Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

قصة قصيرة

قصة قصيرة
ابتسام القاسمي
ســـــوق الحصـــــبة
‮> ‬لكِمِ‮ ‬هي‮ ‬الحياة شاقة‮.. ‬ذهاب وإياب‮ ‬مواصلات عامة‮ ‬مصاريف لا انتهاء لها‮!! ‬ضجيج من كل جانب‮..‬
علام العجلة¿‮.. ‬لا زالت بعيدة عن سوق الحصبة ولا أدري‮ ‬لم‮ ‬يصر سائقو الباصات على تفريغها من الركاب في‮ ‬وسط السوق‮ ‬إن مشي‮ ‬الفتيات فيه من وسائل العقاب المجدية‮ ‬أوباش من الناس‮ ‬يزفون كل بنت حتى‮ ‬يستحيل عليها التنفس‮.. ‬بصراحة أنهكتني‮ ‬محاولاتي‮ ‬إقناع أهلي‮ ‬بمغادرة هذا المنزل الذي‮ ‬لا نجد له طريقاٍ‮ ‬إلا‮ ‬عبر هذا السوق‮.‬
‮- ‬على جنب‮ ‬ينزل‮  ‬من الباص عجوز أعرج‮ ‬وإذا بسائق الباص‮ ‬يرميه بالشتائم‮..‬
لو ما معك عشرين‮  ‬ريال إمشي‮ ‬رجل أنا مش سواق عند أبوك‮!!‬
يهدئه بعض الركاب ويدفعون له‮ »‬عشرينات‮« ‬ليصمت‮..‬
تابع الباص مسيره وتناقص الركاب حتى بقيت فيه وحدي‮ ‬أو ظننت ذلك‮..‬
‮- ‬أوووف‮.. ‬وصلنا لوسط السوق ولا بد لي‮ ‬من النزول أخيراٍ‮.. ‬سلمته ورقة نقدية فئة‮ »‬500‮« ‬ريال صرخ في‮ ‬وجهي‮ ‬ببذاءة‮..‬
ما في‮ ‬صرف‮.. ‬قلبت حقيبتي‮ ‬رأساٍ‮ ‬على عقب ولم أجد سوى ورقة أخرى فئة‮ »‬1000‮« ‬ريال‮ ‬افتتحت من حنجرته عدة ميكرفونات‮ ‬وقام من في‮ ‬السوق بدور الأصداء لها‮.‬
بائع البرتقال‮.. ‬هن هكذا‮ ‬يعجبهن‮ ‬يسامحوهن أصحاب الباصات‮.‬
بائع التمر‮: ‬ما دام هي‮ »‬مبونة‮« ‬مش ضروري‮ ‬تراعي‮ ‬للباقي‮!!‬
بائع البهارات حاذقات دايماٍ‮ ‬بتسامحوهن‮..‬
بائع الـ‮…. ‬أنتوا اللي‮ ‬عودتوهن على الغْنج‮!!‬
بائع الـ‮…!!‬
نزلت من الباص بسرعة واستجديته الانتظار حتى أصرفها‮ ‬أخيراٍ‮ ‬وافق بائع اليوسفي‮ ‬على هذا‮ ‬أعطاني‮ ‬200‮ ‬ثم‮ ‬200‮ ‬ثم استوقفني‮ ‬وكأنه‮ ‬يريد عد‮ ‬نبضات قلبي‮ ‬10‮ ‬20‮ ‬30‮… ‬التفت وإذا بصاحب الباص‮ ‬يرمي‮ ‬لي‮ ‬نقودي‮ ‬بسخرية‮ ‬وبنظرة لؤم تحول إلى الجهة الأخرى حاسب عليك هذا‮!! ‬إنه الشاب الذي‮ ‬كان قابعاٍ‮ ‬في‮ ‬المقعد الخلفي‮ ‬لم أنتبه لوجوده معنا في‮ ‬تلك اللحظة‮!! ‬اتجهت إليه بشكري‮ ‬وناولته الـ»عشرين‮« ‬لكنه‮ ‬ْ‮ ‬رفضها مصاحباٍ‮ ‬رفضه بابتسامة‮.. ‬أمام تصفير بائعي‮ ‬الـ‮..‬‮ ‬الـ‮..‬‮ ‬والـ‮..‬
أردت الاختباء من الموقف‮ ‬اتجهت نحو مركز اتصالات لكنه سبقني‮ ‬اليه‮..  ‬خشيت من أن‮ ‬يظنني‮ ‬ألحق به فواصلت طريقي‮ ‬إلى‮ (‬الفرزة‮) ‬وأنا أسأل نفسي‮: ‬لماذا حاسب علي¿‮! ‬لعله جار لي‮ ‬ولا أعرفه¿‮! ‬لقد أحس بإحراجي‮ ‬من هكذا موقف¿‮!‬
لا بل لعله عربون صداقة¿‮! ‬أو بالأصح‮ (‬طْعم‮).. ‬أردت ركوب الباص الذي‮ ‬سيوصلني‮ ‬إلى خط المطار لكنني‮ ‬فوجئت به‮ ‬يسبقني‮ ‬إليه‮! ‬فرحت كثيراٍ‮.. ‬سأحاسب أنا هذه المرة وأرد الجميل سريعاٍ‮..‬لا‮.. ‬لقد خشيت أن‮ ‬يلحق بي‮ ‬ويعرف منزلنا تأخرتْ‮ ‬قليلاٍ‮.. ‬قلت في‮ ‬نفسي‮ ‬بغرور‮ »‬سيلحق‮« ‬التفتْ‮ ‬إلى الوراء‮ ‬فلم أجد له أثراٍ‮ ‬بعدما‮ ‬غادر ذلك الباص‮!!‬
كانت المرة الوحيدة التي‮ ‬أصادف فيها شاباٍ‮ ‬محترما في‮ ‬سوق الحصبة‮..‬
صرتْ‮ ‬أحافظ على موعد عودتي‮ ‬للمنزل‮ ‬يومياٍ‮ ‬وأتأمل في‮ ‬وجوه‮ »‬سوق الحصبة‮« ‬علي‮ ‬أجده‮ ‬ساءني‮ ‬قرار أهلي‮ ‬بمغادرة الحي‮ ‬إلى‮ »‬حدة‮« ‬
سأذهب لتوديع سوق الحصبة عله‮ ‬يبلغ‮ ‬ذاك الشاب تحياتي‮!!<‬

Share

التصنيفات: ثقافــة

Share