Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

مواطن في ظلال الأزمة

عزالدين نعمان
كأي مواطنُ يعيش ويتعايش مع الأزمة القائمة التي تعيشها البلاد وأبناؤها في شتى بقاع اليمن الحبيب ويرنو إلى أن يرى بلاده آمنة ومستقرة وحياته وحياة السواد الأعظم من أبناء مجتمعه اليمني في خير وهدوء شامل في كافة مناحي حياتهم الانسانية والاجتماعية إن حلم أي مواطن أن يلقى الأمن والإستقرار والحياة الطبيعية والمعيشة الممكنة التي تحافظ على النوع البشري وتوفر له العيش الكريم الآمن الذي أمر الله به عباده في التعايش وفق أنظمته المنصوصة في كتاب الله وسنة رسوله ووفق الدساتير والقوانين الانسانية الدنيوية المستقاة من شريعة السماء والعمل بها في التعايش بين أبناء البشر بالطريقة المثلى والمناسبة لتعايشهم على أساس مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بعيداٍ عن الظلم الذي حرمه الله على نفسه أولاٍ وحرمه على بني البشر أو انتهاجه في اسلوب تعايشهم وتعاملهم الدنيوي والعيش بالصورة التي ترضي الله سبحانه وتعالى وترضي عباده على أرضه أجيالاٍ تلو أجيال إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
إن كل إنسان منا على أرض اليابسة يعلم تماماٍ الكيفية المثلى للتعايش السلمي بين بني البشر وأفراد مجتمعاته الإنسانية المتعاقبة لكن البعض منهم يحاول أن يتناسى بمزاجه هذه التعاليم والقيم والمبادئ السمحاء والسامية فوق كل الاعتبارات فيوظفها وفقاٍ لأهوائه والمكانة التي يحوزها في مجتمعه والقدرات المستغلة التي تخول له تنفيذ أطماعه الإنسانية النابعة من الأنانية وحب الذات والاستحواذ على مقدرات الآخرين من حوله في ظل الواقع الراهن الذي بات فيه الفساد منتشراٍ بل ومستشرياٍ في جسد الواقع الاجتماعي في الكثير من بقاع الأرض والمجتمعات الإنسانية المختلفة في الكثير من البلدان وفي المقابل هناك لاتزال النفوس الخيرة وأصحاب الضمائر الإنسانية الحية التي لاتقبل الظلم على الانسان وتعمل جاهدة لتحقيق المساواة بين أفراد المجتمع بالشكل الذي يحافظ على توفير العيش الكريم والآمن في شتى مناحيه الحياتية التي تلامس حياة الإنسان واستمراريته وعطاءه المتجدد وفق الإمكانات والظروف المتوفرة له والتي من خلالها يرفع وتيرة عمله النافع الذي يعود بالخير عليه وعلى مجتمعه الانساني بالحجم المطلوب الذي يتواءم والمتغيرات المتسارعة من حوله.
إننا لو عْدنا وبحثنا في أي منهج حياتي ينظم حياة البشرية وأفراد مجتمعاتها الإنسانية في أي بقعة من العالم لوجدنا أن هناك دساتير وقوانين وأنظمة وشرائع تنص على الكيفيات الإيجابية المثمرة للتعايش السلمي الآمن بل والناجح في شروطه وبنوده المطروحة لهذه الكيفيات والطرق السليمة. إلاٍ أنه ومع ذلك كله لابد وأن نواجه بروز سلبيات كثيرة في أوساط هذه المجتمعات استغلها الانسان في ظلم أخيه الانسان والاستحواذ على مقدراته وحرمانه من حقوقه المكفولة بالقدر الذي تخول له صلاحياته في ذلك وهذا مالمسناه وشاهدناه في العديد من البلدان والمجتمعات والتي تقوم على إثره الحركات المنظمة أو غير المنظمة والاعتراضات على هذه الوسائل والطرق المجحفة في حياة الانسان بانتقاص حقوقه المشروعة المكفولة له في الشرائع السماوية السمحاء وقوانين ودساتير ولوائح منظمات حقوق الانسان في العالم أجمع أخذه المطالب التي تصب في مجملها في قالب واحد وإن اختلفت أو تباينت بعض الشيء في مضامينها فهي في الأخير مطالب إنسانية مشروعة إن هذه المطالب والمناشدات والاعتراضات والاعتصامات والتكتلات أياٍ كانت لابد وأن يكون لها صدى لدى الحكومات المختلفة في الكثير من البلدان وإن تباينت بعض الشيء إلا انها إن كانت تتمحور حول مطالب محددة في تحسين المعيشة وكفل المزيد من الحريات المشروعة فإنها بالتالي ستلقى آذانا صاغية وأداة تنفيذية لتلبية مطالبها المشروعة وفق الإمكانيات في المتاحة وفي ظل المحاسبة لكل المفسدين الذين جندوا أنفسهم للاستحواذ على مقدرات هؤلاء وبموجب تطبيق مبدأ أو قانون الثواب والعقاب  على كل مفسد  بل وعلى كافة ابناء المجتمع فإننا سنقوى بالفعل على استرداد الحقوق إلى اصحابها وتطبيق مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات وستتلاشى كل السلبيات والإشكاليات القائمة في أي مجتمع كان بالإصلاحات في كافة مجالات الحياة الاجتماعية.
إن اي مشكلة في الحياة لابد وأن يكون لها حلَ منا  ولايمكن حل أي إشكالية سوى بالحوار الصادق والبناء والهادف البعيد عن كل الانتماءات والطوائف والتكتلات بل النابع من الحس الوطني والانتماء الأوحد لهذا الوطن وتربته وابناء مجتمعه الواحد وامنهما واستقرارهما ولاشيء أكثر من ذلك فإن وجد هذا الإحساس فإننا لا محالة سننجح في حواراتنا وسنلبي مطالب أبناء مجتمعنا وسيعم الأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي ربوع السعيدة.
Share

التصنيفات: منوعــات

Share