Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

العصافير ما تلعب على النسر!!

»إذا كان النظر مسموح أشوفك كل يوم وأروح« »خذلك نظرة وصل على النبي« »اللهم اعطهم ما تمنوه لي« …. إلخ من العبارات التي تكتب على زجاج الباصات والتاكسيات والمركبات المختلفة وهنا أحب أن أقف عند عبارة »العصافير ما تلعب على النسر« سوف أترك كل العبارات رغم أهميتها السوسيولوجية وما تحمله من معان وما تقوله عن هذا السلوك عموماٍ »سلوك الكتابة على الزجاج وعلى الجدران وعلى العملة وعلى كل ما يحتمل أو لا يحتمل الكتابة عليه«.. المهم في الأمر أن عبارة واحدة تسود في كل المركبات ولا تجديد ولا جديد في العبارات المكتوبة ويلاحظ أنها عبارة عادية جداٍ وفيها تلامس وتداخل في مفهومها العام وتنصب في علاقة الناس بحسادها بأصدقائها غير الجيدين كقولهم اللهم اعطهم ما تمنوه لي!

أما حكاية العصافير التي لا تلعب على النسور أو الصقور فهذه فيها تحد مع أنه لا يوجد نسر كرمزية للقوة والحرية والتعالي على بقية العصافير.. لأن السلوك السائد هو السلبية والمفهوم العام عند السائقين وغيرهم »إبرد لك« اللامبالاة وعدم الاكتراث لما يدور وعدم رفض الباطل أو المنكر.. كيف يكون نسراٍ وهو يفتعل المشاجرات يومياٍ من أجل عشرة ريالات أو من أجل كلمة لا تستحق¿

كيف يكون نسراٍ والنسور تحترم قانون المكان والزمان والسائقون في بلادنا لا يعرفون عْرف النسور.. ومن هم النسور – حملة الصميل¿ كل سائق في بلادنا للأسف يحمل عصا في خزانته أو تحت كرسيه أي أنه مبيت النية للشر وجاهز لدخول أي معركة قد تكون الآن اليوم أو غداٍ.. ما هذه النسور الشريرة¿

إنهم يوحون للآخر بأن الدنيا محاطة بالشر من كل النواحي ولا خير في شيء حتى عندما تبدي تعليقاٍ على الكراسي المكسورة في المركبة أو صوت المسجلة العالي أو السرعة الجنونية أو…. إلخ يلتفت إليك »النسر« أقصد السائق في استغراب وفي حالة استنفار غاضبة للرد عليك وإذا اضفت كلمة حمل العصا – الصميل – وأقبل لضربك!! ويا لسوء الحظ إن كانت السيارة خالية من الركاب سينهال عليك »النسر« السائق ضرباٍ تتمنى لو كان هناك أي نوع من العصافير »لتفرع« وتتدخل!!

لا تتشبهوا بالنسور فالنسر طائر عزيز النفس سامي الطباع كما قال عنه الشاعر »كالنسر فوق القمة الشماء« كله ثقة يرى الأشياء من فوق أي أنه يراها بحجمها الحقيقي أما العصافير فمعظمها عصافير بعضها صغير وبعضها وسط ولا أحد كبير! تقتات من فتات طائر »الرخم« وهذه عصافير تشبه النسور لكنها تأكل الجيفة وبقايا الأكل أي بعد أن تأكل كل العصافير تأتي هي وعصافيرنا عكس ذلك تأكل بعد »الرخم« ولا تعرف كيف تغرد لأن صوتها تأثر بما تأكل..!!

إن عصافيرنا لا تملأ المكان فرحاٍ أو سروراٍ.. والنسور كما وصفتها دون تجنُ.. آمل أن تخضع العبارات المكتوبة بلا مبالاة على زجاج السيارات للتحليل النفسي والاجتماعي وستعرفون كم الأزمات والتناقضات التي نعيشها.. إقرأ المقال وصل على النبي..
 

محاسن الحواتي

Share

التصنيفات: الشارع السياسي

Share