Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

مثلما‮ ‬يضفي‮ ‬على المجتمع الوقار والسكينة

مثلما‮ ‬يضفي‮ ‬على المجتمع الوقار والسكينة
تدريب الأطفال على الصيام يعزز الانضباط السلوكي
< ‬يحرص الكثير من الناس أن‮ ‬يعودا صغارهم على أداء شعائر الدين قبل سن التكليف استشعاراٍ‮ ‬منهم لمبدأ التدرج في‮ ‬تربية الصغار لتتعمق تلك الشعائر في‮ ‬نفوسهم فلا‮ ‬يهملونها عند الكبر‮..‬
ومن تلك الشعائر العظيمة‮ »‬صيام رمضان‮« ‬فكثيراٍ‮ ‬ما نرى هؤلاء الصغار قد تغلبوا على أنفسهم وتناسوا الجوع والعطش فصاموا من ساعات النهار ما أمكنهم ذلك وان كانت ساعات قليلة إلا أنها تفتح لهم أبواباٍ‮ ‬للولوج إلى عالم الكبار والشعور بمعية الله والقرب منه‮ ‬
تحقيق‮/ ‬بشير راوح
أم عبدالرحمن تحافظ على صيام رمضان منذ أن بلغت التاسعة من عمرها‮ ‬فكيف كان ذلك¿
تجيبنا بنفسها فتقول‮: ‬منذ صغري‮ ‬وأهلي‮ ‬يشجعونني‮ ‬على الصيام خاصة أمي‮ ‬فمنذ أن كنت في‮ ‬السابعة بدأت أمي‮ ‬تعودني‮ ‬على الصيام وكنت فعلاٍ‮ ‬أصوم حتى إذا اشتد علي‮ ‬الجوع أو العطش تبادرني‮ ‬أمي‮ ‬باعطائي‮ ‬شيئاٍ‮ ‬من الطعام والشراب وتقول لي‮ ‬ما شاء الله الآن وقت الافطار‮..‬
ومرة تلو أخرى كنت أتدرج في‮ ‬الصيام من ساعات قليلة حتى الظهيرة ثم العصر إلى أن بلغت المغرب وبتشجيع الجميع لي‮ ‬وتهنئتي‮ ‬بذلك زاد عزمي‮ ‬على الاستمرار في‮ ‬الصيام طوال رمضان بعد ذلك العام‮ ‬وفعلاٍ‮ ‬كان ذلك بكل سهولة ويسر بعد التدرج فيه خطوة خطوة‮..‬
تدريب وليس واجبا
يؤكد الشيخ مراد القدسي‮ ‬خطيب جامع الامام الشاطبي‮ ‬بصنعاء‮ – ‬على أهمية تعليم الصغار على الصيام قبل سن البلوغ‮ ‬فيقول‮:‬
صيام الأطفال من الأمور التي‮ ‬يعودون عليها بالتدريج كعبادة الصلاةة ونحوها من الأخلاق حتي‮ ‬يعتادوا عليها منذ الصغر وقد ورد في‮ ‬الحديث أن النبي‮ ‬صلى الله عليه وآله وسلم قال‮: »‬مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم لعشر‮«.‬
وهنا قال أهل العلم أن المقصود‮  ‬من هذا الأمر هو تعويد الأطفال على سائر العبادات كالصلاة والصوم ونحوهما‮.‬
ولذلك قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى‮ »‬الصبيان والفتيات إذا بلغوا سبعاٍ‮ ‬فأكثر‮ ‬يؤمرون بالصيام ليعتادوه وعلى أولياء أمورهم أن‮ ‬يأمروهم بذلك كما‮ ‬يأمرونهم بالصلاة فإذا بلغوا الحلم وجب عليهم الصوم‮.‬
ومن المعلوم أن هذه العبادات ليست بواجبة عليهم ولا‮ ‬يحاسبون عليها‮.‬
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‮ »‬رفع القلم عن ثلاثة‮… ‬ثم ذكر الحديث منهم الصبي‮ ‬حتى‮ ‬يحتلم‮«.‬
والسن التي‮ ‬يجب فيها القيام بسائر التكاليف الشرعية ومنها صيام رمضان هي‮ ‬سن البلوغ‮..‬
الجانب النفسي
لا شك أن للجانب النفسي‮ ‬دورا هاما في‮ ‬بيان الوسائل الفعالة لتدريب الأطفال على الصيام وتجنيبهم الحاجز النفسي‮ ‬المتمثل في‮ ‬مشقة الصيام مع بيان الآثار الايجابية لصيام الصغار وعن ذلك‮ ‬يحدثنا الدكتور منصور الشرجي‮ ‬استشاري‮ ‬الطب النفسي‮ ‬بمستشفى الرسالة للأمراض النفسية فيقول‮:‬
تدريب الصغار على صيام رمضان نوع من التعويد على الانضباط السلوكي‮ ‬بشكل عام خاصة عندما‮ ‬يتعلم الأطفال الصيام منذ الصغر بشكل‮ ‬غير مبالغ‮ ‬فيه‮.‬
ولذلك‮ ‬يتم تحبيب الصغار بالصيام والقيام بطاعته وسوف‮ ‬ينمو هذا المبدأ في‮ ‬نفس الطفل مع مرور الزمن ولا‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬يفرض الصيام على هؤلاء الصغار كوجوب أو بشرة لأن فرض الصيام والمبالغة فيه تخلق النفور في‮ ‬نفس الطفل أما اليسر فيؤدي‮ ‬إلى المحبة العقلية للصيام‮. ‬
أما خوف الأطفال من مشقة الصيام والتعرض للجوع والعطش فيؤكد‮ »‬الشرجي‮« ‬على أن المعالجة السليمة لذلك وإزاللة حواجز الخوف والتردد تأتي‮ ‬بالتدرج والتلقائية والتدرب التدريجي‮ ‬على الصيام كأن نخبرهم أن الكبار‮ ‬يصومون حتى المغرب أما الصغار فيصومون حتى العصر بذلك‮ ‬يشعر الطفل أنه استطاع أن‮ ‬يصوم الصوم المطلوب وبذلك تتحقق النتائج المرجوة‮.‬
إضافة إلى استخدام الوسائل الفعالة لتحفيزهم على المضي‮ ‬قدماٍ‮ ‬في‮ ‬الصيام وتحمل التعب كالهدايا وبدلة العيد والتشجيع المستمر‮.‬
ويؤكد‮ »‬الشرجي‮« ‬على أهمية العوامل الايجابية لصيام الصغار وأثر ذلك على المجتمع عموماٍ‮  ‬فيقول‮:‬
لا شك أن من أهم ايجابيات صيام الصغار أولا السيطرة على مشاكلهم بحيث تقل حركتهم والفوضى الناتجة عن ذلك إضافة إلى المعاني‮ ‬السامية والقيم النبيلة التي‮ ‬يتعلمها الصغار أثناء ساعات الصوم فتأتي‮ ‬الرحمة على‮ ‬غيرهم عند الاحساس بألم الجوع ويأتي‮ ‬الصبر عند مغالبة متاعب الصيام‮ ‬إضافة إلى كثير من الأخلاق التي‮ ‬تتحقق في‮ ‬الأطفال بسبب الصيام وذلك‮ ‬يضفي‮ ‬على المجتمع نوعا من الوقار والسكينة وسلامة الصدر إجمالاٍ‮ ‬وتكون النتيجة من ذلك بناء مجتمع مسلم قوي‮..‬
مخاوف صحية
كثير من الآباء والأمهات لا‮ ‬يفضلون أن‮ ‬يصوم ضغارهم خاصة إذا كانوا‮ ‬يعانون من نحافة الجسم وذلك اعتقاداٍ‮ ‬منهم بأن الصيام قد‮ ‬يضر بصحتهم‮..‬
إلا أن الدكتور‮ »‬أحمد لطفي‮« ‬استشاري‮ ‬الأطفال وحديثي‮ ‬الولادة بالمستشفى السعودي‮ ‬الألماني‮ ‬يؤكد أن المخاوف من الصيام مع وجود النحافة في‮ ‬الطفل ليس لها أساس صحيح إذا كان الخوف من النحافة عموماٍ‮ ‬فالنحافة قد تكون نحافة طبيعية‮ ‬أصل البنية نحيف أو قد تكون من سوء التغذية‮.. ‬وهناك نحافة مرضية لوجود مرض في‮ ‬جسم الطفل كالقلب أو الكلى أو الكبد وغيرها وهذه النحافة المرضية قد تمنع صيام الطفل إذا ما قرر الأطباء المختصون ذلك ولذلك لا‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬يخشى الآباء من صيام أبنائهم وعليهم أن‮ ‬يشجعوهم على ذلك‮ ‬وعليهم الاهتمام بالضبط الصحي‮ ‬لتغذية الأطفال‮ ‬هذا في‮ ‬حال النحافة الطبيعية‮ ‬التي‮ ‬يؤكدها المختصون ويرى الدكتور أحمد لطفي‮ ‬أن السن المناسب لتعليم الصغار الصيام من سن الثامنة أو التاسعة وليكن صيامهم حسب استعدادهم‮ ‬ولا‮ ‬يتم إلزامهم بالإيفاء بساعات الصيام التي‮ ‬استعدوا أن‮ ‬يصوموها ولكن بالتدريج والتيسير‮ ‬يستطيع الصغار أن‮ ‬يتجنبوا مصاعب الصيام ولذلك فإن التدريب التدريجي‮ ‬على الصيام منذ الصغر‮ ‬يكون سبباٍ‮ ‬لسهولة الصيام عند البلوغ‮ ‬وبالتأكيد أن قدرة الصيام عند الصغار تتفاوت من طفل لآخر‮..‬
وأيضاٍ‮ ‬تتفاوت موانع الصيام من طفل لآخر فهناك بعض الأمراض تمنع صيام الأطفال كالسكري‮ ‬مثلاٍ‮ ‬ولذلك‮ ‬يحرص الأطباء على استقرار السكر ثم السماح للطفل بالصيام‮.. ‬وكذلك أمراض الكْلى والكبد وقد تمنع صيام الأطفال في‮ ‬بعض الحالات‮.‬
باللين والرحمة
لا شك أن البذرة الطيبة لا تعطي‮ ‬إلا ثماراٍ‮ ‬طيبة وتعليم الصغار منذ نعومة أظافرهم على حب الصيام وغيره من شعائر الدين لا بد أن‮ ‬يكون رصيداٍ‮ ‬لهم‮ ‬يعينيهم على التغلب على الحواجز التي‮ ‬تحول بينهم وبين الله تعالى‮ ‬وتغلبهم أيضاٍ‮ ‬على أهوائهم وشهواتهم‮ ‬كما أنها حسنة لمن شجعهم وآزرهم في‮ ‬دنياه وآخره ولا شك أن الولد الصالح شجرة مثمرة في‮ ‬الدنيا وبعد الموت‮ ‬فلا‮ ‬يزال‮ ‬يدعو لوالديه أحياء وميتين ولذلك كان لزاماٍ‮ ‬علينا أن نبادر في‮ ‬تربية الصغار على الدين‮ ‬وها نحن نعيش أروع بيئة لتربية الصغار على ذلك في‮ ‬أيام وليالي‮ ‬شهر رمضان المبارك‮ ‬ففي‮ ‬النهار نعلهم الصيام وفي‮ ‬الليل نعلمهم القيام‮.. ‬ولكن بالرحمة والمحبة والشفقة واللين واليسر دون فرض أو إجبار أو عقاب فإن ذلك جميعاٍ‮ ‬ينفر ولا‮ ‬يقرب ويبغض ولا‮ ‬يجيب قال تعالى‮: (‬ولو كنت فظاٍ‮ ‬غليظ القلب لانفضوا من حولك‮)..>
Share

التصنيفات: تحقيقات

Share