Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

يوم لا ينفع الندم .. يوم تتغلب الحكمةاليمانية …هل يتغلب على المحنة بتحكيم شرع الله ¿

سمعنا كثيراٍ عن فضل أهل اليمن ووجدنا ذلك في كتب الحديث والتاريخ والسير والتي  لا تخلو دائما من ذكر مناقبهم وفضائلهم ولا شك أن بقاء تلك المناقب متعلق ببقاء العمل بها ولا يستحق الفضل إلا من كان أهلا له (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)…. ولسنا بذكرنا لمناقب أهل اليمن نتعالى بها على غيرهم بل نذكرها ونبينها لحث الهمم للجد والعمل المقرب إلى الله تعالى ولاستحثاث تأنيب الضمائر لما يفوتنا من الخير الوفير وكذلك لاستجلاب الندم على ما فرطنا في ديننا ورضينا بشيء من لعاعة الدنيا ثمنا لذلك ولعل يقظة ضمير تعيد الكثير منا إلى رشدهم قبل الولوغ في الدماء المحرمة  والتي حذرنا الله تعالى وحذرنا رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من الوقوع فيها  وسفكها بغير حق أيما تحذير فهل نعي ذلك وننأى بأنفسنا عن كل سبب لسفك الدماء ….

 

يا أهل الحكمة

 

على أرضكم عاشت قبيلة جرهم أكلت من ثمارها وشربت من مائها ورعت من خضرائها ومن أرضكم هاجرت فكانت لإسماعيل عليه السلام نعم النسب ونعم الجار عاشوا سويا وزوجوه منهم ولتصغوا لقول النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:»أنا ابن الذبيحين« ويقصد أبيه عبد الله وإسماعيل بن إبراهيم  ولذلك بوب الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه :  ( باب نسبة اليمن إلى إسماعيل ) فأين نحن من ذلك ¿

 

كذلك الأوس والخزرج أصولهم من أرض اليمن نصروا دين الله ونصروا نبيه عليه الصلاة والسلام فسموا بالأنصار فرضي الله عنهم ورضوا عنه حين امتثلوا أمره واجتنبوا نهيه حين تركوا كل أعمال الجاهلية والعصبية ورضوا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيا ورسولا فنالوا عز الدنيا وشرف الآخرة وهاهو النبي عليه الصلاة والسلام يهديهم وسام الفوز في الدنيا والآخرة فيقول عنهم : »الأنصار كرشي وعيبتي وإن الناس سيكثرون ويقلون فاقبلوا من محسنهم واعفوا عن مسيئهم« … فأين نحن من هؤلاء¿

 

أما علمتم أن دين الإسلام أقبل على هذه الأرض فأقبل أهلها عليه سلاما بسلام فكانوا المناصرين لدين الله وكانوا الفاتحين للبلاد الرحماء بالعباد وعرفوا بأنهم أهل النصرة والمدد فكان منهم : أبو موسى الأشعري الذي بشره النبي عليه الصلاة والسلام حين نزلت الآية :  (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ) قائلا :» هم قومك يا أبا موسى « وأشار بيده إليه وكان منهم أبو هريرة راوي الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام وناقل علم الشريعة للأمة حيث كان أكثر من روى الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام وأسامة بن زيد الحب بن الحب وأنس بن مالك خادم النبي عليه الصلاة والسلام وحذيفة بن اليمان  أمين سر النبي عليه الصلاة والسلاموحسان بن ثابت  شاعر النبي عليه الصلاة والسلام ودحية الكلبي  الذي ظهرت على صورته ملائكة الرحمن وزيد بن ثابت وزيد بن حارثة  الشهيد الذي أصاب الفردوس الأعلى في الجنة وسعد بن معاذ الذي اهتز لموته عرش الرحمن جل جلاله  وعبدالله بن رواحة الشهيد القائل يا نفس إلا تقتلي تموتي وعمار بن ياسر المبشر من النبي عليه الصلاة والسلام بقوله »صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة«  ,ومعاذ بن جبل أعلم هذه الأمة بالحلال والحرام ولعلاء بن الحضرمي وجرير البجلي و أبي بن كعب أسيد بن الحضير وثابت بن قيس وأسماء بنت عميس وأم سليم بنت ملحان وجويرية بنت الحارث وغيرهم كثير رضي الله عنهم جميعا وارضاهم.فأين نحن منهم¿

 

ياأهل اليمن

 

قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم) ورد في سبب نزول هذه الآية عن عياض الأشعري: »لما نزلت هذه الآية  أومأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي موسى الأشعري بشيء كان معه فقال: هم قوم هذا«. قال الإمام الشوكاني  في كتابه (القول الحسن في فضائل أهل اليمن):إذا عرفت أن هذه الآية نازلة فيهم بهذه الأحاديث فاعلم أنها قد اشتملت على مناقب لأهل اليمن.

 

الأولى منها: اختصاص أهل اليمن بهذه الميزة العظيمةº وهي أن الله سبحانه وتعالى يأتي بهم عند ارتداد غيرهم من قبائل العرب التي هي ساكنة في هذه الجزيرة على اختلاف أنواعها وتباين صفاتها فإن ذلك لا يكون إلا لمزيد شرفهم وأنهم حزب الله عند خروج غيرهم من هذا الدين.

 

المنقبة الثانية: قوله عز وجل: (يحبهم ويحبونه) فليس بعد هذه الكرامة والتشريف من الله سبحانه شيء فإن من أحبه الله قد سعد سعادة لا يماثله سعد وشرف شرفاٍ لا يقاس به شرف وفاز فوزاٍ لا يعادله فوز وأكرم كرامة لا تساويها كرامة.

 

المنقبة الثالثة: قوله: (ويحبونه): وهذه كرامة جليلة ومنقبة جميلة فإن كون العبد الحقير محباٍ لربه -عز وجل- هي الغاية القصوى في الإيمان الذي هو سبب الفوز بالنعيم الدائم وسبب النجاة من العذاب الأليم ومن عظم محبة الله -عز وجل- ودلائل صحتها: اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله والاقتداء به والاهتداء بهديه الشريف.

 

قال الله عز وجل: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) فمن أحب الله واتبع رسوله صلى الله عليه وسلمº فاز بحب الله -عز وجل- له وبمحو ذنوبه وارتفاع درجته بين عباد الله المؤمنين.

 

المنقبة الرابعة: قوله: (أذلة على المؤمنين)  فإن الذلة لأهل الإيمان من أشرف خصال المؤمنين وأعظم مناقبهم وهو التواضع الذي يحمده الله -عز وجل ويرفع لصاحبه الدرجات وفي ذلك الخلوص من معرة كثيرة من خصال الشر التي من جملتها الكبر والعجب.

 

المنقبة الخامسة: قوله -عز وجل -: (أعزة على الكافرين) فإن ذلك هو أثر الصلابة في الدين والتشدد في القيام به والكراهة لأعدائه والغلظة على الخارجين عنه.

 

المنقبة السادسة: قوله سبحانه وتعالى: (يجاهدون في سبيل الله) فإن الجهاد هو رأس الواجبات الشرعية وبه يقوم عماد الدين ويرتفع شأنه وتتسع دائرة الإسلام وتتقاصر جوانب الكفر ويهدم أركانه.

 

المنقبة السابعة: قوله -عز وجل-: (ولا يخافون لومة لائم) وهذا هو شأن الإخلاص والقيام لله -عز وجل- وعدم المبالاة بما يخالف الحق ويباين الدين. وجاء بالنكرة في سياق النفي فيشمل كل لائمة تصدر من أي لائم كان سواء كان جليلاٍ أو حقيراٍ قريباٍ أو بعيداٍ.

 

وما أدل هذه المنقبة على قيامهم في كل أمر بمعروف أو نهي عن منكر القيام الذي لا تطاوله الجبال ولا تروعه الأهوال.

 

ولما جمع الله -عز وجل- لهم هذه المناقب في هذه الآية الشريفة نبههم على عظيم العطية وجليل الإحسان فقال: (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم)

 

ففيه تلميح إلى أنه قد جمع لهم من فضله ما لم يتفضل به على غيرهم من عباده وكأن ذلك كالجواب على من رام أن يحصل له ما حصل لهم من هذه المناقب العظيمة أو نافسهم فيها أو حسدهم عليها”.

 

يا أهل اليمن

 

أما علمتم أن النبي صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم أشار بيده نحو اليمن وقال : »الإيمان ها هنا«  وقال أيضا: »أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوباٍ وأرق أفئدةٍ الإيمان يمانُ والحكمة يمانية«  وقال عليه الصلاة والسلام:» يطلع عليكم الآن أهل اليمن كأنهم السحاب هم خيار من في الأرض«  وجاء أهل اليمن إلى رسول الله فقالوا : يا رسول الله نحن من قد عرفت جئنا من حيث عرفت فمن ولينا قال ( الله ورسوله ) قالوا ( حسبنا ورضينا) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »إن الله استقبل بي الشام وولي ظهري اليمن وقال لي: يا محمد إني جعلت لك ما تجاهك غنيمة ورزقاٍ وما خلف ظهرك مدداٍ«

 

وقال أنس رضي الله عنه : هم أول من جاء بالمصافحة

 

وبوب الإمام مسلم في صحيحه ( باب تفاضل أهل الإيمان ورجحان أهل اليمن فيه )

 

فهل نحن كذلك¿¿¿ ام أن ذلك عهد ولى وانقضى ¿

 

يا أهل الحكمة

 

هذه بشارة من الرسول عليه الصلاة والسلام فهل سنكون أهلا لها ¿عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: » إني لبعقر حوضي -أي: بمكان وهو موقف الإبل من الحوض إذا وردته- أذود الناس لأهل اليمن أضرب بعصاي حتى يرفض -أي: يسيل- عليهم. فسئل عن عرضه فقال: من مقامي إلى عْمان وسئل عن شرابه فقال: أشد بياضاٍ من اللبن وأحلى من العسل يغت فيه ميزابان يمدانه من الجنة أحدهما من ذهب والآخر من ورق«

 

قال النووي رحمه الله: “هذه كرامة لأهل اليمن في تقديمهم في الشرب منهº مجازاة لهم بحسن صنيعهم وتقدمهم في الإسلام والأنصار من اليمن فيدفع غيرهم حتى يشربوا كما دفعوا في الدنيا عن النبي صلى الله عليه وسلم أعداءه والمكروهات”

 

اسمعوا وعوا

 

ياأهل اليمن

 

جاء في مسند احمد قوله صلى الله عليه وسلم ( نفس الرحمن من ارض اليمن ) أي فرجه وتنفيسه على الأمة.. ( إني لبعْقر حوضي أذود الناس لأهل اليمن أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم ) رواه مسلم

 

ومعنى الحديث أن رسول الله سيزيح الناس بعصاه لأهل اليمن يوم القيامة عند الحوض

 

فهل سنكون من هؤلاء ¿ أم سنكون كمثل الذين قال الله فيهم (ومزقناهم كل ممزق) فكل من أهل اليمن

 

وآن لنا أن نختار ….

 

خاصة وقد أعدت العدة وأقيمت المتارس ونصبت المدافع وتوزعت القوات بل وقد سالت الدماء 

 

فإما سبيل الحكمة والرحمة والدفع بالتي هي أحسن  وإما بلغة القوة والقوي والأقوى و التحدي ولا شك أن الخيار الأول هو الواجب الحتمي فهل نرضى به فنكون من أهل الإيمان والحكمة أم نختار الثاني فنكون كمن قال نحن أولوا قوة فنلطخ أيدينا بالدماء المحرمة فنكون بعد ذلك من النادمين …

 

ولله در الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي حين قال:

 

يا بني الحكمة يا أهلِ اليمنú

 

أخمدوا في أرضكم نارِ الفتنú

 

أغلقوا بوابة الحرب فما

 

بابْها إلاِ ضياعَ للوطنú

 

يِمِنِ التِاريخ أرضَ حرِةَ

 

من أقاصي شامها حتِى عدِنú

 

فاحفظوها من ذئابُ لمú تزل

 

تِتِنادى نحوها منذْ زِمِنú

 

يا بني الحكمة أنتم وحدكم

 

لو تحاربتم ستعطونِ الثِمِنú

 

إنِني أدعو وقلبي مْفعمَ

 

بمزيجُ من حنينُ وشجِنú

 

دعوةٍ صادقةٍ لو برزت

 

لرأينا منظر الوجه الحسنú

 

أين الحكمة¿

 

يا أهل اليمن أين غابت عنكم الحكمة أما آن الأوان أن تظهر …ماذا تنتظرون فالدماء سالت والأحقاد تفشت وظهر التجبر والبطش ولله در الشاعر أحمد المساح المعمري حين خطت يراعه هذه الأبيات :

 

فيا منزل الرحمات أطفئ بمائها

 

لظى فتنةُ أمست يسيل حميمْها

 

ووحد شتات القوم فالقوم فرقت

 

صفوفِهْمْ أهواءْ باغُ يضيمْها

 

ومن لضعاف الناس يطعم جوعها

 

ومن للأيامى حين يبكي يتيمْها

 

عليك سلام الله يا أرضنا التي

 

بها الحكمة المثلى تحلِى قرومْها

 

لها أرسل الهادي السلام مكرراٍ

 

وأعطاهْمْ البشرى يفوح نسيمْها

 

تحلوا بني قحطان بالحكمة التي

 

إذا العْربْ راموها فأنتم حكيمْها

 

ومدوا الأيادي بالخضوع لدى الذي

 

أدام لنا النْعمى فجلِ مديمْها

 

وقولوا بصدقُ يا رحيمْ فإنه

 

رحيمَ إذا ما الناسْ عزِ رحيمْها

 

هل تقبلونها¿

 

عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : جاء بنو تميم إلى رسول الله فقال ( أبشروا ) فقالوا قد بشرتنا فأعطنا فتغير وجهه فجاء أهل اليمن فقال ( يا أهل اليمن اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم ) فهل نقبل البشرى ¿

 

إذن فلنسارع ….

 

وإليكم هذه…

 

لكم في ملكة سبأ عبرة وعظة  فرغم أنها كانت تعبد الشمس من دون الله إلا أنها كانت يقظة فطنة وحكيمة في رأيها ولذلك أسلمت ونجت فرغم استعداد قومها لتلبية أمرها للقتال إلا أنها لم تحبذ ذلك ..قال الحسن البصري رحمه الله : فلما قالوا لها ما قالوا كانت هي أحزم رأيا منهم وأعلم بأمر سليمان وأنه لا قبل لها بجنوده وجيوشه وما سخر له من الجن والإنس والطير وقد شاهدت من قضية الكتاب مع الهدهد أمرا عجيبا بديعا فقالت لهم : إني أخشى أن نحاربه ونمتنع عليه فيقصدنا بجنوده ويهلكنا بمن معه ويخلص إلي وإليكم الهلاك والدمار دون غيرنا   ; ولهذا قالت : ( إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها ) .

 

قال قتادة : رحمها الله ورضي عنها ما كان أعقلها في إسلامها وفي شركها!!

 

فهل نأخد من فطنتها درسا وهل نستفيد من قولها فنسارع إلى كف الأذى والدفع بالتي هي أحسن ¿

 

همسة

 

حين نتكلم عن الحروب والدماء فإن ذلك ليس خوفا على من سيموت لأن النفوس لن تموت إلا عند بلوغها الأجل المسمى ولن تموت إلا بإذن الله تعالى ولن تموت إلا وقد استوفت رزقها وأجلها ومن مات مظلوما فسوف ينصفه الله عز وجل يوم القيامة وسوف يبعث الله تعالى الناس على نياتهم والله تعالى أعلم بالظالمين ولكننا نتكلم عن خطر سفك الدماء على من يسفكها ونحذر الناس أن يقترفوا ما يوبق دنياهم وأخراهم فوالله لأن يقتل المرء مظلوما خيرا له من أن يقتل ظالما ولأن يكون بعيد كل البعد عن ذلك خيرا له من أن يكون محرضا والخوف كل الخوف مما سنلقاه بعد الموت (أحصاه الله ونسوه) وما نحن فيه من واقع معاش ما هو إلا من حصائد أعمالنا وذنوبنا والخوف كل الخوف مما هو أعظم من ذلك فبطش الله شديد والله تعالى يمهل عباده ويحذرهم مرة تلو أخرى لعلهم يرجعون ويبتليهم بالفتن لعلهم يتضرعون ولكن هل نفهم هذه الرسائل الربانية ¿ أم ننتظر ما هو أشد من ذلك ثم نقول يا ويلنا إنا كنا ظالمين يوم لا ينفع الندم.

 

السبيل للنجاة

 

أن نتوب إلى الله تعالى من كل صغيرة وكبيرة

 

أن نسعى جاهدين لإقامة شرع الله تعالى في شتى جوانب حياتنا

 

أن نعلم يقينا أن عزنا وفوزنا وفلاحنا وسعادتنا ليست إلا بالدين..

Share

التصنيفات: نور على نور

Share