Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

نائب رئيس مركز الدراسات والبحوث لـ»الوحدة‮«‬الأحزاب برْمøـتها‮ ‬غيبت مشروع الدولة الحديثة

‮‬وصف الدكتور سمير العبدلي‮ ‬أستاذ العلوم السياسية في‮ ‬جامعة صنعاء نائب رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني‮ ‬الأحزاب السياسية بالموسمية التي‮ ‬لا تظهر ولا تتحرك إلا‮ ‬في‮ ‬الانتخابات والمناسبات الوطنية‮..‬
وأوضح في‮ ‬هذا الحوار الذي‮ ‬أجرته‮ »‬الوحدة‮«: ‬أن الأحزاب السياسية برمتها‮ ‬غيبت من أجندتها مشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة الذي‮ ‬يعتمد على العمل المؤسسي‮ ‬والمواطنة المتساوية وسيادة القانون‮ ‬لافتاٍ‮ ‬إلى أن أدبيات تلك الأحزاب ما تزال تحتوي‮ ‬على نصوص تكفر وتخون الآخر‮ ‬حيث أنها تتعامل بنزعة فردية في‮ ‬العمل الديمقراطي‮.. ‬وكذا بردود أفعال وتقنين المصالح الذاتية على حساب مصلحة الوطن والمواطن‮.. ‬وأشار في‮ ‬ذات السياق إلى أن ثقافة المجتمع لا تزال تقليدية وطاردة للمرأة‮.. ‬منوهاٍ‮ ‬أن الأحزاب التي‮ ‬تدعي‮ ‬الليبرالية والتقدمية في‮ ‬اليمن لم ترشح امرأة لأي‮ ‬انتخابات أكانت رئاسية أو برلمانية أو محلية‮..‬
مؤكداٍ‮ ‬أن حزب الاصلاح ما‮ ‬يزال‮ ‬يستغل المرأة كصوت انتخابي‮ ‬فقط‮.. ‬فإلى تفاصيل الحوار‮:‬
حاوره/عاصم السادة
‮> ‬كأستاذ علوم سياسية ومهتم بالشأن الديمقراطي‮ ‬والسياسي‮ ‬كيف تنظر إلى التجربة الديمقراطية في‮ ‬بلادنا منذ قيام الوحدة اليمنية¿‮ ‬
‮>> ‬اليمن لم تعرف الديمقراطية قبل قيام الوحدة اليمنية عام‮ ‬90م‮ ‬فقبل الوحدة كان هناك نظامان شطريان بالمفهوم الديمقراطي‮ ‬شموليان وليسا ديمقراطيين بالمفهوم الليبرالي‮ ‬والتعددية والتداول السلمي‮ ‬للسلطة‮ ‬لكن في‮ ‬عام‮ ‬90م بدأت مرحلة الوحدة وتلازمت مع المنهج الديمقراطي‮ ‬وحدث نوع من الانتعاش السياسي‮ ‬الكبير في‮ ‬الساحة اليمنية‮ ‬ونتج عنه إعلان‮ (‬43‮) ‬حزباٍ‮ ‬وتنظيماٍ‮ ‬سياسياٍ‮ ‬في‮ ‬الساحة ووجود مساحة كبيرة من حرية الصحافة وحرية الرأي‮ ‬والتعبير وكانت بداية الوحدة مرحلة مزدهرة جداٍ‮ ‬وما زالت مستمرة‮ ‬لكن مع بعض التقلصات ما بعد التنظيم القانوني‮ ‬في‮ ‬البداية كان‮  ‬هناك أحزاب بدون قانون الأحزاب السياسية‮ ‬بعدها صدر قانون الأحزاب السياسية فتقلص العدد من‮ (‬43‮) ‬إلى‮ (‬21‮) ‬حزباٍ‮ ‬سياسياٍ‮ ‬رسمياٍ‮ – ‬أيضاٍ‮ – ‬حدث نوع من التنافس الديمقراطي‮ ‬وكان أبرز ملامح ذلك التنافس في‮ ‬الانتخابات النيابية‮ ‬1993م‮ ‬والانتخابات الرئاسية والمحلية في‮ ‬2006م‮ ‬وبالتالي‮ ‬برغم كل الثغرات والتعثرات الديمقراطية التي‮ ‬حدثت في‮ ‬الساحة اليمنية إلا‮ ‬أن الديمقراطية تعتبر انجازاٍ‮ ‬تاريخياٍ‮ ‬للقيادة السياسية والشعب اليمني‮.‬
حداثة التجربة
‮> ‬أهمية الديمقراطية كقرين شرطي‮ ‬لقيام الوحدة اليمنية المباركة‮.. ‬ماذا أضافت للمشروع الوحدوي‮..‬¿
‮>> ‬نحن لم نستطع أن نتعامل بشكل إيجابي‮ ‬في‮ ‬الممارسة مع التجربة الديمقراطية ومع الوحدة بالشكل المطلوب‮ ‬يعني‮ ‬تعاملنا مع الوحدة والديمقراطية بدون وعي‮ ‬أو رؤية استراتيجية سواء من النخبة أو من المواطنين والمفترض‮  ‬أن الأمر‮ ‬يكون بيد النخبة السياسية الحاكمة سواء الائتلاف الثنائي‮ ‬أو الثلاثي‮ ‬بين الاشتراكي‮ ‬والاصلاح والمؤتمر‮ ‬أو عندما كان التحالف بين الاصلاح والمؤتمر الآن لم‮ ‬يتعامل بموضوعية مع التجربة الديمقراطية ولا مع دولة الوحدة‮ ‬حدثت هناك خروقات واعتقد أن ذلك ناتج عن حداثة التجربة الديمقراطية وتأصل الفكر الفردي‮ ‬بحكم النشأة‮..‬
أحزاب شخصية
‮> ‬ما مدى تأثر الأحزاب السياسية بالثقافة الديمقراطية سواء على الصعيد الداخلي‮ ‬أو تعاطيها مع الآخر‮..‬¿
‮>> ‬أقول أن هذه مرحلة التكوين والإنشاء للأحزاب السياسية فعندما نتكلم عن الأحزاب السياسية ونحاول أن ندرس ظاهرة هذه الأحزاب في‮ ‬اليمن أو نتابع تطور نشأتها نجد أن هناك قصوراٍ‮ ‬رهيباٍ‮ ‬في‮ ‬التداول السلمي‮ ‬في‮ ‬المناصب القيادية داخل هذه الأحزاب‮ ‬فهي‮ ‬تطالب الدولة والقيادة السياسية بالتداول السلمي‮ ‬للسلطة‮ ‬وهي‮ ‬نفسها تعاني‮ ‬من عدم التداول داخل احزابها‮ ‬فالحزب الاشتراكي‮ ‬لم‮ ‬يتم التداول عبر تاريخه قبل الوحدة وحتى بداية الوحدة ولم‮ ‬يتم التغيير إلا‮ ‬عبر انقلابات الرفاق على بعضهم البعض‮ ‬وعندما نرى حزب الاصلاح‮ ‬جلس الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر حتى توفاه الله ولم‮ ‬يتم تدوير المناصب بمعنى أصح في‮ ‬أغلب الأحزاب‮ ‬ما تزال أحزابنا شخصية وفردية قائمة على الشخصية‮.‬
نزعة فردية
‮> ‬هل استوعبت الأحزاب في‮ ‬بلادنا علاقة الديمقراطية بالبناء الوطني‮ ‬أم ما تزال محصورة على نفسها¿
‮>> ‬الديمقراطية تعني‮ ‬التعاون والحوار والتراضي‮ ‬والقبول ببعضنا البعض‮ ‬لكن ما حدث أننا لم نتقبل لا في‮  ‬بداية الوحدة عندما كان هناك إئتلاف ثلاثي‮ ‬ولا حتى عندما كان هناك ائتلاف ثنائي‮ ‬ولا عندما انفرد المؤتمر بالساحة السياسية‮ ‬لم‮ ‬يتقبل الآخر‮ ‬يعني‮ ‬ما تزال بعض أدبيات الأحزاب السياسية اليمنية تحتوي‮ ‬على نصوص تكفر الآخر وتخون الآخر وتجرمه وبالتالي‮ ‬لم نصل بعد إلى مرحلة القبول ببعضنا البعض كأحزاب سياسية‮ ‬نحن ما نزال نتعامل بنزعة الفردية في‮ ‬العمل الديمقراطي‮ ‬ولم نتعلم بعد العمل الجماعي‮.‬
‮> ‬ألا ترى أن هناك جوانب قصور في‮ ‬تعاطي‮ ‬بعض الأحزاب أو السياسيين مع الديمقراطية واستغلالا‮ ‬غير مبرر لها سواء في‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بالرأي‮ ‬أو تنظيم المظاهرات وأعمال العنف وصولاٍ‮ ‬إلى ممارسة نشاطها خارج الثوابت الوطنية.¿
‮>> ‬الثوابت الوطنية جميعنا‮ ‬يعلم أنها الوحدة والديمقراطية‮ ‬لأن مرحلة الشرعية الثورية انتهت‮ ‬والآن نحن في‮ ‬مرحلة الشرعية الدستورية والديمقراطية‮ ‬شرعية المؤسسات‮ ‬وعندما نتكلم عن الثوابت الوطنية من الذي‮ ‬يطرح الثوابت ومن الذي‮ ‬يحدد أن هذا خائن‮ ‬هذا كلام‮ ‬غير منطقي‮ ‬وبالتالي‮ ‬لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يأتي‮ ‬أحد ويحاول أن‮ ‬يفرض أجندته الخاصة أن هذا وطني‮ ‬وهذا‮ ‬غير وطني‮ ‬كلنا وطنيون وكلنا مؤمنون ببلادنا‮ ‬لكن كل واحد‮ ‬يرى من زاوية معينة‮..‬
هناك أدبيات وقوانين ما زلنا نتعلم الديمقراطية‮ ‬وتجربتنا الديمقراطية لا تتجاوز العشرين عاماٍ‮ ‬وبالتالي‮ ‬نحتاج إلى فترة زمنية حتى‮ ‬يتراكم عندنا من خلال الممارسة والثقافة ويثبت في‮ ‬الوعي‮ ‬الثقافي‮ ‬والشعبي‮ ‬والرسمي‮ ‬والنخبوي‮ ‬والحزبي‮.. ‬ما هي‮ ‬الآليات والممارسات الديمقراطية السليمة‮ ‬وبالتالي‮ ‬مهما كان حجم التجاوزات والأخطاء نحن نتعلم من تجربتنا‮ ‬ودخلنا الديمقراطية على قاعدة التجربة والخطأ ولم ندخل الديمقراطية على قائمة التراكم سابقاٍ‮ ‬كل الأنظمة كانت شمولية وانتقلنا فجأة إلى مرحلة الديمقراطية والتعددية وأنا أرى أن هذه كلها ظواهر طبيعية وليست ظواهر استثنائية‮..‬
تجنيد الشباب
‮> ‬ما تأثير التعاطي‮ ‬السلبي‮ ‬بالنسبة للأحزاب على نفوذها السياسي‮ ‬لا سيما أن الأصل في‮ ‬العمل السياسي‮ ‬هو تمثيل الجماهير‮  ‬وليس العكس‮..‬¿
‮>> ‬صحيح‮.. ‬أن من هدف إنشاء الحزب الأساسي‮ ‬والتعدديات السياسية أو الحزبية هو الحوار والتجنيد السياسي‮ ‬وأن تقوم التجنيد السياسي‮ ‬للشباب وأن تطرح برامج وتتعاون في‮ ‬ما بينها من أجل الرقي‮ ‬بمستوى الوطن والمواطن وحتى الآن أحزابنا السياسية لا تعلم ما هو دورها‮ ‬وبالتالي‮ ‬نتعامل جميعاٍ‮ ‬بردود أفعال وبمماحكات سياسية وليس وفق استراتيجية حزب‮ ‬يسعى للوصول إلى السلطة أو‮ ‬يتقبل الآخر فنحن جميعاٍ‮ ‬نتعامل كأحزاب سياسية بردود أفعال وتقنين المصالح الشخصية والذاتية على حساب مصالح الوطن وبدون استثناء‮.‬
رؤية ديمقراطية
‮>‬‮ ‬السياسي‮.. ‬المثقف ما الذي‮ ‬أضافت اليهما الثقافة الديمقراطية¿
‮>> ‬من دور الأحزاب السياسية التجنيد السياسي‮ ‬ونشر الثقافة وسياسة الديمقراطية ومع الأسف أن الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني‮ ‬والدولة من خلال وزارتي‮ ‬الإعلام والثقافة لم تطرح بعد مشروعاٍ‮ ‬ثقافياٍ‮ ‬ديمقراطياٍ‮ ‬وايصال مفاهيمه إلى المواطنين فحتى الآن ليس هناك رؤية أو مشروع ديمقراطي‮ ‬موجود وبالتالي‮ ‬لا نستطيع أن نعيب على الشعب أو على المثقفين في‮  ‬عملية عدم الممارسة الصحيحة للديمقراطية فعندما‮ ‬يكون هناك مشروع ونشر الثقافة الديمقراطية وقيمها في‮ ‬المجتمع‮ ‬يكون هناك محاسبة للآخرين‮.‬
خطورة الوضع
‮> ‬ما تحليلك للمشهد السياسي‮ ‬اليمني‮ ‬في‮ ‬الآونة الأخيرة وما‮ ‬يتسم به من حراك سياسي‮ ‬وتفاعلات وتجاذبات‮..‬¿
‮>> ‬أعتقد أن اليمن تمر بمرحلة صعبة جداٍ‮ ‬سياسيا هذه المرحلة تكالبت عليها مجموعة من الأزمات‮ ‬وهذه الأزمات بعضها من نتائج أنفسنا وبعضها الآخر فرض علينا من الخارج فهذه الأزمات كلها وضعت اليمن على محك خطير وبالفعل هناك أزمة قوية سواء على مستوى الأفق الديمقراطي‮ ‬من الأحزاب السياسية‮  ‬في‮ ‬غياب الحوار وغياب الرؤية الاستراتيجية لمصلحة البلد‮ – ‬أيضاٍ‮ – ‬هناك أزمة في‮ ‬الجنوب نتيجة أخطاء في‮ ‬ممارسة‮  ‬الديمقراطية بالمناطق الجنوبية‮ ‬وهناك حروب صعدة التي‮ ‬لم نعرف لماذا تبدأ ولماذا تنتهي‮ ‬حتى نحن كمثقفين لم نر أجندة واضحة للحوثيين‮.‬
هناك أيضاٍ‮ ‬مشكلة القاعدة‮ ‬وهناك الأزمة الداخلية والخارجية التي‮ ‬هي‮ ‬الأزمة الاقتصادية جزء منها نتاج أزمة الخليج‮ ‬وسوء تقديراتنا الاقتصادية والسياسية وسوء التخطيط‮ ‬وهناك جزء في‮ ‬الفترة الأخيرة هو الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية التي‮ ‬ضربت العالم كله وبالتالي‮ ‬تجمعت الأزمة الاقتصادية على المجتمع وهي‮ ‬أخطر الأزمات على اليمن لأنها توفر بيئة حاضنة وحقيقية للشباب الذين‮ ‬يمثلون‮ ‬60٪‮ ‬من المجتمع ليس لديهم عمل بحيث‮ ‬يتحولون إلى قنابل موقوتة‮  ‬بالإضافة إلى مشكلة خارجية فرضت علينا وهي‮ ‬الأخطر تهدد مستقبل اليمن وهي‮ ‬القرصنة وما‮ ‬يتبعها ليس القرصنة أن تخطف سفينة أو سفينتين‮ ‬بل ما بعد القرصنة وما بعد القرارات الدولية التي‮ ‬طرحت من أجل وجود أساطيل دولية في‮ ‬البحار هذه الأساطيل تحتاج إلى أراض لتقديم الدعم اللوجستي‮ ‬وهو ما طالبت به القوات الأميركية‮ ‬وعبر الأمم المتحدة وبالتالي‮ ‬الخطورة تكمن في‮ ‬ما وراء القرصنة وتدويل البحر الأحمر والمضايق والمناطق الاستراتيجية سواء في‮ ‬اليمن أو في‮ ‬الصومال أو جيبوتي‮ ‬أو السعودية أو مصر‮ ‬كل هذه المناطق ستكون في‮ ‬المستقبل خاضعة إذا لم‮ ‬ينتبه العرب واليمن من ضمنهم إلى أهمية مضيق باب المندب والبحر الأحمر‮.‬
المماحكات والمزايدات
‮> ‬وماذا عن الخطاب السياسي‮.. ‬هل استوعب في‮ ‬مضمونه الهموم الوطنية‮.. ‬أم أنه مايزال بعيداٍ‮ ‬عنها¿ وهل إلتزم بمضامين الثقافة الديمقراطية أم لا‮.. ‬ما هي‮ ‬رؤيتك كباحث وأكاديمي‮ ‬في‮ ‬هذا الشأن‮..‬¿
‮>> ‬المماحكات والمصلحة الذاتية الخاصة لدى كافة الأحزاب السياسية والنخبة السياسية هي‮ ‬الغالبة لكن اعتقد أنه في‮ ‬الفترة الأخيرة برزت نقطة ضوء في‮ ‬وسط الظلام وأنا في‮ ‬رأيي‮  ‬الشخصي‮ ‬كرجل متابع للشأن الوطني‮ ‬أن مبادرة الأخ الرئيس التي‮ ‬طرحت والتي‮ ‬رحبت بها الأحزاب السياسية‮ ‬لكن نحن نريد العمل فالترحيب والإعلان شيء والعمل الجدي‮ ‬والفعلي‮ ‬شيء‮ ‬والوقت‮ ‬يداهمنا كشعب وكدولة إذا لم نسارع في‮ ‬معالجة قضايانا الوطنية بحس وطني‮ ‬ومن أجل المصلحة العليا لليمن سوف ندخل في‮ ‬دوامة صعب الخروج منها‮ ‬وبالتالي‮ ‬أعتقد أن مبادرة الأخ الرئيس وأركز عليها التي‮ ‬اطلق فيها تشكيل حكومة وحدة وطنية وتعديلات دستورية واطلاق المعتقلين كمبادرة حسن نوايا‮ ‬فإطلاق كافة المعتقلين من كل الأحزاب السياسية سواء في‮ ‬الحراك أو في‮ ‬حرب صعدة وكذا الصحفيين هي‮ ‬خطوة جادة من أجل معالجة مشاكل الوطن‮.‬
غياب الثقة
‮> ‬أزمة الحوار‮.. ‬ما الذي‮ ‬تقرأه في‮ ‬مواقف الأحزاب وتعاطيها مع الحوار‮.. ‬وما هي‮ ‬أوجه الاختلال في‮ ‬ما بينها‮.. ‬هل‮ ‬غياب الثقة أم‮ ‬غياب ثقافة الحوار‮.. ‬أم هو إصرار بعضها على تأزيم الوضع السياسي‮..‬¿
‮>> ‬الاثنان معاٍ‮ ‬غياب ثقافة الحوار وعدم الثقة في‮ ‬ما بينها وبالتالي‮ ‬أقول لأحزاب اللقاء المشترك جربتم وجود ضمانات دولية وجربتم وجود مؤسسات حاضنة ولم تصل‮  ‬إلى شيء لذا‮ ‬يجب أن نجلس معاٍ‮ ‬كيمنيين على طاولة الحوار وأن نتفق إذا لم نجلس لأنه بدون ثقة حتى وإن وجود ضمانات دولية لم نعمل بها‮ ‬قبل حرب‮ ‬94م جلسنا في‮ ‬الأردن وكان هناك ضمانات عربية ولم نعمل بها‮.. ‬وانفجرت الحرب‮ ‬وفي‮ ‬انتخابات عامي‮ ‬97م و2006م كان هناك ضمانات الاتحاد الأوروبي‮ ‬ولم نعمل بها وبالتالي‮ ‬علينا أن نكون أكثر منطقية وموضوعية في‮ ‬أن نجلس مع بعضنا البعض ونتفق في‮ ‬ما بيننا قبل أن نقف بالطرف الخارجي‮ ‬سواء‮ (‬NDI‮) ‬المعهد الديمقراطي‮ ‬الأميركي‮ ‬فكلها تلعب لمصلحتها الخاصة واجندتها فهي‮ ‬تتبنى الحوار وتطرحه ولكن في‮ ‬الأخير تصدر قرارات بأن الأمور كلها تمام‮ ‬وفقاٍ‮ ‬للمزاج السياسي‮ ‬لدى الممول الرئيسي‮.. ‬وبالتالي‮ ‬يجب أن نثق في‮ ‬بعضنا البعض قوى سياسية‮ ‬ونثق في‮ ‬قدرات البلد لأن بقاء الوضع على ما هو عليه سوف‮ ‬يؤزم المشكلة أكثر مما هي‮ ‬عليه الآن‮..‬
الحوار هو الحل
‮> ‬ما هو المخرج من وجهة نظرك لفك هذا التعقيد وحلحلة الوضع والخروج من شرنقة اختلاق الأزمات¿
‮>> ‬اعتقد أن المخرج هو الحوار والندوة التي‮ ‬عقدت قبل‮ ‬يومين في‮ ‬مركز الدراسات كان فيها من الشفافية لا سيما عندما تناولت أهمية الحوار‮ ‬وأعتقد أن الرئيس علي‮ ‬عبدلله صالح‮ ‬يمتلك إعطاء قدر كبير من الثقة وهي‮ ‬نوع من التضحية ونوع من تنازل القوي‮ ‬وليس الضعيف وذلك عندما‮ ‬يعطي‮ ‬ضمانات للمعارضة على جدية الحوار‮.. ‬هم طلبوا إطلاق المعتقلين ووقف الحملات الإعلامية‮  ‬وهذه الأخيرة هي‮ ‬من الصالح العام لتهيئة الأجواء‮ ‬أما إطلاق المعتقلين والذي‮ ‬بادر الرئيس بها في‮ ‬العيد العشرين للوحدة اليمنية فلا داعي‮ ‬للمزايدة فيها‮ ‬فالرئيس أعطى قراراٍ‮ ‬وما على الجهات المعنية إلا تنفيذه واعتقد أن الضمانة الحقيقية لأي‮ ‬حوار وأي‮ ‬لقاء هي‮ ‬أن تسود الشفافية أمام الرأي‮ ‬العام الشعبي‮ ‬هي‮ ‬الضمان الحقيقي‮ ‬على مصداقية أي‮ ‬من أطراف الحوار لأنه عندما‮ ‬يكون هناك وجود للرأي‮  ‬الشعبي‮ ‬اليمني‮ ‬المباشر الذي‮ ‬يشرف على الحوار سوف‮ ‬يقول الشعب أنه‮ ‬يرى الحكومة أو المؤتمر الشعبي‮ ‬العام ليس صادقاٍ‮ ‬في‮ ‬نواياه أو أن احزاب المعارضة‮ ‬غير صادقة وبالتالي‮ ‬سوف‮ ‬يكون للموقف الشعبي‮ ‬وقفة جادة في‮ ‬هذه الأمور‮.‬
ترحيب دولي
‮> ‬كيف تقرأ خطاب الرئيس عشية العيد الوطني‮ ‬العشرين وما تضمنه من نقاط ومخرجات وضعت المعارضة أمامها‮.. ‬لا سيما في‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بالشراكة الوطنية وإمكانية تشكيل حكومة¿
‮>> ‬لقد كنت في‮ ‬قطر قبل أيام‮  ‬في‮ ‬مؤتمر المنتدى الخامس للجزيرة وكنا نناقش قضايا الشرق الأوسط وكان معنا في‮ ‬هذا المنتدى حوالي‮ ‬250‮ ‬شخصية من كبار المثقفين في‮ ‬العالم أجمع وكانوا جميعاٍ‮ ‬متابعين للشأن اليمني‮ ‬وتفاصيله وحينها فوجئت أن كلهم‮ ‬يهنئون بأن هناك انفراجاٍ‮ ‬سياسياٍ‮ ‬في‮ ‬اليمن بما طرحه فخامة الرئيس علي‮ ‬عبدالله صالح‮ ‬يعني‮ ‬ذلك أن الخارج ومثقفيه العرب والأجانب تفاءلوا خيراٍ‮ ‬بمبادرة الرئيس فما‮  ‬بالك بالمواطن اليمني‮ ‬وبالعكس أطالب الأخ الرئيس أن‮ ‬يقدم مزيداٍ‮ ‬من التضحيات وأعلم أنها صعبة لكن على صانع القرار بصفته المسؤول الأول عن الدولة أن‮  ‬يتماشى حتى تتحرك قاطرة الحوار الوطني‮..‬
تنفيذ المبادرة
‮> ‬مقاطعاٍ‮.. ‬لكن فخامة رئيس الجمهورية قدم الكثير من التنازلات ولا سيما ما كانت أحزاب اللقاء المشترك تطالب بها¿
‮>> ‬الآن ما نطلبه من رئيس الجمهورية التنفيذ حيث وأن خطابه كان رائعاٍ‮ ‬والكل رحب‮  ‬به في‮ ‬الخارج والداخل لكن المعارضة رفعت شعاراٍ‮ ‬وحيداٍ‮ ‬هو أن الخطاب جيد ولكن التنفيذ إلى الآن لم‮ ‬يتم‮ ‬فإذا كنت فعلاٍ‮ ‬لديك نية صادقة في‮ ‬استكمال الحوار عليك أن تسقط ورقة المعارضة الأخيرة‮..‬
أحزاب موسمية
‮> ‬هل‮  ‬المعارضة استطاعت استيعاب‮  ‬مضمون موقعها كمعارضة في‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بعملها‮.. ‬بعيداٍ‮  ‬عن التنظير وتحميل السلطة كامل المسؤولية في‮  ‬معظم طروحاها‮..‬¿
‮>> ‬المعارضة تتحمل جزءاٍ‮ ‬كبيراٍ‮ ‬من مسؤولية ما‮ ‬يحدث في‮ ‬الساحة‮ ‬لأنها شريك‮  »‬شاءت أم أبت‮« ‬في‮ ‬العملية السياسية‮ ‬وبالتالي‮ ‬لم تطرح برامج ورؤى للشارع‮ ‬حيث تركت الشارع والساحة السياسية وتركت الآخرين‮ ‬يتفاعلون وهي‮ ‬تتفرج‮ ‬مما أدى إلى انفجار الحراك في‮ ‬الجنوب‮  ‬والحرب في‮ ‬صعدة‮ ‬اذن على الأحزاب السياسية أن تقوم بدورها أولاٍ‮ ‬شاءت السلطة أم أبت كأحزاب سياسية معترف بها ولها أجندة سياسية أن تتحرك وسط الشارع وتطرح رؤيتها من أجل بناء الوطن وليس من أجل تصعيد المشكلات‮ ‬فهناك فرق أن تتحرك بأجندة بناء وطن وتتحرك بأجندة تفجير المشكلات‮ ‬لكن عندما تغيب الأحزاب السياسية كافة لأنها أحزاب موسمية لا تتحرك إلا‮ ‬عندما‮ ‬يكون‮  ‬هناك انتخابات أو عيد للوحدة أو عيد للثورة‮ ‬غير ذلك لا تتحرك‮ ‬فدور الأحزاب هو التحرك طوال العام والالتصاق بالجماهير وبهموم الشعب وطرح المعالجات‮ ‬وهذا كله‮ ‬غائب عن الأحزاب السياسية‮..‬
أبواق الأحزاب
‮>‬‮ ‬ماذا أضافت منظمات المجتمع المدني‮ ‬إلى الواقع الديمقراطي‮ ‬ومدى‮  ‬فاعليتها‮  ‬في‮ ‬ظل ارتفاع عددها الكمي‮ ‬وغياب النشاط الفاعل لمعظمها‮..‬¿
‮>> ‬منظمات المجتمع المدني‮ ‬حديثة النشأة مثلها مثل الأحزاب السياسية ومع الأسف الأحزاب السياسية كلها الموجودة في‮ ‬الساحة‮ ‬لم تكفها المنابر فحاولت السيطرة على منظمات المجتمع المدني‮ ‬وبالتالي‮ ‬وجهتها بدلاٍ‮ ‬من أن تكون هذه الأحزاب حلقة الوصل بين المجتمع والدولة في‮ ‬ملء الفراغ‮ ‬بين الدولة والمجتمع في‮ ‬العمل الطوعي‮ ‬تحولت أغلبها إلى أبواق للأحزاب السياسية‮ ‬أما نتيجة لعدم وعي‮ ‬أو لقصور في‮ ‬التمويل‮ ‬فمنظمات المجتمع المدني‮ ‬تعاني‮  ‬من نقص موارد التمويل‮ ‬الدولة ليس لديها موارد تمويل والأجندات الموجودة من المنظمات الدولية والخارجية التي‮ ‬تعمل في‮ ‬اليمن كلها تعمل في‮ ‬إطار مصالحها‮ ‬لها أجندة خاصة‮.‬
‮> ‬ما تأثير الاستقطاب السياسي‮ ‬والتمويل على أنشطة هذه المنظمات وانحراف مسيرة‮  ‬أداءها.¿
‮>> ‬إن ضعف تمويل‮  ‬المنظمات أدى إلى محاصرتها ومحاولة كل حزب استقطاب المنظمات إليه ولم‮ ‬يكفه أنه حزب سياسي‮ ‬له وسائل الإعلام وله القدرة على إيصال رسالته‮ ‬لكنها تنافست على منظمات المجتمع المدني‮ ‬من أجل توجيهها إلى ما‮ ‬يريدون‮ ‬سواء في‮ ‬السلطة أو المعارضة‮.‬
ثقافة تقليدية
‮> ‬إلى أي‮ ‬مدى ساهمت الديمقراطية في‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بالتأثر والتأثير للمرأة اليمنية ودعم المشاركة السياسية لها‮.. ‬وما هي‮ ‬اهتمامات المركز‮  ‬بهذا الجانب¿
‮>> ‬نحن لا تزال ثقافتنا تقليدية‮ ‬وطاردة للمرأة وأتحدى حزباٍ‮  ‬سياسياٍ‮ ‬حتى الآن بما فيها الأحزاب التي‮ ‬تدعي‮ ‬الليبرالية والتقدمية أن تكون قد رشحت نساء للانتخابات‮ ‬كل الأحزاب تستغل المرأة كصوت انتخابي‮ ‬وكنت اتمنى في‮ ‬الانتخابات التكميلية التي‮ ‬حدثت في‮ ‬مجلس النواب مؤخراٍ‮ ‬والتي‮ ‬قاطعتها أحزاب اللقاء المشترك أن‮ ‬يرشح المؤتمر الشعبي‮ ‬العام إحدى‮  ‬عشرة امرأة لكي‮ ‬يؤكد أنه مؤمن بشراكة المرأة لأن الإحدى عشر مقعداٍ‮ ‬لن تؤثر في‮ ‬قوة المؤتمر لا سلباٍ‮ ‬ولا إيجاباٍ‮ ‬فالأغلبية المريحة مع المؤتمر وبالتالي‮  ‬كل الأحزاب السياسية لم تعمل على دعم تطور المرأة فهناك خطابات جيدة للرئيس في‮ ‬تخصيص‮ ‬15٪‮ ‬كوتا للمرأة‮ ‬كما أن هناك حزباٍ‮ ‬آخر ديني‮ ‬وهو الاصلاح‮ ‬صحيح أنه حدث نوع من الانفراج الداخلي‮ ‬لكنه في‮ ‬الحقيقة ما‮ ‬يزال حزباٍ‮ ‬يستغل المرأة كصوت انتخابي‮ ‬وليس كمرشحة للانتخابات وكذا الأحزاب التقدمية سواء الناصري‮ ‬الاشتراكي‮ ‬والبعثي‮ ‬والمؤتمر الشعبي‮ ‬أقل النسب في‮ ‬دعم المرأة فيها‮.‬
سياسة اللأخلاق
‮> ‬كيف تقرأ مستوى الوعي‮ ‬السياسي‮ ‬العام لاستيعاب الديمقراطية كفلسفة ومنهج سلوكي¿ وما تفسيرك لإخفاق بعض القوى السياسية في‮ ‬ممارستها استلهام الهدف الأخلاقي‮ ‬للديمقراطية¿
‮>> ‬لا أحب التصنيفات في‮ ‬الاخفاق الأخلاقي‮ ‬لأنه لا أخلاق في‮ ‬السياسة‮ ‬لكن الديمقراطية في‮  ‬اليمن خلال الفترة الماضية‮  ‬انتعشت بشكل كبير جداٍ‮ ‬بغض النظر عن مدى تنفيذها بشكل كامل لكن وقياساٍ‮ ‬بما كان قبل عشرين عاماٍ‮ ‬كانت الديمقراطية‮ ‬غائبة كلياٍ‮ ‬عن الساحة فما كانت تريده السلطة كان‮ ‬يطبق وكأنه‮  ‬قرار منزل من السماء‮ ‬الآن وخلال العشرين عاماٍ‮  ‬تم ممارسة الديمقراطية‮.. ‬وهناك قصور لا نعترف به على مستوى الشارع والنخبة والسلطة والأحزاب السياسية‮ ‬لكن‮ ‬يظل هذا القصور في‮ ‬ظل الديمقراطية واحة بالنسبة للشعب اليمني‮ ‬ونحن دخلنا التجربة الديمقراطية نتعلم ولم‮ ‬يكن لدينا تراكم‮.. ‬وبالتالي‮ ‬نحاول أن ننسج‮  ‬ديمقراطية تتناسب مع قيمنا‮ ‬وأعيب على الأحزاب السياسية أنها‮ ‬غيبت مشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة لأن مشروع بناء الدولة الذي‮ ‬يعتمد على المؤسسات والمواطنة المتساوية وسيادة القانون كان هو العامل الأساسي‮ ‬في‮ ‬تعزيز بناء الدولة اليمنية وفي‮ ‬خلق مجتمع مدني‮ ‬يمني‮ ‬جديد وقوي‮ ‬متعافُ‮.. ‬لكن هذا المشروع‮ ‬غائب عن كافة الأحزاب السياسية‮ ‬وذلك لأننا مازلنا نتحاور بعقلية الأربعينيات والستينيات‮ ‬ولم ننطلق بعد من عقلية الديمقراطية والتعايش‮ ‬التعاون‮ ‬التراضي‮ ‬الحوار‮ ‬حتى نبني‮ ‬أوطاننا‮ ‬لأننا ما نزال نتعامل بديمقراطية الأربعينيات والخمسينيات‮ ‬بالإضافة إلى عقلية القبيلة‮ ‬لم نتعلم بعد عقلية بناء دولة على أسس مدنية حقيقية‮.‬
حق ديمقراطي
‮> ‬ألا ترى أن‮  ‬العبث السياسي‮ ‬والممارسات‮ ‬غير المسؤولة تحت سقف الحريات الديمقراطية وراء صناعة الكثير من الاشكالات والأزمات‮.. ‬الست معي‮ ‬في‮ ‬هذا الطرح‮..‬¿
‮> ‬ليس كلياٍ‮ ‬ولكن‮ ‬هناك عبث في‮ ‬جانب‮ ‬وهناك طرح أنت تحسبه عبثاٍ‮ ‬والآخرون لا‮ ‬يحسبونه عبثاٍ‮ ‬بل‮ ‬يحسبونه حقاٍ‮ ‬ديمقراطياٍ‮ ‬بأن أطرح ما أقوله‮ ‬لكن أرى الديمقراطية في‮ ‬بلادنا واحزابنا السياسية تتعامل بردود أفعال‮.‬
دمج الثقافة
‮> ‬كيف تقرأ مستقبل الديمقراطية في‮ ‬اليمن في‮ ‬ظل التوجه نحو اللامركزية والحكم المحلي‮ ‬واسع الصلاحيات‮..‬¿
‮>> ‬أرى أن بعض الزملاء والمفكرين السياسيين‮ ‬يطرحون قضية الفدرالية وتقسيم البلاد إلى أربع أو ست مقاطعات هذا كلام‮ ‬واعتقد أن الحكم المحلي‮ ‬كامل الصلاحيات‮ ‬ولا داعي‮ ‬للتلاعب بالمصطلحات في‮ ‬حكم واسع الصلاحيات وكامل‮  ‬الصلاحيات فهناك أجندة دولية مطروحة للحكم الرشيد والحكم المحلي‮ ‬والمشاركة الشعبية فنحن لدينا رؤية أن نطرح كل شيء في‮ ‬بابه نعمل ونطبق‮.. ‬الأجندة الدولية المطروحة حكم محلي‮ ‬واسع الصلاحيات‮ ‬يحكم فيه ويختار المواطنون ممثليهم بأنفسهم وبالتالي‮ ‬يتحملون نتائج ما تتحمله الدولة‮ ‬والدولة تظل دولة سيادية لديها المؤسسات السيادية لكن الحكم المحلي‮ ‬في‮ ‬اطار كل منطقة أو محافظة‮.. ‬واعتقد أنه سيكون أفضل حكم كامل الصلاحيات ووجود‮ ‬غرفتين تشريعيتين‮ ‬والاتفاق على رؤية لشكل نظام‮  ‬الحكم‮ ‬بتوافق وطني‮ ‬حيث ستكون مخرجاٍ‮ ‬لكثير من المشكلات القائمة‮.. ‬ولا فرق بين الفدرالية والحكم المحلي‮ ‬كامل الصلاحيات‮ ‬ولكن نحاول أن نلتف بالمسميات فماذا نعني‮ ‬بالفدرالية¿ فلسنا الولايات المتحدة الأميركية مترامية الأطراف‮ ‬ولا سويسرا‮ ‬وانما اليمن دولة مساحتها محدودة‮ ‬وشعب واحد وهناك تنوع ثقافي‮ ‬وهذا التنوع‮ ‬يخدم الدولة وليس ضد الدولة فنحن لسنا في‮ ‬الهند التي‮ ‬فيها‮ (‬800‮) ‬ثقافة وتنوع لغوي‮ ‬وعرقي‮ ‬ومذهبي‮ ‬فليس لدينا‮ ‬غير مذهبين أو ثلاثة داخل اليمن‮ ‬وليس لدينا تنوع ديني‮ ‬فكلنا مسلمون ولا‮ ‬يوجد سوى‮  ‬أقلية‮ ‬يهودية‮ ‬وكذا التنوع الديمقراطي‮ ‬تحكمه العملية الديمقراطية والتنوع الحزبي‮ ‬وبالتالي‮ ‬هذا التنوع مفيد وليس‮  ‬ضاراٍ‮ ‬فهو‮ ‬يعزز الوحدة الوطنية ويقويها‮ ‬إذا أحسن استغلالها‮.‬
أما أن‮ ‬يأتي‮ ‬أحد ويقول ثقافة أبناء عدن تختلف عن ثقافة أبناء صنعاء أو عمران‮ ‬صحيح أنها تختلف لأن الأول نشأ على المدنية والثاني‮ ‬نشأ على القبلية‮ ‬والمفترض أن هناك رؤية في‮ ‬الدولة كيف تدمج هذه الثقافة معاٍ‮ ‬لنصنع نسيجا جديداٍ‮ ‬برؤية حديثة لوطن واحد‮ ‬وهذا ليس ضد التعايش السلمي‮ ‬نحن شعب واحد وبالتالي‮ ‬فإن قضية الحكم في‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بالسياسة‮  ‬أن‮ ‬يكون هناك حكماٍ‮ ‬محلياٍ‮ ‬كامل الصلاحيات‮ ‬يشمل كل محافظات الجمهورية‮ ‬أما تقسيم اليمن إلى أقاليم ومخاليف فهذا التفاف على الحكم المحلي‮  ‬كامل الصلاحيات‮.‬
مخيمات الشباب
‮> ‬كلمة أخيرة تود قولها لكافة القوى السياسية على الساحة الوطنية للجلوس على طاولة الحوار الوطني‮ ‬لإخراج البلد من دوامة الأزمات التي‮ ‬هو فيها الآن‮..‬¿
‮>> ‬قبل كل شيء هناك نقطة هامة لا تزال‮ ‬غائبة عن الجميع وهي‮ ‬مشكلة الشباب‮ ‬الأحزاب السياسية والدولة والمنظمات لم تعط أي‮ ‬اهتمام للشباب‮ ‬غير الاهتمام الإعلامي‮ ‬حفلة ومهرجان ومؤتمر وتنقضي‮ ‬الحالة‮.. ‬فالشباب مستقبل اليمن علينا جميعاٍ‮ ‬أن نضع رؤية استراتيجية حقيقية ليس توزيع أعلام وأحاديث‮.. ‬إلخ القضية تحتاج إلى بناء وطني‮ ‬للشباب حقيقي‮ ‬لعقيدة الشباب السوية والوسطية والانتماء وولاء الشباب للوطن‮ ‬وايجاد مخارج عملية‮ ‬لتشغيل الشباب‮ ‬هذه كلها مجموعة من الأجندات‮ ‬غائبة عن كل الأحزاب السياسية وهناك خطر آخر لا نشعر به واعتقد أنه سبب التفريخ الأساسي‮ ‬لأغلب مشاكل اليمن الأخيرة سواء الحوثية أو القاعدة أو السلفية وجود مخيمات سنوية تعقد للشباب بعيداٍٍ‮ ‬عن اشراف الدولة وهذه المخيمات‮ ‬يتم فيها تعبئة الشباب بأفكار متطرفة‮ ‬غير صحيحة وهي‮ ‬تشكل قنبلة موقوتة على اليمن والمفترض أن الدولة هي‮ ‬الجهة الوحيدة التي‮ ‬تنظم هذه المخيمات‮ ‬وليس الدولة فقط من خلال مشروع وطني‮ ‬كيف تعطي‮ ‬الشباب جرعات التنمية وليس التعبئة فهناك فرق بين التعبئة والتنمية بالإضافة إلى مخيمات تعقد بعيداٍ‮ ‬عن إشراف الدولة من حق الأحزاب أن تقوم بمخيمات لكن بشرط واحد ليس لشباب أقل من‮ (‬18‮) ‬سنة‮ ‬في‮ ‬إطار التنمية السياسية الحزبية الخاصة بالحزب‮ ‬أن‮ ‬يكونوا أعضاء في‮ ‬حزبها ولكن ليس لأي‮ ‬شباب‮ ‬وما نراه أن كثيراٍ‮ ‬من الجمعيات الخيرية التي‮ ‬لم نعرف عنها شيئاٍ‮ ‬تقوم بمخيمات وتأخذ أموالاٍ‮ ‬من الخارج والداخل وتعمل على التعبئة والدولة‮ ‬غائبة فبعض تلك المخيمات ترفع شعارات دينية‮ ‬يفهم منها مغازي‮ ‬أخرى بينما مسؤولونا لا‮ ‬يدركون‮  ‬هذا الشيء‮ ‬وبالتالي‮ ‬لا بد أن‮ ‬يكون للدولة وقفة جادة وحقيقية في‮ ‬هذا الشأن‮..
Share

التصنيفات: حــوارات

Share