Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

علاقة (الفدرة) بالفيدرالية

حافظ مصطفى علي

 

الناس دائما تميل الى تصديق ماترغب به بل تتوقع ماترغب به أن يكون واقعاٍ وهذا الامر كحقيقة انسانية له علاقة بمفهوم المرء الحقيقي ولا تميل الناس الى سرعة تصديق ما لا ترغب به وهذا يفسر عدم تعاملهم مع الحقائق.

 

هذه المقدمة تفضي بنا الى الحديث عن ماهية الحقيقة هل هي اتفاق عدد من الناس على تصديق حدوث واقعة ما أم هي وقائع حدثت ولا يمكن الاختلاف على واقعية حدوثها! والخلاصة من مثل هكذا نقاشات تؤكد أن الحقيقة تكمن في اذهاننا أكثر من الواقع ! وذلك ماجعل البشرية اثناء تسييرها أو إدارتها للحياة العامة تؤمن بشكل او بآخر بتعدد الآراء ووجهات النظر الى القضية الواحدة وكلما ازداد منسوب التحضر والمدنية مع تزايد خبرات الناس بالنفس البشرية كلما أصبح من المحرمات والتخلف وقلة الحكمة تسفيه الرأي المناهض للرأي السائد أو الرأي الذي تتبناه المجموعة الحاكمة.

 

إذن الحقيقة هي ماتلبي الحاجة في إطار الزمان والمكان أو النابعة من الثقافة أو هي الإيمان من خلال قرائن آنية بحدوث الشيء ربما يجد احدنا تعبيراٍ أكثر دقة لتعريف الحقيقة لكن لايمكن ان نجد تعريفاٍ يؤكد أن هناك اتفاقا شاملا من قبل البشرية على حدوث حقيقة معينة مهما بلغت من الأهمية بمعنى أن الحقيقة يمكن أن نجدها كاملة وموضوعية ضمن محددات وخصوصية معينة.

 

والمشكلة عزيزي القارئ الذي يمكن ان تكون مختلفا معي في هذا الطرح – واحترم هذا الاختلاف باعتباره طبيعة بشرية- المشكلة أن هناك من يدعون أنهم يملكون الحقيقة ويتصرفون ربما بحسن نية تجاه المخالفين لهم بريبة وشك تصل حد العداوة. لهذا يتصف العالم اليوم بعد ان قطع شوطا لابأس به من فهم سيكولوجيته بالتوحد على قاعدة الاعتراف بالتعددية أي الاختلاف بالرغم من عدم دقة معنى الاختلاف في مقارنته بالتعددية ذلك ان التعددية اقرب إلى مفهوم الصفة والطبيعة بينما الاختلاف اقرب إلى مفهوم التضاد! لهذا يحق لنا ان نتساءل من خلال المقارنة بين الفيدراليات والمركزيات عن مدى النجاحات التي حققتها اي من الطريقتين في ادارة الحكم وهل هناك فعلا شعوب لا تستطيع ان تحكم نفسها ديمقراطيا وهل هناك ارتباط بين الوعي وشكل الحكم ام ان ذلك لا يمت بصلة الى الشكل العام لطبيعة الحكم¿. وهل هذا العصر هو عصر الفيدراليات العملاقة على حساب المركزيات الآفلة أم أن الواقع يتفاعل اليوم بشكل يجمع بين الشكلين ربما مهجنين (المركزية المفدرلة) او (الفيدرالية الممركزة).. وليس هناك افضل من الحوار الآتي – حدث في البرلمان اليمني قبل عدة سنوات – لأنهي به زختي لهذا الاسبوع: ممثل عن الحزب الاشتراكي اليمني: لابد من تحقيق شكل من اشكال الفيدرالية بدلا من المركزية.. ممثل عن المؤتمر الشعبي: اذا تريد أن نتقاسم ثروة البلاد (بفدرة لي وفدرة لك) ممثل عن الحزب الاشتراكي: اذا كل تريد (الفدرة لك).

 

هذا الحوار ربما يكشف عن العمق الاقتصادي للخصوصية الاجتماعية وما المقارنة بين الفدرة والفيدرالية إلا دليل على ذلك..
 

Hafed_aden@yahoo.com

Share

التصنيفات: منوعــات

Share