Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الهيلمة : تعثر الصحف دليل افتقار اصحابها للمهنية

قالت إن تعثر العديد من الصحف واختفاءها لا تتحمل الحكومة ووزارة الإعلام ومؤسسات الدولة المسؤولية الكاملة عنها لأن تعثرها دليل افتقار القائمين عليها إلى القدرة على الإدارة الناجحة عدا أن بعضهم كان هدفه الربحية فحسب واستدركت ســيدة الهيلمة رئيـــسة تحرير صحيفة المرأة بالقول: ولكن لا يمكن إعفاء وزارة الإعلام والمؤسسات الحكومية من شبهة التقصير!!

 

وأضافت في حوارها مع »الوحدة« أن الصحافة اليمنية حققت خلال العقدين الأخيرين نقلة نوعية في تقديم نماذج وأساليب جديدة في التعامل مع الأحداث والأفكار والقناعات ودخلت إلى كهف المسكوت عنه برغم أنها لم تلتزم بأية خطوط حمراء كانت أو سوداء وقضايا أخرى في ثنايا السطور التالية:

 

حـاورتــــها/رجـــــاء عاطــــف

 

> هل لكم أن تعطونا نبذة مختصرة عن بداياتكم الصحفية¿

 

>> بداية أشكركم على هذا اللقاء وبخصوص البدايات لإصدار صحيفة المرأة في عام 1993م صدرت الصحيفة كملحق لصحيفة منبر الإعلام التي كان يصدرها قسم الإعلام في جامعة صنعاء قبل أن يتحول القسم إلى كلية سميت منبر المرأة وفي عام 1994م أصبح للصحيفة اسم مستقل »صحيفة المرأة« وكان يملكها الزميل العزيز أحمد السياغي وفي عام 1996م من العدد العاشر اشتريت الصحيفة منه لأنه أراد أن يهتم بصحيفته الأساسية منبر الإعلام وأصبحت الناشرة ورئيسة التحرير ومعروف أن البدايات الأولى لها تحدياتها ولها أيضا ذكرياتها الأولى. ثم عملنا بخبرات وكوادر إعلامية امتلكت المهنية الإعلامية وكان الأهم حينها أن نؤسس لتجربة إصدار صحيفة اجتماعية وثقافية وفي ذات الوقت تهتم بقضايا المرأة اليمنية والعربية وبقضايا النساء عامة.. وقد حاولنا أن نبرز دور المرأة ونهتم بنشاطاتها المختلفة وترجمتها إعلامياٍ وهذا كله بعد أن استقرينا في مقر خاص للصحيفة.. فقد استطعت أن أدفع إيجار الصحيفة وأعطي المحررات مكافآت بفضل الله وبفضل دعم الأستاذ علي حسن الشاطر رئيس دائرة التوجيه المعنوي الذي كان يطبع لنا الصحيفة مجانا تشجيعا لنا ولعملنا.

 

> المرأة اليمنية.. كان لها مشاركة في دعم ثورة 26 سبتمبر وثورة 14 اكتوبر هل ساهمت الصحيفة في إبراز هذا الدور¿

 

>> بالطبع صحيفة المرأة قدمت نماذج مشرفة لمناضلات يمنيات في إطار النضال الوطني للثورة اليمنية شمالا وجنوباٍ.. وكتبنا عن مناضلات شهد لهن التاريخ بالعطاء واجتراح بطولات وأخص المناضلة اليمنية دعرة بنت سعيد فقد دافعت أيضا بالسلاح عن الوحدة جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل كما أن الصحيفة عملت على نشر كل الموضوعات التي تبلور رؤية إيجابية للثورة اليمنية ونحرص على أن نكون متابعين لمثل هذه الرؤى المعبرة عنها ليس فقط من خلال مشاركة المرأة اليمنية وإنما بعرض لكافة الموضوعات التي توثق لتاريخ الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر التي غيرت من واقع اليمن والشعب اليمني نحو الافضل.

 

> كثير من الصحف النسوية وغيرها توقفت ولم تتمكن من الاستمرار ترى كيف تمكنت صحيفة المرأة من الاستمرار وهل صحيح أنكم قد تتوقفون عن الإصدار ولماذا¿

 

>> استمرارنا يعتبر كالحفر في الصخر وهذا ليس اليوم فقط ولكن منذ بدأنا مجاهدة ومجالدة وتعب لا يتوقف نحن بإصدارنا الصحيفة شهرية اجتماعية وثقافية وتهتم بقطاع النساء والمرأة اليمنية إنما نقدم صورة إيجابية عن اليمن وعن قيادتنا السياسية خاصة ونحن الصحيفة النسوية الأولى التي ماتزال تكافح لتستمر أما كيف استمرينا وكيف نجحنا في الصمود حتى اللحظة فإنها حكاية طويلة أولى كلماتها تشير إلى الاستعانة براتبي حيث أني مدير عام في البنك المركزي اليمني وبدخلي الخاص مما أحصل من ايجارات الدكاكين التي تركها لنا الوالد رحمه الله في مدينة عمران وأيضا المجاهدة للحصول على إعلانات مضمونة الدفع بالرغم من ارتفاع كلفة إصدار صحيفة من رواتب ومكافآت إلى إيجارات وإصلاح أجهزة وطباعة ومؤخراٍِ تضاعفت كثيراٍ الكلفة العامة لإصدار صحيفة بحجم صحيفة المرأة »36« صفحة منها ثمان صفحات ملونة.. وللعلم أنها كانت 44 صفحة لكن اختصرنا الصفحات بسبب التكاليف كما ذكرت لك.

 

> هل ترون أن الصحافة قدمت مقاربة عن حياة وتوجهات المرأة اليمنية¿

 

>> الصحافة اليمنية عموماٍ مؤخراٍ وخلال العقدين الماضيين حققت نقلة نوعية في تقديم نماذج وأساليب جديدة في التعامل مع الأحداث ومع الأفكار والقناعات ودخلت إلى كهف المسكوت عنه وتحملت أعباء المسؤولية الديمقراطية والحريات العامة وحرية القول بجراءة رغم أنها لم تلتزم بأية خطوط حمراء أو زرقاء أو سوداء.. ولكنها كانت عند مستوى المسؤولية الاجتماعية والسياسية.

 

أما اهتمام الصحافة بالنساء وبقضايا المرأة فإن إسهامها كان متواضعا جدا واكتفت بجعل المرأة قضية ديكور ديمقراطي ولا تكمن مشكلة تواضع الاهتمام بقضايا المرأة في الصحافة فقط وفي المؤسسات الصحفية بل في عدم تحرر الكثير من القيادات من اليهمنة الذكورية ومن التفكير الذكوري الاستعلائي الذي لايزال كثيرون وأحسبهم من المثقفين ينظر إلى المرأة بدونية غريبة.. ومع ذلك فلا تعفى الصحافة الرسمية أو الأهلية أو الحزبية من مسؤولية التقصير الواضح الذي تتعاظم أوزاره كل يوم والذي وصل بجميع الأحزاب حِدِ تعمْد إقصائها عن الشراكة الفعلية وحصولها على حقوقها..

 

> هل جسدت رؤاك هذه من خلال الصحيفة التي ترأسين تحريرها¿

 

>>  حقيقة نحن نحاول أن نقدم كثيراٍ من القضايا لكن لا أعفي نفسي من التقصير ودعني أوضح لك مسألة أساسية في هذا الجانب المسألة لا تستدعي فقط قيام صحيفة أو مؤسسة واحدة.. إن دعم المرأة اليمنية يحتاج إلى عمل منهجي بل إلى قدرات وتلاحم وتحالف صحافيات وسياسيات وقانونيات كثيرات والكل مدعو إلى موقف مساند لدور الإعلام لإحقائق حق المرأة!!

 

> بمناسبة احتفالكم بمرور 17 عاماٍ على إصدار صحيفة المرأة.. هل أنتم راضون عن أدائها اليوم¿

 

>> أود أن أشكرك بداية على توجيه هذا السؤال لأقدم إيضاحات مهمة أحب أن أؤكد مسألة مهمة هنا هي أن الحديث عن أية تجرية عملية وعن أي نشاط إعلامي أو ثقافي إبداعيأمر سهل جداٍ ولكن الأصعب والأكثر تحدياٍ هو الخوض في العمل والتجربة.. ومواجهة التحديات ومجاراة الاستحقاقات أمام النشاط الإعلامي وفي قضية معقدة.. وأعني قضية المرأة اليمنية وتوعيتها وتثقيفها وهذا دور محفوف بالعديد من المسائل الشائكة في مجتمع محافظ وله رؤاه الجاهزة والموروثة!!

 

> لكن هل أنتم راضون عن حصاد 17 عاماٍ¿

 

>> بالطبع.. نحن نشعر بكثير من الرضى مع تسليمنا بأن عملنا الإعلامي ونشاطنا الصحافي كان يمكن أن يكون أفضل بكثير مما قدمناه.. ولكن يكفينا شرف المحاولة.. ويكفينا أيضا شرف الاستمرار.

 

> على ذكر التعثر.. ترى من يتحمل المسؤولية¿

 

>> التعثر الذي أصاب العديد من الصحف التي اختفت أو التي تحولت بعضها إلى موسمية تعددت المسؤولية عن هذه الظاهرة..ومن الإنصاف أن لا نحمل الحكومة ووزارة الإعلام ومؤسسات الدولة كامل المسؤولية وعلينا أن نتحدث بصدق فالعديد من القائمين على تلك الصحف افتقدوا إلى القدرة على الإدارة الناضجة كما أن بعضهم انسحب عندما أدرك أن الربحية قد غابت عن إصدار الصحف لا سيما في ظل المنافسة القوية القائمة بين الصحف والمطبوعات التي وصلت اليوم إلى أكثر من 235 صحيفة ومجلة ومطبوعة تقريبا.

 

ولكن لا يمكن إعفاء وزارة الإعلام والمؤسسات الحكومية من شبهة التقصير وفي تنصلها من مسؤولياتها لإنجاح إصدار الصحف وخاصة الصحف الجادة!!

 

> أين تكمن مثل هذه الشبهة كما ترين¿

 

>> الشبهة أن تمنع الإعلانات عن الصحف وأن تطالب الجهات الرسمية بدعم صحف  بعينها أو تضطر مؤسسات حكومية لتقديم إعلانات للصحف خشية أن توجه إليها سهام النقد المتعمد أو تتفحص تلك الصحف الملفات المغلقة والمخبأة في كتاباتها الصحفية.

 

> هل يمكن أن تتعثر صحيفة المرأة¿

 

>> نحن لا نتمنى ذلك.. ونسعى بكل جهدنا لأن نجعل صحيفة المرأة تستمر وتواصل صدورها كصحيفة نسوية تمثل وجه البلاد في القطاع النسوي وجانب المرأة اليمنية.. ولكنني لا أخفيك علماٍ أننا نعاني من تضاؤل التمويل للطباعة والصدور خاصة بعد ارتفاع كلفة الطباعة وكلفة العمل والإنتاج الإعلامي وارتفاع أسعار الورق وغيرها.. كل هذه المشكلات مع تهرب المؤسسات العامة والخاصة من الإعلانات في الصحف تضع أمامنا وغيرنا من الصحف الأهلية عقبات وصعوبات نأمل ألاِ تضطر أحداٍ إلى التوقف والتعثر.

 

> كلمة نختتم بها الحوار¿

 

>> أجدها فرصة لأن أشكر رئيس تحرير صحيفة الوحدة على هذه اللفتة الكريمة والاهتمام بمسيرة 17 عاماٍ من التحدي على تأسيس الصحيفة..

 

وجزيل الشكر لأنه أفسح المجال أمام الصحافيات الشابات وأتمنى أن يتزايد العدد وأن تجد الصحفية التي في بداية الطريق من يدعمها ويساندها..

Share

التصنيفات: منوعــات

Share