Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

مجلس الفتنة

أنور نعمان راجح
وبعد كل ما حدث ويحدث في البلد منذ أشهر عدة فإن الحاجة ملحة لحلول عقلانية تفتح أبواب الخير وتغلق أبواب الشر فالبلد ليس بحاجة لمزيد من أسباب المشكلات ومبررات الصراع وأحسب أن الصورة أصبحت واضحة عند الجميع رغم تباين مواقف البعض واختلاف قناعاتهم وهنا نقول بأن أية محاولة لاختلاق  أسباب جديدة من شأنها زيادة تأزيم الأزمة وتعقيد فرص الحلول سوف تكون جريمة بحق هذا الشعب ولسنا بحاجة لمزيد من الجرائم التي تؤدي بعضها إلى جرائم أكثر فداحة ووحشية.
منذ زمن من عمر هذه الأزمة ونحن نسمع من يعزفون على وتر »المجلس الانتقالي« وقد وصل الطرح إلى إمكانية أن تلجأ بعص القوى السياسية إلى شيء من هذا القبيل ونحن نسمع حتى اللحظة عن دراسة للفكرة من قبل أحزاب اللقاء المشترك كل ما نخشاه ونخافه هو أن تقدم تلك الأحزاب على ارتكاب حماقة من خلال خطوة من هذا النوع والتي ستكون خطيئة كبرى لها تبعاتها المدمرة للسلم الاجتماعي وسوف تفتح بابا للشر لا أحد بمقدوره التكهن إلى أين يفضي بالبلد وأهله.. التلويح بورقة المجلس الانتقالي هو تلويح بورقة الصراع المسلح وإعلان فتنة دموية يدركها كل الأطراف بما في ذلك أحزاب المعارضة ولذلك نتمنى ونرجو من الجميع التعقل واستشعار المسؤولية الأخلاقية تجاه البلد والناس حتى لا تندفع الأوضاع نحو مرحلة يصعب السيطرة عليها.
رغم كل التعقيدات الراهنة فثمة إمكانية للخروج من هذا النفق المظلم ولم تزل هناك أعمال آما بحلول توافقية ما لم ترتكب حماقة غير مدروسة وان قيل بأنها درست وجرى تداولها بشكل جيد قبل إعلانها ونأمل أن تسفر الدراسات التي يتحدثون عنها في هذا السياق عن رفض فكرة المجلس الانتقالي لمبرر وطني خالص وهو منع الفتنة بين أبناء هذا الشعب ومن أجل الإبقاء على فرص الحلول السلمية وعدا ذلك سيكون الجنون ذاته وسوف يتحمل المتسببون عواقب قراراتهم الخاطئة. 
 هذا المجلس لن يساعد وجوده على تقديم شيء لا لاصحابه ولا لغيرهم وسيكون حملاٍ ثقيلاٍ على كاهل الداعين له قبل غيرهم حين يضعهم في نقطة يصعب التراجع عنها وتصعب العـــــودة إلى الوراء وبالتالي ســـتندفع الأوضاع نحو مزيد من الاحتقان وهناك سوف تبدأ مرحلة الصراع.
اعتقد أن الذين يتحدثون عن فكرة هذا المجلس يسعون لرفع سقف التفاوض من ناحية ولكسب الوقت أمام من يعتقدون بأنهم الداعم لمواقفهم وبالأخص شباب الساحات المعارضة وبالتالي ينبغي أن تقف الفكرة عند هذا الحد لا لشيء ولكن لتبقى أبواب الحرب والصراع مغلقة كخيار وحيد سوف يصبح كذلك فيما لو نطق الجنون وجرى إعلان ذلك المجلس ولنكن على يقين بأن خياراٍ كهذا لن يقدم عليه سوى من يريد أن يدمر هذا البلد ولا نريد أن نتهم أحداٍ بذلك ونحن نطالب الجميع بالتراجع عن خطوات سابقة جاءت بالأزمة وانتجت كل هذه الفوضى وما حدث من اقتتال هنا وهناك وما نجم عنها من خسائر فادحـــة مادية ومعنوية طالت الجميع..
Share

التصنيفات: منوعــات

Share