Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

تسونامي العرب

نــور باعباد

 

تسونامي العرب إعصار من نوع آخر يعصف بنا كل بحسب الواقع السياسي والممارسة المحدودة والشكلية للتعبير من استغلال شكلي لهذه القيم الأخلاقية الجديدة الذي كانت نتاج إعصار تسعينيات القرن الماضي من انهيار النظام الاشتراكي وظهور النظام العالمي الجديد وما حمله لنا من قيم الديمقراطية والشفافية والتعددية السياسية والحزبية وانعكاسات الثورة التقنية ورغم التحولات التي شهدتها الشعوب في أمريكا اللاتينية آسيا وإفريقيا في التعددية السياسية والانتخابات إلا ان رياحا نقية لم تلفحنا حينها وجاءت لنا الآن.

 

ظللنا نراوح عند انجاز بسيط -للواقع التنموي المعاش- كعرب بعد استقلالنا من الاستعمار والملكية فنهول ونهون لتشردم ونفي الصفوة والنخبة المثقفة في أصقاع عربية وأوروبية وأمريكية هجرات قسرية وطوعية بل و كفاءات علمية وإبداعية بحثا عن ملاذ وتجمعات آمنة لا يكترث لها الحاكم لكنه يتطبع مع تلك الإزاحة للعقول البشرية والخسارة الوطنية.

 

انه إعصار سياسي خلاصة لحقبة زمنية سياسية اقتصادية واجتماعية للنظام العربي بعد حالة من الجمود الشامل ظل عالمنا العربي رتيبا وشائخاٍٍ في حراكه لا ديمقراطية ولا انفتاح على الآخر ولا تفهم للتنوعات السياسية والعرقية على حدُ سواء السلطة والمعارضة.

 

نحن في اليمن نقر بخطر الفساد والمحسوبية ولكنا عقمنا وعجزنا وتطبعنا للأسف معه. فالدولة اليمنية رغم معرفتها بالسبب لم تخلص نفسها وشعبها ولم تغير القوانين التي لا تسمح بالمحاسبة رغم أنها أنشأت آلية لمكافحة الفساد لذا كان أمام القوى الصاعدة-الشباب- ان تقوم بالتغيير وتعيد للذاكرة آلية الثورة على الأنظمة القديمة بتجربة الضباط الأحرار في مصر والعراق وسوريا والثورات الشعبية المسلحة مثل اليمن بثورتيه سبتمبر وأكتوبر وثورة الجزائر. إن ركودا وتطبيعا مع الظلم عاشته الشعوب وفجأة تحول إلى إعصار يهز معقل القيم ومن يعتقد أنه بعيد أو أنه سيقاومه ويخمده فهو غير مستوعب بأنه قادم وحتميا

 

لم تكن مسببات الثورة والتغيير حاليا أمرا متوقعا بل ظهرت لنا شلالا او إعصارا مفاجئا بدأ خفيفا من بلاد كتونس قد لا تعاني من فقر وبطالة في مفهوم الشرعية الثورية إلا أن احتياجاتها بالأساس الكرامة الإنسانية والأخلاقية وهكذا عصف الإعصار بغالب البلدان العربية باختلاف أنظمتها الذي لم تعه لتتطهر من المفاسد وهي تقرها ولكن تتطبع بها وترحلها ربما الى حين.

 

هاهو الإعصار الطبيعي يعصف ببلاد مثل اليابان وقد عرضها لخسائر بشرية واقتصادية إلا أن بلاداٍ مثل اليابان تواجه الإعصار بحكمة وتدابير لتقليل الخسائر أما أنظمتنا العربية ومنها اليمن أيضا فلم تستوعب ومازلنا نراوح محلنا دون أية تدابير فالشباب يكتظون في الاعتصامات ولم تضع الحكومات أية معالجات عملية وتغير تكتيكاتها لتحول دون احتدام الموقف السياسي بل هناك تهوين لهذا التسونامي الشبابي البشري وتلك الأعداد الهادرة من الشباب ودون اعتبار لما بعد الاعصار فما زلنا نعيش سكراته ولم نستوعب صحواته..

Share

التصنيفات: منوعــات

Share