Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

دوحة الوحدة

دوحة الوحدة
علاجك في‮ ‬الخارج‮!!‬
عادل خاتم
‮> ‬لماذا العلاج في‮ ‬الخارج جملة استفهامية طالما رددناها أكثر من مرة‮.. ‬في‮ ‬حين لم‮ ‬يستوعبها القائمون على الشأن الصحي‮ ‬في‮ ‬بلادنا ويحولونها إلى عنوان معهم لا‮ ‬يقبل مجرد التعليق أو أنصاف الحلول‮..‬
العلاج في‮ ‬الخارج جملة لم‮ ‬يقتصر التعاطي‮ ‬معها والتفاعل على الميسورين‮.. ‬بل أجبرت قسراٍ‮ ‬المعسرين أيضاٍ‮ ‬على القبول والتسليم وبعيداٍ‮ ‬عن الأسباب فإنقاذ الروح لا‮ ‬يخضع لمقياس الحجم المادي‮ ‬وإن كان هو الأساس إلا‮ ‬أن من سبقوك‮ ‬يرونك الطريق فالعائد من رحلته الاسعافية ما أن‮ ‬يعود إلى أهله وذويه حتى‮ ‬يقوم بشرح الحال والأحوال‮.. ‬ولا‮ ‬يتردد في‮ ‬سرد تفاصيل مميزات الانبهار عن طب الخارج‮ ‬الضوابط والنظام‮.. ‬و‮.. ‬و‮.. ‬وصولاٍ‮ ‬إلى التشخيص السليم الذي‮ ‬يقرر طبيب الخارج اتخاذ القرار المناسب‮.‬
كثيرة هي‮ ‬الحالات المرضية المهاجرة التي‮ ‬تلوذ بنفسها إلى الخارج وهي‮ ‬أكثر من أن تحصى إما بعد‮ ‬يأس شديد‮ ‬أو التعرض لصدمة التشخيص الخاطىء وما أكثر ضحاياه في‮ ‬بلادنا وما أشده فتكاٍ‮ ‬لا سيما على المعسرين ونقول هنا على المعسرين فقط لأن قرار الفرار لا‮ ‬يتخذ عادة إلا بعد جولة التأسي‮ ‬الداخلي‮ »‬الحالبة للجيوب‮« ‬بعكس الميسورين أصحاب القرارات الآنية‮.‬
خطأ في‮ ‬التشخيص‮ ‬مصطلح قاتل ساري‮ ‬المفعول‮ ‬يصوب إلى المريض في‮ ‬بلادنا فيزيده مرضاٍ‮ ‬وابتلاء ومحنة‮ ‬يجعله منذ تلك اللحظة لا‮ ‬يفكر بصحته قدر تفكيره بما‮ ‬يعينه على السفر إلى الخارج وإن كان ذهب زوجته إن كان لديها أو ايداع بصيرة منزله عند أقرب ميسور أو‮.. ‬أو‮.. ‬شيء من هذا القبيل للحصول على بعض الأوراق الخضراء‮.‬
العلاج في‮ ‬الخارج ليس حالة بل ظاهرة اتسع حجمها إلى الحد الذي‮ ‬لا‮ ‬يمكن تصوره أو تقبله بالطبع من أي‮ ‬وزارة صحة‮ ‬غير وزارة صحتنا وشيء طبيعي‮ ‬أن‮ ‬يضحي‮ ‬الإنسان بما‮ ‬يملك من أجل إنقاذ حياته أو من‮ ‬يعول عند تعرضه لأي‮ ‬تدهور صحي‮ ‬من‮ ‬الله عليِ‮ ‬وعليكم بالعافية‮.. ‬لكن الشيء‮ ‬غير الطبيعي‮ ‬هو أن المنشآت الصحية العامة والخاصة على حد سواء في‮ ‬بلادنا للأسف لم تستطع إنقاذ نفسها من حالة التدهور الصحي‮ ‬الذي‮ ‬يضرب سمعتها أو‮  ‬تحاول تشخيص الأسباب التي‮ ‬عززت انعدام الثقة فيها بالنسبة للمريض ويكفينا عتاباٍ‮ ‬توجيه هاتين الجملتين لها بعد أن بْحتú‮ ‬أصواتنا‮.‬
شخصياٍ‮ ‬أرعبني‮ ‬منذ الوهلة الأولى ذلك الازدحام الذي‮ ‬تعج به صالة مصلحة الجوازات كمحطة أولى‮ ‬يلجأ إليها اليائسون من مشافينا للحصول على وثيقة الفرار للخارج الذي‮ ‬بالمناسبة ليس فيه ما‮ ‬يسر الخاطر أو‮ ‬يبهج الناظر سوى أن هناك أطباء‮ ‬يقدسون المهنة ويتعاطون معها من منظورها الإنساني‮ ‬البحت الذي‮ ‬لا‮ ‬يقبل قطعاٍ‮ ‬التخمين أو التشخيص الخاطىء أو الجرعة المفاقمة للعلل وذلك هو بيت القصيد بالنسبة‮ »‬لأبو‮ ‬يمن‮« ‬المغلوب على امره الذي‮ ‬قد‮ ‬يوفق حيناٍ‮ ‬في‮ ‬مغامراته الخارجية وإن كانت‮ »‬البهذلة‮« ‬هي‮ ‬رفيقه الدائم الذي‮ ‬لا مناص منه منذ أن تطأ قدمه المطار وحتى العودة إنها الضريبة الإجبارية وما أكثر القصص المبكية التي‮ ‬تثيرها لحظات‮ »‬التشاكي‮« ‬بين اليمنيين في‮ ‬زاوية المغادرة عند العودة‮ ‬الايجابي‮ ‬منها أن فيها من الدروس بالنسبة لأي‮ ‬عائد‮- ‬ما‮ ‬يجعله أكثر تقبلاٍ‮ ‬وتفهما لطبيعة الوضع المعيشي‮ ‬بشكل عام وليس الطبي‮- ‬في‮ ‬بلادنا وأكثر استيعاباٍ‮ ‬وتصالحاٍ‮ ‬مع نفسه تجاه تلك الاشياء التي‮ ‬ظلت محل تذمر واستنكار‮..<‬
Share

التصنيفات: الصفحة الأخيرة

Share