Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

إعـــــادة نظر

سْـئل سقراط من قـبل تلاميذه: ما هي الفضيلة وما هي الرذيلة فأجاب سقراط بأن العلم هو الفضيلة والجهل هو الرذيلة حينها سأله أحد تلاميذه: ولكن هناك من يمتلك العلم ومع ذلك يمارس الرذيلة فقال سقراط: إذن فعلمه ناقص.

 

العلم هو الأساس والركيزة الأهم في تنمية المنظومة القيمية والأخلاقية لأي مجتمع لذلك كانت أول آية أنزلها الله علي سيد الخلق ” اقرأ” التربية والتعليم تربي في الفرد ثقافة معينة وهذه الثقافة أما أن تساهم في بناء المجتمع أو تسارع في انهياره وتفككه .

 

واعتقد انه لا يوجد من يخالفني الرأي في أنه لو صلح التعليم في بناء أجيال تْربى على النزاهة والإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن لصلح القضاء الذي يحتاج إلى قضاء والصحة التي تشكو من فقدان العافية ولو نجحت التربية والتعليم في مهمتها لإعداد إنسان لديه القدرة على وضع قانون لتنظيم حياته ومن ثـِم احترام هذا القانون والاحتكام إليه في كل قضية تعترضه لو جد هذا الإنسان ولن نسمع بعدئذ عن مريض مات بسبب استهتار الطبيب الذي زاد من كمية المخدر أثناء العملية أو عن قاض يماطل في النطق بالحكم على الخصوم لكي يستمر في حلب جيوبهم أو عن معلم لا يدرك دوره ورسالته فيغض الطرف عما يحدث في اللجان الامتحانية مقابل تخزينة إن هذه الأوضاع التي نعاني منها ونلاحظها باستمرار تدفعنا إلى أن ندق ناقوس الخطر والإشارة بأصابع الاتهام إلى دور التربية والتعليم المعاق عن اداء ما هو منوط بها من إعداد الإنسان بكل القيم والمبادئ لتخرج لنا جيلا سويا يعي معنى وطن ومعنى مسئولية يجب على وزارة التربية إعادة تأهيل المعلم لأنه الصانع الحقيقي للطبيب الماهر والقاضي النزيه والمهندس المبدع.

 

قد يقول قائل بأن ما يحدث ليس نتيجة للدور السلبي لوزارة التربية والتعليم وحسب وإنما للثقافة المغلوطة التي تـْربي بها الأسرة أفرادها وهذا صحيح فالأسرة أيضا تساهم في بناء الفرد سلباٍ أو ايجاباٍ أدركت ذلك حين رأيت طفلاٍ برفقة صديقة يحاولان ان يقتلعا الطوب من سور مدرسة الإمام الشافعي سابقاٍ ومدرسة السلام حالياٍ حين سألته لماذا يفعل ذلك ¿!لم يكلف نفسه عناء النظر إلي وقال وهو يواصل قلع الطوب من السور: ما عليش حق الدولة !!!

 

الأسرة من ربت في هذا الصغير الاستهتار بالمنشآت الحكومية وفي هذه الحادثة كان الجواب على الكثير مما يحدث في معظم المدارس التي يتم ترميمها بالملايين ولا يحول عليها الحول حتى تكون اسوأ مما كانت عليه حتى الدار التي تأوي الأيتام تشكو من الحقد على كل ماهو حكومي فدورة المياه والمرافق الأخرى تشكو من الصلف في استعمالها ولو استمرت الثقافة نفسها والتربية نفسها فلن تكون هناك تنمية الجهل الذي تعاني منه الأسرة التي تربي ابناءها على الحقد على منشآت هي في حقيقة أمرها ملك لهذا الطفل ولابنه من بعده و جزء من الكل الذي يجب أن نعشقه ونخلص له وهو الوطن الذي لا بديل لنا عنه.. لذلك لا سبيل إلى تغيير الثقافة المغلوطة التي تعاني منها الأسرة سوى التركيز على محو الأمية في بلادنا فالأمهات هن الجناح الثاني لطائر ننتظر منه ان يسمو ويرتفع.

 

لهذا يجب إعادة النظر في استراتيجية التعليم فنحن بصراحة نتقدم إلى الخلف أين الحصص المكتبية !! اين حصص الموسيقى التي تهذب النفس وتربيها على حب الجمال !!فالروح التي لا تتربى على حب الرسم والموسيقى من الصعب ان تقودها إلى معرفة الخير الحب والحق.. وثمة عبارة قالها شكسبير في مسرحيته يوليوس قيصر يبين فيها أهمية الموسيقى في تهذيب النفس قال: احذروا من كاسيوس فهو رجل لا يحب الموسيقى.

 

 أين حصص التدبير المنزلي التي تعد الأم لتكون يداٍ منتجة في أسرتها وفي المجتمع !! ولماذا لا يوجد من بين رجال الأعمال في بلادنا  سيد أو سيدة عظيمة مثل سوزان مبارك يدعم مشروعاٍ رائعاٍ مثل مشروع القراءة للجميع¿!
 

إيمان عبد الوهاب حْميد

Share

التصنيفات: ثقافــة

Share