Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

المبادرة الخليجية.. بين تلبية مطالب المشترك وتجاهل الإرادة الشعبية

في الوقت الذي رحب حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني بالمبادرة الخليجية وقِِبلِ فخامة رئيس الجمهورية بهذه المبادرة رغم رفضها جماهيرياٍ ورغم أنها ليست البتة في صالح الحزب الحاكم.. إلا أن قبول رئيس الجمهورية بهذه المبادرة يأتي في سياق حرصه على عدم إراقة قطرة دم واحدة ومن منطلق حرصه على الوطن وتغليبه المصلحة الوطنية.. هذا الموقف الوطني لرئيس الجمهورية قابله تعنت المشترك الذي للأسف رفض المبادرة متشبثاٍ بمواقفه المتعنتة السابقة التي تعاطى بها مع كل المبادرات الوطنية السابقة التي أظهر من خلالها تحيزه لمصالحه الحزبية على المصالح الوطنية وعدم حرصه على تجنيب الوطن منزلقات الفتن والأزمات..
 

 

استطلاع /ادارة الأخبار
 

 

 وفي هذا السياق حملت قيادة أحزاب التحالف الوطني أحزاب اللقاء المشترك مسؤولية كافة التداعيات المترتبة على هذا التصعيد المستمر الذي تقوم به تلك الأحزاب للازمة ورفضها لكافة الدعوات لحلها من خلال الحوار لتجنيب الوطن الفتنة والفوضى ورغم الموقف المتعنت لأحزاب المشترك إلا أن هناك أصواتاٍ مسؤولة انبثقت من قيادات حزبية في أحزاب المشترك عبرت عن أهمية المبادرة حيث عبر الأخ يحيى الشامي عضو المكتب السياسي في الحزب الاشتراكي  عن ارتياحه لاهتمام الإخوة الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي باليمن والأزمة القائمة فيه لا سيما ما أشاروا اليه في بعض نقاط مبادرتهم حينما قالوا أنهم يحترمون إرادة الشعب اليمني..

 

وقال في تصريح لـ»الوحدة« أن هذه المبادرة الخليجية يجب أن تستمر في متابعة الأوضاع الخطيرة في اليمن بحيث يتمكن الإخوة في الخليج من تقديم المقترحات الإيجابية لحل الأزمة الراهنة واخراج البلاد من عنق الزجاجة بالإضافة إلى تلبية المقترحات التي تساعد على تلبية رغبة  الشعب اليمني.. مشيراٍ إلى أن اليمن يعيش أزمة خطيرة لم يسبق لها مثيل وبالتالي يجب على دول مجلس التعاون الخليجي أن تجمع تحت مظلتها فرقاء العمل السياسي في اليمن لإيجاد مخرج سلمي تستقر فيه الأوضاع السائدة في البلاد..

 

 5مبادئ

 

وتعتمد المبادرة الخليجية على 5 مبادئ هي: »أن يؤدي الحل الذي سيفضي إليه هذا الاتفاق إلى الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره. أن يلبي الاتفاق طموحات الشعب اليمني في التغيير والإصلاح. أن يتم انتقال السلطة بطريقة سلسة وآمنة تجنب اليمن الانزلاق للفوضى والعنف ضمن توافق وطني.. أن تلتزم كافة الأطراف بإزالة عناصر التوتر سياٍسياٍ وأمنياٍ.. أن تلتزم كل الأطراف بوقف كل أشكال الانتقام والمتابعة والملاحقة من خلال ضمانات وتعهدات تْعطى لهذا الغرض«.

 

وتدعو المبادرة الخليجية إلى أن »يعلن رئيس الجمهورية نقل صلاحياته إلى نائب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة ولها الحق في تشكيل اللجان والمجالس المختصة لتسيير الأمور سياسياٍ وأمنياٍ واقتصادياٍ ووضع دستور وإجراء الانتخابات« وكان المجلس الوزاري لدول الخليج في الاجتماع الاستثنائي قد أبدى »قلقه لاستمرار حالة  الاحتقان السياسي والتدهور الخطير للحالة الأمنية في اليمن« وأبدى أسفه الشديد لاستمرار سقوط الضحايا مؤكداٍ في الوقت ذاته حرصه على وحدة واستقرار اليمن وسلامة أراضيه واحترامه لإرادة وخيارات الشعب اليمني الشقيق حماية للسلم الأهلي وللأمن والاستقرار في اليمن ومكتسباته الوطنية«.

 

رأب الصدع

 

قال الدكتور خالد الفهد استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء أن المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية تعتبر محاولة من قبل دول الجوار ودول مجلس التعاون الخليجي لرأب الصدع في الساحة السياسية اليمنية وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين على الرغم من أن المبادرة لم تخرج عن الطروحات التي طرحت في المبادرات السابقة وقد استطاعت هذه المبادرة أن تجسد المطالب التي تلوح بها المعارضة اليمنية وبالتالي يجب قراءتها بشكل متأنُ وقراءة واقعية للمشهد السياسي اليمني.. فالواقع الذي يدركه الجميع على مستوى الداخل والخارج أن القيادة اليمنية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية غير متشبثة بالرئاسة وهي دائماٍ تطرح الانتقال السلمي للسلطة بما يضمن الأمن والاستقرار لليمن واليمنيين..

 

وأضاف: أن هذا الرأي يحظى بدعم وتأييد كافة شرائح المجتمع اليمني لكننا نجد في المقابل أن أحزاب اللقاء المشترك تمارس الوصاية على الشعب من خلال الدعم اللامحدود الذي تتلقاه من قبل قوى محلية واقليمية ودولية بالإضافة إلى قدرتها على ممارسة التكتيك وإتقان قواعد اللعبة بعيداٍ عن المنطق السليم ومزاج الرأي العام حيث ذهبت تصور للناس أن الغالبية الشعبية معها وتقف إلى جانبها خلافاٍ للواقع والمنطق الموجود على الأرض.

 

وقال أن المبادرة إذا كانت ستستوعب الواقع بكل معطياته فلا ضير من التعاطي معها بايجابية وإلا فإنها سوف تساهم في التعجيل في تسريع وتيرة الأحداث نحو مستقبل يؤدي إلى الفوضى والانقسام ومن هنا يجب الانتباه في التعاطي مع المبادرة مع الأخذ في الاعتبار القراءة الواقعية والمعمقة لما يجري في الساحة اليمنية بكل تجلياتها وتحكيم المصلحة الوطنية العليا وجعلها فوق كل اعتبار.

 

واختتم كلامه قائلاٍ: نتمنى من جميع العقلاء في اليمن أن يحكموا العقل والمنطق الذي يلتقي حوله أغلبية الرأي العام وعدم الانجرار وراء ما تبثه بعض وسائل الإعلام من أكاذيب وأضاليل مغرضة لا تخدم الوطن ولا يهمها أمنه واستقراره.

 

خطى متماسكة

 

وقال الدكتور عبدالعزيز الشعيبي – أستاذ العلوم السياسية – رئيس جامعة إب – ان المبادرة الخليجية تأتي انطلاقاٍ من حرص الاخوة قادة الدول الخليجية على استتباب الأمن والاستقرار في اليمن وحل الأزمة اليمنية بالطرق العقلانية والمنطقية حيث جاءت المبادرة مستوعبة ما يمكن أن تسفر عنه النتائج التي »لا قدر الله« ستترتب على استمرار تأزم المواقف بشكل أكبر وتأثيراتها ليس على اليمن بل على المنطقة برمتها.. ولهذا فقد رأينا الاستجابة الحكيمة من قبل فخامة الرئيس علي  عبدالله صالح – رئيس الجمهورية – لهذه المبادرة واستعداده لحضور الاجتماع المقرر انعقاده في العاصمة السعودية الرياض للتباحث حول الأفكار التي وردت فيها بما يمكن أن يجنب  اليمن المخاطر والتهديدات المحدقة بها وبما يضمن استتباب الأمن والاستقرار والسير بخطى متماسكة نحو المستقبل المنشود للشعب اليمني.

 

وأضاف: وفي نفس الوقت الذي تتكشف فيه الرؤى لأحزاب اللقاء المشترك من خلال رفض هذه المبادرة بما يشي بأن النوايا الحقيقية من قبلهم ليست كما يزعمون وإنما الغرض من هذه المواقف هو معارضة الحياة بكل أنواعها بمعنى أنهم يتجهون لوأد كل قيمة وتحويل اليمن إلى نوع من الشتات والتمزق وهذا هو السبيل الذي من خلاله يبنون أمجادهم!!

 

وأكد الدكتور الشعيبي أن المبادرة الخليجية تمثل مدخلاٍ ممتازاٍ لحل الأزمة اليمنية والاتجاه نحو ايجاد مناخ مستقبلي لمسألة الإدارة والسياسة بما يمكن المؤسسات من إدارة عملها والانتقال إلى تصويب بعض الأخطاء وايجاد تناسق متين بين القوى السياسية للعمل في إطار الوحدة والديمقراطية والنظام الجمهوري.

 

وقال إن المبادرة تضمنت في جوهرها مسؤولية مشتركة سواء من قبل الأحزاب السياسية في اليمن أو من قبل الوساطة الخليجية من خلال ايجاد مضامين قانونية وتعهدات تكفل أعمال النهج الديمقراطي بعيداٍ عن خلق صراع جديد أو بروز نزاعات أو أهواء انتقامية تثير الحقد والضغائن وتمهد لصراع طويل الأجل من شأنه القضاء على كل مقومات الحياة وإزهاق الأرواح وإحراق الحرث والنسل »لا قدر الله«..

 

عاجزون

 

الدكتور حمود العودي – أستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء بدوره أكد أن المبادرة الخليجية يجب أن تعاد إلى أصحابها الحقيقيين في ساحات التغيير داخل اليمن لأنهم أصحاب الحق الأول في مثل هذه النتائج التي يتوصل إليها الآخرون كون ما يقال في الداخل والخارج ما هو إلا صدى للفعل التاريخي والوطني لثورة عربية جديدة..

 

لافتاٍ إلى أنه لابد من قراءة الأحداث على حقيقتها بحيث لا نجردها من جذورها وأصولها الحقيقية على الأرض ونبحث لها عن هوية أخرى من خارج الحدود لأنه لم يكن لأحدُ أن يتصور أن بلداٍ كقطر أو السعودية أو البيت الأبيض الأميركي أن يوصي بانتقال السلطة في اليمن سلمياٍ أو ديمقراطياٍ ووضع حد للتأبيد والتجديد والتوريث دون أن تكون هناك ثورة شعبية استطاعت أن تفرض هذا الخطاب على الداخل والخارج.. مضيفاٍ أن من ينسبون لأنفسهم مثل هذا الفعل كمباـدرات من أجل اليـــمن هم عاجــزون أن يبادروا تجاه أنفسهــم وشـــعوبهم التي تعانــي أكثـر بكثير مما تعانـيه اليمن وبالتـالي نقول شـكراٍ لكم ـجميـعاٍ  وجزاكم الله خيـراٍ والعاقل من اتعظ بغيره..<

 

التحالف: رفض المشترك للمبادرة  يؤكد مشروعهم الانقلابي

 

> من جانب آخر استغربت أحزاب التحالف الوطني موقف أحزاب المشترك الرافض لمبادرة الأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وكل المبادرات الهادفة لحل الأزمة في اليمن .

 

واعتبرت أحزاب التحالف الوطني في بيان تلقت »الوحدة« نسخه منه أن موقف أحزاب المشترك الرافض والمتصلب تجاه كل المبادرات والجهود ليس بغريب ويؤكد مدى تعطشهم للدماء والخراب والفوضى بهدف تحميل السلطة مسؤولية التداعيات و الآثار السلبية التي تنعكس على أحوال الوطن والمواطنين.

 

وأشار البيان إلى أن أحزاب التحالف تعمد إلى تحريض مؤيديها والدفع بهم باتجاه الفوضى والعنف وقطع الطرقات ومنع وصول إمدادات الغاز والوقود بالاعتداءات المتكررة على أبراج الكهرباء الخاصة بالمحطة الغازية لتوليد الكهرباء في محافظة مارب وتعطيل المصالح العامة بهدف زيادة المعاناة للمواطنين وتكبيد الاقتصاد الوطني خسائر فادحة .

 

واستغرب النظرة الضيقة لأحزاب المشترك التي تذهب نحو استغلال الدماء والضحايا والاستفادة منها في تبرير مواقفها المتصلبة من الحوار وكافة الحلول المطروحة لتجنيب اليمن الفتنة والمغامرات الطائشة التي تدفع بالبلاد نحو الهاوية كونها تعتقد أن الانجرار نحو الفوضى والعنف وإراقة الدماء يضعف موقف الحزب الحاكم ويمكنهم من الوصول إلى السلطة بعيداٍ عن الوسائل والمعايير الديمقراطية للتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع .

 

واعتبرت أحزاب التحالف الوطني أن رفض المشترك للمبادرة الخليجية يثبت بما لا يدع مجالاٍ للشك أنهم بمثل هذه المواقف العدمية يسعون إلى الانقلاب على الدستور والوصول إلى السلطة عبر الفوضى والخراب والدمار كونهم يدركون أن الحوار سيعيق مشروعهم الانقلابي للانقضاض على السلطة .

 

وأكدت أن هذه الأحزاب أثبتت أنها لا تؤمن بالحوار الذي من شأنه أن يصون الأمن والاستقرار ويحافظ على وحدة الوطن وتجنيبه الانزلاق في آتون صراعات مدمرة لكل المكتسبات الوطنية كونهم يدركون أن شعبنا اليمني العظيم ينبذهم ولا يقف في صفهم وبالتالي فهم يتهربون من المضي نحو الاستحقاقات الانتخابية خشية من مواجهة الشعب الذي عانى من تصرفاتهم وممارستهم خلال الفترات الماضية منذ بداية الأزمة حتى الآن .

 

وأشار البيان إلى أن رفض المشترك للمبادرة الخليجية يوضح التناقضات العميقة في تركيبة هذه الأحزاب وتضارب منظوماتها الفكرية والإيديولوجية رغم حرصها الشديد على أن ينتقل هذا التناقض إلى أوساط المجتمع اليمني .

 

وحذرت أحزاب التحالف من العقلية التآمرية التي تهيمن على قيادات الحزب الاشتراكي المعروفة بتاريخها الحافل بالصراعات الدموية وإشعال الفتن والقفز على الواقع والدخول في مغامرات تجر الوطن إلى دائرة الفتنة والاقتتال وانعكاس ذلك على توجهات أحزاب المشترك مجتمعة .

Share

التصنيفات: حــوارات

Share