Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

دعت المنظمات إلى إعادة النظر في‮ ‬خططها وبرامجها

دعت المنظمات إلى إعادة النظر في‮ ‬خططها وبرامجها
إشــــراق الجــديري‮:
المنظمات أهملت مفهوم التنمية والشراكة
‮> ‬قالت الأخت إشراق الجديري‮ ‬مديرة دائرة منظمات المجتمع المدني‮ ‬وحقوق الانسان برئاسة الوزراء أن نشوء منظمات المجتمع المدني‮ ‬في‮ ‬بلادنا والمتزايد عددها بشكل ملحوظ‮ ‬يمثل أحد المتغيرات الحديثة في‮ ‬المجتمع المدني‮ ‬المعاصر‮ ‬وهي‮ ‬بذلك تعبر عن المتغيرات السياسية التي‮ ‬جاءت مع دولة الوحدة‮ ‬آنِ‮ ‬الأوان لتقييم أوضاع ومْخرجات هذه المنظمات والوقوف على الصعوبات التي‮ ‬تعترض طريقها لإصلاح العثرات والإرباكات التي‮ ‬رافقت عملها في‮ ‬الفترة السابقة‮.‬
وأشارت الجديري‮ ‬إلى أن واقع الحال‮ ‬يشير إلى أن هذه المنظمات تحتاج إلى مراجعة جادة إذ لا بد من صياغة نظام أساسي‮ ‬يحدد عمل هذه المنظمات ويتضمن تقسيماٍ‮ ‬واضحاٍ‮ ‬للعمل فيها بين الأعضاء والأفراد والقيادات‮ ‬يحدد أسلوباٍ‮ ‬إدارياٍ‮ ‬حديثاٍ‮ ‬ومحاسبة مالية‮ ‬وهذا ما‮ ‬يمنح هذه المنظمات قدراٍ‮ ‬من التحديث الإداري‮ ‬والتنظيمي‮ ‬المواكب للمتغيرات السياسية والاجتماعية‮ ‬لأن مواقع الأفراد في‮ ‬إدارة هذه المنظمات ومدتها وشروط تلك المواقع ما تزال‮ ‬غير واضحة المعالم‮ ‬وهذا‮ ‬يعكس‮ ‬غياب التخطيط والتأهيل العلمي‮ ‬وضعف الخبرات في‮ ‬مجال العمل المدني‮ ‬الأمر الذي‮ ‬يجعل من إدارة هذه المنظمات أسلوباٍ‮ ‬خاضعاٍ‮ ‬لثقافة الإدارة ورغباتها‮.‬
واعتبرت الجديري‮ ‬أن‮ ‬غالبية هذه المنظمات لا تعرف أو لا تستخدم أسلوباٍ‮ ‬إدارياٍ‮ ‬حديثاٍ‮ ‬في‮ ‬نشاطها من حيث عملها اليومي‮ ‬والأنشطة والتقارير السنوية الأمر الذي‮ ‬يجعل من إدارتها أسلوباٍ‮ ‬مشخصناٍ‮ ‬يخضع لمزاج الشخص المدير أو المسؤول التنفيذي‮ ‬الأول كما أنها لا تملك وحدة معلومات أو أرشيفاٍ‮ ‬واضحاٍ‮ ‬لمجمل نشاطاتها‮ ‬وتحديد الفئات المستهدفة ومدى إجادة العاملين في‮ ‬هذه المنظمات لمهامهم‮ ‬ولا تضع لنفسها تقييماٍ‮ ‬سنوياٍ‮ ‬يساعدها على تطوير هياكلها وتحديثها‮.‬
وأضافت الجديري‮ ‬أن الواقع‮ ‬يكشف عن تكوين جماعة ترتبط بالمسؤول التنفيذي‮ ‬الأول الذي‮ ‬لا‮ ‬يتغير وتْدار أغلب هذه المنظمات بشكل شخصي‮ ‬بعيداٍ‮ ‬عن أسلوب الإدارة الحديثة الذي‮ ‬يقتضي‮ ‬قواعد ديمقراطية في‮ ‬تدوير السلطة وانتخاب قيادات جديدة‮ ‬وهذا‮ ‬يغيِب أهم مجالات التحديث في‮ ‬ممارساتها المدنية من حيث كونها مدارس أولية للممارسات الديمقراطية ويجعلها نسخة مكررة لكثير من المؤسسات التقليدية في‮ ‬المجتمع بل ويفرغها من محتواها الذي‮ ‬أنشئت من أجل تنفيذه‮.‬
وأشارت إلى أن من المبكر القول بفاعلية منظمات المجتمع المدني‮ ‬كشريك حقيقي‮ ‬في‮ ‬كل مجالات الحياة العامة لحداثة نشأتها وتواضع قدراتها وخبراتها‮ ‬فضلاٍ‮ ‬عن وجود عوائق ذاتية ترتبط بكل منظمة من حيث التجربة أو توافر الرؤية والوضوح لطبيعة الاهتمام وموضوعاته مما‮ ‬يجعل هذه المنظمات على كثرة تعدادها نسخة واحدة في‮ ‬معظم الحالات‮.‬
وقالت الجديري‮ ‬أن كثيراٍ‮ ‬من هذه المنظمات تهمل مفهوم التنمية القائمة على أساس الشراكة والمشاركة والتمكين والاستدامة وهذا‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى إضعاف الحماس نحو العمل التطوعي‮ ‬في‮ ‬أوساط المجتمعات المحلية‮. ‬كما أن‮ (‬شخصنة‮) ‬المنظمات تؤدي‮ ‬إلى إطفاء حماس أعضائها‮ ‬وبالتالي‮ ‬غيابهم عن أنشطتها واجتماعاتها مما‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى انفراد عدد محدود من قيادتها ومعاونيهم باتخاذ القرارات في‮ ‬ظل‮ ‬غياب قيم الانضباط والمحاسبة والمساواة التي‮ ‬لم تصبح بعد جزءاٍ‮ ‬من منظومة القيم الموجهة لسلوك الأفراد والجماعات‮.‬
وأن على هذه المنظمات أن تمنح أعضاءها فرص المشاركة في‮ ‬اتخاذ القرارات المتصلة بشؤونها الداخلية وبتنظيم علاقاتها بغيرها من المنظمات الحكومية وغير الحكومية‮ ‬وعليها الاتصاف بالشفافية وإرساء قواعد الحكم الرشيد والسلوك الديمقراطي‮ ‬وستكون هذه المشاركات بمثابة التدريب العملي‮ ‬الذي‮ ‬يؤهل أعضاءها للمشاركة في‮ ‬الأنشطة العامة بفاعلية والمشاركة في‮ ‬صنع القرار على المستوى الوطني‮ ‬ومن الأهمية بمكان توعية أعضائها والعاملين فيها بقضايا حقوق الإنسان ومتطلبات العمل المدني‮ ‬وتشكيل وعيهم في‮ ‬اتجاه المطالبة بحقوق المواطنين وتنظيم علاقاتهم وفقاٍ‮ ‬لمبادئ حقوق المواطنة‮.‬
واعتبرت أن نشر ثقافة المجتمع المدني‮ ‬يعد من صميم أعمال‮ ‬المنظمات وتطبيق نظام الحكم المحلي‮ ‬واسع الصلاحيات‮ ‬يساهم في‮ ‬تعزيز مشاركة المجتمع المدني‮ ‬في‮ ‬المستقبل المنظور وفي‮ ‬التخفيف من تركز هذه المنظمات في‮ ‬المدن وتوسيع نشاطها في‮ ‬الأرياف‮ ‬وهذا بدوره سيمكنها من تنويع وتجديد أنشطتها بما‮ ‬يتلاءم مع اختلاف وتباين وضع المجتمعات المحلية ويساعدها على تجاوز الانطواء على الذات وأن توجد لها طريقاٍ‮ ‬واضحاٍ‮ ‬نحو النجاح الذي‮ ‬يتطلع إليه الجميع‮ ‬وقد أثبتت التجربة أن الدول التي‮ ‬طبقت أنظمة اللامركزية في‮ ‬ظل وجود منظمات فاعلة للمجتمع المدني‮ ‬وتتمتع بدرجة عالية من التنظيم والإدارة الجيدة إلى استعانة أجهزة الحكم المحلي‮ ‬بهذه المنظمات في‮ ‬إدارة ومراقبة المشروعات التي‮ ‬تهم المجتمع‮.‬
ودعت الجديري‮ ‬هذه المنظمات إلى إعادة النظر في‮ ‬سياساتها وخططها وتوجهها العام وآليات تنفيذ برامجها ومشاريعها على نحو‮ ‬يجعلها نموذجاٍ‮ ‬غير تقليدي‮ ‬قادر على الخلق والتميز‮ ‬وإحداث النقلة النوعية في‮ ‬حياة المجتمع المدني‮..<‬
Share

التصنيفات: الشارع السياسي

Share