Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

خسائر فادحة في‮ ‬القطاعين الصناعي‮ ‬والزراعي‮ ‬جراء أزمة الوقود

استطلاع‮/ ‬محمد مطير
‬كلما ازداد الاحتقان السياسي‮ ‬وانسداد أفق الحوار بين الأطراف السياسية ازدادت تداعيات الأزمة السياسية والقت بثقلها على حياة المواطنين وأفضت إلى تدمير الاقتصاد الوطني‮ ‬وتهديد الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي‮ ‬حيث باتت البلاد تعيش ظلالاٍ‮ ‬قاتمة ووضعاٍ‮ ‬معيشياٍ‮ ‬واقتصادياٍ‮ ‬لم‮ ‬يسبق له مثيل في‮ ‬تاريخ اليمن الحديث والمعاصر‮.. ‬الاستطلاع التالي‮ ‬يسلط الضوء على أزمة المشتقات النفطية وارتفاع أجور النقل وتداعياتها على الحياة المعيشية للمواطنين‮..‬

في‮ ‬البداية تحدث الأخ عبدالعليم درويش مدير مكتب الصناعة والتجارة‮ – ‬في‮ ‬محافظة الحديدة‮ – ‬أن الكثير من المصانع توقفت عن العمل والبعض الآخر بدأت تخفيض ساعات العمل بمقدار‮ ‬30٪‮ ‬وكذا تقليص عدد العمال وذلك جراء تفاقم أزمة الوقود التي‮ ‬تعيشها البلاد‮ ‬والظروف الاقتصادية الصعبة التي‮ ‬القت بظلالها على جميع مناحي‮ ‬الحياة ومنها زيادة مظاهر البطالة والفقر‮ ‬حيث أن الاعتصامات والمظاهرات والأعمال التخريبية التي‮ ‬طالت البنية التحتية كالكهرباء والمياه وقطع الطرقات وأزمة المشتقات النفطية أدت إلى توقف المصانع وتعطيل الأنشطة الاقتصادية المختلفة‮.. ‬
ودعا درويش إلى تضافر الجهود لحل الأزمة السياسية وعودة الحياة الاقتصادية إلى الدوران‮ ‬وإنهاء الأزمات المفتعلة وعودة الاستقرار التمويلي‮ ‬والسعري‮.‬
وقال‮: ‬يجب علينا أن نعرف ماذا‮ ‬يراد لهذا الوطن وأن‮ ‬يكون لنا رؤية صادقة صحيحة على أساس أن‮ ‬يظل هذا البلد في‮ ‬أمن وأمان ونحن أخوة ولسنا أعداء ويجب أن نترك المماحكة السياسية ونتجه إلى العمل والإنتاج‮ ‬وكل ما من شأنه إعلاء شأن اليمن وتأمين أمنه واستقراره‮.‬
تلف المزروعات
وفي‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بانعكاسات أزمة المشتقات النفطية على المزارعين‮.. ‬قال أحمد علي‮ »‬مزارع‮«: ‬أزمة الديزل الخانقة سببت لنا العديد من المشاكل في‮ ‬الزراعة إذ نعتمد عليها في‮  ‬تشغيل آبار المياه الأمر الذي‮ ‬يجعلنا‮ (‬كمزارعين‮) ‬نضطر إلى الانتظار فترة طويلة والانتظام في‮  ‬صفوف ليس لها نهاية من أجل الحصول على قدر معين من الديزل لتشغيل الارتوازات وري‮ ‬المزروعات التي‮ ‬تأثرت تأثراٍ‮ ‬كبيراٍ‮ ‬بسبب استمرار الأزمة‮..‬
ويؤكد أن أزمة الديزل تسببت في‮ ‬تلف المزروعات والخضروات‮ ‬مما أدى إلى تسريح العاملين حيث‮ ‬يعد الموسم الحالي‮ ‬من أسوأ المواسم الزراعية نظراٍ‮ ‬لأن انعدام الديزل تسبب في‮ ‬تكبيد القطاع الزراعي‮ ‬خسائر فادحة وخاصة المزارعين الذين عليهم التزامات لجهات أخرى‮.‬
قتلى وجرحى
وقد خلفـــت أزمـة الوقــــود عـــدداٍ‮ ‬من الضحايا في‮ ‬عدة محطات‮.. ‬حـــيث أحرقت أربع محــطات وعدد من السيارات والمراكب الواقفـــة في‮ ‬طوابير أمام المحطات‮ ..‬
يقول أحد المواطنين القاطنين في‮ ‬شارع خولان في‮ ‬أمانة العاصمة أن المشتقات النفطية تباع نهاراٍ‮ ‬جهاراٍ‮ ‬على قارعة الطريق‮ ‬حيث تباع المشتقات النفطية على شاحنات صغيرة في‮ ‬السوق السوداء‮ .. ‬مشيراٍ‮ ‬إلى أن صعوبة الحياة في‮ ‬ظل اختفاء المشتقات النفطية والغاز المنزلي‮ ‬في‮ ‬الفترة الأخيرة جعل الكثير من سكان العاصمة‮ ‬ينزحون إلى الريف ويعودون إلى قراهم‮.‬
تهريب
وفي‮ ‬السوق السوداء تباع صفيحة‮  ‬البنزين‮ (‬سعة‮ ‬20‮ ‬لتراٍ‮) ‬بحوالي‮ ‬11‮ ‬ألف ريال مقارنة بـ‮ ‬1500‮ ‬ريال قبل الأزمة‮..‬
وعن الأماكن التي‮ ‬تم إحضار هذه المواد منها أكد أحد البائعين‮ (‬رفض ذكر اسمه‮) ‬أنه‮ ‬يتم جلبها من محافظة مارب عبر طريق وعرة بعيداٍ‮ ‬عن الطريق الرسمية وعبر طرق جانبية حتى تصل إلى مدينة صنعاء‮ ‬فيما‮ ‬يقول بائع آخر أنه‮ ‬يجلب بضاعته من محافظة الحديدة وبالطريقة نفسها‮ ‬وقال ثالث أنه‮ ‬يحضرها من محافظة شبوة‮. ‬
وحذر خبراء من تفاقم أزمة الوقود التي‮ ‬وصلت إلى مستويات عالية وانها باتت تهدد بإيقاف حركة المواصلات‮ ‬وإيقاف أعمال أفران الخبز ومحطات الكهرباء والمياه‮ ‬في‮ ‬حين اضطر كثير من أصحاب السيارات إلى ترك سياراتهم والتنقل عبر وسائل المواصلات العامة‮ ‬والتي‮ ‬بدورها شهدت ارتفاعاٍ‮ ‬جنونياٍ‮ ‬في‮ ‬أسعارها‮ ‬وكما هو معروف فإن زيادة أجور النقل تنعكس ارتفاعاٍ‮ ‬في‮ ‬أسعار كافة الخدمات والسلع الاستهلاكية‮ ‬فيما باتت أغلبية محطات بيع الوقود مغلقة‮ ‬حيث‮ ‬يرابط أصحاب السيارات والقاطرات أمامها في‮ ‬طوابير طويلة لأيام للحصول على المادتين اللتين أصبحتا من أبرز مظاهر الوضع الاقتصادي‮ ‬المتدهور جراء الأزمة السياسية وحركة الاحتجاجات التي‮ ‬دخلت شهرها السادس‮.‬
التوزيع‮ ‬
وعن أصحاب محطات البنزين وومثليهم‮ ‬يقول الأخ نجيب عبدالرؤوف‮ – ‬رئيس اتحاد محطات البنزين في‮ ‬محافظة تعز‮.. ‬انه لا‮ ‬يوجد أي‮ ‬كميات في‮ ‬ميناء عدن‮ ‬غير الدفعة السعودية التي‮ ‬وصلت من إجمالي‮ ‬خمس دفعات سيستمر تدفقها حتى أغسطس المقبل‮.‬
مضيفاٍ‮ ‬ان ما سيتم تصفيته من بنزين من كمية النفط الخام‮ ‬20٪‮ ‬بنزين و‮ ‬18٪‮ ‬ديزل و‮ ‬20٪‮ ‬كيروسين‮.. ‬مشيراٍ‮ ‬إلى أن الكمية لن تحل الأزمة إذا تم توزيعها بالسياسة القائمة‮.‬
وقال ان توزيع الشحنة السعودية‮ ‬يفترض أن‮ ‬يكون على المحطات بشكل كامل في‮ ‬المدن التي‮ ‬تشهد أزمات حادة كي‮ ‬تستقر الأوضاع‮ ‬أما التوزيع بالطريقة الراهنة كأن تخصص أربع أو خمس ناقلات لكل محافظة‮ – ‬فإن الأزمة ستسمر ولن تجد طريقها إلى الحل قريباٍ‮.‬
مطالباٍ‮ ‬الشركة اليمنية للنفط بتغطية المحطات بشكل كامل ولو بكميات أقل من الشحنة السعودية‮ ‬وقال‮: ‬يجب على شركة النفط ووزارة المالية أن تقف بمسؤولية وجدية أمام الوضع الكارثي‮ ‬الذي‮ ‬يحصل الآن‮ ‬خصوصاٍ‮ ‬في‮ ‬المدن الرئيسية حيث من المفترض أن‮ ‬يتم ترتيب الأمور بشكل أفضل واستخدام المخزون الاستراتيجي‮ ‬وإنقاذ حياة الناس في‮ ‬المستشفيات ومشاريع المياه في‮ ‬المدن‮ ‬ومطاحن الحبوب وهذا المخزون ليس أهم من حياة الناس‮. ‬
‮ ‬مبالغ‮ ‬طائلة
هشام شرف وزير الصناعة والتجارة أكد في‮ ‬تصريحات صحفية أن الحكومة تصرف على دعم المشتقات النفطية ما‮ ‬يعادل‮ ‬70‮ ‬مليار ريال حتى العام الماضي‮ ‬موضحاٍ‮ ‬أن المضاعفات التي‮ ‬حدثت أجبرت الحكومة على صرف مبالغ‮ ‬كبيرة في‮ ‬استيراد المشتقات النفطية وصرف مبالغ‮ ‬طائلة من العملة الصعبة‮. ‬
ودعا إلى ضرورة حل الأزمة السياسية الراهنة بالحوار والاتفاق وليس عن طريق افتعال الأزمات ومحاربة المواطنين في‮ ‬عيشهم وأرزاقهم‮..

Share

التصنيفات: تنميـــة

Share