Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

حلول الأغنياء في الزمن الضائع!!

أنور نعمان راجح

 

لم تقدم اليمن حلولاٍ لمشاكلها القديمة والمزمنة منها والراهنة التي ساوتها بسائر الأقطار العربية التي تجتاحها المسيرات والاحتجاجات والاعتصامات بحثاٍ عن كل ما ليس موجوداٍ وصلت هذه القضية إلى الدول النفطية التي ظن حكامها أنهم بمنأى عن الاحتجاجات والمظاهرات التي عرفتها شوارع الجمهوريات الفقيرة منذ زمن ليس بالقصير.. كانت مشكلة الدول العربية الجمهورية والملكية الفقيرة تتمثل في قلة النفط وانعدامه أو غيره من الموارد غالية الثمن في مقابل زيادرة عدد السكان وفي ظل تلك الأزمات المتلاحقة غاب التكامل الحقيقي فعاش سكان الدول الفقيرة يفكرون بالخلاص من الفقر الذي عطل محركات التنمية وأنجب أسباباٍ أخرى للفقر وخلف انقسامات وصراعات بينما عاش سكان الدول النفطية حياة يحسدهم عليها الشرق والغرب وإن كان الفقر موجود عند شرائح اجتماعية عاشت خلف الأضواء ولم يصدق بوجودهم أحد.. اليوم تغيرت المفاهيم والحكايات كلها فلم يعد الفقر هو سبب الاحتجاجات والاعتصامات ومطالب التغيير المرفوعة في شوارع الدول العربية ومدنها ولم يعد مطلب الفلوس هو المطلب الوحيد للتغيير صارت لغة الحقوق والحريات عنواناٍ لمطالب غير الفقراء وهي كذلك بالنسبة للفقراء ولكن ظن حكام الدول الغنية بأن المليارات والرفاهية بالحدود المتاحة في بلدانهم سوف تقطع سبيل المطالب العصرية من الحقوق والحريات والتغيير ومطالب تختلف من بلد إلى آخر حسب الظروف والمواجهات الداخلية والخارجية.. ووصلنا جميعاٍ فقراء وأغنياء إلى ثورة الشوارع وإن لم تتضح هذه العملية بشكل جيد إلى اللحظة لكن شوارع الدول الغنية بدأت تتعاطى مع مطالب غيرها من شوارع العرب الفقيرة وسوف تشهد الأيام القادمة ما يعجز عن احتوائه الحكام في تلك الدول وما تعجز عن احتوائه المليارات وسائر الحلول المادية المقدور عليها هناك كانت الأصوات تتعالى منذ زمن بضرورة أن تشارك تلك الدول الغنية في تنمية الدول الفقيرة ضماناٍ لاستقرار المنطقة بأسرها واغلاقاٍ لأبواب يفتحها الشرق والغرب في بلاد العرب فلم يْستجب لتلك الأصوات وجرى التعاطي معها بنوع من الازدراء والتعالي..

 

كانت التنمية الحقيقية وإغلاق أبواب الصراعات الناجمة عن الجوع والفقر هي أحسن الحلول وأفضلها لتفادي ما يحدث الآن وما سوف يحدث لاحقاٍ ولكن يبدو أن الأوان قد فات وسرنا كلنا بالمظاهرات والاعتصامات سواء ولا فرق بين غني وفقير.. اليوم المليارات التي ستبذل للحلول والتي سوف تْجمد في مصارف سويسرا وأوروبا وأميركا ستصيب الجميع بالصدمة خصوصاٍ في ما يتعلق بالدول النفطية الغنية والتي اغلقت مسامعها لدعوات التنمية في الدول الشقيقة الفقيرة وكل تلك المليارات والأرصدة التي ستضيع في الزمن الضائع كانت ستحمي كل الدول من حال يبدو أنه صار محتوماٍ وسيئاٍ للغاية..

 

Share

التصنيفات: منوعــات

Share