Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

البطالة‮.. ‬الاهمال‮.. ‬الفقر

البطالة‮.. ‬الاهمال‮.. ‬الفقر
أهم مشاكل الشباب
‮> ‬أين نحن مما‮ ‬يجري‮ ‬حولنا الآن‮.. ‬وما هو حال الشباب العربي‮ ‬بشكل عام وشباب اليمن بشكل خاص!¿ وما هو حال المجتمع معهم وماذا أعد لهم من أدوات تساعدهم على أخذ مواقعهم أسوة بشباب العالم في‮ ‬مضمار الرقي‮ ‬والحضارة وما هي‮ ‬الآليات المناسبة التي‮ ‬تمكنهم من الاندماج والتكيف في‮ ‬واقع اجتاحته التغيرات المعاصرة!¿!¿
لا شك أن ما‮ ‬يحدث اليوم من ثورات‮ ‬يقودها الشباب في‮ ‬مختلف الدول العربية ومنها بلادنا إنما هي‮ ‬نتاج التهميش وعدم الاهتمام بهذه الشريحة المهمة لأخذ دورها المحوري‮ ‬في‮ ‬العمل والنهوض بمجتمعاتها‮.. ‬الأمر الذي‮ ‬دفع الكثير من الشباب إلى فرض أنفسهم محاولين تغيير واقعهم وواقع مجتمعاتهم المؤلم واتجهوا إلى الميادين العامة ليعلنوا مطالبهم التي‮ ‬أهملت من قبل حكوماتهم ومجتمعاتهم‮ !!‬
تفاصيل أوسع عن هذه القضية التي‮ ‬أصبحت الشغل الشاغل في‮ ‬أرجاء الوطن العربي‮ ‬نسلط الضوء عليها في‮ ‬سياق التحقيق التالي‮ ‬من خلال هذا الملف الذي‮ ‬سيتناول حاجات الشباب الإنسانية والأساسية والتحديات والمشاكل التي‮ ‬يواجهها الشباب وسبل معالجتها في‮ ‬الدول العربية واليمن فإلى التفاصيل‮:‬
تحقيق‮/ ‬أحمد المالكي
يرى الباحثون وعلماء الاجتماع أن مفهوم الشباب‮ ‬يتسع للعديد من الاتجاهات المتمثلة في‮ ‬الاتجاه البيولوجي‮ ‬والذي‮ ‬يقوم على أساس الحتمية البيولوجية باعتبارها مرحلة عمرية أو طورا من أطوار نمو الإنسان الذي‮ ‬يكتمل نضجه العضوي‮ ‬والعقلي‮ ‬والنفسي‮ ‬والذي‮ ‬يبدأ من سن ‮٥١ – ٥٢ ‬سنة وهناك من‮ ‬يحددها من ‮٣١ – ٠٣ ‬سنة‮ ‬أما الاتجاه السيكولوجي‮: ‬فيرى أن الشباب حالة عمرية تخضع لنمو بيولوجي‮ ‬من جهة ولثقافة المجتمع من جهة أخرى بدءاٍ‮ ‬من سن البلوغ‮ ‬وانتهاءٍ‮ ‬بدخول الفرد إلى عالم الراشدين الكبار حيث تكون قد اكتلمت عمليات التطبيع الاجتماعي‮ ‬وهذا الاتجاه‮ ‬يحاول الدمج بين الاشتراطات العمرية والثقافة المكتسبة من المجتمع وبعض العلماء صنف الشباب على أساس المهنة أو العمل على النحو التالي‮: ‬
‮١- ‬فئة الطلاب وتشمل طلاب الثانوية والمعاهد المتوسطة والعليا وطلاب الجامعات وهذه الفئة واسعة بحكم موقعها وامتلاكها الثقافة والتعليم‮.‬
‮٢- ‬فئة العمال وهذه الفئة تعتبر من الفئات الواسعة في‮ ‬المجتمع ويمكنها أن تلعب دوراٍ‮ ‬في‮ ‬حال تنظيم فعلها وتأطيره من خلال النقابات والمؤسسات المهنية‮.‬
‮٣- ‬فئة الموظفين وهي‮ ‬فئة‮ ‬غير متجانسة من حيث الاهتمامات ومستوى المعيشة ومستوى التعليم‮.‬
‮٤- ‬فئة العاطلين عن العمل‮ ‬غالبيتهم من خريجي‮ ‬الجامعات والعمال وهذه الفئة تصنف بأنها الأسوأ من حيث الواقع المعيشي‮ ‬والاستقرار النفسي‮ ‬وخياراتها واهتماماتها بسبب وضعها الاقتصادي‮ ‬غير المستقر ومن هذا المنطلق‮ ‬يرى علماء الاجتماع أن الشباب مرحلة عمرية تبدأ حينما‮ ‬يحاول المجتمع إعداد الشخص وتأهيله لكي‮ ‬يحتل مكانة اجتماعية ويؤدي‮ ‬دوراٍ‮ ‬أو أدواراٍ‮ ‬في‮ ‬بنائه وتنتهي‮ ‬حينما‮ ‬يتمكن الشخص من أن‮ ‬يتبوأ مكانته ويؤدي‮ ‬دوره في‮ ‬السياق الاجتماعي‮ ‬ويلاحظ أن التعريف الاجتماعي‮ ‬يأخذ في‮ ‬اعتباره الوجود الاجتماعي‮ ‬للشباب في‮ ‬المجتمع باعتبارهم جزءاٍ‮ ‬لا‮ ‬يتجزأ من البناء الاجتماعي‮ ‬العام‮.‬
وحسب المهتمين وعلماء الاجتماع فإن هناك خصائص ومميزات‮ ‬يتميز بها الشباب كشريحة أكثر أهمية في‮ ‬المجتمع وتتلخص في‮ ‬التالي‮:‬
‮- ‬أن الشباب طاقة إنسانية تتميز بالحماسة والجرأة والاستقلالية وازدياد مشاعر القلق والمثالية المنزهة عن المصالح والروابط‮..‬
‮- ‬يتميز الشباب بالفضول وحب الاستطلاع فهم‮ ‬يميلون إلى السؤال والاستفسار بهدف الإدراك لما‮ ‬يدور من حولهم من قضايا ومواقف على كافة المستويات للإلمام بأكبر قدر من المعرفة المكتسبة مجتمعياٍ‮.‬
‮- ‬اتجاههم نحو تأكيد الذات‮.‬
‮- ‬العنفوان الداخلي‮ ‬للشباب ولهذا نراهم لا‮ ‬يقبلون بالضغط والقهر مهما كانت الجهة التي‮ ‬تمارس هذا الضغط عليهم سواء كانت سلطة أو أسرة‮.‬
‮- ‬يتميزون بالديناميكية والحيوية والمرونة المتسمة بالاندفاع والاتطلاق والتحرر والتضحية‮.‬
‮- ‬قدرتهم على الاستجابة للمتغيرات من حولهم وسرعة الاستيعاب
‮- ‬يتميزون بتقبل الجديد المستحدث وتبنيه والدفاع عنه وعلى ذلك‮ ‬يقول العلماء أن هذه السمات تعكس قناعة الشباب ورغبتهم في‮ ‬تغيير الواقع الذي‮ ‬وجدوا فيه وإن لم‮ ‬يشاركوا في‮ ‬صنعه وأنهم‮ ‬يتميزون بالقدرات التي‮ ‬لا تتميز بها أية شريحة أخرى في‮ ‬المجتمع فهم أساس التغيير وقوة الدفع بعجلة التنمية لمجتمعاتهم إذا تم التوجه إلى الاهتمام الفعلي‮ ‬بتحقيق حاجاتهم وتنمية قدراتهم ومواجهة المشكلات التي‮ ‬تعترضهم‮.‬
ويقول علماء الاجتماع أن هناك حاجات للشباب وانطلاقاٍ‮ ‬من الحاجات الأساسية التي‮ ‬يحتاجها الأفراد في‮ ‬المجتمع ككل وتتمثل فى‮:‬
‮١- ‬الحاجات الاقتصادية‮: ‬وهي‮ ‬حاجة الإنسان إلى العمل والتملك والتوزيع والاستهلاك والادخار وجمع الأموال‮.‬
‮٢- ‬الحاجات الدينية‮: ‬وهي‮ ‬حاجة الإنسان إلى الاعتقاد بوجود قوة عليا منظمة للكون تمنحه الطاقة وتساعده على أن‮ ‬يعيش في‮ ‬أمان مع نفسه ومع الآخرين‮.‬
‮٣- ‬الحاجات السياسية‮: ‬والتي‮ ‬تشبع حاجة الإنسان إلى الحماية الاجتماعية وضمان الحقوق الأساسية التي‮ ‬تحقق الملكية والعمل والتعبير عن الرأي‮ ‬والمشاركة في‮ ‬المسائل السياسية التي‮ ‬تهمه‮.‬
‮٤- ‬الحاجة التعليمية والتربوية‮: ‬وتشبع حاجة الإنسان إلى التعليم والاندماج في‮ ‬الجماعات التي‮ ‬يحيا فيها متفهماٍ‮ ‬لأساليبها ومتكيفاٍ‮ ‬مع ما تحدده هذه المعايير ولمعرفة استعدادات الشباب وانخراطهم في‮ ‬العمل المجتمعي‮ ‬سواء أكان نشاطاٍ‮ ‬اجتماعياٍ‮ ‬أو سياسياٍ‮ ‬أو تنموياٍ‮ ‬فإن المهتمين‮ ‬يرون أن المطلوب هو معرفة الاحتياجات الأساسية للشباب والعمل على تلبيتها أو أخذها بعين الاعتبار عند صياغة الخطط والبرامج باعتبارها متطلبات ضرورية‮ ‬يجب إدراكها من قبل المعنيين ومع أن مفهوم الحاجات مفهوم نسبي‮ ‬يختلف من مجتمع إلى آخر تبعاٍ‮ ‬لطبيعة وخصوصيات المجتمع المدني‮ ‬ومستوى التطور الاجتماعي‮ ‬والاقتصادي‮ ‬فإن المتخصصين في‮ ‬العمل مع الشباب‮ ‬يتفقون على الحاجات التالية‮ ‬باعتبارها حاجات عامة تنطبق على جميع فئات الشباب وهي‮:‬
‮١-‬الحاجة إلى تكوين جسم صحيح ولياقة بدنية جيدة عن طريق توثيق التربية الصحية السليمة وبث الوعي‮ ‬الصحي‮.‬
‮٢- ‬حاجة قبول التغيرات البدنية والحاجات النفسية والسيكولوجية والإدراكية والتكيف النفسي‮ ‬السليم وكذلك الحاجة إلى تنمية الشعور بقيمة الذات وأهميتها وإلى تحقيق استقلال عاطفي‮ ‬عن الأسرة والحاجة إلى تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية ناجحة مع رفاق السن والحاجة إلى قبول الدور الذي‮ ‬ينتظره بصفته رجلاٍ‮ ‬وزوجاٍ‮ ‬ورب أسرة وإلى إعداد نفسه لهذه الأدوار الاجتماعية المنتظرة‮ ‬وكذا الحاجة إلى فهم واجبات المواطن الصالح وحقوقه وفهم المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في‮ ‬المجتمع العربي‮ ‬وكذلك الحاجة إلى تنمية الشعور بالتدفئة وإلى تنمية روح وحب العمل والحاجة إلى تكوين شعور ديني‮ ‬قوي‮ ‬يحقق الشاب في‮ ‬ظله الأمن والسلامة‮.‬
والحاجة إلى فهم النفس وفهم ما لها من استعداد ومواهب وقدرات وميول عقلية وفنية ورياضية واجتماعية وإلى اختيار نوع الدراسة وطرق ابراز الميول والمواهب والحاجة إلى ملء أوقات الفراغ‮ ‬بالاشتغال بتنمية المهارات والميول والمواهب والاتجاهات اللازمة للاستعمال الحكيم المتتبع لها‮.. ‬وحسب المهتمين فإن هذه هي‮ ‬الحاجات التي‮ ‬يسعى الشباب إلى تحقيقها بكافة الوسائل وقد‮ ‬يستخدم طرقاٍ‮ ‬غير مشروعة أو شرعية للحصول عليها المهم أنه‮ ‬يسعى إلى تحقيقها دائماٍ‮.‬
البطالة
ويتطرق المهتمون بقطاع الشباب إلى بعض التحديات والمشكلات التي‮ ‬يواجهها الشباب لعل أهمها المشكلات الدراسية المتمثلة في‮ ‬المشاكل التي‮ ‬يواجهها الشباب داخل المدرسة أو المعاهد المتوسطة وتستمر معهم حتى المرحلة الجامعية أي‮ ‬داخل المجال الدراسي‮ ‬بصفة خاصة ومنها في‮ ‬الجو الاجتماعي‮ ‬داخل المدرسة أو نوع ومكان الدراسة أو بأسلوب معاملة المدرسين له أو بعلاقاته مع زملائه في‮ ‬المدرسة والتي‮ ‬قد تفضي‮ ‬إلى صعوبة في‮ ‬التذكر والشرود والسرحان الفكري‮ ‬وعدم الاستيعاب للمناهج‮ ‬‮ ‬كما أن نقص الضبط والربط في‮ ‬المؤسسة التربوية والفشل والرسوب في‮ ‬الدراسة له أثر كبير على الشباب مما‮ ‬يجعله‮ ‬غير قادر على الاستمرار في‮ ‬الدراسة وبالتالي‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى مشكلة كبيرة وخطيرة هي‮ ‬البطالة لذلك فإن المدرسة تمثل دوراٍ‮ ‬مهماٍ‮ ‬في‮ ‬حياة الشباب بعد الأسرة لأن كل منهما‮ ‬يكمل الآخر وأي‮ ‬خلل فيهما‮ ‬يؤدي‮ ‬بالشباب إلى الانحراف والخلل في‮ ‬حياته‮.‬
‮  ‬إضافة إلى المشكلات الاجتماعية المتمثلة في‮ ‬عدم قدرة الشباب على التعامل مع بعض المواقف الاجتماعية وعلى اتصاله بالآخرين‮ ‬بالإضافة إلى الخوف من مقابلة الناس ونتيجة لنقص قدرته على مواجهتهم وإلى قلقه الشديد إلى حد الخوف الذي‮ ‬يرجع إلى قلة أصدقائه وقد‮ ‬يؤدي‮ ‬خوفه من عدم فهم الآخرين إلى رفض الجماعة له مما‮ ‬يقوي‮ ‬الاحساس بالحرمان في‮ ‬المشاركة في‮ ‬أي‮ ‬نشاط ترويجي‮ ‬مما‮ ‬يبعث فيه الشعور بالضيق الشديد لعدم وجود من‮ ‬يناقش معه مشكلاته الشخصية والمشاكل الاجتماعية‮ ‬وحسب المتخصصين في‮ ‬علم الاجتماع تعد أكثر مشاكل الشباب تعقيداٍ‮ ‬بسبب عدم قدرة المجتمع على توفير العدد الكافي‮ ‬من النوادي‮ ‬الثقافية والعلمية والمتخصصة وساحات النوادي‮ ‬الرياضية والاجتماعية‮.‬
ويقول علماء الاجتماع أن ذلك‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى عجز الشباب في‮ ‬العثور على حلول لمشكلاتهم التي‮ ‬تنجم عن ذلك والمتمثلة في‮ ‬مشكلات الصحة والنمو والمشكلات الانفعالية وما‮ ‬يترتب عليها من نقص في‮ ‬ثقة الشخص في‮ ‬نفسه بالإضافة إلى مشكلات الغلو في‮ ‬الدين والتي‮ ‬من أهم أسبابها حسب الاجتماعيين نقص الإرشاد الديني‮ ‬المتعلق بالحياة أو الموت وبالحيرة المتعلقة بالمعتقدات الدينية الغيبية وبالشك في‮ ‬التدين وبعدم الالتزام في‮ ‬اقامة الفرائض‮ ‬وكذا العوامل السكانية والاجتماعية التي‮ ‬تعد مهمة في‮ ‬تحديد البيانات اللازمة عن مشكلات الشباب علماٍ‮ ‬أن ممارسة مهنة الخدمة الاجتماعية والاقتصادية والمؤسسات الثقافية والإعلامية والتفاعل بين كل من هذه العوامل لها دور فعال في‮ ‬مواجهة تلك المشكلات المعقدة إذ‮ ‬يؤدي‮ ‬فراغ‮ ‬الشباب وشعور بعضهم بقلة أهميته إلى البحث عن طريقة تلفت نظر ذلك المجتمع إليه عملاٍ‮ ‬بمقولة‮ »‬خالف تعرف‮«‬‮ ‬والتي‮ ‬يتجه بعض الشباب إليها‮..‬
شروط وحقوق
ويرى علماء الاجتماع أن على المجتمعات الإنسانية دولاٍ‮ ‬وحكومات ومنظمات وأحزاباٍ‮.. ‬إلخ أن لا تقف مكتوفة الأيدي‮ ‬أمام المشكلات التي‮ ‬تعترض الشباب بل لا بد عليها أن تقوم برسم الاستراتيجيات الفعالة لضمان بناء شريحة فعالة في‮ ‬المجتمعات قادرة على مواجهة مشكلات العصر المختلفة ولتجاوز عوامل التردي‮ ‬المذكورة لابد من إنضاج شروط تمتع الشباب بالحقوق العامة والحقوق الخاصة التي‮ ‬تتناسب مع مكانتهم كإنسان له بعده البيولوجي‮ ‬الذي‮ ‬يمارس بواسطته خصوصية معينة تقتضي‮ ‬حقوقاٍ‮ ‬خاصة‮ ‬بالإضافة إلى أبعاده الأخرى التي‮ ‬تشترك فيها كافة شرائح المجتمع مما‮ ‬يقتضي‮ ‬تمتيعهم بمجموعة من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية على أسس ديمقراطية وقانونية‮ ‬وعدم تحولها إلى وسيلة للابتزاز من قبل جهة معينة حتى‮ ‬يمكن تجاوز القيم المختلفة التي‮ ‬تسعى إلى سجن الشباب في‮ ‬خانة التخلف‮..‬
ولابد من التأكيد على أهمية دور التعليم كحاجة ملحة من حاجات الشباب وأساس الرقي‮ ‬بهم في‮ ‬السلم الحضاري‮ ‬والاتجاه نحو التقدم في‮ ‬عصر اجتاحته سلسلة التغيرات المفاجئة والثورة التكنولوجية وثورة المعلومات والإنترنت‮ ‬حيث تشير بعض الدراسات بهذا الخصوص حول التعليم كحاجة من حاجات الشباب الأساسية والتي‮ ‬ركزت على التعليم العالي‮ ‬وهو التعليم الذي‮ ‬يعطى في‮ ‬الجامعات وكليات المجتمع المتوسطة بعد الحصول على الشهادة الثانوية واهتمت بالفئة العمرية من‮ ‬18‮-‬22‮ ‬سنة‮ ‬وتؤكد الدراسة أن التعليم بمختلف مراحله لعب‮  ‬دوراٍ‮ ‬أساسياٍ‮ ‬في‮ ‬بلورة ملامح الهوية الوطنية العربية وأن التعليم جاء كعملية تجنيد وتعبئة مساندة في‮ ‬خلق الوعي‮ ‬الجماعي‮ ‬لدى الشباب‮ ‬وقد تميز الشباب بأنه أداة تغيير أساسية في‮ ‬كل ما‮ ‬يتعلق بالوضع الاجتماعي‮ ‬في‮ ‬المراحل المختلفة التي‮ ‬مر بها‮ ‬ومما لاشك فيه أن علاقة الشباب بالهوية الوطنية اليوم باتت‮  ‬بحاجة إلى مدخلات تختلف عن تلك التي‮ ‬كانت سابقاٍ‮ ‬لذا ترى الدراسة أنه ومن أجل الانطلاق في‮ ‬عملية المشاركة الشبابية ومنحه فرصة المشاركة الشبابية في‮ ‬تعزيز الهوية الوطنية والمساهمة فيها والتفكير في‮ ‬تجديدها هناك حاجة لتعزيز مكانة قطاع الشباب ومنحه فرصة المشاركة وتمكينه من التعرف على قواعد الهوية نظرياٍ‮ ‬وعملياٍ‮ ‬لأنها أساس نجاح شريحة الشباب كما‮ ‬يجب عدم التعاطي‮ ‬مع هموم ومشاكل وطموحات الشباب كحالة خارجة عن النص بل لابد من استثمار هذه الثروة الهائلة حاضراٍ‮ ‬ومستقبلاٍ‮ ‬كما‮ ‬يجب على مؤسسات السلطة والمجتمع المدني‮ ‬والقطاع الخاص خلق تواصل تنموي‮ ‬حقيقي‮ ‬مع قطاع الشباب فالشباب تاريخياٍ‮ ‬تمكنوا من تحقيق مكانتهم وهم اليوم‮ ‬يفتقدون مكانتهم ويريدون فرضها كونهم‮ ‬يشعرون بالتهميش والتجاوز‮.. ‬وهنا‮ ‬يبدأ الدور الحقيقي‮ ‬للمجتمع من خلال إخراج الشباب من حالة الشعور بالاستخدام إلى حالة الإيمان بالمكانة والدور الهام الذي‮ ‬يمثلونه في‮ ‬مجتمعاتهم دون الشعور بالغربة‮..‬
وتقول الدراسة أن التجاوب مع القطاع الشبابي‮ ‬بكافة فئاته والتجاوب مع مطالبه وتوفير الفرصة له ليلعن عن نفسه وألا‮ ‬يترك للمؤثرات‮  ‬الخارجية التي‮ ‬تستهدف القطاعات المهملة بشكل قد نعجز عن مواجهته إن بقي‮ ‬هذا القطاع مهملاٍ‮ ‬يعاني‮ ‬من وطأة الفقر البشري‮ ‬وأن التعليم هو أساس التوجيه الفعلي‮ ‬للشباب وأساس دفعهم لفهم متطلباتهم والدفاع عن حقوقهم والمطالبة بحاجاتهم بما‮ ‬يتماشى مع الواقع المعاش‮.‬
وتقول الدراسة أن الشباب في‮ ‬الوطن العربي‮ ‬مازال‮ ‬يخضع لأنظمة تعليمية واجتماعية‮ ‬غير صالحة للعصر الذي‮ ‬يعيشون فيه ولا تلبي‮ ‬أدنى مطالب حياتهم اليومية فلا تزال المناهج التعليمية والمقررات الدراسية تنتمي‮ ‬إلى ما قبل عصر المعلومات والاتصال والعولمة الجارفة ولاتتناسب مع متطلبات الشباب وأفكارهم وطموحاتهم واتجهوا للبحث‮  ‬عن مجتمعات تلبي‮ ‬رغباتهم‮.. ‬وهو ما‮ ‬يعانيه المجتمع العربي‮ ‬من هجرة العقول العربية التي‮ ‬لم تستطع مجتمعاتهم استيعابهم وتحقيق مطالبهم ومن بقي‮ ‬حبيس مجتمعاته دفع به إلى الخروج عن معتقدات المجتمع وقيمه والانجراف في‮ ‬تيار الانحراف فجزء منهم انجرف وراء الجريمة والمخدرات والكحول في‮ ‬بعض دولنا العربية وجزء كبير جذبته قوى التطرف والعنف وعالم المخدرات‮  ‬والكحول‮.. ‬لذلك فالشباب هم عماد الأمة وهم أمانة في‮ ‬أعناق المجتمع والدولة ومن هنا تبرز ضرورة التعاون والتنسيق بين أوساط التربية المختلفة من مؤسسات تعليمية ودينية وإعلامية في‮ ‬ميدان تربية الشباب وإعدادهم ووقايتهم من الأخطار التي‮ ‬تهددهم والاسهام في‮ ‬حل مشكلاتهم وتوجيههم نحو الأفضل‮ ‬وخلص بعض علماء الاجتماع إلى أنه وحتى‮ ‬يتمكن الشباب من أداء دور فاعل في‮ ‬مجتمعه‮ ‬يحتاج إلى خيارات مقنعة في‮ ‬زمن سريع التغير‮  ‬وخيارات في‮ ‬مجال التعليم توفر امكانيات للعمل تنسجم وحاجات المجتمع وتجعل من الشباب قطاعاٍ‮ ‬مشاركا في‮ ‬عملية التنمية والبناء وخيارات تراعي‮ ‬الحاجة للانثى والذكر دون تحيز‮.. ‬ومنحهم برامج تنموية مناسبة تستهدف استئصال التخلف والأمية والفقر بمعناه الشمولي‮ ‬ضمن استراتيجية وطنية عامة وكذلك ايجاد مؤسسات تعبيرية ذات دلالة شبابية ديناميكية لا تعاني‮ ‬من الخوف والتقوقع أو تعمل لمصلحة جهة معينة أو تحظى برعاية الأجنبي‮.. ‬بالإضافة إلى أن الشباب بحاجة إلى ثقافة مدنية توفر لهم الحصانة وتمكنهم من تحدي‮ ‬الثقافات الدخيلة‮ »‬ثقافة العولمة‮« ‬والاستقواء على الفقر المعولم‮.. ‬إضافة إلى أن الشباب بحاجة إلى مكانة‮ ‬يشاركون من خلالها في‮ ‬صناعة القرار والمشاركة فيه ولاسيما في‮ ‬المؤسسات التعليمية المختلفة‮ ‬كما أن الشباب حسب علماء الاجتماع بحاجة إلى هوية وطنية مستقرة تعزز قيم المواطنة الصالحة والديمقراطية لأنه لاثقافة بدون هوية حضارية ونتاج‮  ‬فكري‮ ‬نقدي‮ ‬ولا فكر بدون مؤسسات علمية راسخة ولا علم بدون حرية معرفية ولا معرفة ولا تواصل ولا تأثير بدون لغة قومية ووطنية تستوعب العصر بكل تداعياته كما خلص الاجتماعيون إلى أن التعليم خيار أساسي‮ ‬ضمن مجموعة الخيارات التي‮ ‬تقاس من خلالها مستويات التنمية البشرية المستدامة في‮ ‬مستويين هما بناء القدرات وتوظيف هذه القدرات التي‮ ‬تم بناؤها‮..‬
أما بالنسبة للشباب في‮ ‬اليمن فإن الكثير من الشباب الذين استطلعنا آراءهم حول المشاكل التي‮ ‬يعانون منها تبين أن أهم مشكلة‮ ‬يعاني‮ ‬منها الشباب اليمني‮ ‬تتمثل في‮ ‬الفراغ‮ ‬والبطالة حيث أن هناك آلافاٍ‮ ‬من الطلاب اليمنيين الذين تخرجوا من الجامعات وفي‮ ‬مختلف التخصصات وكذلك الذين تخرجوا من المعاهد المتوسطة لم‮ ‬يجدوا وظائف سواء في‮ ‬القطاع العام أو القطاع الخاص وبعض هؤلاء الشباب اتجهوا إلى الأعمال الخاصة سواء في‮  ‬الزراعة أو بيع القات أو ممارسة مهنة لا تكاد تلبي‮ ‬متطلبات قوتهم اليومي‮ ‬وأغلبهم تخرجوا منذ سنوات عدة ولم‮ ‬يجدوا أعمالاٍ‮ ‬ويقضون أغلب أوقاتهم بلا عمل‮ ‬كما أن بعض‮  ‬الشباب الذين استطلعنا آراءهم قالوا أن من المشاكل التي‮ ‬يعاني‮ ‬منها الطلاب والشباب بصفة خاصة تتمثل في‮ ‬مشاكل الدراسة والتكاليف المفروضة على الطلاب في‮ ‬الجامعات‮  ‬الخاصة وأن أغلب هؤلاء الشباب‮ ‬ينتمون إلى أسر فقيرة لا تقوى على‮  ‬توفير متطلبات أبنائهم الدراسية في‮ ‬الجامعات والمدارس‮ ‬بالإضافة إلى‮ ‬غياب التخصصات وقدم المناهج التي‮ ‬لا تلبي‮ ‬طموحاتهم والتخصصات المعاصرة‮ ‬إضافة إلى أن هناك مشاكل اجتماعية وثقافية أساسية تقف عائقاٍ‮ ‬أمام الشباب اليمني‮ ‬أبرزها‮ ‬غلاء المهور وصعوبة تكوين بيت الأسرة بالنسبة لأغلب الشباب في‮ ‬اليمن وذلك نظراٍ‮ ‬لبعض العادات والتقاليد التي‮ ‬تسلكها الأسر والعائلات والقبائل في‮ ‬الزواج وما‮ ‬يترتب على ذلك بالإضافة إلى مشاكل الكبت والحرمان والتهميش ومنه التهميش الذي‮ ‬يعاني‮ ‬منه الشباب المنتمون للأحزاب‮.. ‬أكاديميون متخصصون في‮ ‬علم الاجتماع بجامعة صنعاء‮ ‬يرون أن المشاكل التي‮ ‬يعاني‮ ‬منها الشباب اليمني‮ ‬تكاد تكون متشابهة مع تلك المشاكل التي‮ ‬يعاني‮ ‬منها الشباب العربي‮ ‬بشكل عام كما أن هناك مخاطر تواجه شبابنا إذا لم‮ ‬يتم الالتفات إليهم ومعالجة مشاكلهم وتلبية طلباتهم من قبل الدولة والمجتمع وأخطر ما‮ ‬يواجه هؤلاء الشباب هو الانحراف واستغلالهم من قبل بعض المنظمات الإرهابية وغيرها وشحن عقولهم وأفكارهم بثقافة ربما تكون نقيضاٍ‮ ‬لمصطلح بناء وتنمية الوطن عن طريق الشباب الذين هم أمل وعماد المستقبل وقالوا أن شبابنا بحاجة حقيقية الآن إلى إعادة النظر في‮ ‬رسم السياسات والاستراتيجيات الوطنية لتوظيف واستغلال طاقاتهم وإبداعاتهم وإدماجهم في‮ ‬المجتمع بشكل فعال حتى‮ ‬يكون دورهم هو الدور الرئيسي‮ ‬والفعال في‮ ‬مجال التنمية والبناء وهو ما‮ ‬غاب عن الحكومات العربية ومنها اليمن الأمر الذي‮ ‬جعل الشباب‮ ‬يتفاعل مع بعضه البعض ويثور ويخرج مطالبا بحقوقه ويعبر عن‮ ‬غضبه بسبب الاهمال والتهميش الذي‮ ‬الغى دور الشباب ذكوراٍ‮ ‬وإناثاٍ‮ ‬داخل المجتمع الأمر الذي‮ ‬يفرض على الدول والحكومات العربية ومنها اليمن الإسراع بتلبية طلبات وحاجات الشباب وبما‮ ‬يلبي‮ ‬طموحاتهم ويؤمن مستقبلهم‮..>
Share

التصنيفات: تحقيقات

Share