Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

في زمن لا وجود فيه لمقص الرقيب .. الإعلام بين التثوير والتنوير!

كتب/ المحــــــــرر:

 

 

في ظل ما يشهده الوطن العربي اليوم من فتنة أو فوضى أو مظاهرات أو احتجاجات لا يعنينا كثيراٍ تعدد وتنوع المسميات والأوصاف من قْطر لآخر ما دامت تدلل على أن هنالك تداعيات خطيرة كما هو ظاهر اليوم وبغض النظر عن الأسباب وماهية هذه الأسباب التي أدت إلى تلك التداعيات.

 

وفي خضم هذه التداعيات وبين الأسباب والتبريرات يغدو للإعلام دور كبير وعظيم في ممارسة دور ما.. ومنذ أحداث تونس ثم مصر وحالياٍ ليبيا وبجانبها غير بلد عربي وقف الإعلام جنباٍ إلى جنب والشعوب الثائرة المطالبة بالإصلاح والتغيير الأمر الذي آثار حفيظة معظم الأنظمة التي لم تعتúد – بحسب متابعين – وقوف الإعلام قلباٍ وقالباٍ مع الشعوب أو مع الطرف الأضعف كما يسميه البعض من هنا اختلفت الرؤى إزاء دور الإعلام في التعاطي والأحداث وكيف يجب أن يكون هذا الدور فالطرف الأول يرى أن الأنظمة اعتادت الوصاية على الإعلام حد الاحتكار أي أن تهتف باسمها أن يكون ولاء الإعلام للأنظمة فحسب فهي صاحبة الأمر والنهي والأجر أيضاٍ!!

 

أنظمة عرفت بكرمها الشديد تجاه أدوات وقنوات الإعلام وكان هذا الكرم مرتبطا دائماٍ بالولاء لا من أجل التحديث والتطوير أو التدريب والتأهيل!!

 

ولذا حينما صحت هذه الأنظمة على هدير شعوبها الغاضبة ووجدت بالمقابل الإعلام – وليس بالضرورة إعلامها المحلي بل وسائل الإعلام العربي الأهلي الفضائي التي ظهرت بقوة منذ عام 95م – والذي تركن كثيراٍ عليه في تطمين شعوبها وتهدئتهم طالما وقد مثِل بالنسبة لها أفيون الشعوب! وإذ به قد ولى وجهه شطر الشعوب وإذا بها تستشيط غضباٍ وتبحث عن مخرج لإلجام هذا الإعلام المضلل وكيف يمكن كبح جماح هذا الوحش الهائج¿!! وهو ما لم تستطع معظم الأنظمة القيام به بصورة ناجحة وناجعة.. على الأقل حتى هذه اللحظة!! فضلاٍ عن وجود وسائل إعلام جماهيرية إلكترونية أصابت الجميع حتى الشعوب نفسها بالدهشة!! وهو ما سنتطرق إليه لاحقاٍ.

 

أما الطرف الثاني فيرى في أسلوب تعاطي الإعلام وأحداث الشارع أكانت مظاهرات سلمية أو دموية بْعداٍ عن المهنية فتلك الوسائل من وجهة نظره تركز على نقل أحداث الشارع بكل تفاصيلها ومن لسان الشعب الثائر نفسه بالاعتماد على سياسيين ومفكرين ومحللين لهم تأثير على سلوكيات الشارع لكنهم في الوقت ذاته – وهذا الأهم – متأثرون بانفعالاتهم الزائدة التي تؤثر على تفكيرهم وتجعلهم يتفوهون بأقوال ذات اتجاه واحد لا ترى إلاِ زاوية واحدة في حل المشكلة دون النظر إلى الزوايا الأخرى للتفكير! وكل هذا يْعد مخالفاٍ لقيم ومبادئ مهنة الإعلام المتعارف عليها والتي ترتكز – من وجهة نظرهم أيضاٍ – على تهدئة نفوس الجموع الغاضبة لا تثويرها والتروي في نقل الأحداث والتأكد من جديتها وصدقيتها والاعتماد على المصادر الرسمية في استقاء المعلومات لا الإكتفاء بأقوال الشارع وبعض المحللين المشار إليهم سلفاٍ ومن هنا فإن تعاطي هذه الوسيلة أو تلك مع هذه القيم أو المبادئ يعطي انطباعاٍ بأنها وسيلة مهنية وموضوعية وشفافة أو تبحث بعد ذلك! وما دون ذلك فهي تسعى جاهدة إلى تأجيج مشاعر الشارع أكثر فأكثر تأجيجاٍ يفضي في حالات كثيرة إلى نهايات فوضوية وتدميرية ودموية لا تنتهي إلى الأهداف التي تسعى إليها أو حسب ما هو مقرر لها.

 

وماذا عن الفيس بوك¿!

 

لكن هل الإعلام اليوم هو قنوات فضائية وصحف ورقية وإذاعات¿! بالطبع لا!! فالحديث اليوم عن الإعلام لا يعني الحديث عن الإعلام المحلي أو التقليدي أو الإقليمي بل أكثر من ذلك وأقصد ذلكم الإعلام الجماهيري الذي لا سلطة ولا رقابة عليه والذي لا يختلف أثنان من البشر على دوره في  حشد وتجييش وتعبئة الشعوب على نحو ثوري بالغ التأثير.. فهنالك تويتر والفيس بوك وهذا الأخير اعتبره الشيخ إسماعيل عبدالباري عضو هيئة علماء اليمن بأنه أفضل مْفúتُ في الوقت الحاضر.. وحسب إحصاءات حديثة فقد بلغ عدد مستخدميه 15 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 70٪ منهم في مصر والمغرب وتونس والسعودية والإمارات العربية المتحدة ونسبة إلى شركة »سبورت أون بايليك ريلايشنز« الموجود مقرها في دبي فإن 37٪ من مستخدمي الفيس بوك من النساء بينما يتمركز معظم مستخدمي الموقع الشبان في المغرب وفلسطين والأردن ولبنان وتونس واليمن حيث أعمار 50٪ من المستخدمين دون سن الـ25 وفي اليمن تتجاوز المجموعات على »موقع الفيس بوك« العشرات وهذه المجموعات تْبين من خلال عناوينها وما يطرح فيها بجرأة أنه ليس كل شباب اليمن مع ما يدور في الشارع اليوم وكما أشرت سلفاٍ في الفيس بوك كما في الشارع هنالك مؤيدون ومناوئون أيضاٍ!! فالمؤيدون لما تشهده البلاد اليوم يتبنون مواقف ورؤى تختلف مع الرؤى والمواقف التي يتبناها أولئك المناوئون والتي من خلالها ينظرون للأحداث اليوم..

 

أما قبل..

 

وبغض النظر عن مدى الائتلاف أو الاختلاف الحاصل في أوساط شباب الفيس بوك يبقى الأهم تلكم الأْلفة والثقة التي تسود الجميع وذلكم الطرح الجريء بغض النظر عن مضمونة! وقبل هذا هنالك التأثير والتأثْر أقوى ما يكون على العقل والوجدان الجمعي للشباب فبرسالة واحدة تتضمن حكاية مؤثرة أو صورة معبرة قد يصبح المناوئ مؤيداٍ وذات الأمر بالنسبة للمؤيد أو للمحايد الذي قد يصبح مؤيداٍ أو مناوئاٍ برسالة واحدة فقط وخلال ثوان قليلة جداٍ!!

 

فإن تكن فرداٍ ضمن عائلة الإعلام الجماهيري أو الوسائط الإعلامية الجماهيرية فأنت لا تسمع وتشاهد فقط بل تتفاعل مع كل ما تسمعه وتشاهده وبكل جرأة وشجاعة وصراحة منقطعة النظير فلا مكان هنالك لمقص الرقيب!!

 

وخلاصة الخلاصة أن الحديث اليوم عن دور الإعلام في تغطية تفاصيل الأحداث وتداعياتها لا يعني الحديث عن الإعلام المحلي في هذا البلد أو ذلك الإقليم ولا يعني أيضاٍ بضعة قنوات فضائية وعددا من الصحف بل يعني أكثر من ذلك بكثير وأمام هذا الكثير تذوب أي محاولة للتعتيم أو التكميم وسرعان  ما تتداعى الأباطيل والأكاذيب والبهتان وهذه ليست تنبؤات إنما حقائق أثبتتها أحداث تونس ومصر وليبيا أيضاٍ!!

Share

التصنيفات: منوعــات

Share