Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

صْحف بلا صحافة

الملاحظ لهذا الكم الهائل من الصحف الأهلية والحزبية سيعتقد أن الفائض الصحافي وصل ذروته في بلادنا واننا نعيش نهضة ثقافية وصحافية تضاهي البلدان التي تحررت شعوبها من الأمية.

 

والحقيقة أننا على العكس من هذا المفهوم تماماٍ وأن هذه الإصدارات الكثيرة إنما هي نتيجة المساحة الديمقراطية الواسعة من حرية الرأي والتعبير التي منحتها لنا دولة الوحدة منذ قيامها في الثاني والعشرين من مايو عام ٠٩٩١م وعملت على صيانتها والحفاظ عليها كمنجز مهم في حياة شعبنا لكي تتبارى على رحاها الأقلام وتتحقق الأحلام في ربوع هذا الوطن وشعبه المقدام ايماناٍ منها بعظمة الرسالة الصحافية وبالدور المهم الذي تقوم به الصحافة في حياتنا العامة واستوجب من حملة الأقلام إدراك هذه الأهمية والنأي بكتاباتهم عن سفاسف الأمور التي تضرهم وتنزل من شأنهم ومن قدرهم قبل غيٍهمú.

 

وهو ما يجب أن يفهموه ويعملوا على تأطيره في كتاباتهم وجعل أقلامهم محاريث لإصلاح ذات البين وزرع بذور الخير والحب والوئام بدلاٍ من فتقها وتحويلها إلى معاول هدم وخناجر مسمومة يطعنون بها الوطن ويحدثون فيه جراحات عميقة تدمي قلوب أبنائه الشرفاء ووطنيتهم المثالية حيث يتألمون لألمه ويفرحون لفرحه بعيداٍ عن مزامير المرجفين وأبواقهم المأجورة التي تريد أن تحول نعمة الوحدة إلى نقمة تحدث شرخاٍ داخل الجسد الواحد والبيت الواحد مع أن الواقع يفرض عليهم أن يقابلوا هذا الجميل بالجميل لا بالقبيح فهذه الأعمال ليست من شيم اليمنيين ولا من أخلاقهم التي اتصفوا بها.

 

فليس أجمل من هذا المناخ الديمقراطي الذي نعيش ونتنفس طراوته في مختلف حياتنا إن للوطن على حملة الأقلام وبالذات الصحفيين الشىء الكثير بل ويلزم تقديم الكثير لاثبات ولاءاتهم ورد بعض مما عليهم لهذا الوطن الذي منحنا الكثير ولم نعطه سوى القليل بل أننا لن نصل إلى أي مجد ما دامت أقلامنا مغموسة في محابر الوهم والكتابة على أوراق التضليل والعبارات الآسنة التي لم ترتق في صياغتها إلى مستوى الأحداث وتدوين التواريخ التي تشكل هويتنا وأساس وجودنا فالحاضر نواة المستقبل والقادم امتداد للحالي أي أن المستقبل تشكله إرادتنا النابعة من  بوادرنا وانعكاسات اتجاهاتنا ومتى وصلنا إلى هذه الحقيقة وشنفا بأقلامنا وأفكارنا وسخائم صدرونا وعرفنا بأن المحصول لا يكون إلا بقدر المجهود فإننا سنقود بلادنا وأمتنا إلى طريق الخير والسلام والتطور فالحرية لا تعني المناكفات وإطلاق العبارات المشتاطة والتهكمات المجردة من مفاهيم المهنة وأخلاقها السامية التي تتحدد بالكيف قبل الكم وقديماٍ قالوا الصمت أبلغ واجمل أحياناٍ من أي كلام ليس فيه خير والحرف إجمالاٍ لا يقاس بالهرف والذرف بل بالمعرفة والجزالة والقدرة على الغرف من بنابيع اللغة والصرف..
 

 

عبدالله أحمد مرعي

Share

التصنيفات: منوعــات

Share