Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

أجندة خارجية .. فمن هيأ لها سبل النجاح¿!

محمد عبدالرحمن المجاهد

 

إزاء الأحداث الأخيرة التي حصلت في تونس ومصر وتحصل الآن في ليبيا واليمن وموريتانيا والجزائر والبحرين تكثر التكهنات والافتراضات بل والتأكيدات بوجود أجندة خارجية وأيادُ أجنبية وراء كل ذلك وهذا غير مستبعد بتاتا خصوصا إذا عادت بنا الذاكرة إلى مشاريع الشرق الأوسط الكبير والفوضى الخلاقة تلك المشاريع المشبوهة التي بدأ الحديث عنها في عهد تلك أل(الكندرة رايس) رئيسة الأمن القومي الأميركي ووزيرة خارجية أميركا السابقة ..

 

وقد بدأت تباشيرها في غزو العراق الشقيق واحتلاله ونشر الفوضى فيه وتدميره ونهب ثرواته تلاها تشجيع الخلافات والصراعات وتعميقها وتأجيج الاقتتال في السودان الشقيق والعمل بعزم دون كلل على فصل جنوب السودان عن شماله وهو ما تم أخيرا بدعم وتشجيع قوي من القوى الصليبية الغربية ومن الحركة الصهيونية العالمية ويظهر أن الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية ومن ورائها الحركة الصهيونية رأت أن الوقت سيطول ليحققوا مآربهم وخططهم وأطماعهم فلجأوا إلى أسلوب جديد وطريقة متطورة لا يعلم سرها إلا خالق السموات والأرض تم تمريرها عبر أل (فيس بوك) لاستغلال أبسط الحوادث لإثارة الشباب ومعهم غالبية شعوب المنطقة العربية لإحداث انتفاضات وثورات نجحت في تونس وامتدت إلى مصر الكنانة ولا زالت تمتد بصورة غير معقولة إلى بلدان عربية أخرى منها حتى الآن ليبيا والبحرين واليمن وموريتانيا والجزائر والبقية ستأتي  في الطريق بعدها..

 

ولم يكن صعبا أبدا على من هم وراء تلك الأحداث لتنفيذ أجندتهم فالأرض والظروف والأوضاع الداخلية في البلدان العربية كانت ولا زالت خصبة ومهيأة للثورة والانتفاضة الشعبية العربية على الأنظمة والحكام فالظلم والجور والاستبداد والفساد الطاغي وارتفاعات الأسعار وانعدام المساكن وانتشار البطالة التي فاقت كل التوقعات وضعف الخدمات أو انعدامها أحيانا وهزالة التعليم وقبل هذا وذاك موضة التأبيد للحكام والتوريث لأبنائهم حتى حولوا الأنظمة الجمهورية إلى أنظمة (جملوكية) ليس لها ملامح سوى الدكتاتورية والاستفراد بالسلطة ..

 

كل تلك المعاناة الشعبية والأخطاء والانحرافات والاختلالات تجمعت لتكون عامل إثارة ومدخلا هاما لإحداث الثورات والانتفاضات ومبررا قويا لها وذلك يعني أن الحكام وأنظمتهم هم من تسببوا في كل ماحدث ويحدث ضدهم وفي بلدانهم وهم من أعطوا الدافع والحجة لذلك الفوران الجماهيري وما كان على تلك القوى الخارجية إلا استغلال الأوضاع المأساوية  والرديئة للشعوب فتعمل على إثارتها وتثويرها عبر أل ( فيس بوك ) أو عبر أية وسيلة أخرى المهم أنها نجحت وأشعلت النار حتى صارت تنتشر في هشيم الأنظمة العربية لتطيح بالواحد تلو الآخر..

 

وقد يقول قائل مستغربا كيف أن القوى الخارجية الغربية تسمح بالإطاحة بحكام وأنظمة كانت يدها ورجلها في المنطقة تنفذ من خلالهم كما تحب وترضى ¿ كمثل نظام (بن علي) في تونس ونظام (حسني مبارك) في مصر فليس هناك رئيس أو حاكم قدم الخدمات السيئة والهامة لأميركا وإسرائيل أكثر ولا أفضل مما قدمه هو بل كان أحيانا يفعل ذلك طوعا لا كرها فليس هناك خطة أو فعل إجرامي للغرب إلا وكان مبارك أول المبادرين ورأس حربة للتنفيذ .. ولكن يظهر أن هناك أجندة أخرى ووجوها جديدة بديلة يريد الغرب الاستعماري والحركة الصهيونية إبرازها وتوليها مقاليد الأمور في البلدان العربية تكون مقبولة وتحت شعارات جديدة (لنج) تخدع بها الشعوب فتمر من خلالها كل الأجندة الجديدة للغرب والحركة الصهيونية فمشكلة الشعوب هي انخداعها السريع بكل جديد وبكل شعار براق دون أن تتيح لنفسها فرصة أو فسحة من الوقت للتمعن والتدقيق والفحص لمجمل ما يعرض عليها أو يراد لها ومنها فتحت شعار التغيير زحفت دون روية تطالب الحكام وأنظمتهم بالرحيل الصالح منهم مع الطالح قبل أن تضع أولا برامج صحيحة أو مطالب واضحة لعملية التغيير رافضة كل المبادرات الطيبة والصحيحة بل وأظن وبعض الظن ليس إثما أنه لو بادر أي رئيس أو حاكم بالتنحي سلميا فإنهم أي المتظاهرون والمعتصمون والمنتفضون لن يرضوا إلا أن يكون التنحي وفقا للأجندة الخاصة بمن دفعوا بهم للانتفاضات والثورات ..

 

والدليل ما يحصل ويحدث في بلادنا اليمن التي قدم فيها الرئيس الصالح المبادرة تلو الأخرى وكلها للأمانة مبادرات معقولة ومقبولة وبالذات تلك المبادرة التي أطلقها أمام مجلسي النواب والشورى وكذلك المبادرة التي قبل بها من العلماء الأفاضل ورفضتها معارضة أحزاب اللقاء المشترك التي التقت مصالحها ومطامحها وأهدافها مع تلك الأجندة الخارجية التي حركت الشارع العربي عموما واليمني خصوصا بل ورفضت المعارضة ارتكانا على هيجان الشارع المبادرة الأخيرة التي طرحها الرئيس الصالح أمام المؤتمر الوطني والتي هي من وجهة نظر خاصة تعتبر مبادرة تفوق كل المبادرات السابقة وأعطت أكثر مما كانت تنادي وتطالب به معارضة المشترك في السابق قبل الاعتصامات..

 

> فالمعارضة كانت تطالب بدستور جديد رافضة التعديل الذي طرح على مجلس النواب ولذلك بادر الرئيس فطرح تشكيل لجنة من مجلسي النواب والشورى وكل الفعاليات الوطنية لإعداد دستور يلبي كافة التطلعات والطموحات الوطنية ويلغي كثيراٍ من مواد الدستور الحالي بما يكفل كثيراٍ من الحريات العامة ويضمن انتخابات نزيهة وديمقراطية كاملة وواسعة..

 

> كما أن معارضة المشترك كانت تنادي بفصل الصلاحيات التنفيذية وإسنادها للحكومة البرلمانية ليمثل ذلك الانتقال إلى النظام البرلماني وعندما بادر الرئيس الصالح بذلك أسرعت المعارضة لرفض ذلك وبقوة ..

 

> المعارضة كانت تنادي وإلى قبل أشهر قليلة بضرورة تطوير نظام الحكم المحلي إلى حكم كامل الصلاحيات  بدلا من واسع الصلاحيات ولكنها أي المعارضة رفضت ذلك أيضا عندما بادر به الرئيس الصالح دون مبرر أو سبب مقنع اللهم إلا مجرد المعاندة ..

 

> استجاب الرئيس الصالح فأعلن عن إمكانية إنشاء أقاليم يمنية يكون لها حكم محلي كامل الصلاحيات على ضوء المعايير الجغرافية والاقتصادية وهو ما كانت كما نذكر تطالب به معارضة المشترك ومنذ سنوات وعندما بادر به الرئيس الصالح رفضته المعارضة أيضا دون إعطاء البديل الذي يحافظ على وحدة البلاد والعباد..

 

> تلبية لمطلب كانت المعارضة تطرحها دائما طرح عليهم الرئيس الصالح تشكيل حكومة وفاق وطني تتولى إعداد قانون جديد للانتخابات واعتماد القائمة النسبية و أيضا لم تتجاوب المعارضة اللدودة مع هذا الطرح ولا مع المبادرة بمجملها السابقة واللاحقة حتى احتار الشارع واحتارت كل القوى السياسية والوطنية في ماذا تبحث وماذا تريد معارضة المشترك وتبين أنها لا تريد ولن تقنع إلا أن يسلم لها  الرئيس الصالح السلطة لتحكم دون انتخابات ووجع رأس وعملية النجاح فيها ليس مضمونا..

 

فهي أي المعارضة ليس لديها الصبر على كل عناء الانتظار للانتخابات ولا لأي شيء يعيق وصولها إلى السلطة فهي على عجلة من أمرها لتسطو على الحكم وبالذات بعد أن جاءت هوجة الغضب وموجة المظاهرات والاعتصامات فهي تريد استثمار ذلك بكل قوة خصوصا وأنها استطاعت  احتواء المعتصمين وتسييرهم وفقا لأغراضها وأجندتها متلاقية في ذلك مع أجندة خارجية لها أيضا رغبة دفينة وأهداف لإحداث فتنة في الشارع اليمني ولا تريد إلا مزيداٍ من سيلان الدماء وكثيرا من إزهاق الأرواح دون سبب اللهم إلا ضحيات وأضحيات لمن يحبون ويسترخصون الإنسان ودمه وروحه لأنهم يسوؤهم أن يكون الضحايا والشهداء في اليمن أقل ممن سقطوا قتلى وجرحى في غيرها من البلدان العربية الأخرى .. فأحزاب المعارضة في المشترك يحبون أن يكونوا متميزين عن المعارضات العربية الأخرى بإحداث الفتن وتخريب البلاد..
 

almogahed§m@yahoo.com  

Share

التصنيفات: منوعــات

Share