Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

مشروع تسمية شوارع أمانة العاصمة .. مات في في مهده!

عبدالقادر سعد
عاصم السادة
منذ سنوات ومع التوسع العمراني الكبير الذي تشهده المدن الرئيسية وعلى وجه الخصوص العاصمة صنعاء والشوارع تخلق ويوضع لها حجر الأساس وتفتح دون أسماء وأمام كل ذلك تبرز بوضوح كامل الأهمية والضرورة الاقتصادية والاجتماعية والحضارية التي تتطلب تسمية الشوارع والأحياء السكنية بأسمائها وترقيمها..
والحقيقة أن هناك الكثير من الكتابات التي طرحت هذا الموضوع ضرورة تسمية وترقيم الشوارع والأحياء السكنية وبحيث تحمل أسماء تخلد الشهداء والأحداث التاريخية الهامة والشخصيات البارزة والخالدة وأهمية أن تأخذ مكانها في ذاكرة الأجيال الجديدة.
لكن الواقع يشهد أن شيئاٍ من هذا لم يحدث وأن الأمور لا تزال كما هي عليه.. فما هي المشكلة¿ وإلى أين وصل العمل في مشروع تسمية وترقيم أحياء وشوارع العاصمة صنعاء¿!
قرأنا كثيراٍ  عن لجان عديدة شكلت بهدف تولي وضع أسماء شوارع وأحياء العاصمة وسمعنا عن أخطاء عديدة وقعت فيها تلك اللجان وحسب أحد المهندسين المشرفين على مشروع التسمية والترقيم فإن المشروع بدأ في عام ٣٠٠٢م بتنفيذ المؤسسة الاقتصادية ووزارة الأشغال غير أنه فشل ولا يوجد منه سوى بعض اللوحات والأرقام وأهم أسباب الفشل عدم وجود تنسيق بين الجهات المعنية مثل المياه والهيئة العامة للمساحة والأراضي والتخطيط العمراني وعدم وجود الرؤية الواضحة والتصور الكامل للمشروع.
موت مبكر
ومطلع العام الجاري عاد الحديث عن هذا المشروع ليتصدر عناوين الأخبار في وسائل إعلام مختلفة وجاء في التفاصيل أن العمل في مشروع تسمية وترقيم أحياء وشوارع العاصمة صنعاء »المرحلة الأولى« سيدشن رسمياٍ في شهر مايو ٠١٠٢م ولمدة ٢١ شهراٍ!!
لكن شيئاٍ من هذا لم يحدث والفترة الفاصلة بين نشر وتداول هذه الأخبار وكتابة هذه السطور تشير وتؤكد أن المشروع مات في وقت مبكر!!
أكثر من نظام
بالنسبة لعملية التقسيم يؤكد المعنيون في أمانة العاصمة التزامهم بالمعايير والشروط العالمية من خلال استخدامهم أكثر من نظام عالمي فقد تم الدمج بين نظامين »نظام الترقيم فقط بدون أسماء ونظام تسمية بحتة بدون أرقام« بحيث ستطلق تسميات على الشوارع الكبيرة والحيوية وترقيم الشوارع الداخلية في الأحياء!!
أما المشكلة فتكمن في عملية التسمية حيث ظهرت فيها اشكاليات وعوائق كثيرة كاختيار الشخصية وأقدميتها بالإضافة إلى وضع الشخصية وهل يليق بها هذا الشارع دون شخصية أخرى.
انتقادات
وقد أثارت عملية التسمية جدلاٍ واسعاٍ ووجهت لها الكثير من الانتقادات خصوصاٍ حول ما يتعلق بالهدف من وضع أسماء محافظات ومديريات وأودية باعتباره تجسيداٍ للوحدة اليمنية مثل شارع »المهرة« و»زنجبار« و»الضالع« و»ردفان« و»وادي حضرموت « و»وادي الحسين« و »وادي تبن« .. إلخ.
الدكتور عبدالعزيز المقالح تصدر رأس قائمة المنتقدين لعملية التسمية ووصفه بالمشروع »الهزيل بكل المعاني والمقاييس« وأن بعض الذين تولوا وضع أسماء شوارع العاصمة – قديماٍ وحديثاٍ – »لا يحترمون أسماء الشهداء وهذا من حقهم لكن عليهم أن يحترموا تاريخ هذا الوطن.. التاريخ القديم بأعلامه الأجلاء من علماء وقادة تاريخيين ومفكرين ومبدعين!!«
وقد نبه د. المقالح إلى ما احتواه المشروع المقترح من خواء واقحام لأسماء المناطق والمديريات والنواحي بالإضافة إلى أخطاء جديدة تضاف إلى أخطاء اللجان السابقة التي »وقف جهدها الطويل عند توزيع أرقام منجزاتها المالية على الشوارع وكأن اليمن قد خلت عبر تاريخها من أعلام يستحقون أن يخلدوا وأن يتذكرهم الناس في الذهاب إلى منازلهم والاياب!!«
»قاموس مناطقي«
ووفقاٍ للمقالح إن ثمة من أراد أن يوهم الناس بأن هناك إلى جانب أسماء النواحي والمديريات أسماء بعض مشاهير اليمن وقد كانت تلك الأسماء محصورة في ربع صفحة فقط تضم أسماء محدودة جداٍ من أعلام اليمن منذ الجاهلية إلى العصر الحديث وهي أسماء جديرة بأن تأخذ مكانها في الشوارع والميادين ولا اعتراض على دورها في هذا المشروع بل هي الشيء المقبول والصحيح في القائمة الطويلة التي لا معنى لها أما الذي أصبح محل شجب واستنكار فهو مئات الأسماء التي ستتحول معها العاصمة إلى قاموس مناطقي لأسماء القرى ومراكز المديريات والنواحي وهو الأمر غير المسبوق في أية عاصمة أو مدينة في العالم مهما كانت المبررات والأعذار والتخرصات ومنها المزاعم »الوحدوية« وكأن الوحدة لن تثبت في منطقة إلا إذا كان اسمها سيحتل واجهة في أحد شوارع العاصمة!
ويضيف د. المقالح: ومن المؤسف أن يتولى التقنيون من مهندسين وتنفيذيين تسمية شوارع العاصمة وفق مزاجهم الشخصي!!
حل العشوائية بالعشوائية
لقد شهدت أمانة العاصمة في الأونة الأخيرة تطوراٍ عمرانياٍ مهولاٍ حيث عدد الأحياء الجديدة كل عام حسب مصادر مطلعة »٦٢« حياٍ وتجاوزت عدد شوارعها الـ ٠٠١ شارع ونتيجة للتطور العمراني التقت أمانة العاصمة بمحافظة صنعاء وأصبحت الأمانة والمحافظة في إطار جغرافي واحد ومعظم الأحياء الجديدة لم تنل حقها من التخطيط أو التنظيم ومن الخدمات بل أن بعض النافذين أطلقوا أسماءهم على بعض أحياء الشوارع والأحياء الجديدة.
عشوائية
يقول معين المحاقري – وكيل أمانة العاصمة – لقطاع الشؤون الفنية أن العشوائية في تسمية الشوارع دفعت أحد المتنفذين إلى البناء وسط الشارع في شارع ٤٢ القريب من »دار سلم« بقوة السلاح ولم يكتف بذلك بل أطلق اسمه على الشارع وعلى نفس المنوال أطلقت مسميات لعدد من الأحياء التي يقطنها بعض رجال الأعمال ولكن حل العشوائية بالعشوائية يزيد الأمر سوءاٍ ويدل على مدى الارتجالية في التخطيط والتنظيم  فالإجراءات المتبعة في تقسيم وتسمية وترقيم الشوارع والأحياء السكنية تمثلت بإعداد الخرائط والمخططات الرئيسية للأمانة وقسمت الأمانة إلى قطاعات وكل قطاع يحتوي على مجموعة من المناطق وكل منطقة إلى وحدة جوار »أصغر وحدة مساحية« ويضيف: من المستحيل أن يتقبل الناس تحويل شارع الزبيري إلى اسم آخر كما أن الاستحالة تفرض نفسها بقوة على تغيير مسمى أي شارع ارتبط بأحداث تاريخية في زمن الثورة لا يمكن تجاوزها.
هناك العديد من شهداء اكتوبر وسبتمبر البارزين الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الثورة والجمهورية وهناك رموز وطنية قدمت للوطن أرواحها ودماءها الزكية خلدهم المنصفون وخلدهم التاريخ ولم يطلق بأسمائهم شوارع في مدينة ما.
توقيف تسمية الشوارع
في أمانة العاصمة حيث  الجهة المختصة في تنفيذ هذا المشروع كان لنا لقاء مع أحد أعضاء اللجنة المختصة بتسمية شوارع العاصمة صنعاء »فضل عدم ذكر اسمه« حيث قال: أنه تم إقرار المناقصة الخاصة بألواح أسماء شوارع العاصمة والبالغ عددها »125« لوحة عليها أسماء الشوارع الجديدة للعاصمة حيث سيتم توزيعها على الشوارع.
متوقعا أنه سيتم توقيف بعض تسميه الشوارع الأخيرة والمتعلقة بالمديريات والنواحي ولاسيما بعد اعتراض الدكتور المقالح على الآلية التنفيذية المقترحة من بعض الأشخاص وفقاٍ للمزاج الشخصي!!
شحة الموارد
أمين جمعان أمين عام المجلس المحلي بأمانة العاصمة أوضح أن الإجراءات التنفيذية لمشروع تسمية وترقيم شوارع أمانة العاصمة مازال جارياٍ ومستمراٍ بوتيرة متسارعة حيث سيتم تنفيذ المشروع على مراحل حسب الامكانيات المتاحة لأنه لا توجد اعتمادات مالية كافية لتنفيذ المشروع في مرحلة واحدة وبالتالي سيكون أول مرحلة تنفيذية لمشروع تسمية وترقيم شوارع أمانة العاصمة مطلع العام 2011م وذلك عن طريق شركات مقاولات متخصصة في توزيع الأسماء والأرقام على المواقع والأحياء السكنية في عموم أمانة العاصمة.
وأضاف أن تسمية وترقيم شوارع الأمانة سيأخذ فترة طويلة نتيجة لما واجهه المشروع من صعوبات ومعوقات خلال الأيام الماضية والمتمثلة بإعادة دراسة المشروع وإقراره وكذا الجانب المادي وشحة الموارد التي يحتاجها المشروع..
Share

التصنيفات: تحقيقات

Share