Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

يرى أن حضور الفاعل السياسي بكثافة مسألة ملحة .. د. الجموسي: توظيف الرقمي لفائدة السياسي أدى إلى بروز صنف سياسي جديد

تب/ عبده الأوع:

 

الإرادة السياسية هي التي تدفع الفاعل السياسي إلى استغلال تقنيات المعلومات والاتصال الحديثة إلى المبادرة بالفعل والخلق وعدم انتظار الخصم السياسي للرد عليه والتصدي له عندما يهاجمك فمن السهل اليوم أن يعمد المناوئ السياسي إلى بعثرة »أجندات« الأحزاب السياسية من خلال الشائعات والإدعاءات المغرضة والافتراءات والأكاذيب والأراجيف بحسب الدكتور جوهر الجموسي- إستاذ الوسائط والملتيميديا بالجامعة التونسية في دراسة أعدها حول »تقنين السياسة وتسييس التقانة«.

 

ويضيف: أصبحت بعض الفضاءات على الشبكة مستغلة من قبل الجهات المتطرفة وذات الأغراض الإجرامية والإرهابية لتتفنن في أساليب »الدمغجة« والاحتواء والترويج لأبشع أشكال الجريمة المنظمة وهتك القوانين والأعراف الدولية ويمكن أن نذكر من بين هذه الاستعمالات السلبية دعوة بعض وسائل الاتصال الحديثة إلى التطرف الديني أو الانحرافات الإباحية والممارسات المضرة بمصلحة الفرد والمجتمع في الوقت نفسه من خلال الشبكات الرقمية وامتلاك براءات اختراع الألعاب الإلكترونية الهادفة إلى تنمية الروح العنصرية لدى أصناف معينة من الأطفال والشباب وغرس الكراهية في نفوسهم تجاه الآخر.

 

لافتاٍ إلى أن التميز لدى الأحزاب السياسية يكمن في الحركة والحضور الفاعل والنجاعة وتفعيل الآليات المتاحة بما يخدم الأهداف السياسية للأحزاب إذ لا يكفي أن تتوفر لديها الحواسيب والأدوات الاعلامية والانترنت والتدفق العالي »ADSL  « والهواتف الجوالة. بل يتحتم توظيف هذه الآليات ثم الخلق والتجديد كما أن التوجه الجديد للعمل السياسي المعتمد على التقنيات الرقمية يضمن حضوراٍ أوسع لدى مختلف الفئات الاجتماعية والشرائح العمرية والفكرية.

 

مؤكداٍ على أن حضور الفاعل السياسي بصفة مكثفة وفعالة على شبكة الانترنت وتحديداٍ ضمن منتديات الحوار وقوائم التخاطب الإلكتروني أصبح مسألة ملحة اليوم أكثر من أي وقت مضى لاستقصاء كل ماقد ينشر على الشبكة وما من شأنه أن يهدد مكاسب الفاعل أو يشكك فيها ثم تحليله والتصدى له بالحجة و البرهان كما أن مواكبة المستجدات التي تنشر على الشبكة ومعالجتها يمثل – اليوم- أمراٍ استراتيجياٍ لبلورة المواقف وتطوير المناهج بما يدفع النشاط السياسي إلى الأفضل ويحقق الأهداف المرسومة داخل الأحزاب ذاتها.

 

منوها بان السياق العام من تناول مسألة كيفية استغلال التقنيات الحديثة للاتصال في مجال العمل السياسي يمكن أن يتأكد أكثر في دور الأحزاب السياسية في توظيف التقنيات الرقمية لتطوير عملها السياسي فالأحزاب السياسية في البلدان المتقدمة تستطيع -اليوم- توظيف التقنيات الحديثة للاتصال لتطوير ممارستها للعمل السياسي وتكوين الأطر عن بعد وربط قنوات الاتصال والتواصل مع المنخرطين فيها عبر الشبكة واستقطاب المنخرطين الجدد عبر الشبكة أيضاٍ.

 

مشيراٍ إلى أن التحولات المهمة في توظيف الرقمي لفائدة السياسي تجعلنا نتحدث عن بروز صنف جديد من الفاعل السياسي يمكن تسميته مثلاٍ السياسي الإلكتروني أو المناضل السياسي الإلكتورني ويتحرك هذا السياسي الجديد ضمن فضاء سياسي مستجد تحكمه تقنية المعلومات والاتصال التي تغير شكل الأحزاب السياسية من أحزاب تقليدية إلى أحزاب الكترونية ويجاري الفعل السياسي هذا النسق فتبرز على الساحة تنظيمات جديدة فردية كانت أو جماعية تمتلك القدرة على الفعل السياسي وتحريك الجموع البشرية لغايات اجتماعية واقتصادية وثقافية تحكمها وتحركها خلفيات سياسية بالتأكيد.

 

مشدداٍ على أن التقنيات المتطورة في نقل المعلومة ساهمت بدورها في تكثيف الشائعة وبالتالي توظيفها لفائدة الفاعل السياسي والأحزاب السياسية فالمعلومة أهم سلاح تمتلكه القوى أومن يريد أن يصبح الأقوى وفي هذا السياق تتدخل الدولة ويتدخل السياسي مثلما يتدخل الفاعل والعامل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

 

مبيناٍ أن مانشهده من تطور مذهل ومتسارع للفضاء الاتصالي نتيجة للتطور التقني فإن نشاط الأحزاب السياسي سواء العمل القاعدي أو التحرك السياسي هو الآخر شهد أيضاٍ تغيرات جذرية مادفع أحزاب العديد من البلدان إلى إعادة تركيز هيكلة كلية لآليات وأساليب عملها معتمدة في ذلك على التقنيات الحديثة دون التخلي نهائياٍ عن وسائل   العمل التقليدية كما أن الهيكلة الجديدة لآليات العمل السياسي تبحث عن مراكز النفوذ المستجدة عبر تقنيات الاتصال الحديثة ومفهوم النفوذ السياسي تغير ووسائل السلطة تبدلت ومفهوم القوة والسلطة العلوية انسحب تدريجياٍ من كل ماهو نفوذ..

Share

التصنيفات: الشارع السياسي

Share