Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الصـــورة

حين أثيرت الضجة الأخيرة حول العلاقات الغرامية للرئيس الأميركي بيل كلينتون لجأت أجهزة الإعلام إلى الصورة وسيلة لإثبات ما يراد إثباته فجرى التنقيب في الأرشيف عن صور مرت في حينها دون أن ينتبه لها أحد فأعادت شبكات التلفزيون داخل الولايات المتحدة وفي أنحاء العالم كله بث شريط تلفزيوني لاحتفال جرى في البيت الأبيض ظهر فيه الرئيس يعانق مونيكا لوينسكي فيما بدت هذه الأخيرة في لقطة أخرى تنظر إلى الرئيس كلينتون بإعجاب والحق أن الدلالة تضفي على الصورة حتى لو كانت هذه الصورة محايدة أو خالية من الدلالات الخاصة لأننا لو كنا نظرنا إلى صورة مونيكا وهي تنظر للرئيس قبل أن يجري الحديث عن العلاقة بينهما لما كنا قد لا حظنا أمرا غير عادي في هذه الصورة فما وجه الغرابة في أن تحدق فتاة جميلة برئيس بلادها حتى ولو بدا أنها تنظر إليه بإعجاب ولكن اللعبة السياسية الإعلامية وهي لعبة مركبة كما نرى إذ لم يعد بوسع السياسة أن تلعب لعبتها بدون الإعلام أكسبت الصورة الدلالة التي تريدها وهي إلى ذلك نجحت بتفوق في إيصال هذه الدلالة إلى ذهن ملايين المشاهدين فضلاٍ عن ملايين القراء بعد أن نشرت الصور في الجرائد ومجلات العالم.

 

نحن الآن في عصر الصورة والمفكر الفرنسي ريجيس دوبريه قال ذات مرة من  يحكم الصورة يحكم العالم الصورة اليوم هي وسيلة التأثير وهي أيضاٍ دليل الإثبات وشاهد الإثبات لمن يريد أن يثبت أي تهمة أو يدعيها.

 

وبثت قناة »آرتي« الفرنسية- الالمانية المشتركة برنامجاٍ وثائقياٍ عن أهم مئة صورة في القرن العشرين وبين الصور التي جرى اختيارها الصورة الشهيرة المتداولة لتشي جيفارا وصورة الفيتنامية كيم فوك التي تناقل العالم كله صورتها وهي طفلة تركض عارية باكية بعد أن أحرقت قنابل النابالم ذراعها في مطلع السبعينيات وهي اليوم زوجة وأم وبين الصور كذلك الصورة الشهيرة لمارلين مونرو وأخرى للزعيم الزنجي مارتن لوثر كينج مضرجا بدمائه.

 

إنها الصورة إذ تصبح في زمنها ذاكرة وتاريخاٍ وتقول ما تعجز عنه الكلمات..
 

د. حسن مدن

Share

التصنيفات: ثقافــة

Share