Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

سير وعبر

سير وعبر
إعداد‮: ‬إلهام سيف الدين
‮»‬سعد بن معاذ‮«‬
‮* ‬أراد‮ ” ‬سعد بن معاذ‮ ” ‬أن‮ ‬يكون وجه الرسول آخر ما تبصره عيناه قبل وفاته0
‮* ‬كلما حفروا طبقة من تراب لحده كان‮ ‬ينبعث منها ريح المسك‮ ‬0
‮* ‬كان مصاب المسلمين فى‮ ” ‬سعد‮ ” ‬عظيما ولكن عزاءهم كان جليلا حينما سمعوا رسولهم‮ ” ‬عليه الصلاة والسلام‮ ” ‬يقول‮ :‬
‮” ‬لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ‮ ” ‬
التاريخ الإنسانى بطوله وعرضه لم‮ ‬يشهد ما شهدته تلك الحقبة من تاريخ الإسلام ورجاله السابقين الذين عقدوا عزمهم ونواياهم للتضحية والبذل كما شهد فى أولئك الرجال الذين كانوا حول الرسول‮ ” ‬عليه الصلاة والسلام‮ ” ‬0
ومن كتاب‮ (( ‬رجال حول الرسول‮ )) ‬للكاتب الإسلامى‮ “‬خالد محمد خالد‮ ” ‬نتناول حياة هؤلاء العظام أصحاب الرسول‮ ‬0
سعد بن معاذ
فى العام الواحد والثلاثين من عمره أسلم‮ ” ‬سعد بن معاذ‮” ‬وفى السابع والثلاثين مات شهيدا0
وبين‮ ‬يوم إسلامه ويوم وفاته قضى‮ ” ‬سعد بن معاذ‮” ‬رضى الله عنه أياما شاقة فى خدمة الله ورسوله‮ ( ‬عليه الصلاة والسلام‮ ) ‬0
اتصف‮ “‬سعد بن معاذ‮ ” ‬بالوسامة والطول الفارع والوجه المشرق0
إســلامه
عندما وفد‮ ” ‬مصعب بن عمير‮ ” ‬إلى المدينة كان الذى بعث به‮ ” ‬محمد عليه الصلاة والسلام‮ ” ‬ليبشر فيها بالتوحيد والإسلام‮ ‬0‮  ‬ذهب‮ ” ‬سعد بن معاذ‮ ” ‬بخطوات سريعة إلى دار‮ ” ‬أسعد بن زرارة‮ ” ‬ليرى هذا الرجل الوافد من مكة‮ ” ‬مصعب بن عمير‮ ” ‬ليدفع بهذا الغريب خارج حدود المدينة حاملا معه دينه وتاركا للمدينة دينها‮ ‬0‮ ‬ولكنه لا‮ ‬يكاد‮ ‬يقترب من مجلس‮ ” ‬مصعب‮ ” ‬فى دار ابن خالته‮ ” ‬أسيد بن زرارة‮ ” ‬حتى‮ ‬ينتعش فؤاده بنسمات جميلة هبت عليه0
جلس‮ ” ‬سعد بن معاذ‮ ” ‬بين الجالسين ليسمع كلمات‮ “‬مصعب‮ ” ‬حتى تكون هداية الله قد أضاءت نفسه وروحه0‮ ‬وبإسلام‮ ” ‬سعد بن معاذ‮ ” ‬تشرق فى المدينة شمس جديدة0
وعندما هاجر رسول الله‮  ( ‬عليه الصلاة والسلام‮ ) ‬وصحبه إلى المدينة كانت دور‮ ” ‬بنى عبد الأشهل‮ ” ‬قبيلة سعد فاتحة أبوابها للمهاجرين وكانت أموالهم كلها تحت تصرفهم فى‮ ‬غير من‮ ‬ولا أذى0
غزوة بدر
جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه والأنصار ليشاورهم فى الأمر وقال‮ ” ‬أشيروا علي‮ ‬أيها الناس‮” ‬ونهض‮ ” ‬سعد بن معاذ‮ ” ‬ليقول‮ : ” ‬يا رسول الله لقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق فامض‮ ‬يا رسول الله لما أردت فنحن معك‮ ‬00‮ ‬ووالذى بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك وما تخلف منا رجل واحد‮ “‬0
أهلت كلمات‮ ” ‬سعد‮ ” ‬كالبشر وتألق وجه الرسول‮ (‬عليه الصلاة والسلام‮ ) ‬رضا وسعادة وغبطة فقال للمسلمين‮ ” ‬سيروا وأبشروا‮ “‬0
وفى‮ “‬غزوة أحد‮ ” ‬وعندما تشتت المسلمون تحت وقع المباغتة الداهمة التى فاجأهم بها جيش المشركين لم تكن العين لتخطئ فكان‮ ” ‬سعد بن معاذ‮ ” ‬قد تسمرت قدماه فى الأرض بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم‮ ‬يذود عنه ويدافع فى استبسال هو له أهل º وبه جدير0
وجاءت‮ ” ‬غزوة الخندق‮ ” ‬لتتجلى رجولة‮ ” ‬سعد‮ ” ‬وبطولته تجليا باهرا‮ ‬0‮  ‬فبينما رسول الله‮ ( ‬عليه الصلاة والسلام‮ ) ‬وأصحابه‮ ‬يحيون بالمدينة فى سلام إذا فريق من زعماء اليهود‮ ‬يخرجون خلسة إلى مكة محرضين قريشا على رسول الله‮ ( ‬عليه الصلاة والسلام‮ ) ‬واعدين أن‮ ‬يقفوا بجانب القريشيين إذا هم خرجوا لقتال المسلمين0
ولما علم النبى عليه الصلاة والسلام بالمؤامرة راح‮ ‬يعد لها العدة فأمر بحفر خندق حول المدينة ليعوق زحف المهاجمين0‮  ‬وأرسل‮ ” ‬سعد بن معاذ‮ ” ‬و‮ “‬سعد بن عبادة‮” ‬إلى‮ “‬كعب بن أسد‮ ” ‬زعيم‮ ‬يهود بنى قريطة ليتبينا حقيقة موقف هؤلاء من الحرب المرتقبة وكان بين الرسول وبين‮ ‬يهود بنى قريظة عهود ومواثيق‮ ‬0‮ ‬فلما التقى مبعوثا الرسول بزعيم بنى قريظة فوجئا به‮ ‬يقول لهم‮ :” ‬ليس بيننا وبين محمد عهد ولا عقد‮”‬0
عز على الرسول‮ ( ‬عليه الصلاة والسلام‮ ) ‬أن‮ ‬يتعرض أهل المدينة لهذا الغزو والحصار المنهك ففكر فى أن‮ ‬يعزل قبيلة‮ ” ‬غطفان‮ ” ‬عن قريش والتى كانت قد اتفقت مع قريش على الانضمام معها ضد المسلمين‮ ‬0‮  ‬وبذلك‮ ‬ينقص الجيش المهاجم نصف عدده ونصف قوته وراح‮ ‬يفاوض زعماء قبيلة‮ ” ‬غطفان‮ ” ‬على أن‮ ‬يرفعوا أيديهم من هذه الحرب ولهم لقاء ذلك ثلث ثمار المدينة‮ ‬0‮ ‬ورضى قادة‮ ” ‬غطفان‮ ” ‬ولم‮ ‬يبق إلا أن‮ ‬يسجل الاتفاق فى وثيقة‮ ‬0
ولكن رفض رسول الله‮ ( ‬عليه الصلاة والسلام‮ ) ‬أن‮ ‬ينفرد بالأمر ودعا أصحابه ليشاورهم واهتم اهتماما خاصا برأى‮ ” ‬سعد بن معاذ‮ ” ‬و‮ ” ‬سعد بن عبادة‮ ” ‬فهما زعيما المدينة وهما أصحاب حق أول فى مناقشة هذا الأمر0
وهنا تقدم‮ ” ‬سعد بن معاذ‮ ” ‬و‮ ” ‬سعد بن عبادة‮ ” ‬بسؤاله‮ ” ‬يا رسول الله أهذا رأى تختاره أم وحى أمرك الله به‮”‬0
قال الرسول‮ : ‬بل أمر أختاره لكم‮ ‬0‮ ‬والله ما أصنع هذا إلا لأننى رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة0
وهنا قال‮ ” ‬سعد بن معاذ‮ ” : ” ‬يا رسول الله قد كنا نحن وهؤلاء على الشرك وعبادة الأوثان لا نعبد الله ولا نعرفه وهم لا‮ ‬يطمعون أن‮ ‬يأكلوا من مدينتنا ثمرة إلا كرما وضيافة أو بيعا0‮ ‬أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا ¿ والله ما لنا بهذا من حاجة والله لا نعطيهم إلا السيف حتى‮ ‬يحكم الله بيننا وبينهم0‮ ‬وعلى الفور عدل رسول الله عن رأيه وأنبأ زعماء قبيلة‮ “‬غطفان‮ ” ‬أن أصحابه رفضوا مشروع المفاوضة وأنه أقر رأيهم والتزم به0
حصار الخندق
وبعد أيام شهدت المدينة حصارا رهيبا اختارته هى لنفهسا أكثر مما كان مفروضا عليها وذلك بسبب الخندق الذى حفر حولها ليكون وقاية لها0
خرج‮ ” ‬سعد بن معاذ‮ ” ‬حاملا سيفه ورمحه وفى إحدى الجولات تلقت ذراع‮ ” ‬سعد‮ ” ‬سهما قذفه به أحد المشركين‮ ‬0‮ ‬وتفجر الدم من وريده وأسعف سريعا إسعافا مؤقتا وأمر النبى‮ ( ‬عليه الصلاة والسلام‮ ) ‬أن‮ ‬يحمل إلى المسجد وأن تنصب له خيمة حتى‮ ‬يكون على قرب منه دائما أثناء تمريضه0
رفع‮ ” ‬سعد‮ ” ‬بصره‮ ” ‬شطر السماء وقال‮: ((‬اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقنى لها فإنه لا قوم أحب إلى أن أجاهدهم من قوم أذوا رسولك وكذبوه وإن كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فأجعل ما أصابنى اليوم طريقا للشهادة‮ ))‬0
استشهاد‮ ” ‬سعد بن معاذ‮ “‬
لقد استجاب الله دعاء‮ ” ‬سعد بن معاذ‮ ” ‬فكانت إصابته طريقه إلى الشهادة إذ لقى ربه بعد شهر متأثرا بجراحه‮ ‬0‮ ‬ولكن بعد أن رأى هزيمة قريش وعودتهم إلى مكة مخذولين‮ ‬0
قبل وفاة‮ ” ‬سعد‮ ” ‬كانت معاناته شديدة وكان جرحه‮ ‬يزداد خطرا‮ ‬00‮ ‬وذات‮ ‬يوم ذهب رسول الله‮ ( ‬عليه الصلاة والسلام‮ ) ‬لعيادته فوجده‮ ‬يعيش فى لحظات الوداع فأخذ رأسه ووضعه فى حجره وابتهل إلى الله قائلا‮ : ” ‬اللهم إن سعد قد جاهد فى سبيلك وصدق رسولك وقضى الذى عليه فتقبل روحه بخير ما تقبلت به روحا‮ “‬0
ونزلت كلمات النبى‮ ( ‬عليه الصلاة والسلام‮ ) ‬على الروح المودعة بردا وسلاما فحاول بجهد وفتح عينيه راجيا أن‮ ‬يكون وجه رسول الله آخر ما تبصرانه فى الحياة وقال‮ : ” ‬السلام عليك‮ ‬يا رسول الله00‮ ‬أما إنى لأشهد أنك رسول الله‮ ”  ‬ونظر الرسول لوجه سعد وقال‮: “‬هنيئا لك‮ ‬يا أبا عمرو‮”‬0
قبر سعد
يقول‮ ” ‬أبو سعيد الخدرى‮ ” ‬رضى الله عنه‮ : ” ‬كنت ممن حفروا لسعد قبره وكنا كلما حفرنا طبقة من تراب شممنا ريح المسك حتى إنتهينا إلى اللحد‮ “‬
كان مصاب المسلمين فى‮ ” ‬سعد‮ ” ‬عظيما ولكن عزاءهم كان جليلا حين سمعوا رسولهم الكريم‮ ‬يقول‮: ” ‬لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ‮ ..<

Share

التصنيفات: نور على نور

Share