Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

في تحليلهم لأدائها الصحفي والمهني : "الوحدة" عقدان من الأداء والتميز

غدت »الوحدة« منذ الوهلة الأولى ساحة مفتوحة للفكر الوطني ومنبراٍ لديمقراطية الرأي والرأي الآخر.. وصارت منبراٍ وصوتاٍ للأحزاب التي لاصحف لها وأفردت صفحاتها لكل القضايا الوطنية.. احتراماٍ كاملاٍ للرأي والرأي الآخر وعبرت عن الأنشطة النقابية والتكوينات المهنية..

 

وتأثرت »الوحدة« الصحيفة بالمناخ الديمقراطي والتعددي الناجم عن حدث بحجم الوحدة اليمنية بل إنها تناولت كل ما دار في الحياة السياسية من اتفاقات وصراعات ورؤى وكانت ساحة للحوار البناء..

 

بصدور هذا العدد تكون »الوحدة« الصحيفة قد أطفأت شمعتها العشرين وأضاءت شمعة جديدة في مضمار مسيرة رسالتها الصحفية والوطنية والمهنية التي نأمل أن تجسد ذلك الخط الذي اختطته لنفسها منذ انطلاقتها الاولى مع إشراقات العهد الديمقراطي الذي انبلج مع سطوع شمس مايو المجيد.. وهي فرصة أن نقيم فيها ذاتنا وأداءنا وعطاء من سبقونا خلال محطات مسيرة العمل في الأعوام العشرين الماضية وحتى اللحظة من خلال طرح هذا الموضوع أمام مقياس التقييم لمن نالهم حظ الملاحظة وفرصة المتابعة والاطلاع على سجلها الصحفي والمهني.. فأهلاٍ بمن استجاب لدعوتنا هذه ولم يبخل علينا حتى بكلمة عتاب وقلوبنا قبل صدورنا مفتوحة  -وفي شغف- لتقبل الملاحظة والنقد.. وتحية لكل من هل علينا بإطلالته في هذه الواحة:

 

 

استطلاع/نجيب علي العصار

 

 

في البداية تحدث إلينا الأستاذ محمد عبد الرحمن المجاهد – رئيس تحرير صحيفة الجمهورية  »سابقا« – بالقول:

 

الحقيقة أن صحيفة الوحدة ومنذ صدور عددها الأول يوم الـ22 من مايو 1990م كرست جل محتوياتها للحديث عن الوحدة اليمنية والمنافحة عنها ومثلت الخط الدفاعي الأول في الجانب الصحفي الإعلامي لدحر التخرصات عن الوحدة اليمنية وعن الثوابت الوطنية للبلاد وإن كان يعتريها أحيانا بعض الضعف في بعض الجوانب التحريرية الصحفية سواء في المحتوى أو الجوانب الفنية ..  ولكن والشهادة لله أنها أي الصحيفة ومنذ تولى مسئوليتها المرحوم الأستاذ عبد الله سعد محمد صالح المعبقي الذي كان يقال عنه ( محيي الصحف وهي رميم ) وحتى الآن برئاسة الأديب الأستاذ حسن عبد الوارث ومن معه في طاقم الصحيفة تزداد تألقا فهي غير جميع الصحف الرسمية والحزبية أيضا فيها مساحة من حرية الرأي ما ليس في غيرها ..

 

فالعبد لله مستمر بالكتابة فيها منذ عامين أو أكثر لم يحدث خلال ذلك أن منع أي مقال لي أبدا ولاولم تحذف أية كلمة أو جملة أو سطر من كل المقالات التي نشرت حتى الآن عكس الآخرين في الصحف الأخرى حيث تجدهم ملوكا أكثر من الملك فتجدهم إما يمتنعون عن نشر بعض المقالات بحجة تعارضها مع السياسة العامة للدولة وإذا نشروا بعض المقالات فيتم ذلك بعد أن ينخلوها نخلا حتى تجد أن المقال الذي كتبته وأرسلته إليهم  للنشر لم يعد هو ذلك المقال بل حتى العنوان يغيرونه ولم يعد لك فيه سوى الاسم لتعرف أنك كاتبه ..  وكأننا عدنا خمسين سنة إلى الوراء التي كانت فيها الصحافة والكتابة فيها تخضع للرقابة الكهنوتية والعسكرية ولسنا في عهد الوحدة والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير ولذلك تنفرد صحيفة الوحدة وينفرد رئيس تحريرها وجميع طاقمها التحريري بالانفتاح وتقبل الرأي الآخر واحترام نتاج الآخرين وذلك يخدم المسيرة الديمقراطية وتعددية الآراء ومسيرة الوحدة المباركة ..  إضافة إلى ذلك أن صحيفة الوحدة بموقفها وصلابتها تجاه ظاهرة الفساد بكل أشكاله وصوره وتجاه كل السلبيات التي تعتري مسيرة السلطة والمجتمع هي بذلك وبطريقة مباشرة وغير مباشرة تدافع عن مكتسيات الوحدة اليمنية وعهدها المجيد وهي كغيرها من الصحف لا تخلو من جوانب القصور والاعتوار التحريري والفني التي ستزول مع الوقت ومع المران والخبرة الطويلة والملفت للنظر أن الوحدة الصحيفة تتحسن باستمرار منذ نشأتها وحتى الآن وذلك ناتج لمهنية القائمين عليها … وبهذه المناسبة أحب أن أقترح على الزملاء في الوحدة الصحيفة أنهم إذا أرادوا نقدا وتقييما حقيقيا ومثمراٍ عليهم عمل استبيان ميداني للقراء عبر النزول الميداني باستمارات استبيانية لبعض شرائح المجتمع وبعض المهتمين ومن خلال ذلك سيعرف الزملاء وجهة نظر الآخرين في الصحيفة من قراء وغيرهم من المختصين والمهتمين في الجانب الصحفي وعن وضعها الفني والتحريري لكي يتم التعديل أو التغيير والتحسين بما يتوافق وآراء القراء وطروحهم أما آراء كتاب الصحيفة أو مجموعة منتقاة فقد لا تكون ذات جدوى وقد لا يقال فيها كل الحقيقة لأن أولئك ليسوا كل القراء .. في الأخير أوجه كل التحايا والتبريكات لصحيفة الوحدة ولرئيس تحريرها ولكل العاملين فيها في عيدهم العشرين وإلى عطاء متجدد ومثمر دائم ..

 

تريم الرواد

 

في مداخلته الجميلة التي تحدث فيها الأستاذ الأديب أحمد ناجي أحمد عند تحليله لمسار العمل الصحفي لصحيفة »الوحدة« يؤكد أهمية الدور الذي لعبته الصحيفة في تجسيد الرأي والرأي الآخر كرسالة وشعار اختطته لنفسها منذ انطلاقتها الأولى.. ويسترسل أحمد ناجي الذي يعتبر من الكتاب الأوائل في الصحيفة منذ بداية صدورها بالقول: من حيث المبدأ لا يمكن أن نتجاهل الأوائل الأساتذة الكبار الذين كانت لهم بصماتهم الواضحة في بروز الصحيفة وعلى رأس هؤلاء الأستاذ المرحوم محمد ردمان الزرقة وأحمد الحبيشي كما لا انسى صاحب اللمسات الصحفية المعروف بابداعه في العمل الصحفي حسن عبدالوارث فهؤلاء جميعهم لهم بصمات سياسية وإبداعية واضحة.

 

وهنا يشير الأستاذ أحمد ناجي أحمد إلى نقطة مهمة على الصحيفة القيام بها  وهي أن تكرم الناس الذين لهم دور كبير في ظهورها إلى النور والتأسيس أيضاٍ وعلى رأسهم الصحفي الكبير محمد ردمان الزرقة الذي ألهب المشاعر بقلمه الصحفي وفكره المتطور وهذا كرد للجميل وإن تثبت من خلال هذه الخطوة المسار الاخلاقي في تكريم الرواد وأصحاب الأقلام الذين كان لهم دور بارز في التأسيس وأيضاٍ الذين ساهموا بشكل كبير في تطور مسارها ولعبوا دوراٍ متميزاٍ في أدائها المهني وإحداث تطور كبير في رسالتها الصحفية.. فاتمنى من هيئة تحرير »الوحدة« ومن مؤسسة »الثورة« ووزارة الإعلام أيضاٍ أن تلتفت إلى تلك القامات الصحفية المرموقة والقيام بتكريمها فهي بحق تستحق التكريم..

 

قضايا للفساد

 

الدكتور عبدالملك الدناني استاذ الإعلام والاتصال.. بجامعة صنعاء: يرى من وجهة نظره الاكاديمية أن صحيفة »الوحدة« من بين الصحف الرسمية الصادرة اليومية أو الأسبوعية فإن الوحدة تحتل مكانة مميزة بما تتميز به من خط مهني وأسلوب راقُ في التعامل مع القضايا المحلية.. واشار إلى أن هذا التميز يعود إلى ما حظيت به من رؤساء تحرير يمتلكون خبرة ومهنية عالية منذ صدور عددها الاول حيث توالى على رئاسة تحريرها زملاء يمتلكون رصيداٍ في مهنة الصحافة ولديهم رؤى مع التطورات التي حدثت بعد قيام دولة الوحدة.

 

وأضاف: هذا الجانب أتاح للصحافيين والكتاب من كل الاتجاهات السياسية أن يتباروا بأفكارهم ويكتبوا بحرية مطلقة وبقناعة ذاتية.. وهذا التنوع الذي حدث منذ العدد الاول من كل اتجاهات الطيف السياسي ومن كتاب ايضاٍ لهم مكانة مرموقة بين اوساط القراء اليمنيين يوضح ان الصحيفة فيها مساحة حرية واسعة مقارنة بالصحف اليومية أو الأسبوعية الرسمية التابعة للدولة وعزز هذا التوجه الصفحات المتميزة فيها وعلى سبيل المثال لا الحصر الصفحة الثالثة مكافحة الفساد إذ لا توجد في أي من الصحف الرسمية الاسبوعية أو اليومية مساحة لتناول هذه القضايا بالوثائق سواءٍ كانت هذه الجهات وزارات أو مؤسسات .. وهذا جهد تشكر عليه هيئة تحرير الصحيفة ومحرر الصفحة لأنهم يتكبدون  معاناة الحصول على المعلومة والوثائق والحصول على الوثائق بحد ذاته يمثل صعوبة ناهيك عن المصادر التي تستقى منها المعلومات.

 

مشيراٍ إلى أن هناك مسؤولون كانوا وزراء أو حتى مدراء عموم يخافون ان يعطوك المعلومة وخاصة إذا كانت للنشر.. لكن الجرأة التي طرحتها الصحيفة في تناولها لقضايا الفساد ساهمت في ان كل ما ينشر في صفحة مكافحة الفساد يعد بلاغاٍ علنياٍ مباشراٍ إلى هيئة مكافحة الفساد التي أشادت  بـ»الوحدة« ونتمنى أن تحذو الصحف الأخرى حذو »الوحدة« من حيث الطرح الموضوعي وما تتناوله من قضايا تعتبر بلاغاٍ للنائب العام أو للمحكمة أو للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة أو للقضاء.

 

منوها أنه من خلال بحث علمي اكاديمي وهذا جانب مهني اشتغلت به وجدت صحيفة »الوحدة« تتميز من بين الصحف المستهدفة من حيث طرحها لقضايا المجتمع فلا يقتصر دور الصحافة على الاخبار والتثقيف ولا دورها أيضاٍ في مجال الكشف عن قضايا الفساد وهذا الدور الرقابي للصحافة يجب أن يتجسد ناهيك عن الدور التوعوي التعليمي انطلاقاٍ من المنظومة الأساسية ووظائف الإعلام بشكل عام وهذا ليس تحيزاٍ بل بمعيارية وعلمية فعند تحليلي لمجموعة اعداد من صحيفة »الوحدة« منذ بداية صدورها في العام ٠٩٩١م والآن بعد مرور عقدين من الزمن على صدور الصحيفة ستجد أن النهج لا زال هو نفسه مساحة الحرية لمعظم الكتاب وكذا تناولها للقضايا بل إن هناك تطوراٍ مستمراٍ للصحيفة.

 

وتمنى أن تطمح الصحيفة للمزيد في التناول لقضايا أخرى قضايا جوهرية وأن تزيد عدد الصفحات من حيث الكم من 16 صفحة إلى 20 أو 24 أو 32 صفحة وأن تفرد صفحة لقضايا البيئة وتعد قضايا جوهرية وأساسية في الصحافة العربية والعالمية فلماذا لا تخصص صفحة تعنى بالبيئة تهدف لتناول القضايا البيئية التي تهم الناس… واشار أن على هيئة التحرير إفراد مساحة للقراء وأيضاٍ مساحة لكتابات الرأي تحمل في طياتها النقد البناء وليس النقد لغرض المزايدات والمهاترات الإعلامية التي نراها في صحف حزبية وأهلية لتصفية حسابات على مستوى الصحف… كما لفت إلا أنه ينبغي التركيز على التحقيق الصحافي المتنوع الذي يغوص في أعماق القضية ويشمل كافة القضايا المتعلقة بهموم المواطنين في مختلف المحافظات وهذا لا ينطبق على صحيفة »الوحدة« بل على الصحف الرسمية أو اليومية الحكومية بحكم أنها أوسع انتشاراٍ..

 

دلالات بيرة

 

فيما يرى الدكتور علي العمار- استاذ الصحافة المساعد بكلية الإعلام- جامعة صنعاء أن فكرة إنشاء و تأسيس صحيفة الوحدة التي تطفئ شمعتها الـ (20) وتوقد الشمعة الـ(21) جاءت متزامنة مع تحقيق أعظم إنجاز يمني وعربي هو الوحدة اليمنية المباركة في الـ(22) من مايو عام 1990م ولعل اقتران اسم الصحيفة باسم الوحدة اليمنية ينم عن دلالات كبيرة تبين مكانة هذه الصحيفة ودورها الإعلامي الجديد في مرحلة تتسم بالنهج الديمقراطي والتعددية السياسية والحزبية ولذلك فقد حرص القائمون على إنشاء الصحيفة أن يواكب شعار الصحيفة (الرأي والرأي الأخر) النهج الجديد لليمن الموحد.. وقد ترجمت الصحيفة وهيئة تحريرها هذا الشعار من العدد الأول الصادر تقريبا في 1990م وقد رأس تحريرها أستاذ الصحافة اليمنية وكاتبها الأول الأستاذ (محمد ردمان الزرقة) رحمه الله ومعه نخبة من المع الصحفيين اليمنيين في هيئة التحرير أمثال الدكتور عبد الوهاب الروحاني وأحمد الحبيشي وغيرهما.. فخلال الفترة ( 1990 – 1994م) كانت الصحيفة في أوج مجدها لتميز هيئة تحريرها الذين ترجموا شعارها تماشيا مع أهم مراحل اليمن الديمقراطية من وجهة نظري وهي الفترة الانتقالية والتي شهدت حراكا سياسيا وديمقراطيا ملفتا.. وعبر كبار الكتاب عن أرائهم الفكرية والسياسية والعقائدية والسياسية بكل حرية في صدر صفحاتها لذلك كان الجميع يحرص على اقتناء صحيفة الوحدة وأتذكر حينها أن بعض موظفي مؤسسة الثورة لم يكونوا يجدون نسخة صباح كل يوم أربعاء من صحيفة الوحدة لنفادها واستمرت على هذا المنوال حتى بدأت الصراعات السياسية والحزبية (قاتلها الله) تنعكس على أعضاء هيئة التحرير مما اضعف قليلا من مستواها المهني.

 

أما فترة ازدهار الصحيفة في مرحلتها الثانية فكانت في عهد الأستاذ نصر طه مصطفى الكاتب والصحفي المتميز الذي تولى رئاسة تحريرها إلى جانب الإدارة العامة للمؤسسة وحاولت الصحيفة  بنهج جديد أن تعيد مجد ازدهارها بانتهاج العمل المهني الذي يترجم شعار الصحيفة الموجود أسفل الترويسة.. وبدأت اللقاءات والحوارات مع مختلف الشخصيات الثقافية والفكرية وكذلك التحقيقات الصحفية الفورية التي كانت تعري الفساد والمفسدين وعادت الصحيفة إلى مستواها المتميز وتوزيعها المرتفع.. وكنت حينها أعمل في قسم التحقيقات واذكر إن رئيس التحرير الأستاذ نصر طه مصطفى كان يحرص دائما على الانصات للمحررين ليسمع منهم الأفكار الصحفية الجديدة التي سينفذونها ثم يقوم بالإضافة والتعديل وتعلمنا منه الكثير في مجال العمل الصحفي.

 

واستمرت الصحيفة على هذا النهج وحافظت على مستواها حتى تدخلت الصراعات الحزبية بين شريكي السلطة حينها (المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح وانعكس ذلك على هيئة التحرير.. فرفض حينها الأستاذ نصر طه مصطفى مواصلة العمل الصحفي لأسباب لم نكن نعرفها وظلت الصحيفة تنحدر في مستواها لأنه بغياب رئيس التحرير ومدير عام المؤسسة تفتقر إلى الدعم المادي الأمر الذي يعيق كثيرا من خططها الصحفية. وبعد ذلك في فترتها الثالثة تولى الأستاذ محمد العصار رئاسة تحرير الصحيفة لكنه لم يعين مديرا عام للمؤسسة وبالتالي فإن صلاحيته المالية لم تكن كسابقيه من رؤساء التحرير (الزرقة الحبيشي ونصر طه مصطفى) فعانت الصحيفة الأمرين وكنت حينها سكرتيرا للتحرير. حتى أن الخلافات بين أعضاء هيئة التحرير كانت تدب بين فترة وأخرى وزادت مشاكل الصحيفة وتدهورت كثيرا وكان أحد أهم الأسباب هو تحكم الإدارة حينها بالدعم المالي الخاص بالصحيفة.

 

أما الفترة الرابعة فكانت من وجهة نظري من أفضل المراحل التي مرت بها الصحيفة على الرغم من محدودية هذه الفترة وهي المرحلة  التي تولى زمام الأمور فيها استاذ الصحافة اليمنية الأستاذ المرحوم عبد الله سعد الذي كان يمثل مدرسة صحفية بعينها فقد تعلمنا منه الكثير في مجال العمل الصحفي واستطاع خلال فترة وجيزة أن يعيد لصحيفة الوحدة مكانتها وألقها من جديد واستطاع أن يشرك كبار الكتاب اليمنيين في الصحيفة وفي مقدمتهم الأستاذ عبد الكريم الرازحي رغم جرأته في الكتابة كما هو معروف عنه. واستطاع أن يعيد كثيرا من الصحفيين المهنيين من أبناء الصحيفة للعمل بعد أن كانوا قد فضلوا العمل في صحيفة الثورة ومنهم الأستاذ محمد الشيباني الذي عمل على تغيير شكل الصحيفة إلى الأفضل فظهرت الصحيفة بثوب جديد وإخراج متميز يواكب التطورات في المضمون الذي شهدته الصحيفة في تلك الفترة واستقطب العديد من الصحفيين الشباب أمثال مراد هاشم وحسين الجرباني ويحيى الحكيم وازدهرت الصحيفة شكلا ومضمونا على الرغم من أن رئيس تحريرها الجديد لم يكن مديرا عاما للمؤسسة …وكانت هناك خطط تطوير ورؤية وتطلع لدى الأستاذ عبد الله سعد لتطوير الصحيفة واستقلالها ماليا وإداريا بل أنه استطاع ان يجعل العاملين في صحيفة الوحدة فريقا واحدا سواء كانوا صحفيين أو فنيين أو مصححين وحتى الجماعين .

 

وكانت هذه التطلعات قاب قوسين أو ادنى لولا تدخل مشيئة الله سبحانه وتعالى في الحادث الذي حصل للأستاذ عبد الله سعد اثناء مرافقته لفخامة رئيس الجمهورية في زياراته الميدانية للمحافظات والتي على أثرها لم يدم طويلا حتى توفاه الله وبموته ماتت التطلعات الخاصة بالصحيفة ومن بعدها جاءت فرصة ابتعاثي للدراسة العليا في الخارج وذلك بعد تعييني معيدا في كلية الإعلام وتركت العمل في صحيفة الوحدة.. ولا استطيع التحدث أكثر عن المراحل التالية خصوصا أثناء فترة الدراسة عن صحيفة الوحدة لأنني لم اعد إليها إلا بعد عودتي من الدراسة نهاية العام 2008م .

 

والحقيقة أن صحيفة الوحدة خلال الفترة التي تولى رئاسة التحرير فيها الأستاذ والكاتب الكبير حسن عبد الوارث شهدت تطورا ملموسا ليس بشهادتي وإنما بشهادة الآخرين الذين اثبتوا أنها الصحيفة الأولى التي تعمل على نشر قضايا الفساد الداء الذي ينخر في جسد الوطن وعمل على قتل نفوس اليمنيين من أعماقهم وأصابهم بالإحباط من جميع الجوانب..

 

وعلى الرغم من الدور الكبير الذي تقوم به صحيفة الوحدة في تعرية الفساد والمفسدين إلا إن دورها سيظل محدودا إذا لم يكن هناك تجاوب من قبل الجهات المختصة بمحاسبة المفسدين واعتبار تناولات صحيفة “الوحدة” والصحف الأخرى بمثابة بلاغات للنائب العام من اجل محاسبة كل العابثين بمقدرات الوطن.

 

فمزيدا من التألق والشموخ لهذه الصحيفة ومزيدا من الشكر والتقدير للقائمين عليها وفي مقدمتهم الأستاذ حسن عبد الوارث لإتاحة هذه الفرصة لإخراج ماتجول به ذاكرتي عن هذه الصحيفة التي عملت بها لأكثر من عشر سنوات.

 

ومعذرة للقراء ولهيئة التحرير إن كنت قد قصرت لأن كل ماكتب هو إفراغ من الذاكرة دونما عودة إلى الأعداد والشخوص لمعرفة كل صغيرة وكبيرة.. ومبروك مرة أخرى للوحدة الصحيفة إطفاءها الشمعة العشرين وإيقادها الشمعة الحادية والعشرين ..

 

مساحة وطن

 

> أما الزميل/ أحمد مظفر – سكرتير تحرير صحيفة »الرياضة« فقد قال:

 

أمر جميل أن تسجل في مفكرتك بعض ما قمت به من أعمال.. وأن تدون في أجندة عمرك أموراٍ طوتها الأيام والسنون.. ومن باب أهمية في ذلك العودة بالذاكرة إلى الوراء قليلاٍ لاستقراء ما قمت به من فعل وأفعال.. واستعادة جانب من الماضي.. أكان جميلاٍ وممتعاٍ.. ومن الأفعال الرائعة أو البائسة.. منفراٍ كان أو مقنعاٍ.. المهم أن تعيــــش أيام عــمرك والجــــزء الكبير مما تقـــــوم به مقنع.

 

> والأجمل أن أعود هنا بالذاكرة قليلاٍ في هذه المساحة وفي هذه المطبوعة الركيزة والمنبر الإعلامي الحر.. أعود بالذاكرة وبكم بعد مرور عقدين على ميلاد الوحدة »الصحيفة« التي اشتق اسمها من الوحدة اليمنية المباركة.. الوحدة الخالدة على مر العصور.

 

> اليوم وبالأمس وبعد أعوام ودهور وحتى تقوم الساعة إن شاء الله نحتفل بذكرى الوحدة اليمنية وتحتفي بها أجيالنا المتعاقبة في كل اليمن.. وأعود بالذاكرة إلى اللحظات الأولى من إصدار أول عدد من صحيفة »الوحدة« وتحديداٍ من العدد صفر بعد القرار الهام الرسمي بصدورها ومهرها بالأفكار القوية والجريئة التقدمية المحافظة لا المتحفظة.. وتلقينها لغة واحدة.. لغة يمن واحد ووطن موحد تتحدث بالديمقراطية وبالتعددية سلوكا وبالحزبية ممارسة في وقت كانت الحزبية قبل عقدي الوحدة محرمة ومن الأشياء المعيب ذكرها في المدرسة.. بل محرمة..

 

ومن حسن حظي انني كنت واحداٍ ممن تم اختيارهم للمشاركة في اصدار العدد صفر من صحيفة »الوحدة« في الجانب الفني – رئيس قسم التنفيذ الصحفي – وعبدالله غالب عبدالكريم – رئيس قسم الإخراج الصحفي – إلى جانب الزميل المبدع صاحب الأنامل الذهبية الكاريكتوري محمد الشيباني – المدير الفني – وإلى جانب ما حظيت به »الوحدة« – الصحيفة – من طاقم هيئة التحرير الذي رأس تحريرها المفكر والصحفي الهامة والقامة الأستاذ محمد ردمان الزرقة – رحمة الله تتغشاه –  في مراحلها الأولى وإلى جانبه الأفاضل عبدالوهاب الروحاني وعلي الأشموري وحسين الجرباني وحمود منصر وعبدلله سعد ويحيى الحكيم وقدرية الجفري ورجاء عبدالعزيز وسامية الأغبري.

 

> مرحلة »الوحدة« مع الأستاذ الزرقة كانت حاسمة رغم هدوئها لأنها مرحلة تثبيت وتقوية عود وإثبات الوجود.. وفي تلك المرحلة أتت بالمفيد وتعاملت مع قضايا الوطن بتوازن عقلاني وطرح منطقي بعيد عن  المجازفة وعن المراهنة الحزبية لأن الجميع كان يدرك مدى حساسية التوقيت وخطورة الوقت الذي صدرت فيه صحيفة »الوحدة« كونها معنية بإبراز الجوانب الإيجابية في الحزبية – منظمات وأحزاباٍ – وإبرازها على العلن والعمل والتعامل بالحزبية بشفافية وبوضوح في ضوء النهار بعيداٍ عن الدهاليز الضيقة وعن مناكفة خفافيش الظلام التي كانت تتم في الغرف المغلقة والتي لا تصل اليها شمس النهار.

 

> أعقب ذلك مرحلة جديدة من مراحل صحيفة »الوحدة« وهي المرحلة الثانية »المتأزمة« في اعتقادي الشخصي كونها جاءت في مرحلة التقاسم بين حزبي المؤتمر الشعبي العام والاشتراكي أو مرحلة المناصفة.. حينها قضت الفترة الحساسة بتعيين الأستاذ أحمد الحبيشي رئيساٍ للتحرير »اشتراكي« والأستاذ عبدالوهاب الروحاني مديراٍ للتحرير »مؤتمر« وهذه المرحلة أعتقد أنها كانت من أسخن الفترات وأشدها تأزماٍ وأقواها صراعاٍ بين ممثلي المؤتمر والإشتراكي وصورة مصغرة لما كان يحدث من مشاكل خلال الفترة الانتقالية بين الحزبين الحاكمين.

 

> الحبيشي والروحاني قليل ما كانا يلتقيان عند بعض الأخبار والمواضيع والكتابات والتحقيقات والحوارات الصحفية وكثيراٍ ما يختلفان عند صفحة منظمات وأحزاب حتى وصل بنا الأمر كفنيين إلى عدم الرضا في اخراج وتنفيذ أخبار ومواضيع صفحة منظمات وأحزاب وخاصة تلك الأخبار التي تهمز المؤتمر أو تغمز الاشتركي حينها نستعد للمعركة وللوجية الاسبوعية ليلة الأربعاء كل إصدار صحيفة »الوحدة« بين ممثلي المؤتمر والإشتراكي.

 

> فكرة.. هذا يساري وهذا يميني عرفتها كل المعرفة من خلال إخراج المواضيع على الصفحات – صفحة اليمين وصفحة اليسار واتهمت بأني يميني لأني كنت أخرج موضوع أحد الكتاب الإسلاميين في الصفحة اليمين مع أن الصفحة اليسرى هي الأهم والأكثر جذباٍ للعين وللقراءة.. ولكن السياسة لها نظرة أخرى..!!

 

> وتتواصل مرحلة تقاسم صحيفة »الوحدة« بين حزبي المؤتمر والاشتركي ولكن في هذه المرة بين الأستاذ أحمد الحبيشي رئيس التحرير وبين الأستاذ عبدالكريم الخميسي والذي حل مديراٍ للتحرير بدلاٍ عن الأستاذ عبدالوهاب الروحاني الذي تم تعيينه رئيس تحرير صحيفة »22 مايو« الخميسي عبدالكريم حضر إلى »الوحدة« وهي في أوج تأزمها ومكهربة حد الغليان وخاصة بين المؤتمر والاشتراكي لكن حضوره كان مثالياٍ وعقلانياٍ في التعامل مع ذلك الوضع وتعامل مع حدة الحبيشي برزانة جسدت الرشد فيه وقدرته على امتصاص لحظات انفعال ممثل الشريك بعقلانية ووقار الرجل الناضج والمدرك جيداٍ لما يقوم به من أقوال أو أفعال أمام مسؤول ثائر وصحفي حصيف من نوع الأستاذ أحمد الحبيشي.

 

> لتتواصل بعدها مراحل اعداد وتثبيت اصدار صحيفة »الوحدة« الرائعة حيث تعاقب على رئاسة تحريرها الأساتذة نصر طه مصطفى ومحمد العصار وعبدالله سعد – رحمه الله – وبدر بن عقيل ويقود ألقها وتميزها حالياٍ الأستاذ حسن عبدالوارث مواصلاٍ سلسلة مراحل اصداراتها بنفس الوحدة الشامخة وألق الكلمة وجرأة في  الطرح والموضوعية في مجمل قضايا الوطن الراهنة.

 

> صحيفة »الوحدة« هذه المطبوعة الوطنية الشامخة بحق مثلت مدرسة متفردة في عالم الصحافة والإعلام اليمني.. نثرت عبق اسلوبها الصحفي على الساحة اليمنية المكتظة بالصحف والإصدارات متعددة الأوجه والألوان وكانت في مقدمة العراك الإعلامي السياسي والعسكري والاقتصادي ومثلت الصدر الرحب لتلاقح الأفكار والمذاهــــب والآيديولوجيات المتباينة والمتوافقة في وقت عرفت اليمن الخلاف السياسي بمعناه الحقيـــقي بعد الوحدة الخالدة.

 

> والوحدة »الصحيفة« هي مدرسة السياسة الأولى والفنار لمن أراد تعلم فن الاختلاف الذي لا يفسد للود قضية.. مدرسة تعلمت فيها ألف باء الســــياسة وفنون الصحافة وجنون الكتابة وعناصر الخبر ومعنى اللقطة ومعنى القفشة ومغزى الحوارات واستقصاء التحقيقات الصحفية للمواضيع والقضايا الخفية لإظهارها على السطح بدون تسطيح.. بمعنى أن »الوحـــدة« صحيــــفة بمساحة وطن..

Share

التصنيفات: مكافحة الفساد

Share