Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

رموز الفساد وأعوانه

عجيب أمر أولئك الذين لا يخجلون من التظاهر برداء النزاهة هذه الأيام من نعرفهم بالأمس حق المعرفة أنهم أصحاب الفضل في التصدي لافشال أي إجراء عقابي رادع بحق أقرانهم المفسدين والمعترضين على ادخال أي تعديل أو اتخاذ أي إجراء يتصل بتعزيز مكافحة الفساد.. ذلك هو نمط التعاطي مع الفساد في ثقافة النخب السياسية في بلادنا التي يهمها أمر الفساد كورقة للتشهير وإلصاق التهم ويهمها استفحاله والوقوف ضد أي إجراء لاجتثاثه ووأد أي خطوة في هذا الشأن حتى لا يحسب ذلك في ميزان حسنات غيرهم ويكشف أي نوايا صادقة لأي محسوب يقف خلف هذا العمل الوطني الذي يهم المجتمع ككل ولا يمكن أن يقبل بالتجزئة أو مثل هذا التقمص لخدمة المصالح الحزبية الضيقة.. مواقف تبعث على الازدراء من سوء معيارية الاستغلال السيئ حتى لهذه الورقة التي تكشف عن خبث النوايا وقبح زوايا التعاطي معها من نخب تقف على قمة هرم الفساد تعلن في الظاهر استياءها الشكلي له فيما تبطن نهمها وولاءها لخدمة الفساد وبذر الافساد وتحويله إلى ورقة رابحة لها في كل الأحوال ازدواجية وابتذال رخيص يعكس ما هو أسوأ من الفساد هذا الحال يعبر عن نفسه هذه الأيام فالمتابع اللبيب لحقيقة التعاطي السياسي الموجه من قبل بعض النخب المعروفة بانفصام مواقفها خلال الفترات الماضية ويشخص إفرازات الأزمة الحالية التي يمر بها الوطن يدرك كيف تدار منظومة الفساد في هذا الوطن ومن هم أعوانه الحقيقيون وأذياله ورموزه نشاهدهم اليوم بأم أعيننا يجاهرون بفسادهم بينما غيرهم يمارسون لعبة التأقلم والتلون وتمارين الاستعداد لماراثون جديد من أولمبياد الفساد وهبر مقدرات الوطن بعد أن لاذوا بتحويشة فسادهم نحو الشاطئ الآخر لمنح أنفسهم استراحة عاشوا لحظاتها خلال أيام الأزمة الراهنة التي يمر بها الوطن وسط تشجيع زائف من أقرانهم..

 

وفيما يساورنا القلق ونضع أيدينا على قلوبنا خوفاٍ على الوطن لا نشك أبداٍ أن الفاسدين أيضاٍ يشاركوننا ذات القلق – ليس على الوطن – بل خشية  استبعادهم من المشاركة في جولة الأولمبياد الذي ما يزال في علم الغيب حتى الآن.. لكن حتى وان لم يتحقق لهم هذا الأمل الفاسد حسبهم سيما الفساد البادية على وجوههم التي تمنحهم التميز بين سائر المطحونين من شر أفعالهم في هذا الوطن..
 

المحرر

Share

التصنيفات: مكافحة الفساد

Share