Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الطفولة حينما تتحول إلى مشاريع استشهادية

عبدالفتاح علي البنوس

براءة الأطفال سحر يجذب نحوه الجميع براءة فطريةٍ لا نملك أمامه سوى إبداء مشاعر الإعجاب والاندهاش والإطراء معهم ننسى مشاكلنا وهمومنا ومنغصات الحياة فنحلق معهم في فضائهم المفعم بالحيوية والسعادة الغامرة والتي لا يمكن أن يعيشها سواهم هم فلذات أكبادنا نفرح لفرحهم ونتوجع لأي عارض صحي يعتريهم هم فقط من نريد أن يكونوا أفضل منا في معيشتهم وحياتهم ومستقبلهم هكذا نريدهم وهكذا ننشد لهم فما الذي حصل حتى يذهب البعض منا إلى الإساءة لهذه البراءة والاستغلال الخاطئ للطفولة التي ينعم بها أطفالهم من خلال توظيفها في قضايا وصراعات سياسية وحزبيةٍ مشاهد مؤلمة تبعث في النفس الحسرة والأسى أطفال في عمر الزهور يتم الزج بهم في ساحات الاعتصام وفي مقدمة صفوف المتظاهرين من قبل آباء نزع الله من قلوبهم الشفقة والرحمة آباء تجردوا من مشاعرهم وأمهات تجردن من مشاعر الأمومة الحانية فطغى عليهم وعليهن الانتماء الحزبي والمصالح السياسية والذاتية امتهان للطفولة وانتهاك صارخ لحقوق الأطفال لا يعقل أن تتسابق القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة على عرض هؤلاء الصغار وهم يمارسون دور الساسة إنهم ما يزالون يحلمون بالالعاب والهدايا والملابس الجديدة فلماذا تقحمونهم في معمعة الأحزاب والسياسة. الميادين أمامكم تظاهروا وآعتصموا بأنفسكم ودعوا عنكم الأطفال هؤلاء أمانة في أعناقكم وأي مكروه يتعرضون له أنتم المسؤولون عنه أمام الله إنهم يريدون الذهاب إلى المدارس فلا تمنعوهم وإنهم يريدون الذهاب إلى الحدائق والمتنفسات فلا تحرموهم

> إنها جريمة كبيرة استغلال الأطفال لتحقيق مكاسب رخيصة آلمني جداٍ اعتماد بعض وسائل الإعلام على الأطفال في تمثيل مشاهد دموية مفتعلة من أجل قلب الحقائق وجلب السخط والإدانة الدولية على السلطة الحاكمة بتصوير أنها تقوم بالاعتداء على الأطفال ولا أعلم هل يعي هؤلاء بأن الدولة والهيئات الخارجية ستدين إقحام صغار السن في الاعتصامات والمظاهرات وستحملهم المسؤولية الأخلاقية والقانونية.

> لا يعقل أن يتم إلزام دور الأيتام بإحضار الاطفال المقيمين فيها إلى ساحات الإعتصام للمطالبة بأشياء لا علاقة لهم بها لا من قريب ولا من بعيد هؤلاء الأيتام بحاجة إلى رعاية واهتمام وأجواء فرائحية تنسيهم مرارة اليتم هؤلاء الأيتام بحاجة إلى ممارسة هواياتهم والعمل على صقلها هم يريدون أن تغرس في قلوبهم مشاعر المحبة والألفة والتسامح لا أن يتم تعبئتهم وأدلجتهم على الكراهية والعداوة والبغضاء لا نريد تربية هؤلاء الصغار على الكذب عبر الفضائيات بادعاء أن السلطة أو الرئيس هم من قتل آباءهم أو أمهاتهم بحسب المعلومات التي يتم تلقينها وتدريسها لهم لأننا بذلك سنفسد أخلاقهم في المستقبل حبل الكذب قصير ولا داعي لإقحام الأيتام الصغار في هذا الجانب.

> شعرت بالصدمة وأنا أشاهد عبر إحدى الفضائيات المنتهكة لحقوق الطفل مجاميع من صغار السن وهم يرتدون بزات بيضاء عبارة عن أكفان كتب عليها مشاريع استشهادية وكأن هؤلاء يجهزون من أجل تحرير المسجد الأقصى بالله عليكم أين عقول من يقف وراء مثل هذه التصرفات¿!!

هل وصل الحد إلى استغلال براءة الطفولة من أجل الوصول إلى السلطة¿!!

الم يكن الأجدر بهؤلاء أن يتركوا الأطفال وشأنهم لممارسة حياتهم بعيداٍ عن التعبئة الخاطئة¿!! لسنا أعداء حتى يقوم البعض منا بإعداد مشاريع استشهادية لا من الأطفال ولا من الكبار فالمسألة لا تحتاج إلى كل ذلك والمطلوب هو تحكيم شرع الله أولاٍ ومن ثم تحكيم العقل والضمير وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية والحزبية الضيقة فاليمن أغلى بكثير من السلطة والمعارضة وعلى الجميع أن يعوا ذلك جيداٍ.

> أيها الآباء ـ أيتها الأمهات كنوز الأرض لا تساوي بسمة أطفالكم وشعورهم بالسعادة وتمتعهم بالصحة والعافية فلا تأخذكم العزة بالإثم وتدفعوا بهم إلى الهلاك والضياع خافوا الله فيهم ودعوهم يتفرغوا للتحصيل العلمي والمعرفي ولا تقحموهم في السياسة والحزبية إغرسوا فيهم القيم النبيلة والأخلاقية الفاضلة إجعلوا منهم القدوة المثلى في المستقبل إجعلوا نظرتهم إلى ما حولهم كلها تفاؤلا بالخير إغرسوا في قلوبهم وعقولهم قيم الولاء والانتماء للوطن الواحد الموحد أرضاٍ وإنساناٍ ووظفوا براءتهم هذه في ما يعود عليهم وعلى مجتمعهم ووطنهم بالخير لا نريدهم مشاريع استشهاده على إخوانهم وأحبتهم نريدهم مشاريع بناء وتطوير وتعمير وازدهار لهذا الوطن نريدهم مشاريع عطاء وبذل وتضحية وفداء للذود عن حمى الوطن ووحدته وأمنه واستقراره نريدهم مشاريع تخرج نفاخر بها في الطب والتكنولوجيا والهندسة والإعلام والفكر والأدب والطيران وغيرها من المجالات والتخصصات.

> أيها الاباء أيتها الأمهات أطفالكم أمانة في أعناقكم فلا تفرطوا في هذه الأمانة مهما كانت المغريات والمبررات وتأملوا جيداٍ في قوله عليه الصلاة والسلام » كفى بالمرء إثماٍ أن يضِيع من يعول«..

Share

التصنيفات: منوعــات

Share