيط الذي رسمناه لهم لكن العشوائية التي ابتدعوها في السوق وخاصة أصحاب البسطات هي التي ساهمت وبشكل كبير في هذا الحريق.
وأضاف شميلة: دائما نقوم باخبار أصحاب المحلات والاكشاك بأن يلتزموا بحدود محلاتهم وأن لا يتعدوها بإخراج بضائعهم خارج تلك الحدود حتى لا تظهر عشوائيات أخرى داخل السوق.
تعويض مستحق
وعندما وجهنا إليه تساؤلا عن ماهي الإجراءات والأعمال التي سيقومون بها في التعويض أو ايجاد حل لمتضرري هذا الحريق أفاد أحمد شميلة: كل من تضرر من جراء الحريق هم أخوان لنا ويعولون أسراٍ وابناءٍ ومسؤوليات فوق رقابهم لذلك لن نتخلى ولن نتركهم فسنقوم كخطوة أولى بإعادة تخطيط تلك الساحة التي احترقت بها البسطات والأكشاك ببناء منظم لدكاكين وأكشاك ونزع كل «الطرابيل» والاسلاك غير المرتبة والمنظمة ونقوم بعمل شبكة كهربائية آمنة حتى تكون تلك الدكاكين صالحة وآمنة وبعيدة عن المخاطر.
وأضاف: باقي البسطات سيتم بناء دكاكين لها في أحد جوانب السوق في مساحة كبيرة وبشكل منظم وآمن وفي أحد مداخل السوق فهم الأولى بتلك المحلات.. وطالب «شميلة» أصحاب البسطات إتاحة المجال لإدارة السوق كي تبني لهم تلك المحلات وفق المخطط المعد لتعويضهم.
وعود فقط!!
الأخ ناصر راشد صاحب احدى البسطات علق على وعود صاحب السوق قائلا: بأن تلك المخططات لبناء الدكاكين ستكون على حساب البسطات وأنه ليس هناك نية أصلاٍ لايجاد حلول أو تعويضات وأفاد بأنه لم تخرج أية لجنة من قبل القسم أو من النيابة حتى الآن وأن التحقيقات لا تزال مجهولة وغير معروفة.
جمعية البساطين
صالح الربيعي أمين عام جمعية البساطين والأسواق ذكر بأن سبب الحريق هي  العشوائيات داخل السوق وضيق المداخل وهي تعود إلى إدارة السوق وأصحاب البسطات ووجه اللوم في الأول والأخير إلى الإدارة المسؤولة عن تنظيم العشوائيات.
وأضاف: قمنا بتشكيل لجنة داخل السوق تتكون من 15 شخصاٍ من كل التجار في داخل السوق للعمل على حماية السوق  وتنظيمه وإزالة العشوائيات في سوق شميلة وتنظيم أسلاك الكهرباء العشوائية وطالب وزارة الكهرباء بتوفير عدادات منفصلة عن شميلة لكل محل تجاري داخل السوق تتحمل كامل المسؤولية داخل السوق في حالة توفير الكهرباء من قبل الدولة.
الشيخ مصلح حلمة مسؤول المراكز في الأسواق أفاد بأن الحل الذي طرحه صاحب السوق أحمد شميلة إن كان صادقا وليس متناقضاٍ هو حل ممتاز ويفي بالغرض في تعويض المتضررين جراء الحريق وتعويضهم بمحلات رسمية بدلاٍ من تلك العشوائيات المؤقتة وغير الرسمية وطالب الدولة ممثلة بأمين العاصمة  الاستاذ عبدالرحمن الاكوع بالنظر إلى من اتلفت محلاتهم وبسطاتهم وتعويضهم.
نتائج أولية
أما الخسائر الناتجة عن الحريق فقد استطعنا الحصول على بعض الاحصائيات الأولية حسب أرقام أفادنا بها الاخوان صالح الربيعي ومصلح حلمه المكلفان من قبل الرئيس الفخري لجمعية البساطين والأسواق أحمد غالب الكبودي أن عدد المحلات التي اتلفها الحريق 18 محلاٍ تجارياٍ وتقدر خسائر تلك المحلات بـ «78» مليون ريال وبلغ عدد البسطات التي أحرقت  «26» بسطة تقدر خسائرها بحوالي «58» مليون ريال يمني وعدد الأكشاك التي احرقت «23» كشكاٍ تقدر خسائرها بحوالي «68» مليون ريال يمني أما الخسائر البشرية فلا توجد بل هي مادية بحتة كما نهبت وسرقت خلال الحريق حوالي «9» محلات ما بين بسطة وكشك ومحل تقدر قيمتها بـ «12» مليون ريال ..>

Share

التصنيفات: تحقيقات

Share