Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الحوار أم المزيد من التأزم‮ ‬والانهيار¿‮!‬

الحوار أم المزيد من التأزم‮  ‬والانهيار¿‮!‬
‮> ‬مثلت دعوة فخامة الرئيس علي‮ ‬عبدالله صالح رئيس الجمهورية كافة القوى السياسية للجلوس على طاولة الحوار امتداداٍ‮ ‬لدعواته السابقة والمتكررة‮ ‬وعبرت عن رغبة صادقة وصريحة ومسؤولة لإخراج الوطن اليمني‮ ‬من أزمته السياسية الراهنة والمفتعلة التي‮ ‬تعصف بالجميع‮.‬
ويرى عدد من الأكاديميين والسياسيين والمفكرين في‮ ‬سياق هذا‮  ‬الاستطلاع‮  ‬أن على العقلاء في‮ ‬الساحة‮  ‬الوطنية السمو فوق الاختلافات والصراعات السياسية وجعل المصلحة الوطنية العليا هي‮ ‬السامية على ما عداها والأخد بمبدأ الديمقراطية المتبع في‮ ‬بلدان العالم الديمقراطي‮ ‬وليس وفق مخترعات خاصة كون القوى السياسية الحية لا تعود إلى التاريخ لكنها تصنع تاريخاٍ‮ ‬جديداٍ‮.‬
معتبرين أن هذه الدعوة فرصة تاريخية بحق فإذا لم تستجب لها كافة القوى السياسية والعقلاء في‮ ‬الساحة ويتفاعلوا معها بشكل ايجابي‮ ‬فإنها حتماٍ‮ ‬ستقود البلاد إلى مزيد من الانهيار والتآزم‮.‬
داعين ذوي‮ ‬الضمائر الحية والعقلاء إلى إعادة قراءة الواقع قراءة صحيحة ومتميزة بعد شهور من العمى والقراءة الخاطئة له والارتهان لمراكز القوى وبعض الأطراف الإقليمية‮… ‬المزيد من التفاصيل في‮ ‬السياق الآتي‮:‬
استطلاع‮/ ‬عبده الاكوع
‮ ‬خالد الصايدي

في‮ ‬البدء تحدث الدكتور أحمد مهدي‮ ‬فضيل ـ عميد كلية العلوم الإدارية بجامعة عدن قائلاٍ‮: ‬اسمحوا لي‮ ‬عبر صحيفة‮ »‬الوحدة‮« ‬أن أهنئ نفسي‮ ‬وأبناء‮  ‬الشعب اليمني‮ ‬بشفاء وسلامة الرئيس علي‮ ‬عبدالله صالح ـ رئيس الجمهورية وقرب عودته سريعاٍ‮ ‬سالماٍ‮ ‬معافى إلى أرض الوطن بسلامة الله وحفظه ليتحمل مسؤوليته في‮ ‬الإبحار بسفينة الوطن إلى شاطئ الأمان في‮ ‬هذه الظروف التاريخية العصيبة التي‮ ‬يمر بها الوطن‮ ‬ويحدونا الأمل أنه كما عودنا‮  ‬سيتعامل بإيجابية مع متطلبات الواقع الراهن لمصلحة الوطن والشعب لاسيما مطالب الشباب المشروعة‮. ‬
مؤكداٍ‮ ‬أن كلمة فخامته حملت الكثير من دلالات المسؤولية الوطنية في‮ ‬نهجه ووجدانه وسلوكه وفكره لتجنيب الشعب مخاطر وقوع الحرب الأهلية وتشطير الوطن ـ لا قدر الله ـ وقد ظهر كبيراٍ‮ ‬وهو‮ ‬يعبر بتلك الروح الوطنية العالية وهو في‮ ‬أحلك الظروف الصحية والنفسية‮. ‬
مشيراٍ‮ ‬إلى أن ما تناولته كلمته من المواقف أكدت بعد نظر جعل الكرة باقية في‮ ‬ملعب المعارضة التي‮ ‬يجب عليها أن تتوخى الحرص الوطني‮ ‬في‮ ‬تجنيب الوطن والمواطن اليمني‮ ‬المستقبل المظلم‮ ‬والتعامل مع دعوة الحوار التي‮ ‬أطلقها فخامة الأخ الرئيس علي‮ ‬عبدالله صالح ـ شفاه الله ـ بمسؤولية عالية وتحكيم العقل والمنطق وتتمثل سماحة ووسطية الدين الاسلامي‮ ‬الحنيف بإعطاء فرصة للحوار الجاد والصادق بين مختلف القوى الفاعلة في‮ ‬المجتمع للاتفاق على كلمة سواء ترسم مستقبلاٍ‮ ‬مشرفاٍ‮ ‬لليمن واليمنيين مشدداٍ‮ ‬على أن الحوار هو المخرج الوحيد ـ ولاشيء‮ ‬غيره ـ لإخراج الوطن اليمني‮ ‬من الوضع الحالي‮ ‬والمأزوم والخطير جداٍ‮ ‬فالوقت لا‮ ‬يسمح بوضع قيود أو شروط لأي‮ ‬حوار وطني‮ ‬من أي‮ ‬نوع‮ ‬فالحفاظ على الوطن مسؤولية الجميع‮. ‬منوهاٍ‮ ‬أن على الجميع أن‮ ‬يتجهوا نحو حاضر وطني‮ ‬مشرف‮ ‬يتسع للأحزاب والتنظيمات السياسية جميعها بعيداٍ‮ ‬عن المواقف الكيدية المسبقة التي‮ ‬أملتها ظروف الصراع السابقة وتفاقمت الاختلافات والخلافات حتى وصلت به إلى مرحلة بالغة الشدة والانحراف والإضرار بالوطن ومسيرته الوطنية ومكتسباته العظيمة التي‮ ‬هي‮ ‬ملك للجميع‮.‬
لحظة تاريخية
‮ ‬فيما‮ ‬يرى الدكتور عادل الشجاع ـ الكاتب والمحلل السياسي‮ ‬أنه‮ ‬ينبغي‮ ‬علينا أن نعرف أن أحزاب المعارضة الممثلة في‮ ‬ما‮ ‬يسمى‮ »‬اللقاء المشترك‮« ‬تعاني‮ ‬من انقسام حاد‮ ‬هذا الانقسام جعلها لا تتجاوب مع دعوات الحوار‮ ‬ولذلك سلكت مسلكاٍ‮ ‬ينافي‮ ‬المبدأ الديمقراطي‮ ‬واتجهت نحو رفض الحوار‮ ‬لكي‮ ‬تحافظ على تماسكها الشكلي‮ ‬أمام الرأي‮ ‬العام مما أوجد هذه الأزمة التي‮ ‬لم نكن بحاجة إليها لأننا في‮ ‬بلد ديمقراطي‮ ‬وينبغي‮ ‬أن نتحاور عبر الشعب بصفته مالك السلطة والمرجعية‮ ‬ومع ذلك فقد تركنا الشعب جانباٍ‮ ‬ونتحدث عن الأوهام المليونية باسم الشعب‮ ‬ونقول‮: »‬الشعب‮ ‬يريد إسقاط النظام‮« ‬وكان بإمكاننا أن نذهب بإسم هذا الشعب إلى صناديق الاقتراع‮  ‬لكي‮ ‬نتوصل فعلاٍ‮ ‬إلى ما‮ ‬يريده الشعب‮ ‬لهذا السبب اعتقد بأن المعارضة ما زالت تعيش حالة عمى وهي‮ ‬غير قادرة على إعادة قراءة الواقع‮ ‬وبالتالي‮ ‬لن تستجيب لدعوة الحوار‮ ‬لأنها طرحت مسبقاٍ‮ ‬بأن الحوار قد فات وقته‮ ‬وكأن الحوار عبارة عن علبة لها صلاحية محددة تنتهي‮ ‬عند تاريخ معين مؤكداٍ‮ ‬أن المعارضة في‮ ‬اليمن لا تجيد العمل السياسي‮ ‬لكنها تجيد العمل التحريضي‮ ‬التعبوي‮ ‬القائم على الثقافة الثورية ورفض الشرعية الدستورية‮ ‬لهذه الأسباب المعارضة لم تبد أي‮ ‬تجاوب مع الخطاب الأخير للرئيس الذي‮ ‬تضمن دعوة صريحة وصادقة للحوار والذي‮ ‬كان‮ ‬ينبغي‮ ‬عليها أن تسارع إليه بعد ما اكتشفت بأن فخامة الرئيس علي‮ ‬عبدالله صالح مع الحوار والسلم الاجتماعي‮ ‬وليس مع العنف مع تقاسم السلطة وليس مع الاستحواذ عليها مع الشعب وليس مع الفكر الانقلابي‮ ‬لافتاٍ‮ ‬إلى أن دعوات فخامة الرئيس المتكررة للحوار والتي‮ ‬آخرها نهاية الأسبوع الماضي‮ ‬تعتبر لحظة تاريخية إذا لم تلتقطها المعارضة فإنها تقود البلاد نحو مزيد من الانهيار والتمزق وهي‮ ‬تشاهد كل‮ ‬يوم ما‮ ‬يجري‮ ‬في‮ ‬بعض المحافظات وكأن الأمر لا‮ ‬يعنيها‮ ‬ولست أدري‮ ‬أي‮ ‬سلطة تبحث عنها المعارضة وهي‮ ‬تسكت عن سقوط بعض المحافظات في‮ ‬أيدي‮ ‬قوى الإرهاب والتطرف‮ .. ‬فماذا ستحكم بعد¿‮! ‬
داعياٍ‮ ‬كافة العقلاء إلى إعادة قراءة الواقع بعد ستة أشهر من العمى والقراءة الخاطئة والارتهان لمراكز القوى وبعض الأطراف الإقليمية‮.‬
توافق سياسي‮ ‬
ويؤكد الدكتور قاسم الطويل ـ رئيس الهيئة الإدارية العليا لرعاية الشباب والطفولة أن دعوة فخامة الأخ علي‮ ‬عبدالله صالح ـ رئيس الجمهورية القوى السياسية إلى الحوار في‮ ‬هذه الظرف الحرج تعبر عن حكمته وبعد رؤيته وحرصه الصادق والمسؤول على إخراج اليمن من الأزمة السياسية الراهنة التي‮ ‬تعصف بالجميع دون استثناء منذ ستة أشهر لافتاٍ‮ ‬إلى أن الأزمة أظهرت أن القوى السياسية والاجتماعية على الساحة اليمنية منقسمة وكل منهم لديه مكانة وقوة ولديه آراء مختلفة ومتباينة حول الأزمة‮ ‬لذا ثبت بما لا‮ ‬يدع مجالاٍ‮ ‬للشك أن الأزمة تحتاج إلى توافق سياسي‮ ‬واجتماعي‮ ‬وديمقراطي‮ ‬يقبل به الجميع والجميع‮ ‬يقبلون ببعضهم البعض ويمد جسوراٍ‮ ‬من التواصل والاتصال لحل الأزمة أزمتنا جميعاٍ‮ ‬ـ والحفاظ على أمن واستقرار الوطن وسكينة العامة ومنجزاته ومكتسباته وثوابته الوطنية‮. ‬
مشدداٍ‮ ‬على أنه ثبت وبما لا‮ ‬يدع مجالاٍ‮ ‬للشك أن من الصعوبة بمكان لأي‮ ‬طرف كان أن‮ ‬يكون بمفرده أو أن‮ ‬يتولى السلطة بمفرده‮ ‬لذا على كافة العقلاء والوجهاء والمفكرين والأكاديميين وكافة الشرائح المجتمعية الانصات والامتثال لصوت العقل‮ »‬المعقول‮« ‬و»الممكن‮« ‬الذي‮ ‬يحفظ مكانة اليمن عالياٍ‮ ‬ويثبت للعالم أننا‮ ‬يمن الإيمان والحكمة وأيضاٍ‮ ‬بما‮ ‬يخرج اليمن واليمنيين من هذه الأزمة المفتعلة منتصرين‮.‬
داعياٍ‮ ‬الجميع إلى الشعور بالمسؤولية الوطنية تجاه الوطن وتقديره وقائده الفذ ابن اليمن البار فخامة الرئيس علي‮ ‬عبدالله صالح في‮ ‬هذا الظرف الحرج والصعب بالجلوس أمام بعضنا البعض في‮ ‬طاولة حوار سياسي‮ ‬واجتماعي‮ ‬وديمقراطي‮ ‬للاستماع إلى صوت العقل والأخذ بعين الاعتبار المشورات والنصائح الإقليمية والدولية‮ ‬لأننا بأي‮ ‬حال من الأحوال جزء من هذا الكيان الإقليمي‮ ‬والدولي‮ ‬نؤثر ونتأثر‮.‬
داعياٍ‮ ‬كافة أطياف العمل السياسي‮ ‬إلى الاستفادة من التجارب والنصائح التي‮ ‬مر بها ويسديها الآخر مع إضفاء الطابع والخصائص اليمنية الحضارية عليها‮  ‬لأن المرحلة تتطلب السمو وجعل مصلحة الوطن العليا فوق كافة الاعتبارات‮ ‬خاصة بعد أن ثبت خلال الفترة الزمنية للأزمة أنه ليس أحد أفضل من أحد ولا أحد قادر على‮  ‬أن‮ ‬ينتصر على أحد‮ ‬لذا علينا جميعاٍ‮ ‬أن ننتصر لصوت العقل والوطن عبر الحوار الديمقراطي‮ ‬الجاد والبناء الذي‮ ‬أقررناه وارتضيناه منذ الثاني‮ ‬والعشرين من مايو ‮٠٩٩١‬م‮.‬
ثقافة أصيلة
من جهته‮ ‬يقول الدكتور خالد الفهد أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء‮: ‬مما لا شك فيه أنه لا‮ ‬يستطيع أحد‮  ‬أن‮ ‬ينكر وجود دور للعقلاء في‮ ‬أي‮ ‬مجتمع قديماٍ‮ ‬وحديثاٍ‮ ‬ومما‮ ‬يشهد لهم بأنهم أسهموا بشكل إيجابي‮ ‬في‮ ‬حل مشاكل مجتمعهم ودولهم‮ ‬وعملوا على تشييد أمنهما واستقرارهما‮.. ‬وإذا ما تحدثنا عن هذه الفئة نجدها على الرغم من اتساع عدد أفراد الشعوب قد نجدهم في‮ ‬السلطة أو المعارضة‮ ‬يكونون اجتماعيين كالمشائخ وأصحاب الوجاهات وكذلك المثقفين والإعلاميين‮…‬الخ‮.‬
مضيفاٍ‮: ‬إذا ما تحدثنا عن هذه الفئة في‮ ‬بلادنا الغالية والحبيبة‮ ‬وهي‮ ‬تواجه فترة صعبة وحرجة في‮ ‬حياتها وعلى مختلف الصعد‮ ‬نجد أن هناك عقلاء وضعوا نصب أعينهم مصلحة الوطن والمواطن‮ ‬ويجب أن نميز بين العقلاء من المحسوبين عليهم‮.. ‬لافتاٍ‮ ‬إلى أن الفئة الأولى والتي‮ ‬عبرت عن رأي‮ ‬الغالبية من أبناء المجتمع اليمني‮ ‬سواءٍ‮ ‬في‮ ‬السلطة أو المعارضة سواءٍ‮ ‬كانوا أحزاباٍ‮ ‬أو أفراداٍ‮ ‬أو مجتمعاٍ‮ ‬مدنياٍ‮ ‬أو إعلاميين‮ ‬إلا أن هذه الصورة ما زالت خافتة إعلامياٍ‮ ‬إذا ما قادنا الأمر بأنها تعبر عن رأي‮ ‬الغالبية ويبدو لي‮ ‬أن القصور في‮ ‬السياسات الاعلامية‮.. ‬
أما الفئة الثانية فهي‮ ‬تمثل قلة قليلة من أبناء الشعب اليمني‮ ‬فهي‮ ‬مصابة بالانانية المفرطة وتحرص على مصلحتها قبل مصلحة الشعب والوطن‮ ‬وتريد الحوار إذا ما كان وفقاٍ‮ ‬لذلك‮ ‬وتعتبره شعاراٍ‮ ‬اكثر من كونه سلوكاٍ‮.. ‬ولا تتردد في‮ ‬اختيار أي‮ ‬وسيلة إذا ما خالف الأمر مصلحة أفرادها‮.. ‬مبيناٍ‮ ‬أن الأزمة خلال الفترة الماضية قد وضحت هاتين الفئتين من عقلاء اليمن وأصبح المواطن البسيط‮ ‬يميز بينهما‮ ‬وهذا أحد الدروس التي‮ ‬استفادها الشعب اليمني‮ ‬من هذه الأزمة‮.. ‬داعياٍ‮ ‬الجميع للعودة إلى ثقافة الحوار كونها ثقافة أصيلة في‮ ‬المجتمع اليمني‮ ‬ووفقاٍ‮ ‬لعقيدته وأخلاقه وباعتباره الآلية التي‮ ‬يتم التعامل بها في‮ ‬الحالات العادية فكيف عندما‮ ‬ينشأ خلاف أو أزمة أو حرب لا قدر الله‮.‬
ولا بد أيضاٍ‮ ‬من القول أن هذه الآلية‮ ‬يتم التعامل بها بين الأنظمة والشعوب التي‮ ‬تتباين في‮ ‬ما بينها حضارة وديناٍ‮ ‬ومصالح وبالتالي‮ ‬كيف‮ ‬يمكن أن نفسر عدم حدوث مثل هذا الأمر بين أبناء شعب‮ ‬يتجانس دينياٍ‮ ‬وقومياٍ‮ ‬ومن هنا نستغرب بعض الذين‮ ‬يتشدقون بهذا الشعار ويرجعون إلى خلافه في‮ ‬حياتهم أو في‮ ‬مناداتهم لهذه الأزمة مستغربا من بعض التصرفات التي‮ ‬لا تنبئ بوجود أي‮ ‬شيء من العقل وإنما هم محسوبون عليهم‮ ‬واسترشدت بهذا بأمر‮ ‬يجب إدراكه بأن السلطة وخاصة في‮ ‬ظل قيادة فخامة رئيس الجمهورية شفاه الله وأعاده إلى أرضه وشعبه عاجلا مثل الحوار الركيزة الأساسية في‮ ‬فكره وحكمه منذ أن تقلد السلطة‮ ‬والحاجة إلى شعبه في‮ ‬تبني‮ ‬التعددية السياسية والحزبية عندما عادت الوحدة في‮ ٢٢ ‬من مايو ‮٠٩٩١‬م ليبقى الحوار هو أساس التعامل في‮ ‬الحياة السياسية‮. ‬
ولن أجد هذه المفردة من خلال تتبع ودراسة سلوكيات أحزاب المعارضة وكذلك اللقاء المشترك‮ ‬لاسيما في‮ ‬هذه الفترة والتي‮ ‬ثبت بما لا‮ ‬يدع مجالاٍ‮ ‬للشك أنه أعاق وعرقل مسار الحياة وظل‮ ‬يراهن على استلام السلطة بعيداٍ‮ ‬عن الشعب الذي‮ ‬يعتبر صاحبها ومصدرها‮.. ‬ويختتم حديثه بالقول‮: ‬أتمنى من هؤلاء أن‮ ‬يكونوا استوعبوا الدرس وأن‮ ‬يثبتوا لهذا الشعب أنه هو صاحب السلطة وأنهم‮ ‬يعبرون عن مطلبه وألا‮ ‬يخرجوا من حكمته التي‮ ‬أضلها مثل هؤلاء‮..‬
قواسم مشتركة
الأخ سيف الهياشي‮ ‬ـ نائب رئيس دائرة المنظمات الجماهيرية في‮ ‬المؤتمر الشعبي‮ ‬العام‮ ‬يرى من جانبه أن على كافة العقلاء بكافة انتماءاتهم وجوباٍ‮ ‬ـ الجلوس على طاولة الحوار إذا كان هدف الجميع ـ سلطة ومعارضة ـ إخراج البلد اليمني‮ ‬العزيز على قلوبنا جميعاٍ‮ ‬من الأزمة الخانقة والمفتعلة التي‮ ‬يمر بها لافتاٍ‮ ‬إلى ضرورة الاحتكام للنصوص الدستورية والقواسم المشتركة التي‮ ‬تجمعنا كيمنيين بصفة رئيسية‮ ‬بحيث‮ ‬يتوجه التفكير نحو الحقائق العقائدية والوطنية التي‮ ‬تجمع بين كافة الأطراف المعنية باعتبارها رصيداٍ‮ ‬كافياٍ‮ ‬لتواصل الحوار والتفاهم بصورة‮ ‬يقينية ومضمونة للوصول إلى اتفاق وطني‮ ‬جامع وشامل‮.‬
منوهاٍ‮ ‬إلى أنه بوسع المؤتمر الشعبي‮ ‬العام وحلفائه وأحزاب المشترك وشركائهم والأطراف الأخرى الاستجابة المطلوبة لدعوة فخامة الرئيس علي‮ ‬عبدالله صالح رئيس الجمهورية للحوار كونها ضرورة‮ ‬يمليها الضمير الوطني‮ ‬قبل المسؤوليات الوطنية والأخلاقية وأن‮ ‬يسجلوا للتاريخ صورة اقتدارهم جميعاٍ‮ ‬في‮ ‬إنجاز نقلة تطويرية إيجابية في‮ ‬بنية التفكير الوطني‮ ‬المسؤول والواعي‮ ‬لفداحة المخاطر الجسيمة والمحدقة والتي‮ ‬يتعرض لها الوطن والجميع دون استثناء‮.‬
مبيناٍ‮ ‬أن اللجوء إلى العنف واستخدام السلاح والاختطافات الممنهجة سلوك الجبناء والضعفاء باعتبار أن‮ ‬هذه الأعمال لا تؤدي‮ ‬إلا إلى المزيد ولا تساهم في‮ ‬تحقيق أي‮ ‬مخرج أو حل لهذه الأزمة السياسية الراهنة‮ ‬لذا على الجميع الجلوس على طاولة الحوار والاحتكام إلى صناديق الاقتراع بإعتبارها المخرج الوحيد لحل الأزمة‮ ‬كما أن القيادة السياسية منذ بدء الأزمة وما قبلها ظلت تدعو إلى الحوار والقبول بالآخر وانتهاج الديمقراطية سلوكاٍ‮ ‬وعملاٍ‮ ‬مؤكداٍ‮ ‬أنه ليس بوسع أحد إقصاء الغالبية العظمى من أبناء الشعب المؤيدين للشرعية الدستورية وقائدها المغوار باني‮ ‬نهضة اليمن الحديث وصانع التحولات الحضارية الكبرى ومحقق أمجادها اليمانية العريقة‮.‬
‮ ‬تفكير وتقليد
أما الدكتور عبده البحش الباحث بمركز الدراسات والبحوث اليمني‮ ‬فقال‮: ‬في‮ ‬الآونة الأخيرة وخاصة منذ اندلاع الأزمة السياسية في‮ ‬بلادنا وحتى قبل أن تقدم أحزاب اللقاء المشترك على تعكير صفو الحياة السياسية والديمقراطية مقلدة ما حدث في‮ ‬تونس ومصر تقليداٍ‮ ‬أعمى ودون إدراك لحقيقة الواقع والظروف المختلفة بين الحالة اليمنية من ناحية والحالتين التونسية والمصرية من ناحية أخرى‮.‬
مضيفاٍ‮ ‬أن فخامة الرئيس قد بادر إلى دعوة أحزاب اللقاء المشترك إلى الحوار وتنفيذ كافة المطالب التي‮ ‬كانت أحزاب اللقاء المشترك تطالب بها كاملة إضافة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وإشراك أحزاب اللقاء المشترك في‮ ‬الحكم تغليباٍ‮ ‬للمصلحة الوطنية العليا وتجنيب البلاد العنف والتأزم السياسي‮ ‬وحقن الدم اليمني‮ ‬وكانت فرصة ثمينة لو أن أحزاب اللقاء المشترك استجابت لتلك الدعوة التاريخية وشرعت في‮  ‬الحوار الجاد مع الحكومة آنذاك والسير قدما في‮ ‬العملية السياسية والديمقراطية لكن للأسف الشديد حدث ما لم‮ ‬يكن‮ ‬يتمناه أي‮ ‬يمني‮ ‬يحب وطنه ويحرص على أمن واستقرار بلده حيث قابلت أحزاب المشترك تلك الدعوة بالرفض والتنكر مطلقة شعاراٍ‮ ‬مستنسخاٍ‮ ‬ومقلدا هو‮ »‬لا للحوار‮.. ‬لا حوار حتى‮ ‬يسقط النظام‮« ‬وكأن أحزاب اللقاء المشترك أرادت من خلال هذا الشعار الانقلاب على الديمقراطية والانقضاض على السلطة قصراٍ‮ ‬وعنوة متجاهلة إرادة الشعب اليمني‮ ‬الذي‮ ‬يرفض الاستبداد والشمولية ومنطق القوة الغاشمة بعد أن تعود على اختيار من‮ ‬يحكمه بطريقة ديمقراطية وحضارية وانطلاقاٍ‮ ‬من إرادته الحرة وكرامته التي‮ ‬ترفض الوصاية عليه من أي‮ ‬جهة كانت‮.‬
ويضيف البحش‮: ‬خلال الفترة الماضية استمر فخامة الرئيس في‮ ‬تقديم المبادرات تلو المبادرات والتنازلات والدعوات للحوار أملا في‮ ‬تجنيب الوطن العنف وحرصاٍ‮ ‬على حقن الدماء وحفاظاٍ‮ ‬على المنجزات الوطنية من الخراب والدمار لكن أحزاب اللقاء المشترك فهمت تلك التنازلات والمبادرات والدعوات المتكررة للحوار ضعفاٍ‮ ‬من الحكومة واعتقدت أن بمقدورها الإطاحة بها دون أن‮  ‬تدرك وتعي‮ ‬تلك الجماهير المليونية المؤيدة لفخامة الرئيس والحكومة ذات الأغلبية البرلمانية وبدأت أحزاب المشترك تنفيذ مخطط إسقاط النظام بالقوة والعنف والحرب وتحت شعار السلمية‮ ‬وكانت حرب الحصبة وأرحب ونهم والحيمة وأبين وتعز وغيرها من المناطق وبلغ‮ ‬هذا المخطط ذروته باستهداف مسجد النهدين لاغتيال فخامة الرئيس وكبار قيادات الدولة‮.‬
واليوم نجد فخامة الرئيس كما عرفناه عفوا متسامحا في‮ ‬أول ظهور تليفزيوني‮ ‬له منذ محاولة اغتياله‮ ‬يدعو أطراف الأزمة السياسية إلى الحوار وكأن شيئاٍ‮ ‬لم‮ ‬يحدث وهو ما أذهل المراقبين والمهتمين بالشأن اليمني‮ ‬وهذا ما‮ ‬يمثل فرصة كبيرة لقيادات أحزاب اللقاء المشترك للخروج من عنق الزجاجة أي‮ ‬من المأزق الذي‮ ‬وقعت فيه تلك الأحزاب والقوى التي‮ ‬تورطت في‮ ‬العنف وتخريب الممتلكات العامة والخاصة وسفك الدم اليمني‮ ‬ومحاولة اغتيال الرئيس وكبار قيادات الدولة باعتبار ذلك جريمة‮  ‬سياسية بشعة وسابقة خطيرة في‮ ‬عصرنا الراهن‮.‬
ويتوقع البحش أن أحزاب اللقاء المشترك والقوى المتحالفة معها ستصغي‮ ‬لصوت العقل والحكمة وستجلس على طاولة الحوار بعد دعوة فخامة‮  ‬الرئيس كون تلك القوى فقدت المبادرة ولم تعد تملك أوراقاٍ‮ ‬جديدة خصوصاٍ‮ ‬بعد أن تورطت في‮ ‬المحذور وتجاوزت الخطوط الحمراء وسببت أكبر معاناة للمواطن اليمني‮ ‬في‮ ‬حياته اليومية مما جعل الكثير من الناس‮ ‬ينفضون من ساحات الاعتصام معلنين‮ ‬غضبهم وتذمرهم مما اسموه خداعهم وتضليلهم بالثورة السلمية المزعومة‮..‬
وعلى أية حال لا‮ ‬يمكن لأي‮ ‬محلل أو مراقب منصف إلا أن‮ ‬يتوقع استجابة وترحيباٍ‮ ‬كبيراٍ‮ ‬خاصة من العقلاء في‮ ‬أحزاب اللقاء المشترك والقوى المتحالفة معه‮..<‬

Share

التصنيفات: حــوارات

Share