Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

ثورات الـ(فيس بوك ) إلى أين ¿!

محمد عبدالرحمن المجاهد

 

صدقا وحقا أن كل الشعوب العربية بدون استثناء تعاني معاناة شديدة من أنظمة فاسدة وحكام طغاة دكتاتوريين فاسدين وتعاني من انعدام الحريات والديمقراطيات الحقيقية الصحيحة إضافة إلى تفشي الفساد الذي ينخر فيها والمفسدين الذين ينهبون خيرات البلدان وثرواتها وتعاني تلك الشعوب ارتفاعات الأسعار والغلاء المتصاعد والبطالة المتزايدة وضعف التنمية مع ثراء الحكام والمتنفذين من حاشيتهم وأزلامهم وأعوانهم على حساب جوع الشعوب وأوجاعها ..

 

وصحيح أن تلك الشعوب العربية وكل شعوب العالم تنشد وتطمح إلى التغيير نحو واقع أفضل ومع ذلك يبرز وينبعث أكثر من سؤال ملح ينبئ عن تعجب واستغراب مشروع تجاه الأحداث التي جرت في تونس ومصر وتجري الآن في ليبيا واليمن والبحرين والجزائر وموريتانيا حيث لا يعقل أبدا أن كل ذلك سببه الواقف وراءه ما يسمى بـ( الفيس بوك ) وكأنه مارد استيقظ من منامه أو ساحر بيده عصى أيقظ الشباب العربي من سباتهم فخرجوا إلى الشارع ليحدثوا انتفاضات وثورات تعجز الأنظمة وحكامها عن إيقافها وإطفائها حتى أدى الأمر إلى فرار أحدهم وتنحي الآخر وإن كان تنحيا صوريا خدع به شعب مصر حيث لا زال مبارك يحكم من قصره في شرم الشيخ عبر أزلامه سواء في المجلس الأعلى للقوات المسلحة أو الحكومة التي تركها بحجة تسيير الأعمال أما الحكام الآخرون فلا زالوا يتشبثون بالكراسي بأيديهم وأسنانهم ومع ذلك هم زائلون لا محالة ..

 

ولكن السؤال الذي يفرض نفسه كيف هكذا فجأة تذكر الشباب العربي أنهم يعشون ضمن شعوب مقهورة مذلولة مضطهدة ¿ وكيف فجأة اشتدت فيهم المعاناة بالظلم والجوع وانعدام الحريات والديمقراطيات وتفشي البطالة والعطالة بينهم ¿ مع أنهم ليسو صغارا حتى لا يحسوا بكل تلك المعاناة إلا متأخرين حيث أن أصغر واحد منهم لا يقل عمره عن عشرين عاما وهؤلاء قلة بينما الأغلبية من الثائرين المحتجين يبلغون الثلاثين عاما أو الأربعين وربما أكثر من ذلك فلماذا لم تحدث الانتفاضات والثورات والهبات الجماهيرية إلا الآن ¿ وبشكل متسارع كتفشي النار في الهشيم ..

 

وامتدت العدوى من تونس إلى مصر وإلى ليبيا واليمن والجزائر والبحرين وموريتانيا وكأنهم كانوا على موعد متفق عليه ينفذون خطة جبارة محكمة مرسومة لهم تسير بتسلسل وتتابع لتؤكد أن القضية ليست قضية ثورات وانتفاضات شبابية شعبية فقط ولا هي بفعل ذلك المارد ألـ( فيس بوك ) الذي نعرف أنه ليس اختراعا جديدا وأن له عدة سنوات ثم أن هناك أحداثا سابقة كان يمكن أن تكون سببا أقوى ومبررا أشد للثورات والانتفاضات الشبابية والشعبية ضد الأنظمة والحكام العرب أحداث أدمت القلوب جميعا كغزو العراق وتدميره وإسقاط نظامه الوطني وتمزيقه أو كاجتياح إسرائيل لقطاع غزة وممارسة أبشع أنواع التنكيل والإبادة فيها وتدمير منشآتها وقتل أبنائها تحت سمع وبصر جميع الحكام العرب ولم يحرك أي نظام عربي ساكنا ولم تثر الشعوب حينذاك على حكامها المتخاذلين ..

 

ولكن فجأة وبقدرة قادر أو بخطة مشبوهة محكمة وعبر ألـ( فيس بوك ) والتواصل من خلاله ثار وفار البركان وانقلب الحال من خلال شباب ذلك الفيس بوك الذين ظهروا وأفاقوا كأنهم كانوا نياما في غفوة طويلة لم يصحوا منها إلا بفضل ذلك أل ( فيس ) الذي يقيم الشعوب ولا يقعدها فتزلزلت الأرض من تحت الحكام وأطاحت ببعضهم وإن لم تطح بأنظمتهم التي لا زالت باقية بوجوه جديدة وبأسلوب جديد فيه من الإرضاء للثائرين وفيه من التمسك بأجندة ليست بعيدة عن الماضي القريب لن تعرف إلا مستقبلا ..

 

فما يقوم به المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر يعطي مؤشراٍ واضحاٍ على أن الإرادة الشعبية ليست هي كل شيء في خططه واهتمامه ولكن هناك أجندة أخرى تنفذ من خلال من بقي من أزلام مبارك سواء في الجيش أو في الحكومة التي يرأسها أحد من عينهم مبارك قبل أن يتنحى أما تهديده أي الجيش للمعتصمين في ميدان التحرير يوم الجمعة الفائت بإيقاف الاعتصامات وإلا سينزل فرقا عسكرية لتفريقهم بالقوة فليس إلا دليلا على ضيقه بهم وبمطالبهم التي تعهد بتنفيذها والعمل بها وهكذا ستسير الأمور في كل الدول العربية فسينتهي نظام أو حاكم ليأتي نظام آخر وبالديمقراطية المفصلة والمحسنة ليكون نسخة أخرى ممن سبقوه والأيام بيننا ..

 

فالتغيير أبدا لا يكون بالفوضى أو بالسذاجة وانعدام الخبرة والتجربة التي قد تتسبب بتضليل وخداع الشعوب وثائريها ببعض المظاهر الشكلية المخادعة والاستجابة لمطالب لن تتحقق فهناك علامة استفهام كبيرة حول حكاية ذلك ألـ( فيس بوك ) وأثره وتأثيره وحول التوقيت المتزامن لكل الثورات والانتفاضات في الدول العربية فالأكمة وراءها ما وراءها والأيام ستنبئ ببمواطن الأحداث أما الحكام والأنظمة العربية سواء من سقط منهم أولم تسقط فلا أسف عليهم فكلهم أعداؤنا قاتلهم الله ..

 

ولكنا نخشى أن تتكشف الأمور على أشياء أسوء وأبشع مما نتصوره أو نتوقعه أما التغيير المتعقل والسليم والصحيح المبني على تغليب المصلحة الوطنية فإنه مطلوب ومرغوب وبالذات في اليمن الواحد الموحد الذي يأتي عبر الوسائل والطرق المشروعة والدستورية والمرتكز على الثوابت الوطنية ومن خلال صناديق الانتخابات والحوار الوطني الصحيح لا عبر الهوجة والمكايدة والمماحكة والدعوة لعودة الإمامة والتشطير وفك الارتباط فك الله رقابهم التغيير إلى الأفضل لا يرفضه إلا إنسان عديم الإحساس متبلد المشاعر تعود الذل ومسح الأجواخ وتقبيل الأقدام أما التغيير الذي يأتي وفق رغبات وأهواء خارجية وضمن خطط مشبوهة عبر ألـ( فيس بوك ) أو غيره تهدف إلى تحقيق أجندة خاصة لأعداء الأمة العربية وأحلامها في التوحد والحرية فلا نريده ولا نرغب فيه أبدا مادامت هناك تنازلات كبيرة وكثيرة طرحها النظام اليمني والرئيس الصالح ربما تكون أفضل من التغيير الذي لن يكون إلا بالتدمير والخراب وسفك الدماء وإزهاق الأرواح..

 

ويا فرحة ما تمت !!

 

عند ما أذيع ونشر الخبر بأن الرئيس الصالح وجه بفتح مكتبه لكل المواطنين بكافة شرائحهم وفئاتهم لعرض مطالبهم وشكاواهم عاد بي الخيال إلى ذلك العهد الرشيد عهد الرسول محمد صلى عليه وسلم وعهد أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب عند ما كان الناس يأتون إليهم ويدخلون عليهم دون حواجز أو موانع أو حراس ليعرضوا شكاواهم ومطاليبهم وأحوالهم فيجدون كل ترحيب وإنصاف واهتمام من الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم ومن صحبه وخلفائه ..

 

فكانت الفرحة لا توصف بعودة ذلك العهد الرشيدي في عهد الرئيس الصالح إلى أن فوجئ الناس جميعا بأن ذلك الخبر فهم خطأ وأنه لا أساس له من الصحة فقد أوضح وبين مصدر مسئول في مكتب رئاسة الجمهورية أن الرئيس لن يستقبل ويلتقي إلا الوفود فقط التي تأتي من المحافظات كما هو حاصل الآن والتي نتابع أخبارها عبر شاشات التلفزيون أما العامة من الناس والأفراد فسيستقبل شكاواهم ومطالبهم وتظلماتهم موظفو المكتب الرئاسي ويبحثون فيها ويردون عليها وذلك ليس بجديد فنحن نعرف أن هناك مكتبا للمظالم في الرئاسة ولكن من يخشى ذلك المكتب أو يهتم بتوجيهاته التي غالبا ما تكون مبهمة لا تعرف هل هي توجيهات أم ترجيات غير قابلة للصرف أو التنفيذ عند ذلك قلنا يا فرحة ما تمت وكأن الخبر ما جاء إلا لتهدئة النفوس المأزومة ليس إلا..
 

almogahed_m@yahoo.com  

Share

التصنيفات: منوعــات

Share