Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

حين‮ ‬يصبح الخوض في‮ ‬المحظور‮ ..‬شراٍ‮ ‬لابد منه‮!!‬

حين‮ ‬يصبح الخوض في‮ ‬المحظور‮ ..‬شراٍ‮ ‬لابد منه‮!!‬
طه العامري
ameritaha@gmail.com
‮>  ‬غالبا ما‮ ‬ينتابني‮ ‬شعور بأن بعض‮ (‬زملاء المهنة‮) ‬يتعاطون مع رسالتهم بمزاجية تفوق درجة العبثية‮ ‬إذú‮ ‬يتعامل بعض المنتسبين للمهنة مع تداعيات الأحداث وظواهرها بطريقة‮ (‬ذاتية‮) ‬يجسدون من خلالها قناعتهم الخاصة بمعزل عن‮ (‬الحقيقة‮ ) ‬وعن‮ (‬المهنة‮ ) ‬وقيمها وأخلاقياتها وربما‮ ‬يذهب بعضنا في‮ ‬تعاطيهم مع بعض أو كل القضايا الوطنية ورموزها وأبطالها انطلاقا من دوافع وحسابات شخصية دون اكتراث بالحقيقة أو حتى التفكير بها أو بمن قد‮ ‬يكونون ضحايا لتصرفات ومواقف نزقة خاصة أولئك الذين وجدوا أنفسهم‮ ‬يدفعون ثمن مواقفهم وقناعاتهم بصورة مظالم مركبة لحقتهم ولا تزال تلحقهم فقط كونهم لا‮ ‬يملكون‮ (‬السقف الاجتماعي‮ ) ‬القادر على حمايتهم من سهام الاجتهادات الخاصة لبعض من‮ ‬يفترض بهم أن‮ ‬يكونوا فرسان‮ (‬الحقيقة‮) ‬المهنية وحسب‮.‬
بدون مقدمات سأتناول الموضوع وبكل شفافية ووضوح وتجرد وحيادية أملا من كل صاحب رأي‮ ‬أو موقف أن‮ ‬يقف وقفة جادة مع الموضوع وبتجرد من كل الحسابات والدوافع‮ ‬مع حق كل شخص في‮ ‬الاحتفاظ برؤيته وقناعته ولكن ليس بالضرورة أن‮ ‬يلزمنا بها بذات القدر الذي‮ ‬لا ألزم فيها أحدا بما سأعبر عنه هنا وهو نتاج قناعتي‮ (‬الذاتية‮) ‬المجبولة بقدر من المقارنات التي‮ ‬يمكن الاستدلال بها من باب التساؤل وحسب‮ .‬
الحكاية باختصار هي‮ ‬أن دعوة فخامة الأخ علي‮ ‬عبد الله صالح رئيس الجمهورية‮ ‬_ حفظه الله‮ ‬_ لحوار وطني‮ ‬شامل وصادق وجاد‮ ‬يشمل كل الرموز والشخصيات الوطنية في‮ ‬الداخل والخارج وهي‮ ‬الدعوة التي‮ ‬جاءت‮ ‬غير مشروطة وليس لها‮ ‬غاية أكثر من الحاجة والمصلحة الوطنية والشرط الواجب توافره في‮ ‬هذا الحوار أن‮ ‬يكون تحت سقف الثوابت الوطنية والنظم والتشريعات القانونية والدستورية‮ ‬وكنتاج لهذه الدعوة الكريمة من فخامته وصل إلى عاصمة الوحدة إحدى الشخصيات الوطنية الذي‮ ‬اضطر للغياب عن وطنه عقودا من الزمن وهو الأخ الأستاذ عبد الرقيب القرشي‮ ‬الذي‮ ‬غادر البلاد أواخر العام‮ ‬1977م وبداية العام‮ ‬1978م تقريبا على خلفيات تداعيات وطنية وصراعات دامية شهدها حينها شطرا الوطن‮ ‬ظل هذا المناضل ومعه رفيقه في‮ ‬النضال الرائد‮  ‬عبد الله عبد العالم عضو مجلس القيادة وقائد قوات المظلات‮ ‬_حينها_ ومنذ العام‮ ‬1978م وحتى اليوم شهد الوطن الكثير من الصراعات الدامية والمثيرة ولكن‮ ‬يمكن القول إن أبشع تلك الصراعات تمثلت في‮ ‬حرب صيف‮ ‬1994م وهي‮ ‬برغم بشاعتها‮ ‬يمكن القول‮ ‬_مجازا_ أنها لم تكن ببشاعة أحداث‮ ‬13‮ ‬يناير التي‮ ‬شهدها ما كان‮ ‬يسمى بالشطر الجنوبي‮ ‬من الوطن‮ ..‬
بعيدا عن الخوض في‮ ‬تفاصيل وأسباب ودوافع تلك المحطات الصراعية فإن الوحدة اليمنية جبت ما قبلها وأيا كان أطراف الصراع وأيا كانت مواقفهم وكان الغالب والمغلوب فيهم أو‮ ‬_‮ ‬مجازا_ ‮ ‬كان القاتل والمقتول‮ ‬فإن ما‮ ‬يجب أن نستوعبه أن كل تلك المحطات كانت حصيلة مواقف ودوافع سياسية وهو ما‮ ‬يصعب تحميل طرف أو شخص بذاته مسئولية أيُ‮ ‬من تلك المحطات إلا في‮ ‬السياق الاعتبارياٍ‮ ‬وحسب وبعيدا عن أي‮ ‬سياق لا‮ ‬يحمل مضموناٍ‮ ‬اعتبارياٍ‮ ‬وحسب‮ .. ‬لكن أن‮ ‬يذهب بعضنا‮ ‬_ اليوم_ في‮ ‬محاولة تكريس فكرة وقناعة بذاتها وتوظيفها ضد‮ ( ‬أفراد‮ ) ‬بذاتهم وفق منطق استلابي‮ ‬يصعب تقبله‮ ‬فهذا ما لا‮ ‬يمكن القبول به من أي‮ ‬عاقل‮ ‬يحترم نفسه وعقله ويحترم عقل المتلقي‮ ‬ويحترم تضحيات ودماء من جعلنا منهم بمثابة‮ ( ‬قميص عثمان‮) ‬مع أن أولئك الشهداء الذين دفعوا ثمن مواقفهم الوطنية بغض النظر عن التفاصيل والمتسبب بها باعتبار العمل الوطني‮ ‬الذي‮ ‬يترتب عليه تضحيات‮ ‬يصعب إن لم‮ ‬يستحل تحمل أوزاره أيا كان كونه كان وجاء نتاج قناعات ومواقف وظروف لحظية وزمنية جسدت قيم المرحلة التي‮ ‬شهدت وعاشت‮ ‬غبار تلك المراحل وهي‮ ‬مراحل‮ ‬يجب أن نتعظ بها ونتجنب أسبابها لا أن نظل ولدوافعنا وقناعاتنا الذاتية نجترها ومن ثم نعمل جاهدين ولحسابات خاصة‮ ‬على تكريس فكرة‮ ( ‬أسطورية‮ ) ‬ومن ثم نجعلها تتماهى مع‮ ( ‬أسطورة الهيلوكست‮) ..‬¿
إن العمل الوطني‮ ‬الجاد‮ ‬يتطلب رموزا قادرة على صناعة الأحداث وتطويع حركة الزمن والتاريخ وبما‮ ‬يخلق مناخات وطنية وحضارية تقودنا والوطن إلى آفاق التقدم والرقي‮ ‬والتحولات التنموية التي‮ ‬نتطلع إليها بكثير من الثقة والإرادة وتلك قيم رسخها في‮ ‬ذاكرتنا فخامة الأخ الرئيس من خلال رؤيته ومواقفه وعلاقته مع كل الشرائح المجتمعية التي‮ ‬تلتف حول قيادته إدراكا منها لعظمة الحكمة التي‮ ‬يتحلى بها وهي‮ ‬الحكمة التي‮ ‬جعلته‮ ‬يعمل وبكثير من الشجاعة على رد الاعتبار لمسار نضالنا الوطني‮ ‬ولرموزه السيادية ممن عاشوا قسرا ردحا من الزمن منفيين خارج الوطن وكان الرئيس علي‮ ‬عبد الله صالح وحده من امتلك القرار الشجاع وأعاد الاعتبار لهؤلاء وأعادهم للوطن ليعيشوا مكرمين مرفوعي‮ ‬الهامات‮  ‬وتلك محطة في‮ ‬مسارنا الوطني‮ ‬كان من الصعوبة الإقدام عليها من قائد‮ ‬غير الرئيس الصالح‮..‬
لكن ما‮ ‬يؤلمني‮ ‬كمواطن أن أجد البعض‮ ‬يستل‮ (‬سيفه‮) ‬لمجرد أن علم بعودة‮ ( ‬إحدى الشخصيات الوطنية‮ ‬أو‮ ‬يمكن أن‮ ‬يعود رفيقه الآخر‮ ) ‬إذ لم‮ ‬يكد الأخ الأستاذ عبد الرقيب القرشي‮ ‬تطأ قدماه مطار صنعاء حتى بدأنا نتابع ونقرأ في‮ ‬بعض المطبوعات سيناريوهات مثيرة وحكايات مفبركة عن دوافع وخلفيات الهجرة القسرية لهؤلاء المناضلين‮ ‬ومن ثم ذهب البعض من هؤلاء‮ ‬ينسجون روايات خيالية لا أساس لها من الصحة‮ ‬ومع ذلك أقول ومن باب التنويه لهؤلاء وحسب‮ ‬ماذا لو جاء هؤلاء المناضلون من تطالهم سهام البعض إلى القضاء طالبين براءتهم أو إدانتهم‮ ..‬أي‮ ‬أن‮ ‬يذهب هؤلاء المناضلون لمقاضاة بعض الكتاب الذين ألصقوا بحقهم من التهم ما لا حصر له دون مسوغات قانونية أو أدلة مادية‮ ‬بل إن بعض الكتاب اعتمدوا على روايات‮ (‬المقايل‮) ‬لتقييم قضايا خطيرة وإلصاقها برموز وطنية مهما اختلفنا معها فإن من حقها علينا الاحترام والتبجيل‮ .. ‬إن كنا نؤمن فعلا بفكرة المواطنة والشراكة‮. ‬لكن أن‮ ‬يطالب بعضنا بحوار وطني‮ ‬شامل نشرك بموجبه كل الفعاليات في‮ ‬الداخل والخارج دون استثناء ثم إن ذكرنا الأخوين الرائد عبد الله عبد العالم والأستاذ عبد الرقيب القرشي‮ ‬سرعان ما تنقلب الأمور رأسا على عقب‮ ‬والمؤسف هنا أنه وقبل قرابة شهر من اليوم خضنا أنا وأحد الزملاء نقاشا حادا حول‮ ( ‬الحوار الوطني‮ ‬وشراكة من تسببوا بحرب صيف العام‮ ‬1994م وحرب صعدة وهذه البؤر الإجرامية التي‮ ‬تقطع الطريق وتنتهك القوانين والأعراض وتعرض المصالح الوطنية للخطر‮ ) ‬وقد أصر‮ ( ‬زميلي‮ ) ‬على حق كل هؤلاء في‮ ‬المشاركة‮ ‬ليفاجئني‮ ‬قبل أيام بحملة قاسية شنها عبر بعض الصحف بحق الأخوين الرائد عبد الله عبد العالم والأستاذ عبد الرقيب القرشيوقد نسب‮ ( ‬زميلنا‮) ‬للرائد عبدالله عبد العالم من الجرائم والتهم ما‮ ‬يفوق تلك التي‮ ‬صدرت بموجبها أحكام ضده في‮ ‬قائمة قوامها‮ ( ‬33‮ ‬متهما بالخيانة العظمى‮ ) ‬حينها‮ ‬واتساقا مع مناخ وثقافة تلك المرحلة الخطيرة من مسارنا الوطني‮ ‬الذي‮ ‬لو لم‮ ‬ينتشلنا منه فخامة الأخ علي‮ ‬عبد الله صالح رئيس الجمهورية‮ ‬_ حفظه الله‮- ‬حينها لما كانت ربما اليمن اليوم بهذا المناخ الحضاري‮ ‬والإنساني‮ ..‬
أعود وأقول فقط من باب التذكير أن قائمة التهم شملت‮ ‬_حينها‮ ‬_ الرائد عبد الله عبد العالم وعبد الرقيب القرشي‮ ‬وبجانبهما‮ ( ‬31‮ ‬شخصية‮ ) ‬وطنية آخرى‮ ‬والمؤسف أن في‮ ‬تلك القائمة من توفاهم الله وآخرين سقطت الأحكام بحقهم تلقائيا بقيام الوحدة‮ ‬وقد شارك بعض منهم في‮ ‬الحكم في‮ ‬دولة الوحدة وفيهم وها هم بيننا‮ ‬يعيشون بكامل حريتهم‮ ‬ليقتصر الأمر على الأخوين الرائد عبد الله عبد العالم وعبد الرقيب القرشي‮ ‬وفيما عاد الأخير من أيام لزيارة وطنه وذويه فإن الصحف ما انفكت تبشر بشر مستطير للرجل وليس لكل هذا دواع أخلاقية أو وطنية أو حتى سياسية‮ ‬فيما عودة الأخ عبد الرقيب القرشي‮ ‬فتحت شهية البعض لتسويق المزيد من الأساطير حول واقعة أقول عنها جازما وصادقا وحياديا أن الخوض فيها وفي‮ ‬الضحايا الشهداء الذين نعزهم ونجلهم ونقدر مواقفهم الوطنية العظيمة وهي‮ ‬مواقف تفوق مليون مرة مواقف من‮ ‬يتمسحون بهم اليوم‮ ‬مع الأسف فإن أولئك الشهداء الأبطال‮ ‬يتلقون الكثير من الإساءة والانتقاص حين نربط قضيتهم بفرد أو بضعة أفراد ونتناولهم وكأنهم لم‮ ‬يكونوا رموزا وطنية ووجاهية افتدوا الوطن بدمائهم طواعية‮ ‬بل إن طريقة‮  (‬تناول سيرتهم‮) ‬تبدو وكأنهم لم‮ ‬يكونوا أكثر من مجرد‮ ( ‬وكلاء شريعة‮) ‬ذهبوا ضحية لمنازعات ذاتية مع آخرين‮ ‬نعم هكذا‮ ‬يختزل بعضنا تضحيات أولئك الأبطال‮ ‬وربطها ببضعة افراد وحسب‮ ..!!‬
بيد أن الذين‮ ‬يقفون في‮ ‬وجه قرار عودة الرائد عبد الله عبد العالم وعبد الرقيب القرشي‮ ‬لا‮ ‬ينطلقون في‮ ‬مواقفهم هذه للأسف من حسابات وطنية صادقة بقدر ما‮ ‬يتعمدون ترحيل الاحتقانات للأجيال القادمة في‮ ‬تصميم على جعل نوافذ الأزمات مفتوحة لوقت الحاجة‮ ‬لا أقول هذا انطلاقا من حسابات سياسية أو قبلية‮ ‬لأن الرائد عبد الله عبد العالم لا‮ ‬يستند لحزب ولا لقبيلة ومثله الأستاذ عبدالرقيب القرشي‮ ‬ولكن أقول إن من‮ ‬يعارض فكرة الانسجام الوطني‮ ‬الكلي‮ ‬ويتعامل مع القضايا والرموز الوطنية بقدر من انتقائية إنما من‮ ‬يفكر بهذه الطريقة ويعمل بهذا الاسلوب‮ ‬بوعي‮ ‬أو بدونه هو‮ ‬يعمل لتأسيس مقومات لأسس شرعية قد‮ ‬يستند إليها ذات‮ ‬يوم من‮ ‬يقومون وقاموا بأعمال إجرامية مشهودة بحق الوطن والشعب والتحولات‮ ‬وهذا لمن‮ ‬يجهل‮ ‬يمكن أن نطلق عليه التأسيس الاستباقي‮ ‬للأزمات القادمة‮ ‬طالما‮ ‬يتعاطى هؤلاء فقط مع الرموز النضالية وبهذه الطريقة والأساليب التي‮ ‬لا تعكس فهماٍ‮ ‬ولا رؤى وطنية ولا رمزية في‮ ‬مداولات التعامل الانتقائي‮ ‬المثير التي‮ ‬تسيء لأصحابها أكثر بكثير مما‮ ‬يتوهم البعض أنها تسيء لمن تستهدف في‮ ‬الأصل هذه السلوكيات‮ ‬وهنا فقط أحب أن أشير‮ (‬للزميل‮ ) ‬الذي‮ ‬قال إن الرائد عبد الله عبد العالم ارتكب مجزرة بيده داخل القيادة العامة للقوات المسلحة في‮ ‬صنعاء بحق مجموعة من الضباط عام‮ ‬1975م‮ .. ‬فقط أقول للزميل وهو‮ ‬يعرف نفسه جيداٍ‮ (‬أتحداك‮) ‬أن تأتينا باسم واحد فقط من أسماء هؤلاء الضباط‮ .. ‬وللموضوع صلة‮.<‬
Share

التصنيفات: حــوارات

Share