Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

اللحظة الفارقة

عوض بامدهف
لعل من أبرز غرائب ومفارقات الإنسان في هذه الحياة أنه الوحيد الذي يحتفل ويحتفي ويبتهج بل ويفرح ويسعد وينتشي بانقضاء ووداع عام مضى من عمره القصير أصلاٍ في هذه الدنيا الفانية.. وقدوم واستقبال عام جديد.. مصدر الغرابة هنا أن الإنسان يكون في هذه اللعبة المزدوجة الدائمة التكرار هو الخاسر الأول والوحيد في خضم تداعيات مرور الزمن وكر الأيام.. وذلك التعاقب الأزلي بين الأدبار والقدوم.. لأن عاما يمضي ولا يعود البتة ينتقص من عمر الإنسان عاماٍ لا يعوض على الإطلاق وغير قابل للاسترداد أبداٍ. فهذا العام المنصرم هو بمثابة ورقة صفراء تسقط من أوارق شجرة العمر التي سرعان ما يصيبها التلف والخريف المزمن.. وكم في شجرة العمر من أوراق لا أحد يعلم أو يدري..
مع هذه الحقيقة الساطعة.. ما يزال الإنسان وبغباء شديد يمارس طقوس الفرح والابتهاج في تلك اللحظة الفارقة والمزدوجة التي تتعاقب عليه بشكل رتيب وهكذا يمضي الإنسان أيام وسني عمره معلقاٍ ومحصوراٍ بين تداعيات لعبة الوداع والاستقبال ويرافق ذلك اصرار غبي من الإنسان على التواصل مع هذه المفارقة العجيبة بل وانتظارها وترقبها بكل ما أوتي من قدرات على الشغف واللهفة ليقضي رغم هذا كله أوقاتاٍ حميمة في أحضان اللحظة الفارقة رافعاٍ شعار (أن  قطار العمر في كل الأحوال يسير في خطه المرسوم صوب محطة الانتهاء والفناء – شاء الإنسان ذلك أم أبى فلا خيار له أصلاٍ في ذلك البتة وعام سعيد ومثمر والجميع بألف خير..
Share

التصنيفات: ثقافــة

Share